أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ديمقراطية حسون الامريكي














المزيد.....

ديمقراطية حسون الامريكي


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3841 - 2012 / 9 / 5 - 10:15
المحور: كتابات ساخرة
    


شخصية حسون الامريكي ديناميكية بالمعنى الحرفي للكلمة، ظهرت قبل سنوات طويلة في شوارع بغداد وربما لايعرف عنها شيئا جيلنا الجديد.
كان يتمشى كل يوم في شارع الرشيد مع كلبه الصغير "بوبي".. في ذلك الزمن لم يكن للكلب اي احترام عند البغداديين الا عند حسون.
لم يكن ذلك وحده بل انه كان يثير الاستغراب ببدلته البيضاء "القاط كان شديد البياض" وقبعته البيضاء المربعة وربطة عنقه الحمراء الرفيعة جدا والتي تشبه ربطات رعاة البقر في تمساس الامريكية.
وينقل عنه مقربون استطاعوا كسب ثقته قصصا قصيرة ولكن المهم فيها انه كان يحب كل شيء امريكي.. بيته الصغير المتواضع لايضم الا الاثاث الامريكي ولا يطبخ الا على الطريقة الامريكية، ويقال انه نسي الكثير من مفردات اللغة العربية لكونه يتكلم مع الاخرين بلكنة انكليزية امريكية حتى حسب بعض القوم انه امريكي الولادة.
كانت الناس تحج الى مكة المكرمة في موسم الحج وهو يحج الى حديقة البيت الابيض ليجلس هناك اياما وليال.
لايعرف احدا ماذا كان يعمل او من اين يحصل على مورد رزقه ولكن السفهاء كانوا يشيعون عنه انه يتقاضى راتبا ثابتا من السفارة الامريكية في بغداد رغم انه لم يستطع احد اثبات ذلك.
كان ،حسب المقربين، يعشق لعبة الشطرنج ولديه الاستعداد الغريب لقضاء اسابيع وهو يلعبها حتى مع نفسه.
وكان يردد مع نفسه دائما: اننا مثل هذه الرقعة يحركها من يريد ويلعب بها من يريد ويفوز بها من يريد.
ولم يكن احد يعرف سر هذا القول في ذلك الزمان ولكن يبدو ومع مرور الوقت تحققت نبوئته في تشبيهنا برقعة الشطرنج يلعب بها من يشاء.
احد الذين عاصروا حسون الامريكي وقد بلغ من العمر عتيا قرأ امس خبرا نقلته "السومرية" للانباء.. كان جالسا في مقهاه المفضلة وفجأة صاح باعلى صوته" ولكم وين حسون حتى يشوف البلاوي الجديدة".
تنبه القوم الى صوته.. بعضهم جاء اليه ليعرفوا ماذا حدث، وجدوه يبكي وقد وضع راحتا كفيه على وجهه مخافة ان ينكشف امره ، فالبكاء ليس للرجال كما كان يردد دائما.
تبرع احدهم واخذ الجريدة من يده وقرأ بصوت عال:
" أفاد مصدر في العاصمة بغداد بأن قوات مسلحة يرتدي افرادها زي الشرطة الاتحادية هاجمت العديد من النوادي الاجتماعية في بغداد وقامت بالاعتداء على مرتاديها بالضرب واطلاق الرصاص في الهواء لاخافتهم، فيما ذكر شاهد عيان أن أفراد الشرطة حاصروا العديد من رواد النوادي وانهالوا عليهم بالضرب المبرح بالكابلات واعقاب بنادقهم ومسدساتهم وقاموا كذلك باطلاق الرصاص فوق رؤوسهم".
واضاف المصدر أن "تلك القوات التي كان افرادها يرتدون ملابس الشرطة الاتحادية شوهدت وهي تنتشر بالمئات وتحاصر مناطق الكرادة والعرصات والسدة وساحة الاندلس حيث هاجموا هناك نادي الادباء وتم اغلاقه بالقوة، كذلك ناديي الصيادلة والسينمائيين ودمرت محتوياتهم".

وقال شاهد عيان في أحد النوادي أن "أفراد القوى الأمنية حاصروا العديد من مرتادي النادي ولم يسمحوا لهم بالخروج إلا بعد أن يأخذوا حصتهم من الضرب المبرح بأعقاب البنادق والمسدسات"، حسب قوله.
وأضاف أن "أفراد الشرطة قاموا بتدمير محتويات النادي بالكامل"، واصفا ماجرى لمرتاديه بأنهم "أصيبوا بالرعب وفوجئوا بسرعة الهجوم وقسوة أفراد الشرطة بحقهم، مع قيامهم بالعد حتى العشرة لخروجهم من النادي قبل الاعتداء عليهم".
من كاتب السطور: لانعتقد ان وكالة اخبارية تضحي بسمعتها من اجل فبركة خبر كهذا.. ربما وردت بعض المعلومات المبالغ فيها كضرب الرواد باعقاب البنادق او العد من 1 الى 10 للخروج راكضين ولكن الامر يستحق المتابعة.
من يقف وراء هذا الاجراء؟.
اعتقد ان السيد صلاح عبد الرزاق له سوابق في هذا المجال حيث اغلق العديد من النوادي في شارع ابو نؤاس واقتحمت زبانيته اتحاد الادباء، وامر مريديه بتفجير محلات المشروبات الكحولية.. لم لا؟ اليس هو خليفة الله بالارض ويريد اصلاح القوم؟ اليس من حقه ان يبتهل الى الله ان يستمر بالسرقة والفساد شرط ان يردع الاخرين ويقوّم سلوكهم؟.
ربما.
وربما السيد العيساوي امين العاصمة الذي اراد ان يظهر بدلا من المنتظر الذي طال انتظاره ويرش" البخور" على اعين الحاسدين وهو يغرف مالذ له وطاب من صندوق الدنيا.
ربما.
هل هو دولة رئيس الوزراء؟ لايمكن الثقة بهذه المعلومة فهو مشغول الى قمة رأسه بحل الصراعات و"العركات" بينه وبين الاخرين الذين يتربصون الفرصة للاطاحة به.
ربما.
فاصل عن ربما: ستبقى ربما قائمة ممدة بطولها على وجوه اولاد الملحة الى ان يتضح الخيط الابيض من الخيط الاسود.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آه ياعراق ستكون في متحف التاريخ الطبيعي قريبا
- رئاسة الوزراء العراقية تنتظر محمد تميم
- عسر ولادة لقناة الجيش والكعبة نظيفة هذه السنة
- الدباغ يهدي مصروف جيب للثقافة العربية
- الطحال وما ادراك ما الطحال
- وين ننطي وجهنا ياناس
- حبيبي من اين لك هذه الطائرة؟
- ليس اطرف من الصرف الصحي في العراق
- حين تتعارك الديكة تسكت الدجاج
- الصومال تتهم العراق بالتآمر لقلب النظام
- العلم نورن
- والله نشمية يابنت اللامي
- تمخض الخنزير فولد صرصورا
- بنك سني.. بنك شيعي والاختلاط ممنوع
- الما يسوكه مرضعة ضرب العصا لازم ينفعه
- مدراء البلديات لايعرفون ما هو آت
- المنقبات المنقبات.. السافرات السافرات
- ايها الرقعاء.. قليلا من المروءة
- شعيط ومعيط وخامسهم...
- حليب ابو قوس في ساحة الفردوس


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ديمقراطية حسون الامريكي