أسعد البصري
الحوار المتمدن-العدد: 3841 - 2012 / 9 / 5 - 09:42
المحور:
الادب والفن
كنتُ أعلمُ أنهُ ينتظرني آخر الدّرب
كانَ يمزح مع الجميع لكنه أبداً لم يمزح معي
أخذني إلى نخلة عالية وألقى بي من قمتها
ضربتُ الأرض وارتفعتُ مرّتين وانقطعَ نَفَسيْ
شعرتُ به في ذلك السقوط الحرّ
وشعرتُ به في صيفٍ آخر حين غرقتُ
كان يكلمني تحت الماء
عندما تهتُ صغيراً أمسكني من يدي وتاه معي
كان يُمرضني كثيراً ليُبعد طفولتي عن الأولاد
وهبني الرّبو وقال : هذا لتعرف قيمة الهواء
هدوءٌ غريب يحط عليّ عند المصائب
أعرف أنه سيظهر ويصرّف أمري
لقد تمّ تخريب حياتي تماماً
حتى اقترب موعد رميها إلى القمامة
ظهر وقال : كلّ مرّةٍ أعيد حياتك تفسدها من جديد
لقد آذيت كثيرين حتى الآن وها أنت ترميها بعيداً
التقطها وهبها لي
مددتُ يدي عميقاً في النفايات ووهبتها له
إن صلاتي ونُسُكي ومحياي ومماتي
لم تعد لي، لا شيء لي، كلّ شيءٍ له
#أسعد_البصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟