أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خلود العدولي - مدخل للتفكير في سؤال ما الكتابة؟؟














المزيد.....

مدخل للتفكير في سؤال ما الكتابة؟؟


خلود العدولي

الحوار المتمدن-العدد: 3840 - 2012 / 9 / 4 - 23:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الباب الثاني:ما الكتـــابة؟؟
إن سؤال ما الكتابة يفاجئنا بطرحه لعديد الأسئلة المتوالدة منه.إذا أردنا أن نفكر في تعريف للكتابة فإنني سأبدأ بأبسط فكرة يمكن أن تتبادر إلى ذهني و أنا أكتب الآن:إن الكتابة تسجيل لأفكار,حيث أننا نفكر بطريقة لا مرئية و لا مسموعة و بشكل سريع جدا حيث تتقافز آلاف الأفكار إلى عقلنا دفعة واحدة في لحظات وجيزة و هذا ما يجعل من الكتابة طريقة لحفظ أبرز الأفكار و التخيلات التي ترد علينا إنطلاقا من نشاط"التفكير".إن الذي يمارس فن الكتابة لا يمكن أن ينخرط فيه دون المرور أولا بنشاط "التفكير"و بالتالي علينا إستنتاج صفة أخرى للكتابة من خلال هذا التمشي ألا و هي "التخطيط المسبق" حيث أن الكتابة لا يمكن أن تكون إعتباطا و لا شكلا من أشكال الإلقاء بالنفس في أحضان الكلمات,و لا شكلا من التزويق الإستيتيقي المتكلف:إنها "مهارة" بكل ما تعنيه هذه الكلمة من حرفية ,ذكاء,تخطيط و مرونة.
إن الكتابة لا تختلف كثيرا عن "فن السحر" حيث أنها تحتاج أسلوبيا للخدعة و الحيلة و الخفة في التنقل من حدث لآخر و في إدراج الأحداث الجديد,و لا تبتعد الكتابة أيضا عن "فن الرقص" بما فيه من تحركات رشيقة تحتاج الخفة و المرونة و يمكن أن نفسر هذا إنطلاقا مما قاله جيل دولوز:أن تملك أسلوبا هو أن تتوصل للتلعثم في لسانك الخاص و في خلق خط هروبي.و هذا ما يؤكد أن الكتابة هي لعبة خفة تتطلب رشاقة أسلوبية و هروبا متواصلا من الخطية.إن الكتابة كما أشرنا من البداية تحمل في معناها البديهي وظيفة تسجيل الأفكار التي تتبادر إلى ذهننا و بالتالي في تحمل "البعد الشخصي" و سواء تجلى هذا البعد في الكتابات الموضوعية كالأساطير و القصص الخرافية و الحكايات الشعبية أو في الكتابات اللاموضوعية اي في الروايات و المذكرات و الشعر,فإنه في كلتا الحالتين تشترك الكتابة في بعد شخصي واحد:هو "الإنسان".إنك لتنظر في هذه الأساطير لصفات إنسانية و تنظر كذلك في مذكرات شخص ما لهذه الصفات,لكن الكتابة اللاموضوعية تميزت دومت بنوع خاص من البعد الشخصي الذي يمثل "ذات الكاتب".إن الشعر و المذكرات و الروايات كانت دوما ترسم لنا و لو بشكل غير ملاحظ و بخطوط رفيعة صورة عن ذات الكاتب.
إن ما يلفت نظرنا كذلك ضمن صفات الكتابة أنها ضرب من الوجود الجديد.إن الإنسان يوجد فوق الأرض منذ الأزل و من الواضح أنه مل من هذا الوجود القدري الذي جعله يرغب في خلق وجود جديد لنفسه و بالتالي أصبح الفن و الكتابة و الحرف و الفلسفة أنواع جديدة من "الوجود الموازي" لكن بقدر أكبر من الحرية و مجال أكبر من قدرة الخلق,و بالتالي فإن الكتابة تدعونا لرؤيتها على أنها وجود يتخطى الفضاء الورقي ليصبح قادرا على حكل الوجود االأرضي السابق.إن قدرة الكتابة المذهلة تظهر في إمتصاصها لعناصر من الوجود الخارجي اليومي و إعادة تفكيكها و تركيبها ضمن بنية مبدعة و ضمن صورة جديدة بأسلوب رشيق,مخادع و مبدع ضمن الوجود الورقي.
إن ما تقوم به الكتابة هو أعظم من الخلق حيث أنها لا تكتفي بنقل ما يوجد أمامها عن طريق المحاكاة و النقل بل إنها تخلق أحداثا و تصورات بشكل فريد لكن بمعنى لا يمكن أن يرتبط إلا بالواقع و ما نعيشه من صراعات كونية و إنسانية.إن الكتابة طريقة لخلط الواقعي باللاوقعي و الوجود المرير بشهوة الحلم :إنها عبارة عن مزج دقيق غير قابل لمنطق الصدفة من أجل رسم ملامح الإنسان في بعده الذاتي و الكوني.إن هذه الصفة هي ما تحدث عنها ماركيوز متحدثا عن الفن عموما حيث يقول:"يتجاوز الفن الواقع و يحطم الموضوعية المتشيئة ليبعث بعدا جديدا للتجربة تتجسد فيه رغبة الذات في التحرر و التمرد".إن الكتابة فعالية خلق متواصلة يجب أن تتجاوز مجرد تسجيل الأفكار, توصيف الحالات , نقل العواطف و علاج حالات الكآبة الشخصية لتستحيل فعالية "ذكاء و مهارة" تتعالى بذلك عن قوانين الطبيعة و المجتمع , سلطة الدولة , سلطة الطبقة و إلزام الواجب لتنفتح على الكونية و الشمول.
يبقى الآن سؤال :لما نكتب؟؟و لمن نكتب؟؟ هي أسئلة سيتم التفكير فيها في مقالات قادمة

ملاحظة:يندرج هذا التفكير ضمن قاعدة أن الحقيقة نسبية و ليست مطلقة اي أنه تفكير نسبي يحتمل الإضافة و التغيير



#خلود_العدولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللقاح الذكري
- بين البحث عن الذات و واقع البينذاتية
- إقرأ لأحبل بكتاب
- إلى طفلي
- فوضوية أنثى.....عشوائية صارخة
- النفس الانتحاري في الرواية اليابانيّة
- حانة الكلمات
- جيل البيت في الرواية الأمريكية -the beat generation-


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خلود العدولي - مدخل للتفكير في سؤال ما الكتابة؟؟