أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - ورقة الاصلاح .. وعود مبهمة وترقب سلبي














المزيد.....

ورقة الاصلاح .. وعود مبهمة وترقب سلبي


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 3839 - 2012 / 9 / 3 - 22:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غدت ورقة الاصلاح الموعودة التي بشّر بها رئيس الوزراء السيد المالكي، عبارة عن عنوان مجرد، لا ينطوي على شيء ملموس. فهل يسمح الوضع السياسي المأزوم في العراق بمزيد من الصبر ترقباً، لعل فيه فك قيد هذه الورقة الاصلاحية الموعودة.. ؟ ، وفي ظل ذلك راح الناس يصفون الاصلاح بـ " زراعة الديم " حيث تنثر البذور في الارض عسى ولعل السماء تمطر فتنبت تلك البذور. ويأتي هذا الوصف متسماً بالواقعية، و لم يتجن على ادعاء كتلة " التحالف الوطني " من انها قد اصدرت ورقة للاصلاح، كما ان بعض التصريحات الصادرة من شخصيات دولة القانون نفسها، ادعت بان الورقة طرحت على الكتل الاخرى، الا ان الرد حول هذا الادعاء جاء بالنفي، لا بل نفى اكثر من طرف من مكونات التحالف رؤيتة لورقة الاصلاح المزعومة.
الورقة المذكورة وعلى حد توصيف بعض شخصيات كتلة "دولة القانون" انها ستتمرحل حسب مستويات مختلف الملفات التي ينبغي اصلاحها، ما يعني ان الامور العالقة سوف لن ينالها نصيب من الاصلاح الا بعد حين، وربما يأتي بعد انتهاء الدورة الانتخابية الحالية. كما حددت ساعة الصفر لبدء رسم خارطة معالجة الازمة، بعودة السيد رئيس الجمهورية من الخارج. وهذا الامر الاخر الذي يعني العودة الى دبلوماسية التوازن التي يتبعها مام جلال، وهنا تُسكب العبرات، كما يقال، حيث تتنافى هذه الدبلوماسية مع استحقاقات حماية الدستور وتطبيق تشريعاته، التي اول ما تفرضه هي عدم الحيادية ازاء تطبيق مقتضياته و الالتزام التام بمواده.
ان ازمة الحكم في العراق وما يدور في فلكها من خرقات دستورية وفساد قد ادت الى فقدان بوصلة مرجعية الحكم، ولا يبدو هنالك احد بامكانه ان يحاسب احد، ومن ابرز علامات ذلك عوم البرلمان على سطح الاحداث دون ان يرسي على بر ، وما عاد يمتلك لا القدرة على الرقابة ولا امكانية التشريع المنصف. وذلك بحكم فقدان المرجعية الدستورية، والهرولة من قبل جل البرلمانيين خلف ارادة "ملوك الكتل المتنفذة " مع الاسف الشديد. اذ تجلى ذلك بكل وضوح في الموقف من المنعطف الحاد الذي تمر به البلاد، فلا دور للبرلمان قد سجل له ازاء الازمة الحالية، وانما استحوذ على دوره التشريعي ودورالتنفيذي من بيده سلطة القرار والمال اينما حل شمالاً او جنوباً.
وفي ظل غياب قدرة سياسيي الحكم على الصحوة من نشوة السلطة، التي اسكرتهم وجعلتهم عاجزين عن ايجاد حل لمشاكل البلد وازمته السياسية المستعصية الحادة، تفاجأ المراقبون السياسيون بمفارقة تثير الحيرة حقاً، والتي تمثلت بمبادرة الحكومة العراقية لطرح ورقة حل للازمة السورية ..!!، مما حدا بالبعض ان يتصور ان تلك الورقة ليست صادرة من قبل الحكومة العراقية، التي عرف عنها العجز والفشل في حل ازمة الحكم في بلدها، التي هي قد تكون بمعايير عديدة، اقل وطأة من المشكلة في سورية، وتمادى البعض الاخر ليقول: انها ورقة قد عُدت من قبل دولة جارة، ومن ثم كلفت الحكومة العراقية بطرحها كي يتسنى للورقة المرور بسياق سياسي اسهل، والعهدة على الراوي. الامر الذي سيكرس الترقب السلبي لدى المواطنين العراقيين، ان ذلك ما هو الا افرازاً لانعدام الثقة بقدرة من يحكم للخروج بالبلد الى بر الامان.
وما دمنا قد تطرقنا لمبادرة الحكومة العراقية حول الوضع الكارثي الذي يحل بالشعب السوري الشقيق، يسحبنا ذلك الى تفسير لابد منه، مؤداه ان الحكومة العراقية تخشى تداعيات الوضع في سورية اكثر من تفجر ازمة الحكم في العراق. وان دل ذلك على شيء انما يدل على قصر نظر مهلك، و لابد من الاستعانة هنا للتنبيه من المخاطر الناجمة عن هذا الفهم السياسي القاصر، الاستعانة بنظرية المعرف التي تؤكد بان العامل الداخلي هو الحاسم وليس العامل الخارجي، وعليه لابد من الاستدراك عن حساب تداعيات الوضع السوري " الخارجي " بكونه ليس هو الاخطر!!، من انفجار الازمة العراقية، التي بدت تلمس ملامح وصولها الى تخوم النقطة الحرجة، التي لا يمكن عبورها ورفع القدم عن لغمها المخفي تحت تراب وركام الوعود المبهمة والمماطلات غير الآبهة بالمخاطر التي تحيق بالعراق.
ويبقى الترقب السلبي مخيماً على الناس مادامت الوعود بالاصلاح مجرد حبر على " الورقة " الموعودة، فضلا عن كون الورقة ذاتها غائبة لم تر الضوء، خشية من معرفة ما تنطوي عليه من مفردات هجينية لا اصل لها.



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع العربي ... ثمار معطوبة وشعوب مغلوبة
- سطو مسلح بالتصويت لسرقة اصوات الناخبين
- ثلاثية تركيبة الحكم في العراق وثنائية الازمة
- شرارة دكتاتورية تطلق على بيدر الثقافة الديمقراطية !!
- ما اشبه فضيحة اليوم بجريمة البارحة
- رمية حجر في بركة المشهد العراقي الراكدة
- هروب من قاعة المؤتمر الوطني الى غرفة اللقاء..!
- المؤتمر الوطني للحوار... وسيلة ام هدف ؟
- الشعب العراقي يريد حلاً وليس ترقيعاً
- ثمار الربيع العربي وهبوب رياح الخلافة الاسلامية
- تقليعة الاقاليم ... استعرض قوة ام استهلاك محلي ؟؟
- ازمة علم في متن ازمة حكم
- بانوراما المشهد السياسي العراقي ... اخر طبعة
- في حصاد العملية السياسي يطير الغلال ويبقى القش !!
- فشلهم المكعب يجيز للشعب ان ينحيهم
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 9 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 8 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 7 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 6 - 9
- ابجدية حب في مدرسة العصافير 5 - 9


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - ورقة الاصلاح .. وعود مبهمة وترقب سلبي