أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - صاحبة الابتسامة الخبيثة














المزيد.....

صاحبة الابتسامة الخبيثة


ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 3839 - 2012 / 9 / 3 - 13:53
المحور: الادب والفن
    


كانت تذكره ب " هند " هند الفتاة الحلوة محبوبته في الوطن الأم ، الفتاة المهذبة ، الناعمة ، ذات الصوت الدافئ التي كانت تبهره بابتسامتها " الخبيثة" وتتمنع عن حبه .
بعد سنوات عدة ، وفي بلاد أخرى أصبح اسمها رمز للوطن الذي غادره خلسة بحثا عن أمان في أوطان الآخرين .
صدف أن التقى بامرأة أخرى ابتسامتهاا تشبه ابتسامة هنده التي كان يعتقد بأنها ابتسامة خبث يراد بها الايقاع به في زمن لم يكن يعرف شئ أيامه عن العواطف الجياشة بعد ..
لكنه هنا لا يعرف مالذي يجول في خاطر هذه المرأة الأخرى التي تبتسم له ، يا الله ..!!!! نفس. الابتسامة الحلوة ، نفس التفاتتها الحلوة ... إلا أن هندَ أجمل .

هذه المرأة تقيم في البيت المجاور لسكنه الذي استأجره منذ شهرين على وجه التحديد مع معلمته في اللغة والتي أصبحت بدورها فيما بعد صديقته الدائمة ..
كانت جارته تصادفه كثيرا .. أحيانا في مدخل البناء ، وأحيانا َ في الشارع ، أو في موقف الحافلات المؤدي إلى الحي 23 في طرف المدينة .
حين تصادفه تبتسم له ، فيبادلها الابتسامة بابتسامة مع انحناء شديد أقرب ما يكون لانحناء المهاتما غاندي حيث كان يعتقد بوجوب احترام المرأة لاسيما وأنه لم يكن قد صادف نساء بهذه الشجاعة من قبل ... كانت تغمزه .. !! وذات مرة طلبت منه أن يدخل شقتها ليصلح لها مفتاح الكهرباء ..

في يوم زاره جورج خال صديقته يدعوهما لعشاء أعدته زوجته ماري ، ولما خرجوا من المدخل صادفوا الجارة الجميلة بالذات .
رفع السيد جورج قبعته محييا ، إلا أنه " فوجئ الجميع من تصرف الجارة الشقراء الأحمق " حين بصقت في وجهه ، وشاحت بنظرها نحو من تحب ، ثم اتجهت صوب بيتها منرفزة – مسرعة .
لم يستطع احد منهم تفسير ما حدث ... صمتوا ، وتكلموا أحاديث بعيدة عما جرى..

في اليوم التالي صدف أن كانتا الزوجة والجارة في متجر البقالة في الشارع المقابل لبيتيهما الوقع في الحي الأول من المدينة .... نظرت الجارة إلى صديقته بازدراء مريب ، ثم أشاحت بوجهها ،والتفتت ثانية وصاحت : لماذا ؟ لماذا خطفتيه مني يا خطافة الرجال ؟ ..!!!

بعد فترة قصيرة سمعوا وهم في البيت أصوات تعلو في الخارج ، فتحوا النافذة ليروا سيارة الصليب الأحمر ، وبضعة رجال يحيطوا بالجارة ، واثنان يجروها عنوة إلى السيارة .

بعد سنوات كان قد عمل خلالها صاحبنا لدى شركة كبيرة لصقل حجر الرخام ، العمل الذي جعله يشيخ ويوهن عزمه .. سرحه صاحب العمل من عمله ، وأصبح عالة على مكتب العمل في المدينة التي ضاقت بمن مثله ..
حينها لم يعد يرضيه أي عمل بعد عمله في شركة صقل الرخام التي تآلف مع زملاءه فيها وأصبحت ماتشبه الحي ، أو الوطن .
أرسله مكتب العمل إلى عدة شركات طلبت عمالا يمتهنوا مهن مختلفة ، مطابع ، مشافي ، أعمال سكرتارية ، حدادة ولحام ، حمالة أو عتالة ، عامل بناء ، غسيل ملابس .... لكن أربابها لم يعودوا يعجبهم شكله ، يسألوه أولا عن عمره ، ولما يتأكدوا أنه قد تجاوز العقد الخامس من عمره ، ويتأكدوا أنه غير لون شعره ليظهر بمظهر أكثر حيوية ، يعتذروا عن قبول طلبه للعمل لديهم ، مما سبب له شعور بالضعف أمام جيرانه وخلانه بسبب عطله عن العمل ، خاصة وأنه يحمل شهادة جامعية رفيعة المستوى لم تثر أي من موظفي مكتب العمل ، ولا الدوائر الرسمية الأخرى ..
ولما كان يلح على العمل المكتبي لديهم كانوا يرسلوه إلى فنادق من الدرجة الأولى للعمل فيها كبواب ، لكن أيضا كانت مساعيه تمنى بالفشل ، حتى وصل الأمر إلى أن أرسله موظف مهم في مكتب العمل إلى مبنى خارج المدينة في قرية صغيرة تشرف على جبل من سلسلة جبال الألب ، أوهموه بالعمل فيه كطباخ .

لما وصل المبنى هناك ، سلم أوراقه لحارسه المقيم في نفس المبنى مع المقيمين فيه ..
رافقه الحارس إلى الداخل .. شاهد مجموعة نساء .. لاحظ اهتمامهن به .. غمزته إحداهن فأومأ لها برأسه .. ابتسمت أخرى ، ثم تفرقن وإذ به يرى خلفهن جارته ذات الابتسامة الخبيثة ..

تأكد حينها أنه أصبح لها "جار" في مشفى الأمراض العقلية .



#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة لم تنشر في حينها ، دعوة إلى الثوريين الفسطينيين للتضام ...
- مابين الأستاذان وليد عبد القادر وموسى موسى حقيقة - ضرورة - ق ...
- حول مقال د. صالح بكر الطيار : اسرائيل بين كردستان وجنوب السو ...
- نازك العابد ، جان دارك الشرق ورائدة تحرر المرأة السورية
- ظاهرة انشقاقات قوى المعارضة السورية
- برنامج المجلس الوطني الكردي السوري ،خطوة إلى الأمام ، خطوتان ...
- موقف الكتلة الكردية في مؤتمر اسطنبول للمعارضة السورية *
- ورد النوروز ينزف دم !!
- قراءة في كتاب الأستاذ جريس الهامس (مملكة الاستبداد ..)
- سهير الأتاسي أعادت للمرأة السورية اعتبارها منذ بدايات الثورة ...
- فلنقف إلى جانب مطالب الاخوة الإيزيديين بحزم
- عن مشاركة الكتلة الكردية في المجلس الوطني السوري المنعقد مؤخ ...
- المجلس الوطني السوري بين صديق معاتب وعدو شامت*
- صورةعن قرب لبرهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري*
- ضيف لليلة واحدة فقط
- ياسلام : الأحزاب الكردية - الشرعية - عقدت مؤتمرها بسلام*
- هتافات الجالية السورية في فيينا يوم أمس عبرت عن وحدة السوريي ...
- زينب الحصني.. شهيدة شهيدة وإعلام النظام ، إعلام كاذب وأحمق
- مناشدة المجتمع الدولي للتدخل السريع لانقاذ سوريا من نظام الا ...
- مؤتمر فندق السمير ميس هو اجتماع النظام مع قوى جبهة الزور من ...


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - صاحبة الابتسامة الخبيثة