أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم المشهداني - لكاظمية مدينة العلم واثقافة














المزيد.....

لكاظمية مدينة العلم واثقافة


ابراهيم المشهداني

الحوار المتمدن-العدد: 3838 - 2012 / 9 / 2 - 17:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ناقلت الصحافة العراقية إن مدينة الكاظمية تواجه حملة تستهدف تحويلها إلى مدينة للحزن ومتشحة بالسواد بدلا مما تميزت به من موزائيكية الزائرين ,مدينة منطوية على ذاتها بدلا من كونها مدينة منفتحة كانت لزمن طويل قبلة للوافدين إما بهدف زيارة الأضرحة المقدسة اوالتسوق مما يعج به سوقها من كل ما يحتاجه الزائر وروادها ليس فقط من الإحياء القريبة والبعيدة بل ومن القرى والأرياف القصية .
هكذا عرفت هذه المدينة التي ألهمتني بأجمل الذكريات فقد أكملت دراستي الثانوية في مدارسها وتعلمت فيها أوليات العلم والمعرفة والأدب والسماحة فقد وجدتها حتى منتصف الستينات حيث أنهيت الدراسة فيها مدينة الشعر والأدب والانفتاح وكانت بحق مدينة للعلم دون الاكتراث بآي شكل من الإشكال ما كان عليه الطالب شيعيا أو سنيا فقد كنا فريقا من الأصدقاء من الريف والمدينة سنة وشيعة من الدجيل وبلد والضلوعية من المحمودية واليوسفية ومن الديوانية وغماس ومن المنطقة التي يرقد بها جثمان الصحابي الجليل سلمان الفارسي نرسم برامج حركتنا اليومية بعد انتهاء الفصل الدراسي ومن بين فقراته زيارة الإمامين الكاظمين بمنتهى القدسية والاحترام لعظمة الإمامين وجلالهما بعدها نتجه لنقضي بقية يومنا الخميسي أما لرؤية إحدى الأفلام الرومانسية حيث كانت دور السينما على أعلى درجات الانتعاش آو التجوال في متنزه 14 تموز قرب جسر الأئمة الذي كان واحدا من أجمل متنزهات مدينة بغداد للتمتع بمنظر حدائقه ورواده من الرجال والنساء عوائل وأفراد رجال بمختلف الأزياء الحضرية والريفية والنساء المحجبات والسافرات اللواتي يرتدين أجمل الملابس فلا احد يتحرش بهن رغم جمالهن الأخاذ ولا احد يسخر من مما يرتدين ولا شرطة تمنعهم من دخول المتنزه أو السوق هكذا كانت مدينة الكاظمية قبلة للجميع .فما الذي يدفع بالبعض من تحويلها إلى مدينة متقوقعة على ذاتها والى سجن لأهلها وروادها .غادرناها وقد تطبعنا بطباعها الجميلة ولا زلنا عندما نلتقي بالصدفة نتذكرايامها الجميلة وطيبة أهلها .
فوسائل لإعلام نشرت صورا للافتات معلقة في مواقع سيطرات مدينة الكاظمة مذيلة باسم أهالي المدينة تمنع دخول غير المحجبات إلى المدينة في تمويه لا ينطلي على احد فمتى كان أهالي المدن يمنعون دخول الناس للتسوق أو زيارة الأقارب أو الأصدقاء أو لأي شان أخر بهذه الشروط المجحفة؟ ولكن الأقرب إلى الوثوقية ما قيل أن احد القادة العسكريين الذي زار المدينة اتخذ هذا القرار, وإذا كان الخبر صحيحا فان هذا القائد قد تجاوز على الدستور لان الممنوع يدخل ضمن مفهوم الحريات الشخصية وتجاوز على صلاحيات الجهات المختصة وهو لا يملكها كما انه تجاوز رجال الدين في المدينة ومنهم على سبيل المثال السيد إسماعيل الصدر وهو ابن المدينة واعرف بأدق تفاصيلها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية كان المفروض استفتائه وغيره من عقلاء المدينة قبل الإقدام على هذه الخطوة .ومحافظ بغداد حسب التصريحات لم يتخذ قرارا بهذا المضمون وهنا ينهض التساؤل التالي:أذا كان السيد المحافظ لم يصدر هذا القرار فإما إن يكون معه أو ضده فان كان معه فذلك يعني إنه موافق على إصدار القرار وان لم يصدره بنفسه وان كان ضده فعندئذ يتعين إلغاء القرار حسب الصلاحيات الممنوحة له وإنزال اللافتات المعلقة في السيطرات . إذا كان من مبرر لمنع السافرات من دخول حضرة الإمامين ,وهذا إجراء لا مجال لمناقشته في هذا المجال مع انه يحتمل المزيد من الجدل فالعفة لا تقتصر على الحجاب ولا فساد الأخلاق مقترن بالسفور ,إلا أن إلزامية الحجاب للداخلين إلى المدينة أو ساكنيها سواء بغرض التسوق حيث تمتلك هذه المدينة واحدا من أفضل أسواق بغداد أو لغرض الدراسة من المناطق القريبة ولا يمكن افتراض إن هؤلاء جميعا من لون واحد في العقيدة أو الثقافة أو التقاليد أو العادات ,توجب على من قرروا رفع هذه اللافتات اخذ هذا الواقع بعين الاعتبار قبل إصدار قرارات عشوائية مبنية على إيديولوجية ثقافية وحيدة تدفعهم لمصادرة حقوق الآخرين أو انتهاك حرياتهم الشخصية التي كفلها الدستور .
همسة في إذن صاحب القرار هل إن أوضاع البلد الأمنية والسياسية تحتمل قرارات تزيد من التوترات في الشارع العراقي ؟ السيد القائد صاحب القرار إمامه مهمة شاقة في حفظ الأمن وتصفية الإرهاب الذي يزهق أرواح الناس بدم بارد كل يوم. أخر الكلام إن اتركوا المدينة محتفظة بتراثها وتاريخها مصدرا للعلم والثقافة والتآخي ولا تطوقوها بالكبت والجهالة وتفصلوا حياتها على مقاساتكم أيها السادة



#ابراهيم_المشهداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هكذا تورد الابل يا نوابنا الافاضل
- نواب البرلمان ..والرهانات الخاسرة
- عسكرة المجتمع بين الفكر والممارسة
- قراءة في احصاءات وزارة حقوق الانسان
- الموازنة الاتحاديةالعراقية تقضم الخبرات الادارية
- حقوق المفصولين السياسيين...بين المد والجزر
- ظاهرة الغياب في جلسات البرلمان
- تحية وتعظيم لرجال المرور الشجعان
- من اجل حقن الدم العراقي
- الجوار لا يصدرون لنا بيضا فاسدافقط
- حول تعديل رواتب الموظفين
- من سينتصر الجريمة ام القانون؟
- الحس الامني بين هروب القاتل والقبض على المقتول
- الحركات الاحتجاجية في الدول العربية والعراق اوجه التشابه وال ...
- الاتفاقية الامنية العراقية الامريكية والخيارات المفتوحة
- صور تعيد نفسها رغم تقادم الزمن
- الديمقراطية بين الهدف والوسيلة
- دولة القانون بين التجريد والفهم العلمي
- وزارة العشائر...حنين الى الماضي
- مصادرة اخرى لحقوق المفصولين السياسيين


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم المشهداني - لكاظمية مدينة العلم واثقافة