أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - ثامر ابراهيم الجهماني - ((حوران البطلة تقاتل ))...زميلي المعتقل .














المزيد.....

((حوران البطلة تقاتل ))...زميلي المعتقل .


ثامر ابراهيم الجهماني

الحوار المتمدن-العدد: 3838 - 2012 / 9 / 2 - 05:44
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


ايقضني صوت صرير الباب وطقطقة السلاسل والاقفال في اليوم السابع للاعتقال ، كالعادة جلس الجميع جلسة القرفصاء وجوههم الى الحائط وانا منهم .
ران الصمت فسحة المكان ..المهجع نظيف وبلاطه نظيف لكن لالمعان فيه ، الرطوبة تعبق في أجواء المكان ، بكل الاحوال افضل من المنفردة .
خمس دقائق مضت ثقيلة لم نسمع خلالها سوى اقدام تتحرك وهمسات ، اغلق الباب من جديد واغلق المتراس ..التفتُّ برويّة وخوف وتململ جميع زملائي المعتقلين .
كنا وجها لوجه مع ذاك الضيف الجديد ، طويل القامة أبيض البشرة قوي البنية مفتول العضلات جسمه متناسق .
في البداية ارتاب زملائي منه وسألوني رأيي ، قلت لهم معكم في شككم وخصوصا ً ان لباسه عبارة عن بدلة عمل زرقاء يلبسها عناصر الدفاع الجوي .
قرر اغلب الموجودون مقاطعته والحذر منه . وشعرت انهم يستغيثون بي لأسبر اغواره سيما وانه عرف عن نفسه بأنه محامٍ معتقل منذ قرابة العامين .
في صباح اليوم التالي أخذ النزيل الجديد بعد وجبة الفطور وتنظيف المهجع وصف المعتقلين بالطوابير وجلوسهم القرفصاء ، أخذ يسير بسرعة بين الصفوف في الممر بين الطابورين على طول المهجع الذي لايزيد عن العشرة أمتار . ويمارس التمارين السويدية
، فجأة جلس القرفصاء مقابلي وناداني ((كيفك زميل )) انت محامي ؟ نعم أجبته ! . كان الاحتكاك الاول فيه الكثير من الريبة والخوف ، لكن فيه نوع من استقراء الاخر دار الحديث بيننا كأي شخصين التقيا في مقهى او منتزه . اسألته كانت تدور حول ما يحدث في الخارج ولماذا كلكم من حوران ؟ مالذي يجري بربك أخبرني ؟ الحيرة تأكل قلبي ؟ . حدثته عن الثورة وبداياتها والشرارة التي انطلقت من حوران وسألته بعض الاسئلة عن بعض الاجراءات القانونية والقوانين والتي لايعرف الاجابة عنها الا المحامي المتمرس حتى اكشف خداعه من صدقه .
تتالت الجلسات واللقاءات ليلاً وهمساً فعرفت صدقه وتشجع للثورة كأنه كان ينتظرها كان معتقل منذ عام ونصف تقريبا ً رهن التحقيق ..فبشرته بالافراج عنه كون قانون الطوارئ الذي أوقف بموجبه قد ألغي ّ، كان يتكلم عن الثورة وحوران بحماسٍ ٍ شديد وأقسم أمامي انه لو أفرج عنه وقدر الله ورزق ببنت سيسميها حوران .
تتالت الايام واليالي وانا اروي له بطولات حوران وشبابها بأدق التفاصيل والقصص والصور البطولية وكيف أحرقنا تمثال الاسد (( إله الجوع والخوف )) في درعا .
قال لي زملائي (( خف عن الرجل قليلا )) ، سألتهم لماذا ؟ مالذي حصل ؟
قالوا الا تراه يسير ويحدث نفسه يكاد الرجل يفقد عقله .
اجبتهم وانا على يقين وضحكت : لا ايها الاصحاب انه يرتب الاحداث في عقله والتواريخ ، يرتب كيف سينقل الثورة الى بلدته تلكلخ ان خرج وكانت الثورة لم تصلهم بعد .
قبيل نقلي الى فرع التحقيق وحدة المداهمة في السومرية التابع للمخابرات الجوية بسويعات جلسة قبالتي القرفصاء فرحاً ووضع يديه على ركبتي و أبلغني انه انتهى من تأليف كتاب عن الثورة من القصص التي رويتها امامه وابدع خياله جزءاً كبيراً وقال لقد اسميته بعنوان : (( درعا البطلة تقاتل )) ، لم يكن يدري ان عشقه لحوران وثورتها سيغدو عشقا للوطن وثورته .
بعد هروبي الى الاردن وكنت قد علمت ان زميلي قد افرج عنه وتابعت اخباره عبر صديق مشترك (( أكيد سيقرأ ما كتبت وسيعلق تعليقا ً جميلا ً وقتها ستعرفونه لاشك )) ، واخبرني ايضا ان صديقنا البطل يسطر ملاحم بطولة في بلدته الجميلة ، قد فقد اخوته الثلاثة شهداء واحرقت ممتلكات العائلة كاملة وهم ابناء عز . وأي عز اكبر من عز الثورة .
فكل محبتي لزميلي داعيا الله ان يصونه ويحميه وينصره حتى اكتب على لسانه رواية ((حوران البطلة تقاتل)) ونتعاون لتأليف ملحمة الوطن (( سوريا الانسان تقاتل وتبني )) .



#ثامر_ابراهيم_الجهماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاذقية الشام ، المدينة البيضاء .......على هامش الثورة (7)
- بصرى الشام : بين فيليب الاول وبشار الاسد .....على هامش الثور ...
- فاروق الشرع أم شرع الفاروق : هل سينشق فاروق الشرع ، ومن هم ا ...
- احذروا ان يظهر بيننا روبسبير السوري
- نصائح ثورية (حرب المدن ) الجزء السادس
- نصائح ثورية (حرب المدن ) الجزء الخامس
- نصائح ثورية (حرب المدن ) الجزء الرابع
- نصائح ثورية (حرب المدن ) الجزء الثالث
- نصائح ثورية (حرب المدن ) الجزء الثاني
- نصائح ثورية ( حرب المدن) الجزء الاول
- الرؤية السياسية للثورة السورية :
- نصائح ثورية ...وتنبيه .
- من حديث المساطب
- الى قيادات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة .
- أهم أمراض الثورة الخطيرة
- الاسد الاب يبيع بالمفرق والأسد الابن يبيع بالجملة ....... ذك ...
- مجلس الشعب الموازي :


المزيد.....




- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - ثامر ابراهيم الجهماني - ((حوران البطلة تقاتل ))...زميلي المعتقل .