أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كريم محمد السيد - الدستور والنظام البرلماني هل حققا طموحات العراقيين؟















المزيد.....

الدستور والنظام البرلماني هل حققا طموحات العراقيين؟


كريم محمد السيد

الحوار المتمدن-العدد: 3837 - 2012 / 9 / 1 - 23:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الدستور والنظام البرلماني, هل حققا طموحات العراقيين؟
بضع اشهر وننهي عقدنا الاول في عراقنا الجديد, العراق الذي تخلص اخيرا من حكم الفرد والعائلة والال, واصبح مفتوحا على مصراعيه امام الجميع ; القاسطين والقانتين والمارقين والسارقين والفاسدين والملحدين والثائرين والركع السجود!
كان الشعب مُستأجرا لهذا الوطن, قيده المُؤجر (الحاكم) بشروط عقديه تعسفيه, فكان العراق ملكا صرفا للقائد الضرورة وبطل الثورة المجيدة, فكل شيء له وحده, نعم وحده, نهر صدام , جسر صدام , حي صدام , جامعة صدام , فدائيو صدام , مدينة صدام وميلاد صدام وحتى دين صدام! وكل شيء كان صدام في صدام ولا شيء غير صدام,
النظام الديكتاتوري كان نظاما رئاسيا وكانت السلطات تجتمع عند عقل القائد وتحت عباءة الثورة ومحكمة الثورة ومجلس قيادة الثورة ولا عنوان لشيء اسمة الدستور ولو سالت اي عراقي عند الدستور آنذاك لقال لك: هو احنا عرفنا البمبش حتى نعرف الدستور!
الدستور, نستطيع القول ان العراق الجديد انطلق من تلك الفعالية التاريخيه والجديدة على العراق حكاما ومحكومين, منذ تاريخ استفتاء الشعب على دستور جمهورية العراق في العام 2005, باعتبار ان حكومة الحاكم المدني الامريكي والحكومات الانتقالية لم تك وليدة ارادة شعبيه باختيار العراقيين انفسهم,
الدستور وثيقة عليا للبلاد تسمو على كل الانظمة والقوانين والاتفاقات تبين شكل الدولة و نظام الحكم والسلطات والحقوق والحريات العامة للأفراد وطريقة ادارة الدولة, والدستور هو المرجع والفيصل لكل اختلاف وانحراف عن الخط الذي يرسمه مسبقا لإدارة الدولة,
ولادة دستورنا كانت ولادة قيصرية شاقة, كان المهم فيها حياة الوليد بغض النظر من الامراض والتشوهات الخلقية, فلا وجود الا بحياة الجنين, فراهن السياسيون والمتطلعون وبعض المثقفون على اقرار الدستور وولادة الدولة معا, ولكن الوليد لازم امراضا وتشوهات ما زالت مذ ولادته حتى عقد الاول الذي سيحل قريبا, أفما ان الوقت لكي يعالج؟
نعم, ان مشكلة العراقيين بدأت عند الحل الذي اختاروه بأيديهم, فثغرات الدستور لازالت تربك هذه العملية يوما بعد اخر ونقاط ضعفه كثيره اهمها على الاطلاق مسالة شكل الحكم و النظام المتبع,
تنص المادة (1) من الدستور العراقي على الاتي (جمهورية العراق دولةٌ اتحاديةٌ واحدةٌ مستقلةٌ ذات سيادة كاملة، نظام الحكم فيها جمهوريٌ نيابيٌ (برلماني) ديمقراطيٌ، وهذا الدستور ضامنٌ لوحدة العراق),
ان النظام الديمقراطي البرلماني نظام حكم ممتاز ولد من رحم عذابات الشعوب ونضالها من اجل الحرية والعدالة و تنهجه الكثير من الدول في سبيل الوصول لمراميها واهدافها خصوصا ذات التعددية القومية والدينية والسياسية و بوجود شعب واع مدرك للأحداث ووجود نخب سياسيه محنكه قادره على كسب ثقة الناخبين من خلال مصداقية الفعل والعمل, ومثالها الحي المملكة المتحدة ,
ان هذا النظام لا يتلاءم والواقع العراقي ذو الطبيعة الخاصة والشعب العراقي الذي لا يملك خبرة واسعة بهكذا تجربة, فالعراقي لم يشهد صندوقا انتخابيا او تنافس سياسي ومساواة واحقية في التمثيل منذ ان عَرف انه شعب العراق العظيم!
العراق تخلص من ويلات صدام حسين ضانا انه تخلص من النظام الرئاسي الجائر والديكتاتوري ولكن الحقيقة ان صدام لم يكن لينتهج نظاما رئاسيا واقعيا كما هو متبع في الولايات المتحدة مثلا, حتى نحكم ان النظام الرئاسي لا يلائم العراق كنظام حكم,
المتخوفون من النظام الرئاسي مجمعون على انه يخلق ديكتاتوريه جديده, وان المؤمن لا يلدغ من جحره مرتين!, هذا الراي مقبول في حدود التنظير السياسي اما الواقع فليس كذلك, والدليل على ذلك حصول رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي على (622.961) وحصول إياد علاوي (407.537) في دائرتهما الانتخابية ببغداد، و أسامة النجيفي ثالثا بـ (244,000 ), وهذا يعطينا مؤشرا مهما مفاده ان اتجاه الناخب العراقي شخصي وليس موضوعي والسبب يعود للطبيعة الاجتماعية العراقية وفق رؤى الانتماء العرقي والقومي والديني, الواقع ان الامة العربية والاسلامية والعراقية تحديدا امة تهتم بالشخص قبل المضمون,
ان تجربتنا مع النظام الديموقراطي خلفت لنا تناحرات وتجاذبات سياسيه اشغلت السياسي العراقي عن القيام بواجبه الفعلي المتمثل بتقديم الخدمات والرقي الاقتصادي, كما ان الحكومات التنفيذية التي انبثقت عن هذا النظام كانت حكومات محاصصة سياسية والتي لا نراها تخدم الواقع العراقي الذي تعطش للإعمار والنهوض بعد حرمان دام لسنين,
رئيس السلطة التنفيذية (رئيس الوزراء) مجبرا على تقديم التنازلات لاجراء التسويات بتشكيل الحكومة والتي ستجعل من الوزارات ملكا صرفا ودولات لكتل التي ستتسنم منصبها واستحقاقها وبهذا فأننا سنشق طريقا سالكا لوجه من وجود الفساد الاداري والمالي,
ان المسؤولية تجاه تردي الخدمات والمطالب الشعبية تحمل لرئيس الوزراء وحده, في حين اننا نجد ان الحكومة ليست حكومة اغلبيه سياسيه, بل انها خليط من الكتل الفائزة وبهذا فان الجميع سيتحمل المسؤولية , وهنا سيبدأ اشكال جديد, لان المسؤولية الجماعية لا يمكنها ان تعالج خراب مالطه! و الكتل ستتقاذف بالفشل فيما بينها وهو امر لا يخدم المواطن اولا واخيرا, كما ستكون هنالك حاله من المصالح المتبادل وتشاهر اسلحة الفساد بالمساومات والتهديدات بين الكتل, فأما ان تسكت جميعا واما ان تعلن الحرب الاعلامية الباردة بينها,
ان النظام الرئاسي يسند المسؤولية للجهة التنفيذية المتمثلة برئيس الجمهورية ما يجعله يكون امام المطالب الشعبية, مقيدا بمجلس نيابي تشريعي ممثل بجميع طيف الشعب وهذا ما نجده يتماشى والشارع العراقي, كما ان البرلمان سيكون مهمته مراقبة الحكومة ومحاسبتها عن أي تقصير وستكون فرصه رئيس الحكومة بالمحاسبة والتغيير اكبر من ضغط الكتل السياسية وبإمكان الرئيس اختيار الشخصيات الوطنية والكفؤة بدلا من الشخصيات المفروضة سياسيا او لنقل (محاصصة) وهو الاقرب للواقع عقلا ومنطقا,

الخلاصة: النظام البرلماني المتبع حاليا في العراق نظام لا يتلاءم والطبيعة العراقية التعددية والاجتماعية والسياسية واستمراره سيزيد فجوته يوما بعد اخر, وبقاء هذا النظام لا يخدم القيام بدولة مدنية تتساوى فيها الحقوق والواجبات وسيكون رئيس الوزراء مقيدا بما تملية ارادة الكتل السياسية لا ارادة الشعب.
كريم السيد



#كريم_محمد_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على طريقة المزرعه السعيده
- بين العجم والروم بلوه ابتلينا
- القمة الاسلاميه , سوريا وعناق وعراق
- العراق ابو كملة بكعه 2
- العراق ابو كَمله البكَعه 1
- تاملات فيلسوف كهربائي حاذق!
- كلامكم بوادي وافعالكم بوادي اخر!
- ردا على الكاتب العراقي زيرفان البراوري (العراق لايقاس بمنظار ...
- الرجل المريض يتعافى بجروح العراق!
- الحياة فن لانجيد صناعته
- استخدمتموه فرميتموه
- رمضان وحدنا وهلالنا عراقي بامتياز
- العقيدة الفاسدة , والطريق الى الحقيقة!
- رسالة غير مقروءة (سياتي دوركم)
- كل عام والتعليم بالف خير
- العوبة التاريخ متى ستنتهي؟
- الدين والتكلف لا يلتقيان احيانا
- رمضان نعمة الله ونقمة الفضائيات
- ماذا لو عاش الوردي في العراق الجديد


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كريم محمد السيد - الدستور والنظام البرلماني هل حققا طموحات العراقيين؟