أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طيرشي كمال - قراءة في أهم ما ميز الفلسفة الغربية في العصر الحديث.















المزيد.....

قراءة في أهم ما ميز الفلسفة الغربية في العصر الحديث.


طيرشي كمال

الحوار المتمدن-العدد: 3838 - 2012 / 9 / 2 - 00:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



توطئة =
تنتمي الفلسفة الغربية الحديثة إلى فترة ممتدة من سنة 1600 للميلاد إلى سنة 1900 ميلادية , اي بداية القرن 17 للميلاد و يعتبر الفيلسوفين فرانسيس بيكون الانجليزي و رينيه ديكارت الفرنسي من كبار مؤسسيها , و يفصل بين الفلسفية الغربية الحديثة و الفلسفة المدرسية – فلسفة العصر الوسيط المسيحي- , عصر هام هو عصر النهضة , الذي امتد من 1450 الى 1600 للميلاد , و في هذا العصر بالذات تعرضت الفلسفة الاسكولائية لحملات شرسة من لدن المستنيرين من الفلاسفة , الى غاية انهيارها , و تمتد هاته الفلسفة الوسيطية من من القارن العاشر إلى القرن السادس عشر للميلاد , و اطلق لفظ **مدرسية** من طرف مفكري عصر النهضة الاوروربية , و ذلك لأنها كانت تعلم و تتعلم في مدارس خاضعة لسلطان الكنيسة , هاته الاخيرة التي شيدت فلسفتها على النسق الارسطي , و كان من سمات المنهج الفلسفي للفلسفة المسيحية اهتمامها بالمنطق الارسطى و الذي يعنى بالتعريفات و الاقيسة المنطقية الى درجة المماحكات اللفظية , خصوصا بعد أن جعلتها كتابات القديس توما الاكويني على توافق معقول مع تعاليم الكنيسة الكاثوليكية .
خصائص الفلسفة الغربية الحديثة =
انبجست الفلسفة الاوروبية الحديثة من انهيار الفكر الاسكولائي في العصر الاوروبي الوسيط , و من اهم الميزات التي تميزبها الفكر المسيحي = قوله بالمذهب التعددي القائل بوجود وحدات وجودية متعددة و بدرجات مختلفة , و أخذه كذلك بالمذهب الشخصاني الذي يعلي من القيم الانسانية للشخص الانساني على ما سواها , و تصوره العضوي للوجود إلى جانب التصريح بمركزية الاله في الكون , و اعتباره خالق الموجودات , اما من ناحية المنهج فسار الفكر الوسيطي المسيحي على طريقة التحليل المنطقي .
الى ان جاءت الفلسفة الغربية الحديثة و عارضت ذهنية العصر الوسيط الاسكولائي , و بنيت مبادئها الجوهرية على اساس القول بالاتجاه الميكانيكي (( القائل بأن احداث العالم لا ترتبط فيما بينها إلا برباط العلية , و الميكانيكية تقابل النزعة العضوية الحيوية )) , كما قالت بالاتجاه الذاتي الذي الذي يجعل الانسان مستقل عن الاله و ينحو اهتمامها ناحية الذات , أما منهجها فكان نابذا للمنطق الارسطي , و نهجت سبيلها إلى بناء نظم فلسفية شامخة متناسقة و منسجمة وواحدية الطابع.
أهم التيارات الفلسفية التي ميزت عقلية الفكر الفلسفي الاوروبي في العصر الحديث =
فلسفة رونيه ديكارت =
يعتبر هذا الفيلسوف أول من وضع الثورة الفكرية لهذه الفلسفة في قالبها الاكمل , فديكارت يأخذ بسمتي فلسفة اوروبا الحديثة الا و هما المذهب الميكانيكي و المذهب الذاتي , و يتجلى المذهب الميكانيكي في فلسفته من خلال قوله بدرجتين من الوجود هما ** العقل و المادة** , و عمد الى الفصل بينهما فصلا تاما , معتبرا "ان الحقيقة غير العقلية تحال برمتها الى مفاهيم ميكانيكية , و يتجلى نزوعه الى المذهب الذاتي في اعتباره ان المنطلقية الركيزة و الضرورية للفلسفة تنطلق من الذات المفكرة ** الانا المفكرة** او الكوجيتو., كما أخذ ديكارت بالمذهب الاسمي اذ يرى بأنه من غير الممكن بتاتا أن ندرك العالم الخارجي ادراكا حدسيا بالعقل , بل كل ما هناك هو ** مجرد ادراك حسي للجزئيات**.
كما خاصم هذا الفيلسوف منطق ارسطوطاليس و نهل من منهاج العلوم الرياضية طرائقها في دراسة الطبيعة , برغم أنه لم يفحص هاته الطرائق فحصا فلسفيا .و لكن كيف يتأتى لنا الوصول الى المعرفة اذا كنا لا نعرف الا الجزئيات ؟
عمد الفيلسوف الى تقديم حل لهذه المشكلة و ذلك من خلال قوله بوجود افكار فطرية , ووجود موازاة بين قوانين الفكر و قوانين الوجود., و ساعده الكوجيتو و سهل له الطريق للانتقال من الفكر الى الواقع , اذ اقام ديكارت بين العقل و المادة علاقة علة و معلول, و سار على نهجه في ذلك فلاسفة امثال اسبينوزا و ليبنتز , و فولف., كما قامت ثلة من المتفلسفين البريطانيين الذين قبلوا المذهب الميكانيكي ووسعو من تطبيقه ليشمل العقل نفسه و يقولون كذلك بالمذهب الذاتي و الاتجاه الاسمي المتطرف (( القائل بأنه لا وجود للكليات , و انما كل شيء في العقل هو مجرد اسماء اصطلح عليها )). و و نذكر من هؤلاء الفلاسفة فرانسيس بيكون و جون لوك و جورج بركلي قبل نزوعه نحو المثالية الذاتية المتطرفة , و بالاخص دافيد هيوم .هذا الاخير الذي شكك في مبدأ العلية معتبرا أن حكم التلازمية بين العلة و المعلول ماهو الا مجرد عادة ليس الا .
فلسفة ايمانويل كانط =
--اخذت الفلسفة الكانطية على عاتقها مهمة انقاذ العقل و العلم و الاخلاق و الدين , هذا دون ان تعمد طبعا للتنكر لاي من المبادئ الجوهرية التي ميزت و خصت العقلية الوروبية في العصر الحديث , فهو يقبل المذهب الميكانيكي كماهو و على نمطيته , معتبرا إياه يحكم العالم الامبريقي و احداثه , بالاضافة الى اعتقاده في الفكر الذاتي ., لكن ايمانويل كانط يعتقد بأن العالم الامبريقي هو نتاج تركيب قامت به الذات الترانساندانتلية معتمدة على كم هائل من الاحساسات غير المنتظمة , و هكذا فإن قوانين المنطق و الرياضيات و العلوم الطبيعية تحكم العالم الامبريقي و احداثه , لا لشيء إلا لان العقل يدخلها في ذلك العالم , و في نفس الوقت , فإن العقل لا يخضع هو نفسه لهاته القوانين , لأن العقل لا يأتي من العالم المحسوس , بل هو بالاحرى –مشرع له- و هو منبع القوانين التي تحكمه,و هذه القوانين هي الشكول القبلية للحساسية ((الزمان و المكان)), و المقولات الاثنتا عشرة للذهن الوحدة و الكثرة و العلية و السببيةو الكم و الكيف و الجوهر و العرض و الضرورة و الامكان و الجهة و الاضافة, و هكذا يقتدر كانط على انقاذ العلم و العقل , و في ظل هذه الشروط السالفة الذكر تصبح معرفة الشيء في ذاته * النومين* , أي معرفة الحقيقة الموجودة في ذاتها و التي تتعدى المحسوسات غير ممكنة , لأن المعرفة حسب كانط تنحصر في نطاق الحدس الحسي ,, فمن دون احساسات فإن مقولات العقل تبقى فارغة.
و ويتجلى لنا مما سلف ذكره أن الفلسفة الكانطية هي تركيبة مذهبين جوهريين سادا في الفلسفة الغربية الحديثة و هما الاتجاه الميكانيكي و الاتجاه الذاتي .
-و تقوم فلسفة كانط على موقف تصوري متطرف , فالذات الترانسندانتالية هي المبدأ المنظم و الخالق للمضمون العقلي , أي الذي يمكن ادراكه بالعقل للعالم , و هذا المضمون يختزل في النهاية إلى عدد من العلاقات لا أكثر .
- و هكذا تنقسم الحقيقة إلى ميدانين هما = العالم الامبريقي (( عالم الظواهر أو الفينومان)) , الذي يخضع كله تمام الخضوع لقوانين الميكانيكا , و علم الوجود في ذاته (( النومين)) , الذي لا قدرة لنا على معرفته معرفة عقلية .
-و نفهم مما سبق ان النقدية الكانطية هي ركيزة كل تيارات الفكر الاوروبي في القرن 19 للميلاد , ذلك ان ايمانويل كانط , حين عمد إلى النزوع نحو القول بعدم إمكان قيام اية ميتافيزيقا على اساس عقلي و بالتالي لم يترك أمام المعرفة إلا واحدا من سبيلين =
1-إما ان تدرك العالم بمناهج العلم , و حينها تنكمش الفلسفة لتصبح مجرد تركيب لنتائج العلوم ليس الا .
2- و إما أن تدرس الخطوات التي بها يتكون الواقع ابتداءا من مبادئ العقل المنظمة .
و قد تدجل عامل اخر في تطوير ذهنية الفلسغة الغربية الحديثة في بدايات القرن التاسع عشر للميلاد , و الذي سيكون له اليد الطولى على المرجعية الفلسفية لاتجاهات فلسفة القرن العشرين للميلاد إنه المذهب الرومانتيكي , هذ=ا الاخير الذي يعبر في كنهه على تقديس للحياة و النفس , و يعتبر رد فعل قوية على الاتجاه الميكانيكي .
حري بنا أن نعمد الى اعتبار فلسفة القرن التاسع عشر نزوعا فلسفيا نحو بناء و تركيب نظم فلسفية منسقة و مترابطة , بعيدا عن منطق التحليل, و من نماذج ذلك تلك الامتزاجية الخلاقة بين وظيفة العقل و فكر الرومانتيكية , هذا المزج الذي كون لنا مذاهب فلسفية مرموقة من قبيل فلسفة هيجل , و شلينج , و فيشته .
و كانت فلسفة هيجل هي عبارة عن نمو جدلي للعقل المطلق الذي ينحو الى تركيبات جديدة انطلاقا من مفهومي القضية و نقيض القضية ., كما أنه من الحصافة ان نشير الى ذكر مذاهب فلسفية متأثرة بالعلم كالمادية الالمانية عند فيورباخ .
و يمكن ان نذكر بعد ذلك الفلسفة الوضعية في فرنسا مع اوجست كونت , ليسير على خطاه الفيلسوف جون استوارت مل , في انجلترا , هاته الفلسفة التي صورت الفلسفة على انها تحصيل للنتائج العلمية , الميكانيكية .ولتأتي الداروينية كنزعة تفسر تطور الكيانات الحية تطورا ميكانيكيا , بحتا , لتعتمد فكرة التطور كمذهب فلسفي شامل , الى ان ظهر المذهب التطوري الواحدي مع كل من هنري هوكسلي و هربرت سبنسر .
كما ظهرت اتجاهات مخالفة للنزوعية العقلية و الرومانتيكية ممثله في فلسفة شوبنهاور الالماني , الذي حصر المطلق في ارادة عمياء لا معقولة , الى جانب عراب الوجودية سورين كيركوجارد الدانماركي الذي هاجم العقلية الهيجلية هجوما شرسا ,و أعلى من ذات الفرد المتفردنة المنعزلة و القلقة في العالم , و مهد بذلك لظهور الفلسفة الوجودية .
لتأتي مرحلة تالية مهدمة و محطمة للانساق المهترئة في الفلسفة و الاخلاق و الدين, و كان مبشرها الموعود هو الالماني فريديريك نيتشه , الذي اشاد بدور الاندفاع الحيوي على العقل , و طالب باعادة قراءة القيم الاخلاقية و الدينية , و الفنية , و نادى بعبادة السوبرمان , لتنحو معه الفلسفة الغربية الحديثة في اوروبا منعرجا فلسفيا جديدا قل نظيره .و تبدأ معه ارهاصات القطيعة عن الفكر الفلسفي الحديث مع الفلسفة الغربية في بداية القرن العشرين للميلاد,(( الفلسفة المعاصرة في اوروربا)).



#طيرشي_كمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام موجز في الوضعانية المنطقية
- قراءة مقتضبه في الفينومينولوجيا الهوسرلية
- عبد الرحمن بوقاف –مفكرا-


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طيرشي كمال - قراءة في أهم ما ميز الفلسفة الغربية في العصر الحديث.