أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجدي عطاالله - الفن بين دعارة الشيوخ وإبداع أصحابه















المزيد.....

الفن بين دعارة الشيوخ وإبداع أصحابه


مجدي عطاالله

الحوار المتمدن-العدد: 3837 - 2012 / 9 / 1 - 20:43
المحور: الادب والفن
    


الشيخ الذي اشتهر فجأة الآن بسبب تطاوله على الفن والفنانات يقيس الفن بمعاييره هو معايير الحلال والحرام ...!! مقاييس الصحراء لا تقيس الفن .....والفن لا يخضع لهذه المقاييس الفن يخضع لمقاييس الجودة والرداءة والابتذال ......كما السياسة لا تقاس بالحلال والحرام تقاس بمصالح الدولة وظروفها ومدى تحقيقها .....
ولأن فضيلة الشيخ لا يعرف شيئا عن الفن سوى أنه العري والرذيلة. ولأن فضيلة الشيخ لا يعرف أن الإنسان فنان بطبيعته فإن قتلنا فيه الفن قتلنا فيه إنسانيته ، لكن الفن عند شيخنا كافر ، تعلو عليه قيم الصحراء تكفيرا وقتلا وتوحشا وافتراسا. نجد من ضحالة عقولهم يعتبرون عملا فنيا مدعاة للعري والرذيلة يتحدثون فيه عن ممثلة ترتدي قميص نوم لبضع ثوان ولا يتحدثون عن جوهر القضية التي يطرحها العمل الفني ....الفنانة التي نهشوها وهي إلهام شاهين صاحبة انتاج فني غزير أتذكر لها على سبيل المثال لا الحصر فيلم "موعد مع الرئيس "وغيره من الأفلام وهو يطرح قضية معاناة أكثر من 18 مليون مصري يسكنون القبور والعشوائيات يعانون معاناة فوق أي طاقة بشر صحيح كيف يشعر بهم شيوخنا وهم يسكنون القصور ويركبون أفخم انواع السيارات حتى مساجدهم تغطت أرضيتها بأفخر أنواع الموكيت الإيراني وتكيفت بأقوى أجهزة التكييف ..تقديس للحجر على حساب البشر ولا عجب فمصرنا بلد العجائب..! الفن عند شيوخنا قلة ادب وليس طرحا لقضايا اجتماعية أو اخلاقية أو حتى ترفيه يخفف عن الناس آلامهم وكيف يعرف شيخنا وغيره الالام والمعاناة وهم يتزوجون بالقصر المثنى والثلاث والرباع ببساطة هم لا يحتاجون هذا النوع من الترفيه؟ كم مرة تحدث شيوخنا عن سكان القبور والعشوائيات وكم مرة تحدثوا عن الفنانة فلانة التي ارتدت قميص نوم لا يعجب شيخنا ؟نفس ما يتعرض له خالد يوسف وغيره من المبدعين ..يتحدثون عن ممثلة ظهرت بكتفها العاري لثوان معدودة ولا يتحدثون عن جوهر القضية المطروحة لفيلم ساعتين ولا حتى سبب تعري الممثلة في المشهد ؟!!
طبعا هم يريدون ان تخلو الساحة لهم وأن يسيطروا على كل شيء باسم الدين والحلال والحرام لأنهم يعلمون ان الثقافة المنتشرة الآن هي ثقافة المشاهدة وليس ثقافة القراءة ...ثقافة السمع السائدة وليس ثقافة البحث والاطلاع فإذا أغلقوا هذه النافذة الفنية التي تنتقدهم وتسخر منهم تسيدوا الفضاء كله ولن يجدوا منافسا لهم ..يريدون جذب المزيد من المشاهدين بإغلاق النوافذ الأخرى حيث كل مشاهد جديد لهم بمثابة (اس ام اس ومكالمة 099 ) تتحول بالدولار تلقائيا في جيوب شيوخنا....... حلمهم العبث في مكونات الهوية المصرية المستقرة، واتجاهات متحفزة تتربص بالفن والثقافة والإبداع، وتنظر إلى ما قدمه أديب كبير كنجيب محفوظ الذي اعترف العالم كله بأدبه الراقي، باعتباره أدبا فاسدا عاطلا عن القيمة بل ويعتبروه انحطاطا وعفنا..!!!العالم كله قدسه وهم فقط من دنسه .!!
الفن يجب اّلا يخضع لأي قيد أخلاقي، وأن يكون معبراً عما يسمى بالحقيقة الإنسانية، في شكلها الأول. الفن الحقيقي هو المـــــعبّر عن روح الإبداع التي لا تعترف بحدود ولا قيود من أي نوع. أدلجة الفن بإخضاعه للمعايير الأخلاقية يؤدي إلى خنق الإبداع . النحات مثلاً .. الذي ينحت جسدا عاريا، يعرض إبداعا، وليس معنياً بمفهوم (الإباحية)..... عري الجسد المتمثّل في الفنون لا علاقة له بالجنس، بل له علاقة بالتعبير الحر الذي يساعدنا على ترويض البصر على النّظرة التّأملية الّتي تسافر بنا إلى بصيرتنا، فنكتشف في داخلنا عوالم أخرى أرقى وأسمى من عوالم الرغبة والغريزة، فعندها يظهر لنا جليّاً الإنسان جسداً وروحاً كقيمة حقيقيّة لا كخيالات تتنفّس وتحيا على هامش الحياة....ولهذا لا يعد الباليه المائي عريا وإباحية ولا تعد رياضة الجمباز والسباحة عريا وإباحية ومن يعتبرها كذلك هم المرضى النفسيون أصحاب العاهات التي لا تريد سوى ثقافة الصحراء ورياضة ركوب الخيل والسيف والقتل والدم والإيمان والكفر ....
أود هنا ان أسأل فضيلة الشيخ لماذا لم تصلح قيمه ومنظومته الدينية أخلاقنا في الشارع ؟ لماذا أخلاقنا في الشارع بهذا التدني ؟مع أننا أكثر الشعوب صلاة وحجا وصوما واعتمارا وقياما لليل وحديثا عن عذاب القبر وجهنم ؟ أما آن لشيخنا ان يعترف بفشل تلك المنظومة التي يتبناها والتي لم نحصد من ورائها سوى الفتن الطائفية والقتل والترويع وتمزيق الأوطان ؟أما آن لشيخنا أن يترك الفن والفنانين ويبحث له عن عمل شريف يقتات منه ؟ هل يوجد في دول العالم ما يسمى بوظيفة الداعية سوى عندنا .؟!!....فضيلة الشيخ لن ينصلح حالنا إلا إذا وجد امثالك مهنة شريفة تكسب من خلالها قوت يومك تتصبب جبهتك عرقا كالمواطنين الشرفاء تتشقق يديك تشققا من أثر العمل فهي اليد التي يحبها الله ورسوله لن تنصلح أحوالنا إلا إذا تركت الاستديوهات المكيفة وتركت النهش في أعراض الناس وتركت مفاتيح الجنة والنار التي ترهبنا بها دوما وكأنك مالكها الحصري ......!!
ليحدثنا شيخنا عن الدعارة الحقيقية : هل هي دعارة نفاق الحكام وتغيير المبادئ حسب الطلب وتعليم قيادة السيارات على نواصي الطرق وفق مفهوم السلف أم هي الدعارة طرح قضايا المجتمع وتبني مشاكله الحقيقية ؟!!
الدعارة الحقيقية هي أن نترك الشيخ حسان وغيره يسطون على اموالنا تحت بند المعونة الأمريكية ولا يجرؤ أحد على محاسبته وكأن شيئا لم يكن الدعارة الحقيقية ألا نحاسبه هو وغيره على فتاويهم في التسعينات بحرمة التليفزيون ووجوده في المنزل وتسميته وقتها بالمفسديون واعتبر الشيخ وغيره وجوده خطر على البيت والأسرة المسلمة !!واليوم بعد ان أصبح فضيلته نجما للفضائيات لم نعد نسمع منه أو من غيره تلك الفتاوى بعدما أصبح المفسديون سببا في ثرائهم الفاحش ونجوميتهم !!
الدعارة الحقيقية هي جماعتك التي حرمت الاحزاب السياسية وما ان أتيحت لها الفرصة حتى أسست باقة من هذه الأحزاب ....الدعارة الحقيقية هي ان تحرم الديموقراطية ثم تمارسها ..الدعارة الحقيقية هي أن تحرم الاختلاط بين الرجال والنساء وتسمح بالاختلاط بين الرجال والنساء في مجلسي الشعب والشوري وتجلس أختك السلفية والإخوانية إلى جانب الرجل ..الدعارة الحقيقية هي ان تحرم فوائد البنوك ثم تحللها تحت بند المصاريف الإدارية لأنك أصبحت في السلطة ...!! ويبدو ان الحلال والحرام على عموم الشعب ولكنه عندكم يتوقف فأنتم الملائكة المقربون....!!
أهيب بكل الفنانين والفنانات والكتاب في مصر ألا يرضخوا لهؤلاء ويهادنوهم فالمعركة بدأت منذ أمد بعيد وليس الآن هي معركة مصر كلها حاضرها ومستقبلها تاريخها وتراثها ....خذوا قصة حياة شيوخ الفضائيات وغيرهم في أعمالكم ...افضحوهم امام الناس ...هي معركة ضد الرجعية والتخلف ...هي معركة الوادي الأخضر ضد الصحراء والتصحر ..معركة الدولة المدنية الحديثة ضد دولة الشيوخ والعمم واللحى ....هي معركة الحرية التي لن نهادن من أجلها ...



#مجدي_عطاالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المادة الثانية العنصرية و دستور العصر الحجري المنتظر
- قبل فوات الأوان
- عداء إسرائيل الذي لا ينتهي
- من شعارات قومية عربية إلى أوهام إسلامية إسلامية
- أيها المضللون : كفاكم كذبا: متى كانت مصر علمانية و ليبرالية ...
- عفوا أيها المرشد ليس نظام الخلافة ولا تطبيق الشريعة الإسلامي ...
- توابيت الهوية والمؤامرة والاقتصاد الإسلامي
- إلى ديانا أحمد : العلمانية ليست في حاجة لميليشيات
- شرع الله الحقيقي
- شيوخ السلفية في مصر أباطرة العصر
- حرية الاعتقاد المزيفة والمواطنة الحقيقية
- العقل يخيف الشيوخ
- عفوا أيها السادة :لسنا مجتمعات متدينة كما ندعي
- الحاكم بشرع الله
- ماراثون المساجد والكنائس
- أكذوبة الدولة الدينية


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مجدي عطاالله - الفن بين دعارة الشيوخ وإبداع أصحابه