أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عياصرة - وطن كبير بحجم مخيم !














المزيد.....

وطن كبير بحجم مخيم !


خالد عياصرة

الحوار المتمدن-العدد: 3837 - 2012 / 9 / 1 - 20:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طرق مستغيثا، ففتح له الباب، استقبل بالترحاب، حللت أهلا ووطئت سهلا، هكذا كان الجواب.

بعد فترة، إستعاد الضيف عافيته، وبدلا من تقديم الشكر لراعية، كشر عن أنيابه، وإستل سيفه، مهدداً أهل البيت، وكلما قيل له لما فعلت ذلك، رد : إن الأوضاع المزيريه التي وضعني بها صاحب البيت دعتي للتصرف بهذه الطريقة. الحقيقية غير ذلك، فرب البيت، لم يدخر جهدا في سبيل إكرام ضيفه، بالرغم من إعتراض الكثير من أطياف اسرته.

الضيف هنا، هو الأخ السوري الذي تخطى حاجز الضيافة واللباقة، فضرب وجرح أبناء قواتنا الأمنية في مخيم الزعتري للاجئين، بحجة الأوضاع المزرية التي يعاني منها المخيم. أما المضيف، فهو الأردني الذي وقف حائرا من هول التصرف !

********************************************

في سياق أخر، قبل عقود تم زرع مجموعة من المخيمات في أخصب الأراضي الأردنية تمهيدا لإحتلال فلسطين عام 1948م (الوحدت، البقعة، مخيم جرش، مخيم اربد وغيرها، هذه المخيمات محاطة بأسلاك شائكة، وأخرى أمنية، تحكمها قوانين وقيود من الذل والقهر).

أساس الفكرة الصهيوينة المتمثله الـ " جيتو " فتم استنساخ فكرة " المخيم" المغلق والمراقب !

هذه الخطوة أنجحت سياسة التهجير القسري المعتمده من قبل المحتل، سيما وأنها دعمت فكرة إنشاء " جيتو فلسطيني " تحت أسم "مخيم"، مغلق، ومراقب، ومنبوذ من قبل المجتمع المحيط به.

بعض الأنظمة العربية وجدت الخطوة سبيلا للاستغلال فسارت في تشجيعها، من خلال دعمها للخروج من وطنه، بحجة أن فعلهم يمثل خطوة أولى في طريق التحرير وتمهيدا لدخول فرق الكشافة العربية ! إنتهت النكبة، ولم يعد فلسطيني واحد إلى أرضة. غاب الوطن الأمل بتواضع، وحضر المخيم بقوة.

في 1967م، تكررت السيمفونية عينها، أخُرج المزيد، وبنُيت دفعة جديدة من المخيمات!

********************************************

بقيت المعضلة الأخلاقية والتاريخية، وسام فشل على جباه القادة العرب دون أن تراوح مكانها، بقيت فلسطين محتله، وبقيت المخيمات، وبقي الشعب مشردا في أرجاء الدنيا.

أردنيا، ، كُويت الدولة بنار المخيمات أكثر من مرة، وصلت ذروة الأحداث في فترة السبعينيات، حيث سيطر على العديد من المحافظات، تكللت بمصائب أيلول الأسود.

هذه الاحداث خرجت اولاً من قلب المخيمات التي مثلت قواعد للتنظيمات، وجدتها راضا خصبه للإستغناء السريع، من خلال تحويل الثورة إلى ثروة، وإعتمادها أكاذيب بعض القادة التي تعتبر إحتلال عمان أولى من تحرير القدس، وصولا إلى إعتبار عمان هانوي الثورة الفلسطينية وقاعدتها التي ستحرير الأرض !!

بقيت المخيمات رابضة لم ولن تراوح مكانها، خصوصا بعد إسقاط فكرة تحرير الوطن، والقبول بالمخيم.

********************************************

الصورة تتكرر من حيث السيناريو والإخراج، وإن بشكل جديد، مع الإحتفاظ بالمضمون.

اليوم يصار إلى تأسيس دفعة من المخيمات بحجة إستقبال سوريين هاربين من بلادهم، - وصل عددهم إلى اكثر من 200 الف لاجئ - لن يعودا إلى أراضهم، سواء أبقي النظام السوري أم رحل، ففي كلتا الحالتين تسير سوريا صوب التقسيم.

لكن، مع هذا لنتذكر، أن ساكني المخيم انتفضوا، بسقوط آمال عودتهم إلى أرضهم، فكان أيلول الأسود، فهل تتكرر الصورة تجرع السم مرتين !

********************************************

ما الفرق إذن بين المخيم القديم والجديد ؟

لقد تحول الأردن إلى مخييم كبير جدا تحت اسم وطن، وطن كما عمارة ذات طوابق، في كل طابق ثمة مكان لقادم جديد، ولا مكان لصاحبها، اللهم عدا عن كونه تحول بوابا يفتح الباب ويغلقه، لكل من هب ودب.

********************************************

لما لا يتم إنشاء مخيمات للاجئين السوريين على الحدود الاردنية السعودية مثلا ؟! لما يصر النظام على إيجاد المبررات لنشر الفوضى .

ختاما: هل سيبقى الباب مفتوحا على مصرعية، هل سيبقى الضيف يحمل بيده سيفا يهدد به رقابة الوطن؟

أسئلة بحجم خوفنا ووجعنا على وطن لا نملك غيره، ولا نريد أن نتحول بعده إلى لاجئين، وأرقام يمر عليها مرور الكرام.


خالد عياصرة
[email protected]



#خالد_عياصرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يكون البنك العربي أداة لإبتزاز الأردن
- عندما تنطلي اللعبة على العشائر الأردنية
- إلى الشبيحة الإفتراضيون في الأردن : هانيا فراج و فارس حر ولا ...
- أزمة سياسية أردنية وحوار ضروري
- هل شاهدتهم هذا الفيديو .. يا مسؤولي الأردن ؟
- كابوس الحكومة ورعب في الشمال الأردني
- - كوريدا -مجلس النواب الأردني وسيطرة -ماتادور- الثيران عليه ...
- إنحراف مسار الحراك لصالح من في الأردن ؟ !
- أميركا والمشهد الأردني .. العصا والجزرة
- لقاء مرتقب للملك عبد الله الثاني ... وفشل دائرة الألغام في ا ...
- التوريث السياسي وقانون الزحزحة الأردني
- قانون الإنتخابات لن يكون مهدياً منتظراً
- هل بكى ملك الأردن ؟
- القائد الآلهة !
- أرنب الطراونة .... هل يسبق سلحفاة الخصاونة في الأردن ؟
- بعض ما نتوقعه من الملك عبد الله الثاني !
- وزير الاعلام الأردني راكان المجالي ينقلب على راكان المجالي .
- هل قرأ جلالة الملك عبد الله الثاني كلمات السفير الأردني محمد ...
- النواب وحضيرة الثور الاحمر في الأردن !
- في ربيع الدولة الأردنية وشراء ولاء الإخوان


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عياصرة - وطن كبير بحجم مخيم !