أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سردار عبدالله - ما اشبه اغتيال الحريري باحتلال الكويت















المزيد.....

ما اشبه اغتيال الحريري باحتلال الكويت


سردار عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1118 - 2005 / 2 / 23 - 11:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


منذ الوهلة الأولى بدى لي المشهد في تلك اللحظة الملتهبة على ذلك الشارع الدامي الذي حلم الرئيس الشهيد رفيق الحريري, يوماً ما ان يأخذ بيديه ويلملم جراحه وجراح بيروت ولبنان, شبيهاً الى حد كبير بتلك اللحظة المباغتة التي فاجأ فيها صدام العالم كله ودخلت جيوشه الجرارة دولة الكويت ونصّبت فيها (حكومة) دمى, تمهيداً لضمها الى (املاكه وغنائمه)بعد ايام قليلة. وقليل من التأمل يمكن ان يساعد على توضيح الصورة اكثر فأكثر, وقد يصل المشهدان الى حالة قريبة من التطابق, ليظل السؤال المحيّر(ترى مالذي يجمع هذين المشهدين, ويمنحهما هذه الدرجة من الشبه الكبير والأقرب الى التطابق؟). قد تكون الأساليب والأدوات التي يضطر العالم الى التعامل بها مع هذه الأزمة مختلفة عن الأساليب والأدوات التي لجأ اليها العالم لتحرير الكويت, ولكن المؤكد ان التداعيات السياسية والجيوستراتيجية التي ستفرزها هذه الأزمة ستكون شبيهة جداً بتلك التي افرزتها ازمة احتلال صدام لدولة الكويت... وقد يختلف السيناريو الذي سيختاره العالم هذه المرة عن ذلك السيناريو الذي تلا احتلال الكويت وصولاً الى تحريرها, ثم الى النهاية الحتمية والمتأخرة بعض الشيئ والتي استيقظ العالم صبيحة التاسع من نيسان ليشهد عليها وسط ذهول كبير, لكن المؤكد ايضاً ان العالم لايستطيع ان يقف بعد الآن مكتوف الأيدي, متفرجاً على جراحات لبنان وهي تنزف من جديد..وعليه فأن عليه ان يتدخل, وبوادر هذا التدخل تلوح واضحة جلية, لكن المهم هو ان يكون التدخل هذه المرة بمستوى الحساسية التي يمر بها لبنان والمنطقة بأسرها, ان اكبر خطأ يمكن ان يرتكبه العالم هو ان يكرر الخطأ القديم الذي ارتكبه نورمان شوارستكوف الذي وقف مذهولاً في منتصف الطريق ليعلن ان مهمته قد انتهت... فدفع الشعب العراقي ضريبة ذلك الخطأ القاتل من دم الآلاف من ابناءه... وسنوات قاحلة من الحصار القاتل والمدمّر.
شبه المشهدين ببعضهما واضح مع اختلاف في بعض الجزئيات, من قبيل ان قوات صدام دخلت الكويت فتسببت باندلاع الأزمة وصولاً الى النهاية المعروفة, بينما القوات السورية تحتل لبنان منذ عقود, ومثل هذه الأختلافات يمكن ان تتسبب في احداث اختلافات في بعض مفاصل المشهدين, لكن الأكيد ان النتائج الكبيرة التي ستفرزها هذه الأزمة لن تقل اهمية وخطورة عن سابقتها, على الأقل فإن تحرير لبنان اصبح ضرورة ملحّة لاتحتمل المزيد من التأخير. بالعودة الى السؤال المحيّر, يمكن ان نجد اسباب وعوامل هذا الشبه الكبير بين اللحظتين من عمر هذه المنطقة, في حالة التشابه بل التطابق التي يتلوّن بها كل من النظامين الحاكمين في كل من دمشق الآن, وفي بغداد حينها. حالة التطابق هذه تأتي بدورها من الطبيعة الواحدة لكلا النظامين, ثم المنبع والآيديولوجية الواحدة التي تشرّب منها كلاهما, وينبغي ان لا ننسى بأن كلا النظامين ينتميان الى حزب واحد هو حزب البعث العربي الاشتراكي. وهذا يشكّل في حد ذاته السبب الكبير ويفسّر لنا وبوضوح شديد, غرائبية المشهد العبثي الذي يجمع في ثناياه المأساة (اللبنانية-الكويتية-العراقية-السورية). ان انتماء النخبة الحاكمة في كل دمشق اليوم وبغداد الأمس الى حزب البعث ادى بدوره الى تسلّط عقلية واحدة لدى كل من الفريقين. وهذه العقلية التي تتسم بنفس الصفات تعمل بصورة قدرية ولاتملك الحد الأدنى من فرصة للإختيار, تحكمها آليات مسبوكة بدقة, وتؤدي في طريق عملها الى نفس الإستنتاجات, لذلك لايمكن لها إلاّ ان تؤدي الى نفس النتائج. فهي لكي تخرج من ازمة, او لكي تتجنب الوقوع في ازمة خانقة, بدلاً من التعقّل والحكمة تلجأ الى طريقة الهرب الى امام وتعتقد بأنها تستطيع ان تبتز العالم, فتبادر الى احتلال دولة وضمها, او قد تلجأ الى تغيير الحقائق على الأرض عن طريق القوة الغاشمة. ما اشبه العزلة التي لفّت الحكومة اللبنانية في تلك اللحظة التي شيّع فيها لبنان بأكمله شهيده وفقيده وابنه الغالي رفيق الحريري مرفوع الرأس , بتلك العزلة الخانقة التي ظهرت عليها (حكومة) الدمى التي نصبها صدام في الكويت بعد احتلالها. وما أشبه موقف الرفاق البعثيين في سوريا بموقف رفاق الأمس في بغداد في تعنتهم وتمسكهم باحتلال اراضي دولة سيدة. ان الرفاق في بغداد اصروا على ان ارض دولة الكويت ارض عراقية ورفضوا الإنسحاب منها فكانت الكارثة, فيما الرفاق في دمشق يصرون على ان لبنان جزء لا يتجزأ من سوريا الكبرى. لذلك من الصعب جداً ان يتقبلوا فكرة الإنسحاب من الأراضي البنانية, الى درجة يمكن ان نجزم بأن الإنسحاب من لبنان هو اشد الماً بالنسبة لرفاق دمشق من التنازل عن الجولان او حتى اجزاء منها. فعليه عندما تحين لحظة الإستحقاق ويقف العالم مصراً على انسحاب القوات السورية المحتلة من لبنان, من الصعب جداً ان نتخيل موقفاً عقلانياً في دمشق, وقد يلجأ الرفاق في دمشق الى المكابرة, وهذا قد يبدو الإحتمال الأقرب الى الواقع, وذلك لأن هناك خلل بنيوي في تركيبة العقلية البعثية, وهو خلل كبير وكارثي, وهذا الخلل هو التعوّد على القراءة المغلوطة للأمورمما يؤدي الى الخطأ في التقدير والذي يؤدي وبصورة حتمية الى خطأ في الحسابات.
ان اوجه الشبه وبعض التطابق بين المشهدين كثيرة جداً ويمكن للمراقب المتمعن ان يجهد نفسه قليلاً ليجد المزيد والمزيد منها, والسبب واضح جداً وهو ان مشكلة دمشق هي ان من يحكمها في هذه اللحظة الموبوءة والحبلى بالمزيد من الكوراث هم بعثيون. لذلك علينا ان لانستغرب حدوث الكارثة. يبقى ان على العالم ان يرتقي الى مستوى مسؤولياته الأخلاقية ويبادر الى مساعدة ليس البنانين وحسب, بل وكذلك السوريين ايضاً, ان تطابق النظامين البعثيين في كل من بغداد ودمشق لا يجب ان يؤدي الى تكرار السيناريوهات الكارثية التي حملّت العراقيين ضريبة كبيرة من دماء ابناءهم, فعليه يجب ان يكون تحرير لبنان تحريراً حقيقياً, بمعنى ان لبنان لا يمكن ان يكون حراً بمجرد خروج القوات السورية من اراضيه, والكل يعرف بأن البعث السوري احتل لبنان من الداخل, هنا يمكن ان تتضح ابعاد وحدود التحرير الحقيقي المقصود هنا, وهو ان لبنان لن يعود حراً وسيداً لنفسه, وان هذه المنطقة لايمكن ان تتخيّل الوصول الى سلام , وكذلك فأن الوضع في العراق لا يمكن ان يصل الى حالة من الهدوء, وباختصار فإن المنطقة بأسرها لن تنعم بالسلام والإستقرار, إلاّ اذا تحررت دمشق نفسها, وهذه مسؤولية السوريين الأحرار, ويجب على العالم كله ان يسارع الى مساعدتهم في تحرير بلدهم والمنطقة بأسرها , بغية تحقيق السلام والعدالة والأستقرار لهذه المنطقة الملتهبة... على ذات الأرض التي اخذ يلملم فيها رفيق الحريري جراح بيروت, وهب دمه وحياته رخيصة من اجل استقلال وسيادة لبنان... على ذات الرقعة يصطف اللبانيون الأحرار مستميتين, من اجل الغاية النبيلة التي قضى في سبيل رفيق الحريري ورفاقه, ترى هل تشهد نفس الرقعة من الأرض بداية الإنتفاضة التي ستحرر بيروت, لتصل الى تحرير دمشق؟ علينا ان ندعو للبنان بالخير, ونتذرع الى القدرة الإلهية لكي تجنب انتفاضة لبنان نفس المصير الذي لاقته الأنتفاضة العراقية عام 1991.



#سردار_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معضلة السلام الشياشانية تحتاج الى قيادة جديدة
- هذا التشنج هو الذي سيقصم ظهر العراق
- الأب القائد المؤسس
- احوال المسيحيين في كردستان العراق واوهام سليم مطر المريضة
- استهداف مكتب العربية عين لا تحتمل رؤية الحقيقة
- تصريح للناطق الرسمي بأسم المؤتمر الوطني العراقي في كوردستان ...
- كردستان تشرك معها العالم في الإحتفال بكذبة نيسان
- تصريح رسمي للناطق باسم المؤتمر الوطني العراقي في كردستان
- من نواجه في كركوك؟
- على من تجاوز سعدي يوسف على الطالباني ام على نفسه؟
- استقراء الواقع بادوات جديدة - العلاقات العراقية التركية ودور ...
- اعادة صياغة العلاقات العراقية العربية - مجلس الحكم المؤقت وج ...
- حملة علاء اللامي على العراق ما الهدف منها والى اين يمكن ان ت ...
- معارك وهمية في انتخابات نقابة الصحفيين - هل يمكن قيام الديمق ...
- نزيف الدم الليبيري بين صمت العالم والتردد الأمريكي
- اخبار ومقالت منشورة في (النبأ)الصادرة صباح اليوم بمدينة السل ...
- قراءات - هل تظل الدوامة السارترية تلف بعضهم إلي الأبد؟ - سير ...


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سردار عبدالله - ما اشبه اغتيال الحريري باحتلال الكويت