أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سامر أبوالقاسم - هكذا.. وإلا فالأمور مرشحة للمزيد من التراجع















المزيد.....

هكذا.. وإلا فالأمور مرشحة للمزيد من التراجع


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3837 - 2012 / 9 / 1 - 15:48
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لابد من التأكيد ـ في البداية ـ على أن الأمور في مجال التفاعل بين مكونات المشهد السياسي المغربي الحالي لا تبعث على الاطمئنان بالمطلق، وأن مسارات التطور التي ستعرفها الساحة السياسية في الأمد القريب والمتوسط تبدو مقلقة للغاية، وهو ما يدعونا إلى الاعتقاد بأن العديد من المهام ينبغي القيام بإنجازها، والعديد من الأهداف والغايات يجب تحقيقها، وإلا سيبقى كل هذا الذي نتداول اليوم في شأنه من قبيل المتمنيات.
فبعد درس الانتخابات التشريعية لسنة 2007، التي استفزت العديد منا، لكنها أحرجت الجميع. وبعد الاهتمام والاشتغال بموضوع الانعكاسات السلبية لنتائج ذلك الاستحقاق السياسي الفاشل. وبعد الحركية والدينامية التي أطلقها بعض الفاعلين ذوو المشارب الفكرية والسياسية المختلفة. وبعد خوض غمار تجربة تنظيمية غير مسبوقة في التاريخ السياسي المغربي الحديث والمعاصر من حيث صهر الطاقات والكفاءات المتعددة والمتنوعة على مستوى مواقع فعلها السياسي والاجتماعي. وبعد إطلاق مبادرة تحرير الطاقات وتجديد النخب وإعادة النظر في منطلقات وطرق اشتغال الإطارات السياسية برمتها.
بعد كل هذا المسار الشاق والطويل يمكننا المغامرة والمجازفة للخروج بخلاصة مفادها أن كل ما أنجز ـ بتراكماته وإخفاقاته ـ قد لا يخدم مسار القضايا العادلة والمشروعة لكافة الفئات والشرائح الاجتماعية المغربية، إن لم يتم تتويجه بتجميع الجهود والطاقات في أفق تشكيل تيار مجتمعي واسع وعريض يحمل مشعل الدفاع عن قضايا التنمية والدمقرطة والتحديث بطرق معقلنة، غير قابلة للقرصنة والتمييع.
وهو ما يفرض الدخول في إنجاز مهمة النقاش الجدي والمسؤول حول أنجع السبل المحفزة للقيام بثورة ثقافية وميدانية على مستوى التنظيم الداخلي للإطارات السياسية المشتغلة، خاصة وأننا اليوم نعيش في ظل اعتبارات سياسية وتنظيمية دقيقة، تفرض على الجميع جعل هذه المهمة على رأس أولوية الأوليات، للتغلب على العديد من أسباب الشتات المؤدي حتما إلى خسران القوى الديمقراطية لكل المعارك في مواجهة قوى المحافظة والتخلف.
علما بأن التاريخ لا يرحم، والفرص التاريخية لا تتهيأ سبلها إلا لماما. وهو ما يستلزم عدم الاكتفاء بالنقاش، وعدم البقاء في وضعية الإعلان عن المبادئ والمنطلقات والمواقف المنجزة في مراحل سياسية وتاريخية سابقة ومغايرة للمرحلة التي نعيشها اليوم، واعتماد نوع من السياسة البراغماتية في التعاطي مع موازين القوى المختلة لصالح قوى المحافظة وفي القلب منها تيارات العمل السياسي الديني التي أصبح جزء منها يتربع على كرسي رئاسة العمل الحكومي الحالي.
فالظرف الحالي يتطلب العمل بشكل موازي للدخول في خطوات إجرائية عملية، سواء في إطار العلاقة البينية للتنظيمات السياسية ذات الاستعداد للعب أدوارها كما تتطلبها المرحلة التاريخية، أو في إطار العلاقة بالنخب الجديدة بغية مصالحتها مع العمل السياسي الذي افتقد الكثير من الجاذبية والمصداقية في العقدين الأخيرين، أو في إطار العلاقة بالمواطنات والمواطنين وقضاياهم ومشاكلهم ذات الصلة بالمعيش اليومي...
ونعتقد أن التجربة التنظيمية والسياسية لحزب الأصالة والمعاصرة لعبت دورا أساسيا ومركزيا في هذه الآونة؛ من حيث تجاوز العديد من العقد التي كانت ترجع إلى بعض التصنيفات التي لم يعد لها أي معنى في غياب الفعالية السياسية، من قبيل اليمين واليسار، حيث إن الممارسات السياسية الميدانية كشفت بالملموس غياب الحدود الفاصلة بينهما خاصة على مستوى السلوكات التي لا تمت بصلة إلى المرجعيات القيمية والمبدئية والأخلاقية لأحزاب تنتمي إلى الصنفين معا.
يكفي أن نقطع اليوم أشواطا أخرى لصهر طموحاتنا والانتقال بها إلى مستويات أكثر تطورا من حيث الأداء السياسي المؤثر والمؤدي إلى استقطاب المزيد من الغيورين والمهتمين وذوي القابلية والاستعداد للمساهمة في تحمل المسؤوليات السياسية والتاريخية والقيام بمتطلبات ومستلزمات الواجب النضالي الوطني.
نحن في أمس الحاجة اليوم إلى:
• طموح نضالي كبير ومشروع، يلامس ترجمة الأفكار والتصورات والمواقف والبرامج السياسية إلى واقع ميداني ملموس.
• تيار مجتمعي واسع، يضم كل الحداثيين والديمقراطيين على اختلاف مشاربهم السياسية والاجتماعية والفكرية.
• بنيات تنظيمية حزبية متراصة، قادرة على القيام بمهام التأطير والتوجيه والاستقطاب، وكذا إخصاب وتطوير الأداء ذي الصلة بمواجهة قوى المحافظة والتخلف.
• تطوير الدينامية النضالية السياسية والاجتماعية، ونهج تحفيز الطاقات الإبداعية في مختلف مواقع الفعل النضالي المؤثر في التطورات التي تعرفها بلادنا.
• توفير شروط إنضاج التراكم الكمي والنوعي لمختلف النضالات الاجتماعية والثقافية والسياسية، وتوسيع آليات ومجال التضامن مع المواطنات والمواطنين.
إن الظرفية الحالية تتطلب إبداعا في مجال المبادرات السياسية، وتنويعا في سياق تنظيم مواجهات سياسية وتأطيرها في أفق الارتقاء بها الى مستوى إنجاز التغيير المطلوب، استحضارا للعديد من التجارب الدولية الناجحة في هذا الإطار. وتتطلب ممارسة السياسة بغايات وأهداف وشعارات واضحة وقوية من شأنها التأثير في مجريات الأحداث والوقائع الحالية، والحد من تغلغل القوى المحافظة في الدولة والمجتمع، والكشف عن منطلقات وغايات مشروع التحكم الذي تقوده قوى المحافظة ذات النزوع الديني المتهافت.
إن الظرفية الحالية تفرض جمع شتات القوى الديمقراطية بمختلف مشاربها الفكرية والسياسية في إطار تيار مجتمعي واحد، على أرضية حد أدنى للتعاقد من أجل قيادة المواجهات السياسية القادمة، والتي سيكون لها ما بعدها على مستوى النتائج والآثار على المشهد السياسي المغربي في الأمد المنظور والمتوسط.
فجميع المعطيات الميدانية تفيد أن المشهد السياسي لا يحتمل هذا الشتات، ولا يطيق كل أشكال المزايدات وكافة أنواع الحسابات الصغيرة التي لا تخدم الصالح العام، كما أنه لم يعد قادرا على استيعاب تعثرات ونواقص ومعيقات الأداء السياسي السابق، ولا معطى التجمعات التنظيمية والسياسية غير المجدية.
فالوقت وقت تصور سياسي بسيط وواضح، وبرنامج نضالي واقعي وقابل للإنجاز، وكفاءات كثيرة ومتنوعة، وأداء قائم على أساس التحليل الملموس للواقع الملموس. وإلا فالأمور مرشحة للمزيد من التراجع والنكوص.



#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض معيقات الاطمئنان على المسار الديمقراطي بالمغرب
- خلاصات تقرير المجلس الأعلى للتعليم 2008 (2)
- تقرير المجلس الأعلى للتعليم لسنة 2008 (5)
- تقرير المجلس الأعلى للتعليم لسنة 2008 (6)
- تقرير المجلس الأعلى للتعليم لسنة 2008 (4)
- خلاصات تقرير المجلس الأعلى للتعليم لسنة 2008 (3)
- خلاصات تقرير المجلس الأعلى للتعليم لسنة 2008 (1)
- على النخبة السياسية المغربية السلام
- شيء ما على غير العادة
- الكرامة مفهوم إنساني
- أسباب ومظاهر قصور المنظومة التربوية حسب تقرير الخمسينية
- الكرامة ليست شعارا ولا مطية ولا قضية للمزايدة
- المزيد من إضعاف المدرسة العمومية
- المغاربة وتحدي الحد من إضعاف المدرسة العمومية
- الحرية وأكذوبة التمييع
- المؤسسات التمثيلية وإشكال الديمقراطية
- ضرورة ارتباط الزواج بسن الرشد أو سن الترشيد
- اختلال التوازن وفقدان الثقة وقود تجدر حكومة الإسلاميين
- المرأة وفقدان مقوم تقدير الذات واحترامها (الطفلة أمينة نموذج ...
- توظيف المقدس الديني من موقع قيادة العمل الحكومي


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سامر أبوالقاسم - هكذا.. وإلا فالأمور مرشحة للمزيد من التراجع