أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب ابراهامي - هل أنت صهيوني يا غروميكو؟















المزيد.....

هل أنت صهيوني يا غروميكو؟


يعقوب ابراهامي

الحوار المتمدن-العدد: 3836 - 2012 / 8 / 31 - 17:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


"ليس خطأً أن يوصف هجوم الجيوش العربية على فلسطين بالحرب الدينية وليست القومية باعتبار أن معظم اليهود في فلسطين في العام 48 كانوا عرباً مثل يهود المغرب واليمن والعراق.
ملوك ورؤساء العرب آنذاك اعتبروها حرباً قومية إنكاراً لقرار التقسيم 47.
" ليس لدي أدنى شك في أنه لو بادر العرب الفلسطينيون لإعلان دولتهم وفقاً لقرار التقسيم (47) لكانت فلسطين اليوم بدولتيها (اليهودية ـ العربية، والعربية) دولة فدرالية واحدة يحكمها العرب بمشاركة من اليهود"
(فؤاد النمري – "الحوار المتمدن" 29/8/2012)

الصراع اليهودي-العربي في بقعة الأرض التي تدعى فلسطين (باللغة العربية) وإيريتس يسرائيل (ארץ ישראל باللغة العبرية) هو في جوهره صراع قومي بين شعبين على قطعة أرضٍ واحدة : هذا يقول كلها لي وذاك يقول كلها لي. الدين كان دائماً حاضراً في هذا الصراع لأن الدين (بمفهومٍ معين) هو جزء من الثقافة والتقاليد القومية لكلا الشعبين. لكن الصراع هو في جوهره صراع قومي بين شعبين داخل الوطن الواحد لا صراع ديني. القوى الرجعية والدينية والمتأخرة والجاهلة من كلا الطرفين (من الجانب العربي منذ بداية الصراع ومن الجانب اليهودي بعد حرب الأيام الستة واحتلال الضفة الغربية بصورة خاصة) سعت وتسعى إلى تحويل هذا النزاع القومي إلى نزاعٍ ديني، ولا يمكن القول أنها لم تحرز نجاحات كبيرة في هذا الصدد. تحويل النزاع القومي إلى نزاعٍ ديني معناه تحويله إلى نزاعٍ لا يمكن حله.
هناك طبعاً فارق في الطابع الديني للنزاع بين الطرف اليهودي والطرف العربي. فبينما يحتل الطابع الديني في الطرف العربي مكان الصدارة في وسائل الإعلام والتحريض و"خطب الجمعة" و"أيام القدس" ("بالروح والدم نفديك يا أقصى")، يبقى الطابع الديني للصراع في الطرف اليهودي، رغم كل خطورته، محصوراً في الهوامش الهزيلة للمجتع الإسرائيلي ولا يجد له تعبيراً يذكر في وسائل الإعلام.

ليس خطأً أن يوصف هجوم الجيوش العربية على فلسطين، عام 1948، بالحرب الدينية، لا لأن الصراع هو حقّاً صراعً ديني (كما يحاول فؤاد النمري أن يقنع القراء) بل لأن الصراع هو صراع قومي حاول الملوك والرؤساء العرب تحويله إلى صراع ديني. أي على العكس بالضبط مما يقوله النمري. والنمري يقع هنا في شرك الرجعية الدينية العربية.
من المهم أن نؤكد أيضاً أن الأحزاب الشيوعية العربية لم تصف هجوم الجيوش العربية على فلسطين بالحرب الدينية بل بالحرب الدينية العنصرية.

خطأ آخر يقع فيه فؤاد النمري هو عندما يحاول أن يوحي للقارئ ان قرار التقسيم (الذي حظي بتأييد الإتحاد السوفييتي وكل القوى التقدمية في العالم) كان في الواقع قراراً بتقسيم فلسطين على أساس ديني بين سكانها العرب ("معظم اليهود في فلسطين في العام 48 كانوا عرباً مثل يهود المغرب واليمن والعراق") وليس تقسيمها إلى دولتين على أساس قومي: دولة للشعب اليهودي وأخرى للشعب العربي.

هذه نظرة خاطئة ليس فقط لأنها تخالف الواقع الذي كان سائداً في فلسطين عشية قرار التقسيم (ليس واضحاً على ماذا يستند فؤاد النمري عندما يقول أن معظم اليهود في فلسطين في العام 48 كانوا من يهود المغرب واليمن والعراق. أغلب الظن أن هذا هو من نوع الإختراعات التي عودنا عليها النمري). هذه النظرة خاطئة وتخالف الحقيقة التاريخية لسببٍ مهمٍ آخر أيضاً: الإتحاد السوفييتي أيد قرار التقسيم ليس فقط من أجل إيجاد حلٍّ للنزاع القائم بين اليهود والعرب داخل فلسطين، بل من أجل إقامة وطن قومي لليهود يحل مشكلة يهود أوربا الذين شردتهم الحرب العالمية الثانية.
وفؤاد النمري يضيف ألى الخطأ خطيئة أخرى عندما يحاول أن يوهم القراء أن القرار تحدث عن دولة يهودية-عربية ودولة عربية. لا أساس لهذا الإدعاء من الصحة.
قرار التقسيم تحدث عن دولتين على أساسٍ قومي: دولة يهودية ودولة عربية. والإتحاد السوفييتي وقف إلى جانب قرار التقسيم إلى دولتين: دولة يهودية وأخرى عربية. الدولة اليهودية-العربية هي من اختراع فؤاد النمري.

لن أطيل الحديث في هذا الموضوع. أكتفي بنقل مقتطفات من الخطاب الشهير الذي القاه أندريه غروميكو، مندوب الإتحاد السوفييتي في الأمم المتحدة، في 14 أيار 1947، أمام الهيئة العامة للأمم المتحدة.
كثيرون (وأنا منهم) يصفون هذا الخطاب بأنه "خطاب صهيوني بامتياز":

"عند البحث في مهام اللجنة المكلفة بوضع الإقتراحات الخاصة بفلسطين، يجب أن نلفت النظر إلى جانبٍ آخر لهذه القضية.
فمن المعروف جيداً أن تطلعات أقسامٍ كبيرة من الشعب اليهودي مرتبطة بفلسطين وبمستقبل فلسطين. وليس غريباً أن هذا الجانب من القضية قد حظي باهتمام الهيئة العامة. هذا أمرٌ مفهوم تماماً وله ما يبرره. إذ أن الشعب اليهودي عانى خلال الحرب العالمية الأخيرة محنةً لا مثيل لها. ولا نبالغ إذا قلنا أننا نعجز عن وصف المآسي والنكبات التي أصابت الشعب اليهودي. إن الأرقام المجردة لوحدها لا يمكنها أن تعبر عن فداحة الخسائر، بالأموال والأرواح، التي تكبدها الشعب اليهودي على أيدي الغزاة الفاشست. ففي المناطق التي سيطر عليها الهتلريون أبيد اليهود إبادة تامة. عدد اليهود الذين قتلوا على أيدي الجلادين الفاشست يقارب الستة ملايين. ولم يبق من اليهود في أوربا الغربية إلاّ مليون ونصف المليون فقط . لكن هذه الأرقام التي قد تعطي فكرةً عن الظلم الذي لحق بالشعب اليهودي على أيدي المعتدين الفاشست لا تكشف عن الوضع القاسي الذي تعيشه جماهير الشعب اليهودي بعد الحرب.
إن عدداً كبيراً من اليهود الذين بقوا على قيد الحياة بعد الحرب في أوربا هم الآن بلا وطن، يفتقرون إلى مأوى وإلى وسائل العيش. مئات الآلاف من اليهود مشردون في انحاء أوربا يبحثون عن مأوى وعن لقمة العيش. ويمكن أن نجدهم في معسكرات اللاجئين حيث يعانون الأمرّين.
. . . أليس من واجب الأمم المتحدة أن تهتم بمصير هؤلاء الذين شردوا من أوطانهم ومن ديارهم؟ أن منظمة الأمم المتحدة لا يمكنها ولا ينبغي أن تبقى عديمة الإكتراث بمصير هؤلاء لأن هذا لا يتفق مع المبادئ السامية التي أعلنا عنها في ميثاقنا: مبادئ الدفاع عن حقوق الإنسان بصرف النظر عن عنصره، دينه، عقيدته وجنسه. آن الأوان لأن نقدم مساعدتنا لا بالكلام بل بالأفعال.
من الواجب أن نلبي الحاجات الملحة لشعبٍ عانى الكثير جراء الحرب ضد ألمانيا الهتلرية. هذا هو واجب الأمم المتحدة.
أما بخصوص إيجاد حلٍ لليهود الذين يفتقرون إلى مأوى وإلى وسائل العيش فإن الوفد السوفييتي يود أن يجلب انتباه الهيئة العامة للأمم المتحدة إلى ما يلي: أن تجربة الماضي، لاسيما تجربة الحرب العالمية الثانية، قد أظهرت أن دولة من دول أوربا الغربية لم تستطع أن تقدم العون اللازم للشعب اليهودي، لم تستطع أن تحمي مصالحه أو أن تدافع عن مجرد بقائه، أمام العداء الذي قابله به الهتلريون وحلفاؤهم. هذه حقيقة مرّة ولكنها حقيقة ويجب أن نقر بها.
أن عدم وجود دولة أوربية غربية واحدة قادرة على أن تضمن الدفاع عن الحقوق الأساسية للشعب اليهودي ، أو أن تعوضه عن الأضرار التي ألحقه بها الجلادون الفاشست – هذه الحقيقة هي التي تفسر طموح اليهود ألى إقامة دولة خاصة بهم. ليس من العدل أن لا نأخذ هذا بنظر الإعتبار وأن نسلب الشعب اليهودي حقه في تحقيق طموحه هذا. ليس هناك ما يبرر حرمان الشعب اليهودي من هذا الحق ، لاسيما إذا أخذنا بنظر الإعتبار التجارب التي مرت على هذا الشعب في الحرب العالمية الثانية.
. . . من بين الخطط التي اقترحت لمستقبل فلسطين أريد أن أذكر المقترحات التالية: 1. إقامة دولة عربية-يهودية واحدة يتمتع فيها العرب واليهود بحقوق متساوية. 2. تقسيم فلسطين إلى دولتين منفردتين، واحدة عربية وأخرى يهودية. 3. إقامة دولة عربية على كل فلسطين دون الأخذ بنطر الإعتبار حقوق المواطنين اليهود. 4. إقامة دولة يهودية على كل فلسطين دون الأخذ بنطر الإعتبار حقوق المواطنين العرب.
عند البحث في المشاريع المقترحة لمستقبل فلسطين يجب أولاً وقبل كل شيء أن نأخذ بنظر الإعتبار ما يميز هذه القضية عن غيرها. يجب أن نذكر حقيقة لا يرقى إليها الشك وهي أن سكان فلسطين يتألفون من شعبين. لكل واحدٍ من هذين الشعبين جذورٌ تاريخية في فلسطين. هذه الأرض أصبحت وطناً لشعبين يحتل فيه كلٌّ منهما مكاناً هاماً في المجالات الإقتصادية والثقافية. لا التاريخ، ولا الظروف التي نشأت في فلسطين، تسمح بحلٍّ وحيد الجانب للقضية الفلسطينية، سواء كان هذا الحل هو إقامة دولة عربية مستقلة تتجاهل الحقوق المشروعة للشعب اليهودي، أو إقامة دولة يهودية مستقلة تتجاهل الحقوق المشروعة للسكان العرب. أيٍّ واحدٍ من هذه الحلول المتطرفة لا يؤلف حلاًّ عادلاً لهذه القضية المعقدة.
لا يمكن الوصول إلى حلٍّ عادل إلاّ إذا أخدنا بعين الإعتبار، بدرجة كافية، المصالح المشروعة لكلا الشعبين. وعلى هذا الأساس توصل الوفد السوفييتي إلى القناعة أن المصالح المشروعة لليهود والعرب في فلسطين لا يمكن الدفاع عنها بصورة لائقة إلاّ بإقامة دولة ثنائية واحدة، ديمقراطية، عربية-يهودية.
هذه الدولة يجب أن تقوم على أساس حقوق متساوية للسكان اليهود والعرب وتكون قاعدة للتعاون بين الشعبين لمصلحتهما ولفائدتهما.
لهذا فإن إقامة دولة واحدة، عربية-يهودية، يتمتع فيها اليهود والعرب بحقوقٍ متساوية، يمكن أن تعتبر أحد الحلول الممكنة للقضية الفلسطينية.
ولكن إذا اتضح أن هذا الحل غير قابل للتحقيق بسبب التردي في العلاقات بين اليهود والعرب . . . فلا مناص من التفكير بحلٍّ بديل وهو تقسيم فلسطين إلى دولتين منفردتين مستقلتين: دولة يهودية ودولة عربية." - انتهى.

خمسة عشر مرة ذكر غروميكو مصطلح "الشعب اليهودي" في هذه المقاطع التي اقتبستها هنا (لا في كل الخطاب). لا أحداً يظن أن ذلك كان زلة لسان وإن غروميكو كان يقصد في الواقع "معتنقو الديانة اليهودية".
لم يتكلم غروميكو عن سكان فلسطين العرب مثل يهود المغرب واليمن والعراق بل بحث عن مأوى لمن بقى من يهود أوربا بعد الكارثة والمأوى الوحيد الذي وجده كان في فلسطين.
لم يتحدث غروميكو عن دولة يهودية-عربية ودولة عربية (من أين اخترعت ذلك فؤاد النمري؟) بل تحدث بوضوحٍ ما بعده وضوح عن دولة يهودية ودولة عربية.
وعندما تحدث غروميكو عن دولة يهودية لم يكن بالتأكيد يقصد دولة دينية تسير وفق الشريعة اليهودية، بل كان يقصد دولة علمانية للشعب اليهودي.

بعد كل هذا ألا يحق لي أن أطلب من كل الذين سألوا في الماضي القريب: "هل أنت صهيوني يا يعقوب؟" أن يسألوا الآن: "هل أنت صهيوني يا غروميكو؟"



#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا هو ردي على الأسدي
- هل أنت صهيوني يا يعقوب؟
- لم يفهموا كارل ماركس في يومٍ من الأيام
- أين أخطأ كارل ماركس؟
- والتيار الكهربائي ما زال منقطعاً
- حسني مبارك هو ليس صدام حسين
- فائض الحماقة : ردي على حسين علوان حسين-2
- بيان الشلة
- فائض الحماقة : ردي على حسين علوان حسين-1
- النكبة
- المقال ال-100
- كيف تهرب من إسرائيل وأنت في السويد
- الرجل الذي لم ينس سايكس بيكو
- فائض القيمة كمثال
- مؤتمر المفلسين
- لا، يا سيدي، ليس للوقاحة حدود
- في ذكرى اغتيال صديقي شهاب أحمد التميمي
- المعادلة
- من يريد أن يشطف دماغه؟
- العقدة الصهيونية


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب ابراهامي - هل أنت صهيوني يا غروميكو؟