أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود الوندي - خانقين في دموع الوند أغنية تبكيني















المزيد.....

خانقين في دموع الوند أغنية تبكيني


محمود الوندي
(Mahmmud Khorshid)


الحوار المتمدن-العدد: 3836 - 2012 / 8 / 31 - 14:09
المحور: حقوق الانسان
    


مدينة خانقين كثر فيها الموت والخراب والدمار والترحيل على أيادي ازلام حزب البعث خلال فترة سطوته على الحكم في العراق ، ونـُفـذ في تلك الفترة مخطط تدميري على المدينة ونواحيها وقراها بهدف تغيير ديموغرافية المدينة من طابعها الكوردي ، وفرض حصار جائر ( إقتصادي ثقافي إجتماعي ) عليها لتزيد من محنته اهلها ، وما رافقها من زج للالاف من ابناء المدينة فى غياب السجون والمعتقلات وكان لها في كل سجن ومعتقل سفير ، فاستعمل العنف والعنصرية ضد اهلها التي روت حقل النضال الوطني والقومي من دماء شهداءها الابرار، وبتحديهم للبعث الفاشي رسموا ابنائها بدمائهم الزكية طريق الحرية والإنسانية ، وقام النظام البائد بالسلب والنهب خيرات المدينة ، بعد أن جردوا اهلها من أراضيهم وبيوتهم وممتلكاتهم ، وعاشوا بعيدا عن مدنهم وقراهم وبيوتهم ، ، وبعد رحيل نظام البعث لم تزل شواخص اجرامه وتخريبه للمدينة ماثلة للعيان .
خانقين أكتب عنكِ بلوعة الغربة والمنفي ، وأنكِ الأجمل بنظري لما تحمل لي من ذكريات عشتها فيها لفترة طويلة من العمري ، وما زال ذكراكِ خالدة في عقلي وشرياني ، لهيب عشقكِ يحرقني واهات شوقكِ تناديني ، وفي كل ساعة يأخذني الحلم بالحنان لأيام جميلة لعبق ذكراها وطبيعتها الخلابة .. مدينتي اكتب هذه الكلمات وتنزل دموعى من عيني وتبكي بكاء النوح على سنين ضاعت من عمرى في الغربة ، وقلبي ينزف من الجرح لآلامكِ ومعاناتِك ، لقد كنت مدينة تنعم بالهدوء ، وبهجة للنفس ، تعبق بعطر زهورها وورودها وجمال مناظرها الخلابة وشذى بساتينها اليانعة ، ووداعة نهرها الوند الخالد لسحر شاطئيها ، والآن يا حبيبتي المثخنة بالجراح والآلام والخراب .
مدينتي الحزينة من حقي ان أنفض عنكِ شيء من تراكمات التي حدثت في العهود الماضية والتي جثم على صدركِ وآلام الحاضر التي تدمى لها العيون قبل القلوب ، لاني احبكِ مثل عاشق ولهان ، لا زال اسمكِ مكتوبة وسط قلبي واني غطيتكِ بكل نبضي وكل نبض لكِ حرّاس ، ، وذبت في لياليكِ الجميلة على اضواء جسر الوند الذي يقطع المدينة الى صوبين من الحب والعذوبة.
مدينتي المنكوبة لك حق علي أن اسلط الضوء على ألامكِ ومعاناتكِ ، تزداد المراره .. وتزداد الحرقه .. كلما تذكرتكِ ، لان الحزن والأسى يلفكِ ، لايريد ان يفارقكِ !! وضاعت ملامحك الجميلة ، واصبحت شاحبة وجهك متجعدة ، واختفت بساتينكِ الوديعة بعد ان تحولت أشجارها الباسقة الى حطب للمدفئة ، وجف نهرك الوند الخالد الذي أكحل عين المدينة به ، وطيوركِ رحلت ويتوارى عن النظر ، وحيواناتكِ البرية هجرت ، حتى الفراشات الرقيقة الملونة لم تجد لها مأوى تتكاثر فيه !! وأطرافكِ من القرى والنواحي الجميلة التي فقدت زرعها وبدأت تغرق في رمال الصحراء ... نعم يا مدينتي الحزينة وأرى الحزن على وجهكِ يثقل جفنيكِ لمأساة ومعاناة ابنائكِ ، لقد جفت دموع عينيكِ من كثرة البكاء ، كما جف نهر الوند ، نعم أعرف أنكِ تعانين منذ سنين عديدة من اهمال متعمد ومن قلة الخدمات العامة ، نعم ادري البطالة منتشرة بين صفوف ابنائكِ القادرين على العمل والعطاء .. نعم اصبحت في طي النسيان من قبل حكومة اقليم كوردستان ولم تقبل باحضانكِ ولم تطلب استرجاعكِ الى احضان كوردستان .. حالها ايقظ ضميري لكتابة هذا الرثاء ، لان أشياء عديدة نقشت في ذاكرتي أود تسطيرها حتى لا تمحى من الذاكرة ، أن طال الزمن وتقادم العمر .
نعم يا مدينتي !! أوجعك كثرة الموت لأبنائكِ الشهداء الأحبه وهم في عنفوان شبابهم ، بمختلف الأشكال والأنواع من وسائل التعذيب والقتل ، نعم أحزنك تشريد الآف من أبنائك الى ديار مجهولة بعد أن كنت مأوى وملاذا أمنا من يلجأ اليكِ وفتحتِ له قلبكِ وذراعيكِ كمحب ومضيف !! فكم من عائلة جاءت طلبا للرزق والعيش الكريم ووجدت فيكِ خير عون وصديق ، والان اصبحت كأم انتزع منها فلذة كبدها .. اصبحت كطفل سُرق منه حلمه المنشود والجميل .
الزمن يمضي والعمر معه ما زالت مدينتي خانقين كثرة الأزمات تسيطرعلى أجوائها وتشغل بال أهلها . وما زلت صامدة أمام هول وهيجان الأعصارالجديدة والام جراحها الماضية لم تلتثم ، وما زالت خراب شوارعها وازقتها باقية ، والعمل جاري على قدم وساق لأزالة أشجارها وأهمال حدائقها وحرق بساتينها ، وتهديم العديد من معالمها القديمة الجميلة مستمرة واخرها معالم سينما النصر ، وللاسف هناك الوعاظين من المثقفين يحاولون بتغطية هذه الاعمال الاجرامية التي تحدث بحقها في عهد حالي !! اخذت تتوسلِ الى كل زائراً اليكِ كي يضمنكِ بين حناياه ويمسح دموع وجهكِ ويزيل عنكِ هموم روحكِ وضمد جراحكِ حتى تشعر بالاطمئنان والحنان .. ولكن للأسف رأيتهم يتاجرون بيكِ ، وثم يتواعدونكِ على الانتظار .
مدينتي الحبيبة : لا تيأسي والهامكِ في خلد المثقفين ، وارجعي لذكريات ايامكِ الماضية الزاهية ، وعليكِ ان تحافظ على هويتكِ القومية كمقلة العيون من المسخ والتغيير ، وعودي إلى نسيم لياليكِ العليلة لمعانقة ظمأ بساتنكِ وصباحاتكِ الجميلة المشرقة ، لان عزيمة أبنائكِ قد أصبحت أقوى ساعدا واشد مراسا ، لان يصغون بعزائمهم وعقولهم حياةً جديدة وشمسا ساطعا تستمد منها الآجيال شعاع معاني تجذرها في الارض مثل شجرة البلوط . لا تيأسي يا مقلد عيني فالوند لا بد ان يعيد يوما الى مجراهه ، ويطيب لابناءكِ العيش والسكن بجواره وهديره ينغم قلوبهم ، لا تيأسي لا بد ان شموسك مشرقة ونجومك ساطعة ان تعود وتمسح دموعكِ وتداوي جروحكِ . وتعود ابناءكِ الى التطلع للمعرفة والعلم والمحبة مرة اخرى ، وتعود ناسك واهلك إلى الألفة الإجتماعية والعلاقات الإنسانية النبيلة .. بالله عليك يا مدينتي لا تتركِ لليأس والحزن تسيطرعليكِ فرغم ما حل بكِ وبأبنائكِ من موت وخراب ، فجمالكِ لازال يسحر الألباب وصوت البلابل بساتنكِ يطرب النفوس !!
وعلينا ان نتركي اليأس والركود ولنأخذ من هذه الصفحة المؤلمة من تأريخ الدروس والعبر .... ولنبدأ بصفحة مشرقة جديدة ولننهض بمدينتنا خانقين من خلال حبنا لها وحقها علينا !! ونرجع الى سفرات الاحباب في ايام الربيع والاعياد ، والفرح مع الاحبة على نسائم الوند العليلة .ونتحدث عنها هي ككل مدن كوردستانية جميلة التي تغمرها الطيبة والحب والخير .



#محمود_الوندي (هاشتاغ)       Mahmmud_Khorshid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخفاق الدرامي في مسلسل -باب الشيخ-
- زعامة الزعيم عبد الكريم وسذاجة بعض السياسيين
- متى يفقع الاصبع البنفسجي بعض حثالات الساسة؟
- الواعظين الجدد وطرق إفسادهم للديمقراطية
- الطفل بين تربية المنشأ ورقي المدرسة
- الكورد الفيلية.. بين اضطهاد الامس وتهميش اليوم
- ارتشاف الكورد الفيلية من المؤتمر القادم
- الكورد الفيلية بين الأماني والواقع
- وزير الصحة في حكومة اقليم كوردستان يحارب مهنة الطب الصيني
- الكتل السياسية العراقية - اتفقوا على ان لا يتفقوا -
- الصحافة بين الحرية والمسؤولية الاخلاقية والاجتماعية (الجزء ا ...
- الملكية العامة والملكية الخاصة لوسائل الاعلام وتأثيرتها على ...
- دور الصحافة في الوطن العربي ( الجزء السادس )
- قيود حرية الصحافة في الوطن العربي ( الجزء السادس )
- مفهوم حرية الصحافة في العالم الغربي (الجزء الخامس)
- واجبات الصحفي والتزاماته ( الجزء الرابع )
- ضمانات حرية الصحافة والاعلام (الجزء الثالث)
- معنى حرية الصحافة
- حرية الصحافة ( الجزء الاول )
- سحب التغيير قادمة للعرب


المزيد.....




- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمود الوندي - خانقين في دموع الوند أغنية تبكيني