أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - دلور ميقري - سيكولوجيّة الجماهير الأوجلانية 4















المزيد.....

سيكولوجيّة الجماهير الأوجلانية 4


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 3836 - 2012 / 8 / 31 - 10:21
المحور: القضية الكردية
    



1
في بداية الثمانينات، تشكلت القاعدة الشعبية لحزب ب ك ك، في المناطق الكردية السورية، من خليطٍ غير متجانس اجتماعياً وفكرياً وسياسياً. الحال، أن الحزب لم يعبأ كثيراً أو قليلاً بالمستوى المطلوب، أو الحد الأدنى منه، للرفاق المفترض أن يكونوا ـ كذا ـ طليعة الطبقة العاملة في معركة التحرر الوطنيّ. وعلى غرار البعثيين، كان المهمّ بالنسبة لجماعة أوجلان هوَ الكمّ لا النوعيّة؛ وبكلمة أخرى، هوَ القطيعُ المُوالي للقائد بلا أيّ فسحة تفكير أو نأمة اعتراض. كذلك لم يُعوَّل على تثقيف هذا الخليط، لجعله على قدر من التجانس مع أفكار الحزب. ولكن، ماذا يمكن جنيَهُ من تثقيف جمهور، قد خرج جلّه من بيئة مشبوهة؛ من منتسبين سابقين لحزب البعث أو جمعية المرتضى أو حتى من المخبرين والزعران؟.. لقد أعطيَ هؤلاء امتياز كونهم أعضاءً في حزب يدعو لتحرير كردستان الكبرى، وفوق ذلك، مدعوم أمنياً بقوّة، لكي يخرجوا من حالتهم السيكولوجيّة، الرثة ـ كأناس معزولين في مجتمع لطالما رفضهم واحتقرهم. هذه السياسة لحزب ب ك ك، تمّ تطبيقها في كلّ أمكنة تواجده سواءً في الوطن أو الخارج, فلم يكن غريباً، أن تصِمَ أوروبة الحزبَ بشبهة الارتباط بالمافيا، لناحية سلوك أفراده على أراضيها بقيامهم على الاتجار بالمخدرات والرقيق الأبيض وغسيل الأموال والابتزاز.
من ناحية أخرى، فكما سبق لستالين، المعلّم المُلهِم، أن فعله في سبيل اخضاع الحزب البلشفيّ لسلطته المطلقة، فإنّ أوجلان، التلميذ النجيبَ والخائبَ في آن واحد، عمَدَ إلى فرض رؤيته الخاصّة للماركسيّة على رفاقه من خلال مؤلفاته النظريّة والسياسيّة؛ وهيَ المؤلفات، التي تفتقدُ للأصالة والعمق والفكر السليم. أوجلان المُنَظِرُ، تتجلى حقيقته بوضوح ـ كقائد دوغمائيّ ـ خصوصاً في كتابه " من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية ". وبالرغم من غرابة العنوان، فإنّ هذا المؤلَّفَ يكشف طريقة تفكير صاحبِهِ وسيرورة تأسيس الحزب. إذ منذ الأسطر الأولى للمَتن، يضعنا أوجلان في صورة التنظيم خلال الأعوام الأولى لتأسيسه، وذلك بهدف تعرية من يسميهم " الرفاق التصفويين ". هذا النعت، مُنتحلٌ بطبيعة الحال من المُعلّم، ستالين؛ الذي أطلقه أولاً على القياديَيْن البارزَيْن، زينوفييف وكامنييف، ثمّ عمّمه فيما بعد وبشكل واسع جداً ليشملَ ملايين الرفاق من ضحاياه. وحينما وصّفنا نهجَ التلميذ العتيد بـ " الدوغمائية "، فلأنّ تنظيرَهُ يعرضُ الواقعَ بشكل معكوس على طول الخط: لأنّ حجّة ضرورة القضاء على من يسميهم بالرفاق التصفويين، أدّت عملياً إلى تصفية عدد كبير من الكوادر الحزبيين وعلى الطريقة الستالينيّة نفسها. وكون أوجلان في حقيقته مجرّدَ شخصٍ قرويّ العقليّة، يُقلّد ولا يُبدع، فإنه عثرَ بين قيادات حزبه على ضحيتين كزينوفييف وكامنييف، لكي يُرضي نزعة جنون العظمة، المتناهية فيه حدّ الفصام السيكولوجيّ، بتمثل شخصيّة مُعلّمِهِ ومُلهمِهِ؛ ستالين.
2
" شاهين وكسيرة "، كانا حتى أواسط الثمانينات من أقرب الشخصيات القيادية إلى أوجلان، إلى أنّ حقّ غضبه عليهما فاتهمها بكونهما رأس " الزمرة التصفوية " في الحزب حدّ وَصمهما بالخيانة. الرفيق شاهين، وكان معتقلاً آنذاك في سجن ديار بكر، حُمِّلَ مسؤولية اتخاذ قرار الإضراب عن الطعام في السجن، ما أدى لمواجهات مع الحراس نتج عنه مقتل بعض أبرز قيادات ب ك ك. وللتذكير بما يُسميه " الماضي الإجرامي لشاهين "، فإنّ أوجلان في كتابه ذاك، المَوْسوم، تطرّق إلى ما زعم أنها جريمة هذا التصفويّ في دفن أحد الرفاق حياً، أثناء فترة النضال السريّ. أما الرفيقة كسيرة، وكانت هيَ المرأة الوحيدة التي تزوّجها أوجلان، فقد اتهمها هذا الأخير في الضلوع بالمؤامرة المدبّرة من لدن الأمن التركيّ لتصفية الحزب، مُذكّراً رفاقه بماضي أسرتها المشبوه. ولم ينسَ القائدُ ذكرَ مثالٍ على جرائم زوجته السابقة، عندما اتهمها في كتابه المذكور بحبسها لصبيّة مقاتلة في كهف بالبقاع اللبنانيّ وتركها تموت جوعاً: هذه التهمة، وتلك الأخرى الموجهة لشاهين، وبغض الطرف عن ملابساتهما، فإنهما يلقيان الضوءَ على النهج الإجراميّ لقيادة ب ك ك، إن كان بحق رفاق الحزب أو غيرهم. ولعلّ من السذاجة بمكان، أن يكتفي أوجلان بتينك المثالين، لكي يُدين بهما شريكيه السابقين؛ هوَ من كان تاريخه حافلاً بجرائم القتل والاغتيالات.
في حقيقة الأمر، أنّ الزعيمَ أوجلان بتصفيته لرفيقه شاهين، كان يُحاول إخماد اللغط المُشتعل في صفوف الحزب، عن خفايا مصرع أبرز قياداته في سجن ديار بكر؛ ومنهم مظلوم دوغان. إذ من المؤكد أنه تناهى إلى الزعيم الهمسُ باتهامه، شخصياً، في إصدار الأمر بتنفيذ الإضراب القاتل. إن من يقرأ أدبيات ب ك ك، العائدة إلى مرحلة الثمانينات، فإنه سيرى مبلغ تمجيد تلك الحادثة واعتبارها نقطة تحوّل في تاريخ الحزب: وإنها لكذلك، حقاً. فبتسبّبه بتصفية تلك المجموعة من الكوادر المتقدّمة، استفردَ أوجلان بالزعامة وأضحى هوَ " القائد " بلا منازع. أما مسألة الرفيقة كسيرة، ففضلاً عما سبق لنا ذكره عن سيكولوجيّة أوجلان، المستفحل فيها جنون العظمة والفصام، فإن هذه المسألة تحيلنا إلى طريقة تفكيره وفق هذه العقدة النفسية ذاتها: إنّ قضية " عصابة الأربعة " في الصين الشيوعية، الستالينية، كانت آنئذٍ ما تفتأ متداولة في الأدبيات السياسية، سواءً بسواء أكان ذلك في المشرق أو الغرب. ومن المعلوم، أن زوجة ماوتسي تونغ كانت أبرز أركان تلك " العصابة "، المتهمة بتحريف مباديء الحزب ومحاولة الاستيلاء على السلطة. إلى ذلك، ينبغي الإحالة أيضاً إلى تجلّيات أوجلان، التاريخيّة، واهتمامه المُستجدّ وقتئذٍ بالعقيدة الإسلاميّة وفق مراجعها الشيعيّة، تحديداً. هذا الإهتمام، ربما أوحى لتفكيره بربط موضوع زوجته، كسيرة، مع موضوع زوجة الرسول، عائشة: الشيعة يعتقدون بانحراف عائشة عن جادّة الدين الحنيف، وأنّ الرسولَ امتحِنَ بها من لدن ربّه ـ كما كان أمرُ النبي لوط مع امرأته.
3
إن كسيرة هيَ أصلاً من ولاية ديرسم؛ من أسرة علوية، جذورها تركيّة على الأرجح ، حيث أسهمَ أهلها وأقرباؤها بقمع الثورة الكردية التي نشبت هناك في أواخر الثلاثينات من القرن الماضي. ولكن، في أواخر الثمانينات ومع بدء حملة " التشيّع "، السياسيّة الهدف، بتخطيط من الأجهزة الأمنية الإيرانية والسورية، فإنّ رجلَ هذه الأخيرة، أوجلان، كان يستعدّ بدوره للمساهمة فيها على طريقته. ويبدو أن كون زوجته على المذهب العلويّ، كأهل السلطة الأسدية، قد عزز ثقة مخابراتهم به لدى حلوله في ضيافتهم لأول مرة. وإذن، في الفترة اللاحقة، بدأت مقالات أوجلان تترى في صحافة الحزب، عن رؤاه الجديدة بخصوص الإمام علي؛ ناعتاً إياه بـ " نصير المظلومين " ومُتباهياً في الوقت نفسه بأنه يعكف على قراءة " نهج البلاغة " بتأن وعمق. ولم يكتفِ بذلك، زعيمُنا الماركسيّ. فإنه هوَ من رعى، على الأرجح، البروباغندا التي انتشرت في الصحافة اللبنانية والعربية عن مزاعم كونه علوياً. وإلى اليوم، ما زالت هذه الخرافة منتشرة في سورية، خصوصاً مع انحياز ب ك ك إلى التشبيح ضد ثورة الحرية والكرامة. المهزلة هنا، أن أحداً ممن أسهمَ في صنع وإطلاق تلك الخرافة، لم يخطر لتفكيره الساذج هذا السؤال: هل ثمّة علويّ يحمل اسمُ أبيه " عمر " واسمُ أمه " عائشة " وإسمُ شقيقه " عثمان "..؟
يجدر بنا التوقف، في هذا الشأن، عند الطريقة الانتهازية التي سوّق بها أوجلان نفسه كي يحظى بالرضى من قبل الطرَفيْن؛ المُضيف والمُعادي. فإذ استفادَ، في بداية حلوله بالأراضي السورية، من حقيقة كون زوجته علويّة المذهب، فإنه عمدَ لاحقاً إلى تقديم والدته للصحافة والرأي العام كإنسانة عنيدة، عدوانية وجَلِفة. بيْدَ أنه بعد حوالي العقدَيْن، حينما استفاق في الطائرة ليجدَ الكوماندوس يحيطون به، لم يَجد على لسانه سوى هذه الجملة، المُسترحِمَة، ليخاطبهم قائلاً: " أمي هيَ من أصل تركيّ، وأنا على استعداد لخدمة الدولة التركيّة ". وإذن، فهذه الأم المسكينة، التي كان من سوء حظ ابنها أن تحملَ اسم " عائشة "، عندما كان هوَ تحت حماية نظامَيْ الأسد والخميني، فما لبثتْ أن تحوّلت بغمضة عين إلى سلالة أرطغرل الأول، المُباركة؛ طالما أن الظروفَ الداهمة قد تغيرّت فجأة. الآن، لو أننا عدنا لمقارنة تلميذيْ ستالين، في ميزان الشجاعة والكرامة وعزة النفس، فإننا سنجدُ كفة صدّام هيَ الراجحة على ندّه، الكرديّ. فالأول وإن استنكفَ، مثل الآخر، عن استعمال مسدسه في لحظة الإعتقال، ولكنه ظهرَ في المحكمة راسخ الإرادة، عنيداً في تشبثه بالمباديء التي آمن بها. أما أوجلان، فأقل ما يقال فيه بهذا الشأن، أنه لم يستفِد إطلاقاً من وجود ممثلين عن الهيئات البرلمانية والحقوقية، الأوروبية، كي يحوّل المحكمة إلى منبر يرفع من خلاله صوت قضية شعبه، العادلة: الخلاص الشخصيّ، بأيّ ثمن، كان همّ هذا القائد؛ الذي لطالما دفعَ الآلاف من أنصاره إلى أرض المعركة، كي يخسروا أعمارهم الفتية في سبيل دعاوى التحرر الوطني والاشتراكية.
للبحث صلة..
[email protected]



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجيّة الجماهير الأوجلانية 3
- سيكولوجيّة الجماهير الأوجلانية 2
- سيكولوجيّة الجماهير الأوجلانية
- المجلس الأخواني والطرطور الكردي
- الشيخ الكردي
- فريد الأطرش 3؛ الجذور والتغرّب
- فريد الأطرش 2؛ أنشودة الرومانسية
- الشيوعيّ شبّيحاً
- فريد الأطرش؛ أورفيوس الشرق
- ذكريات اللاذقية: النهاية
- ذكريات اللاذقية 15: النجيع
- ذكريات اللاذقية 14: الجراد
- ذكريات اللاذقية 13: الأجساد
- جمعة ابن بلدتنا، البار
- ذكريات اللاذقية 12: الجنون
- مرشح اخوان سورية
- ذكريات اللاذقية 11: الجَوى
- ذكريات اللاذقية 10: الجائحَة
- ذكريات اللاذقية 9: المَسْغبة
- ذكريات اللاذقية 8: الجَماعة


المزيد.....




- أستراليا.. اعتقال سبعة مراهقين يعتنقون -أيديولوجية متطرفة-
- الكرملين يدعو لاعتماد المعلومات الرسمية بشأن اعتقال تيمور إي ...
- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - دلور ميقري - سيكولوجيّة الجماهير الأوجلانية 4