أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر الزبيدي - وجبات الجشع السياحي














المزيد.....

وجبات الجشع السياحي


زاهر الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3835 - 2012 / 8 / 30 - 15:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُجهد أنفسهم ، خبراء التغذية في العالم المتحضر على وجه المعمورة ، في تقديم أفضل الوجبات الغذائية وأكملها صحياً لأبناء شعوبهم حيث يشمل هذا الجهد تحديد القياسات الصحية لكل شي في الشطائر والفطائر و (السندويج) فمثلاً حجم الرغيف "الصمونة " وكمية المواد الموجودة كوزن اللحم ونوعه ونسبة الأملاح وقطر شريحة الهمبركر وكمية المقبلات المفروض إضافتها ونوعيتها.. ونوعية المشروبات المقدمة ومستوى برودتها والمكان الذي يجلس فيه الزبون ودرجة الحرارة ومستوى الرطوبة ومدى ابتعاد المقاعد عن بعضها ونظافة الأرضية ولون جدران المطعم وغيرها كثير ... كل ذلك ضمن ضوابط وشروط وقوانين يتم متابعتها بدقة وصرامة مع أصحاب المطاعم من خلال لجان متابعة أمينة قوية لا يسيل لعابها للأطعمة والأموال التي تقدم كرشى للتجاوز على القوانين والأنظمة .
فماذا لدينا نحن في العراق هل لدينا جزء من تلك الأنظمة ؟ وإذا كانت لدينا هل تطبق ؟ وإذا طبقت هل تطبق بشفافية وبلا فساد ؟ أي هل هناك لجنة رقابة صحية ونوعية تزور المطاعم للتعرف على ما تقدمه وما يتم في مطابخها المظلمة والغرف الخلفية والمستوعات وثلاجات حفظ الأغذية لديها وهل أن العاملون لديها لديهم خبرة في مجال السياحة أو مستوى نظافتهم وهل لديهم شهادات للتلقيح ضد الأمراض .
مع كل هذا هل يتم لدينا في العراق ؟ لا أعتقد ذلك جازماً لكوني ادخل الكثير من المطاعم وتجبرنا ، في أغلب الأحيان ، المناسبات كالأعياد على الخروج الى تلك ، التي تسمى مطاعم ، ولكنها بالأخرى ليست سوى موائد الجشع القاتل الذي ينهب جيوبنا بلا حسيب ولا رقيب ... المطاعم لم تكن لتراقب لكونها ليست بتلك الأهمية فأذا كانت المستشفيات لا تراقب والمدراس لا تراقب بدروات مياهها القذرة .. فما بالنا والمطاعم .. وإن تمت مراقبتها فللرشى دورها في التجاوز على أقوى القذارة إذا كانت موجودة فيها والتجاوز على كل أنتهاكها للمقاييس والحسابات الغذائية .
ولكن هل نبقى هكذا .. أليس من الأجدر بنا أن نقدم لشعبنا شيئاً في هذا المجال ؟ من باب الأمانة لا أكثر ، إذا كانت هناك لدينا مباديء لحفظ الأمانة .. أليس من الأجدر أن يكون هناك قانون ونظام وتشريع مهم وضوابط نوعية محددة كأوزان ومساحات ونوعية أليس من الأجدر أن تكون هناك عقوبات رادعة بحق من تسول له نفسه أن يخدع شعباً .. هو أصلا مخدوع مضحوك عليه منذ عشرات السنين عندما كان يُغل الى الحروب والى حتفه يومياً وهو صابر محتسب .. ألا نمنحه فسحة كي يطمئن على طعامه وشرابه ونمنحه الأمل بوجودنا كمؤسسة حكومية في دولة قانون حديثة ! نجاهد من أجله وبأمانه بالغة نمنحه الأمل بالمستقبل ونمنح لوطننا الفرصة للتقارب مع العالم كي لا يكتشف زائرنا ، ضيفنا ، أو السائح أنه في عالم آخرة تحكمة الرشى والفساد ، في النفوس والأطعمة ، نحن بحاجة اليوم الى إعداد المقاييس والمكاييل المهمة تلك ووضعها بقانون وعدم ترك جشع أصحاب المطاعم التي تتوسع مطاعمهم وتكبر وتصغر أرغفتهم وما تحتويه من مواد ليقل وزن محتوياتها ويتغير نوعها .. فمن اللحم العراقي ، حلو المذاق ، الى اللحم الهندي والأسترالي ، بطعم البلاستك ، ضاعت المبالغ التي يصرفها العراقيون من أجل وجبة خفيفة على سبيل التغيير والخروج عن الروتين اليومي المعتاد في الطبخ والنفخ على نار القدور المكتضة بالروتين الغذائي المزعج .
لقد تكاثرت لدينا المطاعم على أنواعها وبشكل كبير جداً وغير مسبوق ما بين مطعم ومطعم هناك ثلاث مطاعم ، وجنابر ، لبيع الدجاج المشوي ومحلات الأكلات الجاهزة والعربات التي تبيع الشطائر على النظام الأمريكي .. وغيرها كثير وكثير .. كل ذلك لكوننا شعب يحب الأكل بشراهة ، وخصوصاً بعد السنين العجاف التي مرت بالعراق .. ولكون الطعام لدينا تجارة قوية مربحة جداً لكونها بلا رقابة ولا مقاييس ولشعب يحب الأكل ولا مانع عنده أن يتخم معدته ، التي تسحق النوى والصخر ، بكل أنواع الأطعمة واللحوم على أنواعها ، الأسلامية والعلمانية وما بينهما ، على حد السواء .. فتدلت الكروش وزادت الشحوم وضعفت العزيمة على العمل وضاع منا نظامنا الغذائي وقبله ضاع منا .. نظامنا الرقابي ! أووووف لاحياة لمن تنادي .



#زاهر_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشكلة ليست في السافرات
- كيف يتسلق العراقيون -هرم ماسلو- لتحقيق ذاتهم
- المفوضية العليا الطائفية للأنتخابات


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر الزبيدي - وجبات الجشع السياحي