أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رشيد الفهد - شعبنا يبكي شعبنا يضحك














المزيد.....

شعبنا يبكي شعبنا يضحك


رشيد الفهد

الحوار المتمدن-العدد: 3835 - 2012 / 8 / 30 - 00:26
المحور: كتابات ساخرة
    


استوقفني خبر افتتاح مقهى في الصين روادها أشخاص يبكون .
فقد نقلت صحيفة (تشاينا ديلي) في طبعتها الصادرة في هونك كونك خبر افتتاح مقهى في شرق الصين يرتادها الذين لديهم مشاعر حزن عميقة تصل حد البكاء أو ذرف الدموع.
نظرت إلى المقهى بإمعان شديد، وجدتها فكرة رائعة ، تأملتها كثيرا، وصارت قناعتي أن اعمل مثلها في العراق.
الأهم في الفكرة أن أرباحها مضمونة، أما أنها طائلة فهذا ما توصلتُ إليه خلال مشاورات مكثفة سرية للغاية أجريتها مع نفسي استغرقت بضعة أسابيع.
أنها فكرة ممتازة وتنبؤاتي تعلمني أني سأكون في صف الأثرياء وأودع من غير رجعة رحلة المتاعب التي أنا فيها.
الصيني صاحب المقهى يفرض مبلغ (6) دولارات على كل زبون،أما أنا سأحدد التكلفة بدولارين ،لقناعتي أن العراقي لن يدفع الستة دولارات مقابل أن يبكي حتى لو جاءوا إليه بنبأ وفاة جده.
بدولارين، أقدم للزبون قدحا من الشاي يأتي في أعقاب صحن هريس مع توفير المزيد من المناديل الورقية لمسح الدموع .
زبائن كثرٌ لو أعدهم لا أحصيهم أبدا ، ما يعني أن الأرباح القليلة التي من المؤمل الحصول عليها من كل زبون تتكوم في النهاية حتى تصل إلى أموال طائلة.
أنا رجل لا أحيد عن القيم التي آمنت بها قبل سنين، كلما ازداد الباكون تزداد ثروتي، لذا سأقتني سيارة مرسيدس، آخر موديل، سوداء اللون، لها صافرة تجعر أقوى من جعير القاطرات ،ومن ورائي ينطلق أفراد حمايتي، جلهم من السرسرية، وربما أذهب يوما إلى بيت السيدة (إيمان)،هذه السيدة التي أنكرتني وفضلت الزواج من رجل آخر، سأقف عند بابها، متكأ على سيارتي، انظر إليها ساخرا، وأقول :( هذا أنا كما ترين، خير ألف مرة من صاحبك هذا الذي تفوح منه رائحة الصوف).
الصيني صاحب المقهى وبحسب ما جاء في الخبر يستعين بعمال يتولون فرم البصل للمساعدة على إنزال الدموع برفقة موسيقى حزينة، أما أنا سأتجنب ما يفعله الصيني، لقناعتي أن العراقي لا يبكي حتى لو دثرته بالبصل ولن يتأثر بالموسيقى ، وعليه سأرش على زبائني رذاذ خفيف من الغاز المسيل للدموع وأجبرهم على الاستماع إلى مقاطع مختارة من طور المحمداوي.
الفقراء والعاطلون، لا اسمح لهم بالجلوس على المقاعد، اسمح لهم بالجلوس على الأرض،فهؤلاء وهم جالسون على الأرض يذرفون الدموع على نحو أفضل ،وإذا ما سالت دموعهم مدرارا فاعرف أن أنظارهم راحت نحو الهريس!!
للأرامل جناح خاص في المقهى، وربما أقوم بتوظيف الندابة (أم طاهر) فهي سيدة محترمة، أنينها و نواحها يدمي القلوب ويفتت الصخر.. إنها في الجناح بمثابة ألحافز نحو البكاء.
توقعاتي تشير إلى فرار الملايين من الأكراد قريبا،، إلى مناطق الوسط والجنوب، بعد حالة الذعر والفزع والخوف التي سادت الإقليم في أعقاب أنباء ترددت عن قرب نهايتهم.. الأكراد الفارون من قبضة العدالة ألسماوية لهم نصيبهم بالمقهى،سأخصص لهم مقاعد من الدرجة الأولى، ولزيادة أعدادهم أفتتح فروعا للمقهى في كافة أنحاء البلاد،ومائة دولار هي تكلفة الدخول للكردي الواحد ،وحتى ينهوا بكاءهم أقدم لهم ما يفضلون من أصناف المشروبات والمأكولات:لبن اربيل الشهير،تشريب السليمانية الشهير،وجلفراي شقلاوه الشهير،عندي كل أنواع المشهورين، وإذا دفعوا لي المزيد من المال أوفر لهم الحماية ألكافية ، سأدعي أن هذا الكردي أو ذك عربيا تعود أصوله إلى عشيرة بني بزون أو عشيرة بني أسد،لا فرق بين البزون والأسد.
أنا الآن بصدد وضع اللمسات الأخيرة للمشروع.
أنا الآن ابحث عن مكان مناسب يصلح أن يكون المقهى الأولى.
خلال بحثي صادفت (الحاج أبو ياسر) ، رجل متقاعد .
حتى إذا وقعت عليه أنظاري صحت يا الاهي كيف أنسى المتقاعدين؟ كيف لم يأتو على بالي؟ .
صافحته بحرارة،وبعد السؤال عن الصحة والأحوال والعيال،اخبرني انه قادم من دائرة رواتب المتقاعدين، قابضا مرتبه، قال:-( اليوم استلمت راتبي و الحاجة أم ياسر تطالبني كل يوم أن اشتري لها عباءة، وإذا سددت ما بذمتي من ديون سوف لا يبقى معي إلا ربع المبلغ المطلوب لشرائها... والله يمكن اشتري لها ربع عباءة) ثم اخذ يضحك ويضحك حتى انهار من الضحك.
الحاج الذي أوصلته غرابة الأوضاع حد السخرية والضحك عليها ، قادني إلى التفكير بتغيير طابع المقهى من مقهى للبكاء إلى مقهى للضحك. .
ربع عباءة !! ربع عباءة يا ساسة العراق تفوووه



#رشيد_الفهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة مع المثقفين
- ألأغنية ألاولى...كانت هنا
- شيء من الحاضر
- كيف أصف ألنظام السياسي في العراق
- يا أنف فيروز
- أزمة السيد كامل
- حديث السيدة أم سامي
- الولي ازمة السيدة ام علي
- فخريه بائعة الجبن
- خالد يتزوج
- قالها علي:انا اعرفهم
- ويسالونك عن الحب
- وأنت ترى مواكب الأعراس...انتبه لنفسك
- الطعام.....فقط في وسائل الدعاية الانتخابية
- أين الشيطان؟
- أين الله؟
- شيء من العراق
- من سيحفر قبر الاسلام السياسي في العراق
- تحت تهمة الخيانة الزوجية:تنفيذ حكم الإعدام في بابل بحق احد ا ...


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رشيد الفهد - شعبنا يبكي شعبنا يضحك