أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وجيهة الحويدر - لا بد ان اشكرهن...














المزيد.....

لا بد ان اشكرهن...


وجيهة الحويدر

الحوار المتمدن-العدد: 3834 - 2012 / 8 / 29 - 21:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كوني إمرأة سعودية عشت حياتي كلها من غير ان ادخل قط مبنى حكومي لطلب خدمة تخصني او تخص ابنائي، لأني في نظر القانون مواطنة غير مؤهلة ان تقوم بشؤونها. لذلك كل الخدمات التي احتاجها من اي دائرة حكومية او الأوراق الثوبتية التي يجب ان احصل عليها، يقوم مشكورا الرجل المجبر بالقانون ان يكون محرما لي بتوفير تلك الخدمات.
اليوم انا امتلك سيارة، وسيارتي تحتاج الى لوحة تعريف واستمارة وتأمين، ولن اتمكن في الحصول على تلك الخدمات سوى بإصدار بطاقة الاحوال المدنية.
حملت هما كبيرا حين علمت بذلك، لأني الذي اعرفه من الرجال مرتادي الدوائر الحكومية ان التعامل هناك في منتهى السوء. الموظف الحكومي يتعامل مع المراجعين بتعالي، ومرات بتجاهل وعدم اكتراث بمشاعرهم وظروفهم. المراجع اذا كان لا يعرف احدا في تلك الدوائر، يُعامل بطريقة تخلو من الاحترام والذوق.
تلك كانت تجارب الاخرين التي كنت اسمع عنها، ولأني لا اقبل بالإهانة بقيت كل هذه السنين بعيدة عن الدوائر الحكومية سوى تلك التي اُجبرت على دخولها بسبب نشاطاتي الحقوقية.
الآن حان الوقت ان اكف عن الهروب فلا بد ان اواجه مصيري بنفسي، لم يعد ممكنا ان اكمل حياتي بدون اطلب خدمة اصدار بطاقة احوال مدنية.
بالامس من غير ان احدد موعدا ذهبت الى القسم النسائي لدائرة الاحوال المدنية في الظهران. دخلت المبنى حيث كان من منتهى النظافة والترتيب. كان فيه صالة جلوس للمراجعات احتوت على مقاعد مريحة، وعلى الحائط عـُلقت شاشة تلفزيون كبيرة. يوجد في الواجهة قسم استقبال الطلبات حيث الموظفات جلسن بذوق واناقة خلف زجاج فيه نوافد صغيرة تسمح للمراجعات بالتواصل معهن وتناول الاوراق. ارتدين الموظفات ملابس انيقة والابتسامة لا تفارق تقاسيم وجوههن. من النظرة الأولى شعرتُ براحة نفسية وهدوء من الداخل.
تحدثت الى موظفة تـُدعى هند واخبرتها عن سبب مجيء الى المكان. وبصوت ناعم وابتسامة رقيقة اخبرتني بالمتطلبات. كانت تنقصني بعض الاوراق وجواز السفر من اجل ان اكمل الاجراءات. وبصوت اتسم بالنصح، وجهتني هند ان أأتي مرة اخرى بموعد واجلب معي النواقص ودلتني على موظفة اخرى لكي ادون اسمي عندها.
بسبب بعض الظروف عدتٌ اليهن في اليوم التالي ولكن متأخرة قليلا حيث اقترب موعد الغداء والصلاة. في عشر دقائق استقبلتني هند وصورت اوراقي الثبوتية واكملنا معا الاستمارة، ومن ثم اخذتني الى غرفة اخرى والتقطت صورتي. كانت في منتهى الدقة والترتيب والمهنية. ثم ودعتني بإبتسامة ناعمة واخبرتني اني سأحصل على البطاقة في خلال اسبوعين.
خرجت من عندهن وانا اشعر بزهو واعتزاز بنسائنا. موظفات راقيات في تعاملهن مع المراجعات حيث احتفظن بجانبهن الانساني وذوقهن الجيد في المظهر. تلك التجربة جعلتني ارى موظفات دائرة الاحوال المدنية بنظرة مختلفة تماما. لا ادري ان كانت الأقسام الاخرى تتبع نفس الاساليب في التعامل مع المراجعات، لكن اتمنى ان يكون الحال كذلك.
بالفعل ان النساء السعوديات قادرات ان يقمن بالعمل على اكمل وجه، ولا ينقصهن سوى فرص عمل اكثر ليثبتن انهن مثل سائر نساء العالم بإمكانهن تحمل المسؤولية وتقديم خدمات على مستوى عال.
كان لا بد ان اعيش تلك التجربة من اجل سيارتي وربما لكي اسجلها بأمانة، ولا بد ان اشكر جميع موظفات ذلك القسم للأحوال المدنية في الظهران وعلى رأسهن هند التي تشرفت بمعرفتها.



#وجيهة_الحويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حان وقت الصلاة...
- ما آن لهذا السواد ان يترجل؟
- هل يستوي الذين يتسلقون والذين لا يتسلقون؟
- بيان توضيحي من - فوزيةالعيوني و وجيهة الحويدر-
- خوف يجره خوف ...
- ماذا افعل لو اراد الشعب اسقاطي؟
- الأخ القائد.. اتبع نهج هتلر بدلا من نهج صدام!
- -نريد اصلاح النظام- السعودي
- حان الوقت لتأسيس مملكة دستورية في السعودية
- السجين الحقوقي مخلف الشمري -حين كنت لا اعرفني..-
- اثداء السعوديات ومدى اهميتها!!
- من اجل فتيات كردستان
- انا مخلف الشمري.. من سجن الدمام العام احلم بيوم وطني اكثر ان ...
- لن اذهب الى البحرين هذا العيد!
- الى متى ستستمر الاعتقالات التعسفية للحقوقيين في بلدان -الشيو ...
- وجيهة الحويدر تجوب العالم دفاعاً عن المرأة السعودية
- التوحش والتوحش المضاد في المجتمع السعودي (5)
- التوحش والتوحش المضاد في المجتمع السعودي (4)
- التوحش والتوحش المضاد في المجتمع السعودي (3)
- التوحش والتوحش المضاد في المجتمع السعودي (2)


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وجيهة الحويدر - لا بد ان اشكرهن...