أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - أقنعة نهاريةُ وأخرى ليلية















المزيد.....

أقنعة نهاريةُ وأخرى ليلية


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3834 - 2012 / 8 / 29 - 21:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أقنعة نهاريةُ وأخرى ليلية
كتب مروان صباح / يبدو من الصعب رغم أنه ليس مستحيلاً أن يكون الإنسان كما هو ، لكن ما أسهل أن يكون سواه ، سواء تقمص قائداً من خلال تربية الشوارب ليتضح عند اول اختبار كان يقصد أن ينافس بهم القطط التى في الغالب تفوز عليه ، لأن لمن كان يقلد صدام حسين تورط عندما اجتازا الرجل الامتحان وحول المشنقة إلى مرجوحة للرجال فبعث برسالة قوية لمن اختزل الرجولة بالشوارب ، أو من كان يقلد فناناً لربع ساعة قبل أن يعود إلى نفسه مُحملاً بشقاء مضاعف كونه لم يظفر بتقبيل البطلة ، فأن تكون أنت معنى ذلك أنك من الطبيعي أن تتأثر بالمثل الأعلى دون التماهي ، وان تكون أنت يعني أن تقبلها كيفما كانت وتعمل على تطويرها وإلا سيضطر المرء دون أن يختار الانزلاق في اصابات تقسمه إلى عدة اشخاص فيصبح في النهار بطلاً وآخر الليل قطاً .
رغم أننا نعلم يقيناً للمتدافعات الهائلة من الوسائل المتعددة التى تفرض بذاتها وتتدخل في اسهام تكوين الفرد دون أن يستشعر لذلك أو حتى لو استيقظ منتبهاً تكون المرحلة قد تأخرت واستطاعت التداخلات إحداث تأثير لدرجة بات من الصعب اعادة المرء إلى منطقة الصفر ونزع ما تراكم من سلبيات تأصلت في التكوين شخصِيتهِ بل تبدو كما هي ثقيلة الانتزاع ، لكن ما يطفو على المشهد ويفوق التجليات لتلك التبعية والانقياد والتقمص والتقليد وجميع الوسائل التى يلجأ المرء في التخفي داخل سواه ، الكذب الذي يبدأ من الصغر بالأبيض ويبرر تحت عوامل كثيرة أهمها بأنه ليس مدرك تماماً لصغر سنه أو جهله وتنتهي بالأسود بعد مرورها بألوان متعددة يتشبع من خلالها بمهارات تتفاوت حقيقةً من إنسان إلى اخر ، حيث تتحول مع الأيام حجم الإنزلاقات في متاهات الوحل إلى لون أزرق داكن يعتقد أنه أسود إلا أن في الواقع يفوق السواد نتيجة مروره بمحطات تشبه الصرف الصحي دون أن يطرق باب غرفة التفتيش .
ما من حضارة قامت أو قائمة أو ستقوم إلا كان شرط قيامها التسلح بالمنظومة الأخلاقية القيميّة وعلى رأسها تبني مجتمعاتها الصدق كأساس لتعايش والتعامل مع بعضهم البعض ، لهذا ما من رسول أو فيلسوف أو مفكر أو شاعر أو كاتب إلا دعى البشر الذين يصلهم صوته أو كلماته المكتوبة بقلمه بضرورة التمسك بالصدق والابتعاد كل البعد عن الكذب لأنه السبب الأساسي لانهيار الحضارة والمجتمعات بل هو علة كل العلل التى تصاب بها الشعوب وفي مقدمتها الفساد بشتى المجالات ، وحين يأتي الباحثون والدارسون بالإنعكاف عند الأسباب التى أدت بالإنسان أن يتوارى خلف الكذب يتضح ما من شيء اخر يدفع بالمرء إلى التورط به إلا الخوف ، فما من شخص يكذب دون دافع أو مجرد يمارس هواية من هوياته ، ولقد ارتبطت الحضارة بصانعها فليس من المعقول ولا المقبول لشروط توفرها ونجاحها أن يتحلى المرء بغير الصدق فالمسألة ليست متجزئة على الإطلاق بقدر ما هي متأصلة لكنها بالتأكيد مترابطة في أعلى الجسد داخل الدماغ حيث العقل المتواصل مع القلب ، لهذا فأن العقل القائدك نحو الصدق لا سواه ومن دون اللجوء والاحتكام له في كل صغيرة وكبيرة يعنى التخلي عن الإنسانية والنزول بها إلى الدرجة الأدنى الحيوانية لما يعتقد البعض بأن التشابه للأعضاء الجسد والحركات يعطيهم الحق في تبني ذات السلوك الحيواني ، فالحيوانات يعود الكاذب لها فهو سلوكها المتبع في الحصول على أي شيء لأنها باختصار لا تملك التفكير ولا تستطيع أن تفرض أي منطق معين لهذا نرى الحرباء تكذب كي تنجو والأسد يكذب كي يفترس والأفعى تكذب كي تلدغ مقابل الإنسان يسرق ويقتل ويعتدي على ملكية الغير ويخون بأشكال متعددة الطرق فقد عندما يرتهن إلى غرائزه وتصبح دون كوابح التى يتحكم بها العقل .
ليست كما يطرح الكثير من العامة و الخاصة بأن المسألة تنحصر فقد داخل مربع الدولة وانعكاس سلوك ادوات الدولة على المواطنين أو كما تحيل الدولة عجزها على الأسرة وإفرازها من تربويات أدت إلى عطب وتعطيل العديد من المفاهيم وحولتها إلى تحف داخل المتاحف يمنع لمسها باستثناء زرف الدموع عند الأزمات لندرة تواجدها داخل الفرد ، بيد أن كيلا الطرفين يدفعا بلوم والمسؤولية على بعضهم البعض لكن تبقى المسؤولية الكبرى دون منازع حيث تقع على كاهل العائلة التى تتولى بشكل قسري دون أن تعطى حق الرفض أو التنصل من ذلك ، إلا أنها تحمل تلك التربويات في الواقع جملة متناقضات فيها شيء من تركيب الأحلام كما يتخللها نظريات دون أن تتعرض إلى اختبارات عملية ، لهذا تتبخر عند أول احتكاك كأنها لم تثقب الأذن لتكرارها ويفتضح من تورط بها في اظهار خساسة عند الرغبة بامتلاك الأشياء فتلمع العين ويسيل اللعاب أمامها ، ولتلك الأنواع من التربويات والأنماط أسبابها الناتجة عن عدم الشعور بالاستحقاق التى تغيب من محورها الكفاءة تماماً ولندرتها لدى الفرد تجعله محروم من الفطام العقلي لا الجسدي مدى الحياة وبدل أن يسعى نحو أن يكون موجود يواصل ضمن غريزة الامتلاك باستعلاء ناجم عن شعور فارغ بالتفوق كي يعوض ما ينقصه من الوجود ، حيث تتعزز تلك السلوكيات تدريجياً لمجرد انخراطها في زواريب الحياة إن كانت داخل المؤسسة الزوجية أو العملية حيث لا تختلف بالمضمون رغم اختلافها بالوجوه لكنها عملة واحدة .
قد تتنوع المواقف والأحداث على خشبة المسرح الحياة بينما البيوت تبقى المكان الذي مهد لها خارج اطارها دون أن يُزرع مفهوم الاستغناء لتصبح اشبه بالمعركة الدائمة لا تعرف الاشباع لغرائز منفلتة مما تتفتح عيون لمن شهيتهم على الدوام مفتوحة لكنها بصورة مزخرفة وأنيقة إلا أنها فئات استغلالية كالذومبين المتربصين لسقوط هؤلاء بين ايديهم ، فثمة أعمال تتطلب قدرات خاصة من الكفاءة إلا أنها تُمهد الطريق امام من حذف من قاموسه أي معنى للكفاءة وبفضل الغرائزين يتقدموا إلى الصف الأول دون الأكتراث لمن اجتهد ويحمل مخزون الثقافي والعلمي تشهد عليه الأيام ولياليها للجهد المبذول ، لكن من لديه نوع آخر من الكفاءة العوراء يذوب احتراقاً كي يحصل عليها حتى لو دفع من رصيد ما تبقى من كرامته بل لا يتوقف الحال عند هذا الحد لأنها البداية لسلسلة تنازلات تتطور حسب الحاجة وتتحول الحياة أقرب للجحيم حيث يكتشف المرء ليست معركة امتلاك بقدر ما هي معركة الحفاظ لما امتلك وهذا بذاته يتطلب إلى رصيد هائل من المقومات التى إذا افتقدها ما من سبيل أخر إلا أن يبحث عن ضحية اخرى كي يتكأ عليه ، وأحياناً تكون من الشحم والدم ، هذا يندرج أيضاً داخل المؤسسة الزوجية فالمسألة ليست كما يتوهم البعض بأنها منفصلة وغير منعكسة بل باتت لا يتضح معالمها للتلون المشهود وتفتقر إلى الحد الأدنى من العلاقة الإنسانية ويحكمها الكذب المتبادل بين الطرفين ابتداءً من المشاعر وصولاً للقّمة الخبز التى أصبحت مغموسة بالنكد اليومي ويعود ذلك بالأصل على ما ترتب على اساسها الارتباط إلا أن المضحك والمبكي في آن واحد أنها لا تخلو من النفاق المطلوب اجتماعياً كي تستمر المسرحية في احياء الأعياد الميلاد والمناسبات الزفافية ببعض العبارات التى تكتب على التواصل الاجتماعي المستخرجة كلماتها من الجوجل لا من القلب .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفيد أم وريثا
- تسكع من نوع آخر
- اجراس تكفي لأن تثقب طبلة الأذن
- تحالف المشوهين
- بين قسوة العربي على توأمه والعدو
- فحم يتحول إلى ماس يتلألأ
- أهي البداية أم قراءة الفاتحة
- التحرر من عُقد النقص والتورط بالتقليد
- صفحات بلا فصول
- ظل وظلال
- الشعب يريد نصرك يا الله
- باحثون عن حفرة ينامون بها إلى الأبد
- يحتاج المرء إلى ثلاثة اضعاف عمره كي ينجز بعض احلامه
- المعرفة المجزوءة
- اتباع الطاغية لا دولة بنوا ولا حرية سمحوا
- عجلات لن ترحم
- أجمل ما في الحياة أن يدافع المرء عن نفسه
- نقدم العزاء لروح ستيفن جوبز
- الموت السريري والنبض الكاذب
- عناق تحت الأرض


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - أقنعة نهاريةُ وأخرى ليلية