أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوري الخيام - كلمات من حروف باكية...














المزيد.....

كلمات من حروف باكية...


جوري الخيام

الحوار المتمدن-العدد: 3834 - 2012 / 8 / 29 - 20:40
المحور: الادب والفن
    


صغيرتي ;

هذا غياب لا أريد أن أعود نفسي عليه ...هذا غياب لا يكتب و لايقال ولا تجمده الدموع !

هذا غياب يحمل الساطور وينزل في روحي تقطيعاً كل ليلة وتمزيقاً كل صباح!

هذا جرح سأظل افتحه كل دقيقة ولن اسمح للزمن أن يداويه !

هذا النوع من الحرية أنا لم ارتجيه ولم ابحث عنه ولا أريده !

عودي ......عودي ......عودي يا صغيرتي عودي....





اكتب عن حرقتي اكتب،

وقل أنها لن تبرد يا قلم ....

اكتب دموعي حرفاً حرفاً ،

اكتب فلا أحد غيري يقرأ ....

اكتب عن أمومتي التي اعدمت ،

اكتب عن قلبي الذي دفن حياً ....

إكتب أن ابنتي ستنام في حضن الغريبة،

وأنا سأنام وحدي كالغريبة....

اكتب عن صرخة تخرج من أحشائي صامتة ؛

اكتب عن جريمة رتبها الله ووالدتي بكل حبكة...


*************************************************************************


علمتني ابنتي كثيراً من الصبر وطول البال وقوة الإرادة والثقة بالنفس و التيقن من صحة المبدأ قبل التشبث به ؛ علمتني أن لا أهرب من شكوكي واسئلتي الوجدانية وأن لا اختبئ من الحقيقة و أن أقف مع الحق مهما كان الأمر مكلفاً ،علمتني أن أتجنب الكذب مهما استطعت و مهما كنت في حاجة إليه... علمتني أن اطرد النفاق الإجتماعي من أجندتي وكل ما لقنوني إياه عن ضرورة اللجوء إلى التصرفات سكيزوفرينية والتي أراها اليوم بديئة والتي كنت ألجأ إليها كثيراً ويومياً كباقي المسلمات غير المتدينات؛ لتمشي الحياة من دون كلام الناس واحكامهم القاسية ولتجنب العنف من الأخر المسلم القوام (كالاب.. ألأخ.. الزوج.. إبن العم إلى أخ...و لا ننسى الأم فكذلك يحق لها ممارسة العنف علينا) لذلك أنا مثلاً كنت أشعل الكذبة قبل أن أشعل كل سيجارة و لم يكن ضميري يتعب ،لأني إذا لم أكذب فلن أخرج من أساسه !...

علمتني "بنوتي الحلوة" أن لا أتشبث بالأشياء مهما كانت ثمينة لأنها مهما كانت جديدة فهي بالية !!!! علمتني الأمومة أن الحياة أبسط بكثير من جهنم والجنة ورواية عذاب القبر واليوم الأخر بل هي فقط قصة أوكسجين وثاني أكسيد كربون و أجساد يجب أن تتعايش قبل أن تفنى إلى الأبد وتتحلل مع الطبيعة؛ علمتني الأمومة دروساً ثمينة اتمنى أن أعلم نصفها لطفلتي في حياتي الباقية....

كل ما تغير في شخصي إلى الأحسن فأنا ادين به لإبنتي قبل أي أحد وكل ما تعلمته في هذه السنين الأخيرة من دروس تعلمته على يديها دون أن تدري هي بشيء... كانت كل كلمة تقولها وكل سؤال ترميه في الهواء مرات كثيرة يجعلني أفكر أياماً في جواب لذلك السؤال الذي هربت منه مرة و أكيد لن أفلت منه أخرى ....كلما تحدثت أميرة كلما تعلمت أنا شيئاً أو شيئين أو أشياء كثيرة!

( و في الحقيقة إن كل من يظن أن الأباء أكثر حكمة من أطفالهم فهو على خطأ..... لأن الأطفال لا يعرفون سوى هذه اللحظة و الحقيقة ! وإذا كنا نتعامل معهم كأشخاص كاملين مستقلين بشخصياتهم وميولاتهم وأفكارهم، إذا كنا نسمعهم بصدق ونعالج مشاكلهم بلا عنف ونسأل عن اراءهم في ما يخصهم منذ الصغر ، و نحترمها ما قدرنا فهم أكيد يستمرون على منهج الصدق مع النفس وإحترام الأخرين وأنفسهم ويخرجون إلى مواجهة العالم بكل ثقة في أنفسهم لأنهم أخدوا وقتهم وفرصتهم في إيجاد و فهم أنفسهم منذ الصغر..... )



ترحل صغيرتي هذه السنة دون سابق إنذار فقد ذهبت عطلة لكنها لن تعود قريباً هذه المرة !
سوف تغيب عني ابنتي إلى أن يستقر وضعي وأرجو أن لا يتأخر الموعد كثيراً فأنا لا أعرف كيف أعيش هذه الأمومة المبعثرة ......



#جوري_الخيام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق الضفدع ..
- يوميات بئر حكيم
- خد بيتاً من بيوتي ....مع بالغ حبي !
- حلوة يا حلب .....امشي يا أسماء!
- تعرية ذاتية : هدى وأحاديث لا تهم أحداً ...
- إن أبغض الأصوات عند وطني لصوت النهاري !
- تعرية ذاتية: من شابه أمي فقد كفر !!
- تعرية ذاتية - سيجارتي المحرمة -
- كارمن
- ثرثرة لادينية : حديث الشرفة
- مستديرة ...
- مصر في المزاد ...
- أنا إمرأة ...لم تعد تهتم !
- -لويس ميغيل- آخر ما حدث قبل أن اعتزل !
- مهدور دم الله ...
- يا صديقي لا تسألني...
- دعوة من الله
- سجود في معبد الوطن
- لازلت كالأخريات ،لكن كل شيء آخر قد تغير ...
- - أنشرها ولك الأجر -


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوري الخيام - كلمات من حروف باكية...