أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الكبير الداديسي - ماذا بعد الربيع العربي تقدم وتطور أم انحطاط وتخلف ؟؟؟















المزيد.....

ماذا بعد الربيع العربي تقدم وتطور أم انحطاط وتخلف ؟؟؟


الكبير الداديسي
ناقد وروائي

(Lekbir Eddadissi)


الحوار المتمدن-العدد: 3834 - 2012 / 8 / 29 - 15:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قبل سنين قليلة لم يكن أي عربي – حتى أشدهم ثورية وعداء للأنظمة ـ يتوقع وقوع ما حدث بعد إقدام البوعزيزي على إحراق ذاته ، واندلاع روح التغيير في الوطن العربي اندلاع النار في الهشيم ، الآن وقد نجحت بعض الثورات في إسقاط بعض الأنظمة ، وتمكنت شعوب أخرى من انتزاع بعض المكاسب ما كانت الأنظمة لتتنازل عنها لولا الحراك الشعبي وهدير المسيرات وصراخ الحناجر ، فكانت هذه النتائج سببا ليحلم المتفائلون بغد أفضل قد يلعب فيه العالم العربي مكانة هامة في الحضارة الإنسانية .. فيما رأى فيها المتشائمون مرحلة قد يتراجع فيها العالم العربي سياسيا واقتصاديا ويدخل سباتا قد تطول مدته .. ليبقى السؤال الذي يفرض نفسه هو ماذا بعد الربيع ؟؟؟ وهل سيزهر الربيع العربي التقدم الموعود أم هل يعيد العرب لعصر الانحطاط ؟؟؟
أن كل مهتم بتاريخ العرب يدرك أن هذا التاريخ وإن دُرِسَ بمعايير مختلفة منها ما هو( إقليمي ، جغرافي ، عرقي ، إثني ، اقتصادي ، ديني. سياسي...) فإن هذه المعايير تكاد تجمع على تقسيم تاريخ العرب إلى مراحل كبرى هي :
• الجاهلية ((قبل الإسلام)) ــــ قرنين تقريبا
• عصر الإسلام :(( مرحلة الرسول(ص) والخلفاء الأربعة وينتهي بمقتل علي سنة 40 هـ)) .ــــــ أكثر من نصف قرن
• العصر الأموي من سنة 40 هـ إلى سنة 132 هـ . ــــــــ قرن تقريا
• العصر العباسي ( من سنة 132 هـ إلى سنة 656 هـ =1258م سنة سقوط بغداد في يد التتر =الماغول ) ويقسم إلى مراحل .خمسة قرون تقريبا
• عصر الانحطاط ( من سنة 656 هـ = 1258هـ إلى سنة 1798 سنة دخول نابلوين بونابرت إلى مصر) ،أكثر من ستة قرون
• عصر النهضة مند خول نابليون مصر إلى الحرب العالمية الثاني
• والفترة المعاصرة من نهاية الحرب العالمية الثانية إلى الآن ...
وبالتالي يلاحظ في هذا التقسيم وَسْم مرحلة طويلة من تاريخ العرب بالانحطاط .وأن أغلب مراحل التاريخ العربي انحطاطا وأن أيام الرقي والرخاء والرفاه كانت أقل من أيام الشدة والجمود لذا يبدو تساؤلنا مشروعا ما دام التاريخ علمنا أن الفرح العربي قلما يكتمل ، ونخاف أن نكون فيما يعيشه العالم العربي اليوم شبيها بما عاشه قبيل مرحلة الانحطاط فما أوجه التشابه بين المرحلتين ؟؟
كثيرا ما شنف أساتذتنا أسماعنا ونحن طلبة بكون مرحلة الانحطاط تميزت بإقفال باب الاجتهاد وفتور همم العلماء والمفكرين وهيمنة الشعوذة والتفكير الخرافي ،وتهميش المرأة وسيادة الفكر التكفيري ناهيك عن الاستبداد العثماني وكثرة الصراعات والفتن بين العرب ، وتعرضهم لغزوات الفرس من الشرق و الحملات الصليبية من الغرب.....مما تسبب في انحطاط العرب و تجلى هذا الانحطاط أكثر في الميدان العلمي والأدبي إذا ما قورن عدد المؤلفات التي ألفت في ذلك العصر بما ألف قبله : فجميع ما ألف في سبعة قرون من الانحطاط لا يقارب عُشر ما ألف في العصر الذهبي من العصر العباسي فقط ... وكل هذه المظاهر ليس من الصعب على الدارس تشخيصها في واقعنا...
ما أشبه اليوم بالأمس فإذا كانت بداية الانحطاط أمس بدأت بسقوط بغداد إذ دخلها هولاكو وقتل أغلب سكانها بمن فيهم الخليفة وأبناءه ودمر مكتباتها وألقى كتبها في دجلة والفرات حتى اتخذت مياههما لون الحبر والمداد ،فإن انحطاط العرب والمسلمين اليوم بشر به سقوط بغداد بعد حملة جورج بوش وما قامت به الجيوش الأمريكية التي عاثت فسادا في العراق وقتلت الناس بمن فيهم الرئيس وأبناءه وهتكت الأعراض و ودمرت المتاحف والمكتبات وكل المظاهر الثقافية ...
خلال مرحلة الانحطاط توالت الحملات الصليبية في المشرق وهجوم الاسبان والبرتغال على الثغور المغربية مع الحضور القوي للأتراك فيما هيمنت على العرب والمسلمين نزعة صوفية إذ تأسست أهم الزوايا الصوفية مباشرة بعد سقوط بغداد: القادرية ( توفي عبد القادر الجيلالي سنة 561 هـ) الشاذلية ( توفي أبو الحسن الشاذلي سنة 655هـ) المشيشية ( توفي عبد السلام بن مشيش سنة 625 هـ ) وتوفي ابن عربي زعيم المتصوفة سنة 633 هـ لتتناسل بعد ذلك الزوايا ويقتصر دور ( العلماء ) على التقليد و وضع هوامش وتفسير متون السابقين ويصبح هم كل زاوية أن تنشر بين مريديها قيم التي تميزها ، في وقت اتجهت أوربا إلى الصناعة والعلم ...
وهو ما يكاد يتكرر اليوم، ينفذه الغرب ( الروم) بطريقة عصرية ونواجهه نحن بطرق قديمة وخطاب ديني عتيق ، فأنشأنا أحزابا دينية وإن اختلفت أسماؤها بين العدالة والنهضة والعدل ،والجبهة والإخوان ... فهي لا تختلف في شيء عن الزوايا حيث الولاء الكامل للشيخ وبركاته واتهام الغير بالفساد والكفر وتشجيع الفكر السلفي الذي غدا يهاجم كل فكر أو حركة فكرية ويصدر فتاوى تكفيرية في حق كل من يخالف الرأي. بعدما أنشأ كل شيخ موقعا أو قناة خاصة به يصدر من خلالها الفتاوى يحرم ويحلل على هواه . وما مهاجمة المهرجانات الثقافية في تونس ,وإصدار فتوى تهدر دم كل من يتظاهر ضد مرسي في مصر، وإصدار فتوى هدر دم صحفي عبر عن رأيه في المغرب ... سوى مظاهر لكل ذلك والأكيد أن مثل هذا الفكر إذا لم يجد عدوا يهاجمه سيرتد للذات ينتقم منها كما تجلى في الهجوم على الأضرحة والزوايا في كل من ليبيا و شمال مالي
لقد قضى العرب في انحطاطهم ما يقرب من سبعة قرون من 1258 إلى سنة 1798وهي مدة تكاد تقارب الفرق بين التأريخ الميلادي (2012) والتأريخ الهجري( 1423) .... وفي الوقت الذي كنا نمني النفس بتذويب الفارق بين تقدم العالمين ... يبدو أن العالم العربي قد يدخلون مرحلة نكوص وتراجع جديدة وهي مرحلة أخطر من كل ما سبق في التاريخ العربي لأن آليات الصراع في القديم كانت بسيطة ومفعولها آني وظرفي ، والعدو كان واضحا ومسيرة النمو والتقدم كانت بطيئة ....أما اليوم فالعدو ملتبس بين ال(نحن) والآخر وآليات الصراع دقيقة وفتاكة ومفعولها بعيد المدى وعجلة التقدم تدور بسرعة فائقة تطوي السنين في دقائق
نخشى – ونحن الذين هللنا للربيع العربي - أنه بعد هذا الربيع قد لا تكون النهضة الموعودة ،ويستفيق العرب على كابوس مرعب وقد انحط اقتصادهم و كبلتهم براثن التخلف وحنطتهم أكفان الجمود وأثقلت أجنحتهم كثرة الديون، وننتظر سبعة قرون أخرى أو أكثر لتظهر فينا فئة تحاول التنوير وتعيد طرح الأسئلة التي طرحت في القرن 19 وبداية ق. 20 مثل لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم ؟؟ ما السبيل للنهضة ؟؟ وكيف الخروج من التخلف ؟؟ لكن الوضع لا قدر الله سيكون أكثر كارثية لأن العالم العربي دخل الانحطاط منتصف القرن السابع الهجري ( سنة 656 هـ) وهو الذي كان يقود قاطرة الحضارة الإنسانية فكان تخلفه انحطاطا أما اليوم فالعالم العربي إذا دخل مرحلة انحطاط جديدة فيدخلها وهو منحط أصلا والتخلف ينخر كل مناحي الحياة الاقتصادية ،الاجتماعية والسياسية ، مما ببشر بتحويله إلى جثة هامدة بين الفرس والروم ولن تنفع وقتها أموال الخليج في تشريح الجثة لمعرفة أسباب الوفاة .....



#الكبير_الداديسي (هاشتاغ)       Lekbir_Eddadissi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الكبير الداديسي - ماذا بعد الربيع العربي تقدم وتطور أم انحطاط وتخلف ؟؟؟