أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - الثورة تقودها العلمانية في تحرر القطيع من نظام الدين















المزيد.....

الثورة تقودها العلمانية في تحرر القطيع من نظام الدين


سامي كاب
(Ss)


الحوار المتمدن-العدد: 3834 - 2012 / 8 / 29 - 15:42
المحور: المجتمع المدني
    


يستحيل نجاح ثورة في الاسلام

ما اجمل الحياة من منظوري كعلماني صاحب الفكر المادي والمنهج الحياتي الطبيعي
وما اقبح الحياة من منظور القطيع الاسلامي الذي اعيش به صاحب الفكر الغيبي والمنهج الديني
وبين المنظور ونقيضه يتضح الفرق بالمستوى الحضاري
فمن يتسق مع نسق الطبيعة ونظامها وينسجم مع حقيقة كينونة الكون يرتقي ويحيى حياة سعيدة بالهناء والرخاء
ومن يخرج عن سياق الطبيعة وكيانها المادي وينتهج منهجا غيبيا بعيدا عن حدود المادة ومساحتها فان الطبيعة تلفظه وتحيله للفناء والاندثار لان الطبيعة لا تقبل الفراغ ولا السكون ولا معاكسة الاتجاه ولا مخالفة النسق ولا الخروج عن السياق
فتصبح الحياة قبيحة مملة مقيتة خاسرة فاشلة تعيسة كئيبة مؤلمة محزنة محبطة ويصبح الموت افضل منها
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو :
لمن نترك الحياة ؟ للحيوانات ام لقطعان بشرية اخرى ام لحاشية الانبياء ؟
الجواب بديهي وواضح ولا يحتاج لجهد فكري كبير وهو مطلوب من قطيع العبيد ترك الحياة للاسياد لكي يتمتعو بكل الثروات الطبيعية والخيرات المادية ويتفردو بنعيم الحياة ليمارسو اقصى متعة وسعادة وهناء ورخاء على حساب المستغفلين والمستسلمين والمسلوبين من العبيد والاغبياء
كل قطيع له راعي واذا كبر القطيع يصبح بحاجة الى رعاة كي تتم السيطرة على حركته
والمشكلة في النظام الديني ان الرعاة ياكلون من طعام القطيع وبما ان الدين منحهم سلطة مطلقة على القطيع فانهم يبيحون لانفسهم الاستحواذ على اكبر كمية من الطعام والابقاء فقط على ما يكفي القطيع للاستمرار بالحياة بمعنى حياة الكفاف
والغاية كي يبقى القطيع من العبيد ينتج لزيادة الرخاء للاسياد ( حاشية الانبياء والمرسلين واتباع الرب )
كل دين من الديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلام مبني على هذه النظرية اي نظرية القطيع والراعي او العبيد والاسياد وعلى اساس هذه النظرية ظهر نظام الكهنة ثم السلاطين والامراء ثم الممالك ثم الامبراطوريات ثم الاقطاع ثم البرجوازية ثم الامبريالية ثم الراسمالية التي تتحكم بالعالم في التاريخ المعاصر
كل هذه الانظمة تقسم المجتمع الى طبقتين طبقة عامة هي الاكبر تمثل القطيع ( العبيد المساقين الموالين المستسلمين ) وطبقة الاسياد وهم القلة ويتمركزون بالطليعة ومركز القيادة والسلطة ومواقع اتخاذ القرار وتحديد دستور الحياة وانظمتها المختلفة في كافة مجالاتها وبهذا فهم يمثلون الرعاة
ومنذ تاسيس هذا النظام الحياتي وتقسيم المجتمع تقسيما طبقيا الى قسمين رئسيين كما قلنا الاسياد والعبيد منذ آلاف السنين مر الانسان بمراحل واطوار من التطور والتحديث والتغير والرقي والانتخاب الطبيعي على صعيد التركيب الحيوي العضوي وكذلك على الصعيد العلمي والمعرفي والفكري والفلسفي والمنطقي والمنهجي
لقد مرت مسيرة التطور بعدة محطات تمثل طفرات او قفزات تجلت بتغيرات نوعية في الفكر والسلوك والمنهج والتكوين الفسيولوجي والاداء والكم الانتاجي وكل هذا باتجاه السمو والرقي والتمدد والانطلاق في فضاء الحياة والانعتاق والتحرر من قيود الماضي والمساحات الضيقة والسدود والانفاق والاقبية التي صنعها الاسياد لسجن العبيد المتمردين الثائرين لمنعهم وردعهم وابقائهم في سياق القطيع والنظام المفروض المتسلط
ولكن بتقدم الزمن وتراكم زخم التغيير وتوالي طفرات التطور وتلاحق موجات التحرر وزيادة الوعي التحرري ونمو الفكر الثوري وكبر مساحة هامش الحركة للافراد المتمردة الثائرة من القطيع عمل كل هذا على دحر الرعاة وغلبتهم والتنازل عن مواقعهم وازاحتهم وتحرر القطيع من عصيهم وقيودهم ونظامهم واخذ القطيع يشق طريقه بنفسه صانعا لنفسه نظاما حياتيا مبنيا على التجربة والعلم والبرهان والخبرة والمهارة الحياتية والكفاءة والاهلية والقدرة الانتاجية والتفاعل المادي الخلاق
هذا النظام الثوري الجديد الذي يتبناه القطيع ( طبقة العبيد ) هو نظام العلمانية وهو النظام المنطلق من اساس لا اله والحياة مادة
نجد هذا النظام بشكل جلي في دول الغرب مثل فرنسا والمانيا وبريطانيا وهولوندا والدول الاسكندنافية وامريكيا
ويتراوح نسبيا بتطبيقه بين مجتمع وآخر ودولة واخرى
الا ان المجتمعات الاسلامية اي قطعان العبيد التي ما زالت تخضع لنظام الدين الاسلامي في حياتها لم يحصل بها هذا التغيير لعدة اسباب منها تاريخية وجغرافية وسيكولوجية وفسيولوجية وبيئية ومعتقدية والاهم من كل هذا هو المعتقد اي الدين نفسه
الدين الاسلامي يمتاز عن الدين المسيحي الذي نشات على مساحته العلمانية بانه دين منغلق تماما اي لا يوجد به اي مساحة تتيح حرية الحركة والانطلاق للعبيد
دين الاسلام يمنح الراعي السلطة الالهية العليا المطلقة ولذا سمي بالخليفة اي انه يخلف الله في مكانته ويساوي الله في احكامه وقراراته وهو المالك المطلق لكل ما هو بالحياة من ثروات وامكانات وطاقات وانسان وهنا طبقة العبيد اي المسلمين هم من املاك الخليفة
ثم ان الدين الاسلامي مبني على اسس غيبية مطلقة لا تتيح للمادة اي موقع في التفكير لان القرآن ينص بصراحة على احتقار الحياة ويصفها بالدنيا وهي متاع الغرور اي قطعة القماش التي تضعها المراة على فرجها حال نزول الدم في العادة الشهرية ولا اكثر من هذا تحقير
وقد عمد الخلفاء المسلمون على قتل العلماء والمفكرين الذين اهتمو بعلوم الطبيعة مثل الطب والهندسة والكيمياء والفلك على مر التاريخ الاسلامي والشواهد على هذا كثيرة
وهذا يدل على ان الفكر الاسلامي يغلق تماما باب الفكر المادي الطبيعي المؤدي للثورة والتمرد والتحرر والانعتاق من العبودية
وذهب الدين الاسلامي الى ابعد مدى في بناء اسيجة واقامة حدود محصنة تحتوي بداخلها قطيع المسلمين العبيد اذ عمل على سن التشريعات في مختلف جوانب الحياة سواء في الاقتصاد او السلوك او التربية والاخلاق والقيم او النظام المعيشي العام للمجتمع
والدين الاسلامي هو الدين الوحيد الذي فرض نفسه كنظام حياة ومنهج ملزم لكل اتباعه ومنتسبيه ونظم دستورا شاملا تمثل بالشريعة الاسلامية
بهذه الاجراءات والحقائق الواقعية القائمة تغلق كافة الابواب امام اي تمرد او حركة تحررية بل ويتم السيطرة عليها وردعها في مهدها وقتلها حسب نص الشريعة الاسلامية فالمرتد يقتل والكافر يقتل
المرتد هو المتمرد والكافر هو الثائر المتحرر وعليه فانه يستحيل نجاح ثورة في الاسلام
والسؤال الكبير هنا يقول : اذن ما العمل في ظل اتساع الهوة الحضارية بين المجتمعات الاسلامية والمجتمعات المتحررة ؟
والجواب يبقى على القارئ للتفكير به مع التونيه بانه يجب علينا كقطيع مسلم ان لا نبقى نحلم بالتحرر كما نحلم بالجنة انما نريد تطبيقا فعليا لعملية التحرر



#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب الانساني فكر وثقافة وسلوك راقي
- العلمانية فكر ومنهج حياة اما الالحاد فهو موقف من الدين
- لقطات من مشاهد الفكر العلماني
- الله الذي بالسماء ليس الهي
- تحرري وانطلقي ايتها المراة وعيشي الحب الانساني
- حب النساء يحتوي كل معاني الحياة
- اقوال منطقية فلسفية من الفكر العلماني
- ايها الغيبيون يا اتباع الدين اصحو على الحياة
- رفضت العبودية فصرت مجرما في نظر العبيد
- جسد المراة عنوان الحضارة وجمالها طاقة الحياة
- مفهوم العيب مبني على وهم والوهم غير الحقيقة
- الحرية اداة حضارية لصنع حياة راقية
- اضاءات حول حقيقة تركيبتنا الاجتماعية
- علاقة الدين بالمجتمع علاقة توافقية تبادلية التاثير
- عقدة الجنس هي الاساس في كل العقد عند الانسان
- الوعي والثقافة الجنسية من ضروريات المراة العصرية
- ايتها النساء ارتبطن بالرجال الاذكياء
- الرجل الذكي هو نصير المرأة وشريكها المناسب في الحياة
- النقد الديني من اساسيات الفكر العلماني
- الغيرة مرض يدمر الشخصية ويخرب الحياة


المزيد.....




- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي كاب - الثورة تقودها العلمانية في تحرر القطيع من نظام الدين