أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - جون كيتس-قصيدتان-مع النص الأصلي















المزيد.....

جون كيتس-قصيدتان-مع النص الأصلي


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 3833 - 2012 / 8 / 28 - 23:50
المحور: الادب والفن
    


جون كيتس-قصيدتان-مع النص الأصلي
ترجمة وتقديم ماجد الحيدر

John Keats (1795-1821) شاعر إنكليزي عظيم. يعد واحدا من أهم شعراء الجيل الثاني من الرومانسيين الإنكليز.
ولد في لندن عام 1795. قُتل أبوه الذي كان يعمل في تأجير الخيل والعناية بها في حادثة ركوب عام 1804 فتزوجت أمه بعد أسابيع من موظف مصرفي سرعان ما فرت منه واختفت تاركةً أطفالها الأربعة تحت رحمة القدر، لولا عناية جدتهم والأقرباء المحسنين، لتظهر بعد خمسة أعوام محطمةً جائعة ينهشها مرض السل الذي أنزل لعنته على الأسرة ليقتل الأم وأخاها ثم أبناءها الواحد بعد الآخر. ترك الدراسة وهو في السادسة عشرة من عمره مقررا الالتحاق كصبي عند أحد الأطباء المحليين فأظهر نجاحا لا بأس به واجتاز امتحان الطب والصيدلة عام 1816. لكنه سرعان ما هجر الطب وقرر أن يهب حياته للشعر وحده. في تلك السنة نشر أول قصيدة له وهي سونيتة "آهٍ أيتها العزلة" التي حاكى فيها أسلوب الشعراء الكلاسيكيين العظام في الوزن والقافية، متغنيا بعشقه الصوفي للطبيعة ومؤكدا أن "أعظم النِعَم" هي أن تكتب الشعر لا مراقبا خارجيا للوجود بل منغمساً في أعماق الوجود والطبيعة. وفي سونيتة أخرى نشرها في العام نفسه إثر قراءته لترجمةٍ لأعمال هوميروس يقارن كيتس بين قراءة الترجمات الشعرية والتجارب المليئة بالرهبة والخشوع من أمثال تلك التي يتعرض لها علماء الفلك حين يكتشفون كوكباً جديداً أو البحارة المغامرين حين يلاقون المحيط الشاسع الغامض. ولم تكد تلك السنة الحافلة تنتهي حتى التقى بالشاعر العظيم شللي وصديقه الشاعر والصحفي لي هونت* الذي نشر قصائده وشمله برعايته. نشر في عام 1818 عمله "إندِميون"** الذي يقع في أربعة آلاف بيت وفيه يستلهم الأسطورة الإغريقية ليرمز- من خلال بحث البطل الفاني "إندِميون" عن ربّة القمر "سنثيا"- الى توق الخيال، خيال الشاعر، الى ربات الشعر أو الإلهام الإلهي. بعد نشره لهذا العمل شعر كيتس أن عليه أن يمتحن افتراضاته السابقة عن قدرة الشعر والفلسفة على التأثير في ما يقاسيه المرء في حياته، فانطلق في رحلة راجلة مجهدة خلال شمالي إنكلترا واسكتلندا بحثاً عن الإلهام والحافز الشعري. لكنه سرعان ما قطع رحلته بعد وقوع أخيه الصغير فريسة للمرض الرهيب فعاد ليشرف على تطبيبه في أيامه الأخيرة ولينغمر في كتابة ملحمة "هايبريون"*** ليخفف عن قلبه –كما كتب لأحد أصدقائه- آلام مراقبة أخيه المحتضر. يتلخص موضوع هذه الملحمة في سقوط الرعيل الأول من الآلهة الإغريقية (التيتان) على يد الجيل اللاحق منها (الأولمبيين) بزعامة "أبولو". وقد أستخدم كيس هذه الموضوعة ليقول أن التاريخ هو قصة تحكي كيف أن الحزن والشقاء يعلمان الإنسانية الرحمة والتعاطف، وتنتهي القصيدة بتحول "أبولو" الى ربٍّ للشعر. لكن كيتس لم يكمل القصيدة: ربما لحاجته للعودة الى مواضيع أكثر ذاتية أو ربما لأن وفاة أخيه حررته من الحاجة الى إكمالها، وربما لأنه بدأ في أواخر ذلك العام قصة حبه الكبير لـ "فاني براون" وكانت فتاةً جميلة مرحة في الثامنة عشرة من عمرها ألهمته عدداً من أجمل قصائده وبادلته الحب حتى أخر اللحظات.
بيد أن فوره إبداعه الشعري جاءت في عام 1819 عندما كتب عددا من القصائد والأناشيد (odes) التي عدها النقاد من بين أفضل القصائد القصار في تاريخ الأدب الإنكليزي ومنها "لاميا" و"عشية عيد القديسة أغنز" و"نشيد الى الكآبة" و "نشيد الى عندليب" و "نشيد للخريف". ليستسلم بعدها الى السل الذي كان قد تسلل الى جسده الواهن وأرغمه على الرحيل الى إيطاليا حيث أغمض عينيه الى الأبد موصيا أحد خلصائه أن ينقش على قبره : ها هنا يرقد إنسانٌ كُتِبَ اسمه على صفحة الماء !


لماذا ضحكتُ الليلةَ ؟
جون كيتس

لماذا ضحكتُ الليلةَ ؟ ما من صوتٍ يجيبُ.
ما مِن إلهٍ ، أو شيطانٍ فظٍّ في الجوابِ
يتكلفُ عناءَ ردّي
من محلِّه في النعيمِ ، أو في الجحيم.
لذا سأستديرُ من فوري ، نحو قلبي الآدمي:
يا قلبُ يا قلب ، أنا وأنتَ ها هنا ، وحيدَينِ حزينَين،
قل لي ، لماذا ضحكتُ ؟
آهٍ أيها الألمُ المميتُ! آهٍ يا ظلامُ يا ظلام!
ألِزامٌ عليَّ أن أئنَّ للأبد ، لأعيدَ دون جدوى
سؤالَ السماءِ والجحيمِ والقلب ؟
لماذا ضحكتُ ؟
أعرفُ أنَّ عَقدَ هذا الوجود
يباركُ أوهامي ويُرخي لها ما تشاءُ.
لكن ليتني -في ظلمة ذي الليلةِ لا غيرها-
أقطعُ ذلك العقدَ ، وأرى راياتِ الحياةِ المبَهرَجةَ
وهي تغدو مِزقاً.
الشعرُ والمجدُ والجمالُ لها بأسُها دونَ ريب
بيد أن الموتَ أقوى ..
الموتُ أرفعُ جائزةٍ للحياة !

John Keats
WHY DID I LAUGH TO-NIGHT?

Why did I laugh to-night? No voice will tell:
No God, no Demon of severe response,
Deigns to reply from Heaven or from Hell.
Then to my human heart I turn at once.
Heart! Thou and I are here sad and alone;
I say, why did I laugh! O mortal pain!
O Darkness! Darkness! ever must I moan,
To question Heaven and Hell and Heart in vain.
Why did I laugh? I know this Being s lease,
My fancy to its utmost blisses spreads;
Yet would I on this very midnight cease,
And the world s gaudy ensigns see in shreds.
Verse, Fame, and Beauty are intense indeed,
But Death intenser- Death is Life s high meed.

رابط للاستماع الى القصيدة:
http://www.youtube.com/watch?v=2scHK_l-TM8&feature=related


نشيد للشعراء
جون كيتس

شعراءَ الهوى والحُبور
قد نسيتم أرواحَكم على الأرض !
فهل عندكم –في السماوات- أرواحاً أخريات
يُبعَثْنَ للحياة .. في أقاليمَ جديدة ؟
**
نعم ، وتلك اللواتي في السماء
يحّدِّثنَ الشموسَ والأقمارَ
وضجيجَ الينابيعِ العجيبةِ
وثرثراتِ الرعود
وهمسَ أشجارِ الجِنان
وهمسَ إحداهنّ للأخرى
إذ يفترِشنَ –في رقةٍ.. وخلوِّ بال-
عشبَ الفراديسِ الذي
لا يرعاهُ إلا خُشوفُ دايانا ،
تحتَ خيامٍ من زُرقِ الزهورِ
وحيث الورودُ أعارت شذاها
لأزاهير الربيعِ الصغيرات
واتّخذت عطراً لها .. ما له في الأرضِ من شبيه.
وحيث العنادلُ لا تنشد أوهامَ الذاهلين ،
بل حقائقَ قدسيةً شجيّة
وألحاناً عذبةً حكيمةً
لحكاياتٍ وتواريخَ ذهبيةٍ
عن السماءِ وأسرارِها
**
هكذا تعيشونَ في العُلا
وترجعونَ للأرضِ من جديد.
والأرواحُ التي تركتموها خلفكم
تعلِّمُنا ها هنا كيفَ نبحثُ عنكم
هناك حيث تمرحُ أرواحُكم الأخريات
ولا تهجعُ أو تشبع.
وهنا تديمُ أرواحُكم الأرضيّةُ
حديثَها الى الفانينَ : عن أيامِهم القصيرةِ
عن بلاياهم وأفراحِهم
عن هواهُم وأحقادِهِم
عن مجدِهم ومخازيهم
عما يُعليهُم .. أو يَجدعُ منهم الأنوفَ.
هكذا تهَبوننا الحكمةَ في كلِّ يومٍ
رغم أنكم .. فررتُم بعيداً.. بعيدا
**
شعراءَ الهوى والحُبور
قد تركتُم أرواحَكم على الأرضِِِِِِِِِِِِِ !
فعندكم –في السماوات- أرواحٌ أخريات
يُبعَثْنَ للحياةِ .. في أقاليمَ جديدة !

John Keats
ODE "BARDS OF PASSION AND OF MIRTH"

Bards of Passion and of Mirth,
Ye have left your souls on earth!
Have ye souls in heaven too,
Double-lived in regions new?
Yes, and those of heaven commune
With the spheres of sun and moon;
With the noise of fountains wond rous,
And the parle of voices thund rous;
With the whisper of heaven s trees
And one another, in soft ease
Seated on Elysian lawns
Brows d by none but Dian s fawns;
Underneath large blue-bells tented,
Where the daisies are rose-scented,
And the rose herself has got
Perfume which on earth is not;
Where the nightingale doth sing
Not a senseless, tranced thing,
But divine melodious truth;
Philosophic numbers smooth;
Tales and golden histories
Of heaven and its mysteries.

Thus ye live on high, and then
On the earth ye live again;
And the souls ye left behind you
Teach us, here, the way to find you,
Where your other souls are joying,
Never slumber d, never cloying.
Here, your earth-born souls still speak
To mortals, of their little week;
Of their sorrows and delights;
Of their passions and their spites;
Of their glory and their shame;
What doth strengthen and what maim.
Thus ye teach us, every day,
Wisdom, though fled far away.

Bards of Passion and of Mirth,
Ye have left your souls on earth!
Ye have souls in heaven too,
Double-lived in regions new!
رابط للاستماع الى القصيدة:
http://ia700300.us.archive.org/31/items/ode_bards_of_passion_0905_librivox/ode_keats_mdv.ogg-

*Hunt, (James Henry) Leig) 1784-1859شاعر وكاتب وناقد إنكليزي، ارتبط بصداقات حميمة مع كبار شعراء عصره وأسهم بقدر كبير في اشتهار الكثير منهم أمثال شللي وكيتس وتنسون وبايرون وذلك من خلال المجلات الأدبية التي حررها. نشر أعماله الشعرية في جزأين إضافة الى العديد من كتب الدراسات والسيرة.
** إندميون (Endymion) في الميثولوجيا الإغريقية شاب ( راعٍ أو صياد) رائع الحسن عشقته ربة القمر سنثيا (ديانا) وصارت تزوره في كهفه الذي ينام فيه كل ليلة حتى أنجبت منه خمسين ابنةٍ، لكنها ألقت عليه رقيةً لينام الى الأبد كي يكون لها وحدها!
***هايبريون (Hyperion) : في الميثولوجيا الإغريقية أحد التيتان أو الآلهة العملاقة الأولى الاثنتي عشرة الذين أنجبتهم غيا ربة الأرض وأورانوس رب السماء. أنجب بدوره هليوس إله الشمس وسيلين إلهة القمر وإيوس إلهة الفجر!



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو-للشاعر الإنكليزي روديارد كبلنغ-مع النص الأصلي
- توماس بيدوز-بائع الأحلامِ المتجول-مع النص الأصلي
- في يوم الحساب!-قصة قصيرة جدا
- سوِنبيرن-ثلاث قصائد-مع النص الأصلي
- نشيد الى القارة العجوز
- ماثيو آرنولد-قصيدتان-مع النص الأصلي
- من الشعر الكوردي المعاصر-هلكورد قهار-أنا والطفولة
- روبرت براوننغ-حب بين الأطلال-مع النص الأصلي
- أغنية المروحة القديمة
- ب ب شيللي- الى وردزورث -مع النص الاصلي
- وردزورث-مقدمة وثلاث قصائد-مع النص الأصلي
- وليم بليك 3 قصائد-مع النص الأصلي
- بايرون-3 قصائد-مع النص الاصلي
- إنه الماضي- للشاعر الإنكليزي ولتر دولامار-مع النص الأصلي
- أوزوالدو ميتشالي-الليل في سيوتو-مع النص الأصلي
- تكريس-شعر جون ميسفيلد-مع النص الأصلي
- إدِث سِتْويل-ويهمي المطر
- سياسيون. شعر مؤيد طيب. ترجمة ماجد الحيدر
- قصيدتان لإميلي (جين) برونتي-مع النص الأصلي
- سئمتُ هذا التفاؤل


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - جون كيتس-قصيدتان-مع النص الأصلي