أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر الزبيدي - كيف يتسلق العراقيون -هرم ماسلو- لتحقيق ذاتهم















المزيد.....

كيف يتسلق العراقيون -هرم ماسلو- لتحقيق ذاتهم


زاهر الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3833 - 2012 / 8 / 28 - 16:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجزء الأول

تتسابق دول العالم المتقدم منذ عشرات السنين في إيجاد أكثر الطرائق والنظريات العملية التي تساعد في نجاح التنمية البشرية في بلدانها وصولاً الى تكامل الأداء البشري لمواطنيها .. وبلد مثل العراق توفرت له ولازالت الفرصىة التي تساعد وبشكل كبير على الوصول بشعبه الى أن يدركون ذاتهم وبلوغ قمة السلوك الأنساني فعطاء الفرد في المجتمع يتناسب بشكل طردي مع عطاء المجتمع له ، إلا في الحالات الشاذة في المجتمعات .. أي أن المجتمع كلما وظف القدرات المادية من ثروات متيسرة لتحويلها الى متطلبات مجتمعية تخدم خلايا المجتمع ومفاصله فستكون الغلبة لنجاح السلوك العام للمجتمع والرقي وصولاً إدارك الذات أو تحقيقها وهي قمة الهرم الذي أبدع في وضعه عالم النفس الأمريكي ابراهام ماسلو( 1908 – 1970) في الدافعية الأنسانية Human motivation ، لقد عُدِت تلك النظرية من أهم النظريات النفسية التي تعالج بشكل كبير الحاجات الأنسانية بشكل متصاعد وحتى بلوغة قمة هرمه والتي أسماها تقدير الذات .. حينها سيكون الأنسان في قمة عطائه البشري وفي قمة أستقراره النفسي وتحقيقه للقيم العليا .
نتسائل دائماً عن ما تنفقه دول العالم المتحضر على الأستكشاف والبحث العلمي ؟ ونتسائل كثيراً عن ماتنفقه ذات الدول من مبالغ طائلة على طريق البناء الأنساني لمواطنيها ؟ وصولاً الى بناءهم بناءاً صحيحاً ومنذ خروج المواليد من الحاضنات تبدأ مرحلة البناء الصحيحة لتلك النفس البشرية التي يحتويها ذلك الجسد الطري .. فالمليارات تصرف من أجل التغذية والتعليم وصولاً الى حاجات اللهو المتنوعة التي تساهم بشكل كبير في بناء ذلك الأنسان الذي يرسم له مستقبل كبير في أن يكون ،على أقل تقدير ، صالحاً ـ في مجتمعه وأن لا يتسبب مستقبلاً بخسائر تفوق بالآف المرات حجم ما صرف عليه من جهد ومال اليوم .
انه العمل المبرمج الصحيح الذي يجب إعتماده من أجل بناء إنساننا الجديد وهو مقبل على مستقبل كبير نرى ، متفائلين ، بأننا سيأتي يوما ما سنكون به بحاجة ماسة ليد كل عراقي شريف أن يضعها في يد الآخر لنعمل جداراً لبناء الوطن .
وهرم ماسلو في حقيقته قسّم الأحتياجات البشرية الى مستويات بدأها بالأحتياجات الفيسلوجية ، Physiological needs حيث جعلها قاعدة هرمه ومنطلق مهم لتحقيق بقية المراحل وصولاً الى القمة ، والتي تمثل جميع العمليات التي يقوم بها الأنسان لديمومة حياته ،بكرامة، كالأكل والشرب واللبس والسكن والراحة والأفراغ والزواج ، الجنس، والاكل الصحي والمناخ المعتدل والتي يتطلب إشباعها ، بشكل شبه كامل ، للوصول المرحلة التالية .. فأين نحن من تلك المرحلة ؟ فالحسابات المعقدة التي يدخل بها المواطن العراقي اليوم لتوفير سكن قد تكون ، بكافة القياسات ، كارثية ، أي أن موظفاً بسيطاً في مؤسسة حكومية لا أعتقد أنه قادر على أن يوفر لنفسه وعائلته سكناً كريماً مريحاً وبأبسط درجات الراحة بعيداً عن التدخلات الطائفية والأختلافات الجوهرية التي فرضتها المرحلة الحالية وحتى سابقتها من الظروف التي مر بها العراق .. فقد كانت هناك معوقات جمّة تحول دون تأمينه لهذا السكن بفعل التضخم الحاصل وارتفاع أسعار السكن والتي يتطلب معها عملاً لفترات طويلة لتأمين متطلبات السكن تفوق حتى عمره الأفتراضي والذي أكدت بعض الدراسات أنه في تناقص بخلاف عمر البشر في بيقية دول العالم المتحضر!. أما من حيث المأكل فنحن في العراق لدينا شريحة مؤكد من الفقر تفوق الـ 7 ملايين فقير حسب أخر أحصائية غير قادرين على توفير أبسط مستويات خط الفقر وتلك الشريحة تمثل ما نسبته الـ 25% من إجمالي سكان العراق ، رمت بهم الظروف المعاشية في المساكن العشوائية الخجولة التي تفتقر الى أدنى أدنى مستويات المعيشة التي تتطلبها الحياة البشرية مع كافة تأثيراتها النفسية على الفيسلوجية والبنائية التكوينية على طريق تحقيق الأشباع الحقيقي في تلك المرحلة ، في حين نرى أن اللاجيء العراقي في دول العالم يتم تجهيزه بكافة المستلزمات التي تتناسب حتى وحجم عائلته وبأمكانه أن يعيش بسر حال حصوله على الأقامة في ذلك البلد فما المانع من وجود خطة سريعة وعاجلة لأنقاذ موقف السكن بالأعتماد على شركات عديدة تنهض بأعمالها بذات الوقت لنحقق نسب أنجاز سريعة ، إختصاراً للوقت ، وما الضير لبلد مثل العراق أن يمنح شعبه سكن لائق بسيط بلا مقدمات وبأقساط بسيطة جدا تتناسب مع أقل المدخولات.

كيف يتسلق العراقيون "هرم ماسلو" لتحقيق ذاتهم
الجزء الثاني

أما من حيث تحقيق المتطلبات الجنسية وإشباعها فنحن نعتقد بأن الزواج السليم خير وسيلة للأبقاء على وتيرة متصاعدة من الراحة النفسية وفي سن تتناسب ودخول الفرد في تلك المرحلة كي نحاول فيها ببساطة أن نستغل طاقته على أن تتبدد في طريق الضياع .. والزواج هنا ، على الرغم من أهميته ، يعتبر محنة إضافية تضاف الى المحن التي يتكبدها الشاب العراقي الذي يصل الى سن الزواج فالتكاليف مرهقة بعض الشي وما بعد الزواج أكثر إرهاقاً .. ونرى أن مساهمة الحكومة في هذا العمل يعتبر منطلقاً مهماً لبناءها للمجتمع فمساهتمها تساعد بشكل كبير في التقليل من المشاكل الأجتماعية والنفسية التي ترافق عزوف الكثير من الشباب عن الزواج بسبب تلك التكاليف أولاً وعدم توفر ستراتيجية واضحة لديهم لأكتشاف شركاء العمر ثانياً مما تسبب في زيادة نسبة النساء الغير متزوجات ناهيك عن الأرامل ، والذي وصل عددهن الى المليون أرملة ، مما يتطلب منا وضع خطوات واضحة والدخول في حلقة فلسفية لتقدير تلك الحاجة وإيجاد الحلول الناجعة لها لأكساب شبابنا مزيداً من الأستقرار العاطفي حافظاً عليهم من الأنحراف مبتعدين عن الخط السوي لحياتهم فالمخدرات وحبوب الهلوسة ، وعلى الرغم من كل ماتفعله الجهات المختصة في منع دخولها البلد ، إلا أن هناك ثغرات مهمة علينا ردمها لنبتعد بشعبنا عن تلك الآفة ، كذلك فأن التعليم وعلى الرغم من أنه من ضمن متطلبات المرحلة التالية من الهرم إلا أن توفيره بيسر وجدية كبيرة وفق قانون أنضباطي واضح يحول دون تسرب الأطفال العراقيين من المدراس طمعاً من عوائلهم في الحصول على مكسب مادي محدود قد يتسبب مستقبلاً بخسائر مادية كبيرة على العائلة والمجتمع بأسره فأن تصنع شاباً متعلماً خيراً من أن تصنع يد عاملة أو أن تكون لك يد عاملة متعلمة خير من اليد العاملة الجاهلة فالأولى تساعد كثيراً في تحقق خطط تنموية كبيرة يعتمد العالم بأسره على تنفيذها من خلالهم ومع أنطلاق العراق في ظل موازنات فيدرالية كبيرة .
ومما تقدم أعلاه فالعراقيون ، النسبة الأكبر منهم ، لغاية الآن غير قادرين على الأنطلاق من قاعدة الهرم تلك على الرغم من أنهم سيواجهوا في المرحلة القادمة متطلبات تفوق تلك الفيسلوجية وهي مرحلة حاجات الأمان المادية والمعنوية والصحية Safety needs فتحقيق قاعدة الهرم ترفع بشكل عام سقف المتطلبات للمجتمع فنراه يطلب الأمن الأجتماعي والضمان الصحي والمادي والمعنوي .. سنبحث بالتأكيد عن حاجتنا من الحرية المتكاملة وفق ضوابط القوانين المرعية في البلد لكوننا بحاجة أن نبدأ مرحلة ثالثة هي الأجتماعية تتضمن الحب والتفاعل مع الأخرين أو حتى القابلية المطاطية على قبولهم والتعايش السلمي المهم في المجتمع الواحد لكون العنصر لا يعد منتجاً بدون الأخرين وذلك لا يمكن تحقيقه في ظروف أمنية مختلة نوعا ما وحياة مهددة ومستوى صحي لا يرقى للدرجة التي تتناسب وحجم الفعاليات المطلوبة المقبلة في مجتمع راق .
فتوفير الأمن الأجتماعي وأمن الممتلكات بحاجة الى جهد كبير من قبل الجهات المختصة لتوفيره وبشكل كامل فالخروقات الأمنية ، مع إضرارها بأمن المجتمع ككل ومع إضرارها بأمن الممتلكات المادية ، فهي من جانب أخر تؤثر تأثير اً بالغاً في خلق نفسية متقلبة يحكمها الخوف والرهبة من كل شيء فقد يصل المواطن لدرجة أنه لا يثق بالجالس جنبه بفعل الأحداث المتسارعة التي مر بها العراق خلال العقد الأخير من الزمن وما قبله من ضغوط نفسية ومضايقات بحريته مع سلسلة من الأنتهاكات الغير مبررة لحقوقه ومن جانب آخر فأن الأنسان العراقي غير قادر على فهم حقوقه للدفاع عنها بأنتظام وهذا ما يعيق تفكيره الدائم في كيفية الحفاظ عليها .
وعلى العموم فأن أنتاجية الفرد في المجتمع تكتسب أهميتها النوعية وتأثيرها في مدخولات المجتمع من خلال توفير أعلى حدود الحاجات الفيسلوجية والأمنية في الهرم وتلك بذاتها تعد من أهم العائدات التي تعتمد عليها الدولة في إدارة دفة وارداتها الداخلة في الموازنات وبالتالي تحقيق نمو إقتصادي كبير كون نوعية الأنتاج ، على إختلاف أنواعه ، تعتمد بشكل فائق على مستوى تنفيذ الحكومة للأحتياجات في المرحلتين الأول والثانية ... وليخال لنا ونحن نرى الكثير ممن أنخرطوا في المجاميع الأرهابية بأن إدارة الدولة لها دور كبير في هذا الأنحراف الغير مسبوق، في العراق ، والذي دفع بالكثير من الشباب الى أن يزهقوا أرواحاً بريئة من أجل مائة دولار مثلاً .. فلو كان لذلك الأرهابي منزل يسكنه وزوجة صالحة وأبناء وكفالة إجتماعية وطبية وعمل يتناسب ومقدرته العلمية والجسدية تتناسب وما قُدر للعراق من ثروات هائلة مع أجر شهري يلبي متطلباته المنزلية والتعلمية والترفيهية مع توفير الجو العام للمعيشة في الوطن بشكل تناغم وحجم الأنفاق العام للحكومة من خلال موازناتها .. لا نعتقد ، إلا في حالات شاذة ، أن يحيد أولئك الأرهابيون عن الخط السوي لوطنهم .. فعند ذلك سيقف أمامهم الوطن وتتمثل صورته المبهرة بالعطاء ، كما أن توفير المرحلة الثانية من هرم الأحتياجات ، الأمن بأنواعه ، يتيح لنا فرصة التخلص من المجاميع الأرهابية وحصر توجه الأفراد في المجتمع الى بناء مجتمعهم والتخلص من تلك النظرة البائسة المفعمة بالطائفية ، في بعض الأحياء ، لبعضهم البعض حيث الأحترام المتبادل والحب والتفاعل مع الآخرين والانتماء Love & Belonging needs أفردت له مرحلة مهمة من مراحل الحياة في ذلك الهرم كونها تعتبر بداية مد وشائج المعرفة الصحيحة وتقبل الآخرين في المجتمع الواحد وهي مرحلة البدء بالتوحد معهم بأواصر حقيقية مبنية على التعايش السلمي في المجمتع والتي ستنعكس بشكل كبير على نظرة المجتمع الدولي للعراق وتمنحه كذلك القابلية على مواجهة العالم بنوع راق من العلاقات الأنسانية .. والتفاعل الناجح في المجتمع سيكون له مردوداً إيجابياً على نجاح ذلك التفاعل الدولي وحتى إخراجه من بنود التخلف والعنجهية التي وصمت به من عشرات السنين ناهيك عن استيفاد العراق لكراديس السياح لكونه يعتبر ، عالمياً ، من أهم مواقع التراث الأنساني وقبلة مهمة للسائحين في العالم ، وعليه فكل ما تحققه الحكومة لمجتمعها يعود بالفائدة الغير منظورة والتي تتمثل بشكل عوائد معنوية تتطور مستقبلاً لتصبح عوائد مادية مؤثرة .

كيف يتسلق العراقيون "هرم ماسلو" لتحقيق ذاتهم
الجزء الثالث

إن فكرة المواطنة ليست سوى ناتج حقيقي لأحساس الأنسان بالأنتماء loyaltyللمجتمع وهي وليدة لحزمة الحقوق الدستورية التي تفردها الدولة لأبناءها ، فالشعور بالرضى والأقتناع بضرورة العطاء ماهو إلا رد الفعل الطبيعي على حجم العطاء الحكومي متمثلاً الحقوق ، فعندما ينعم الفرد بهذا التناغم الكبيرة بين حقوقه وواجباته تتولد لديه المشاعر الوطنية والتي تدفعه للتضحية بنفسه من أجل الوطن بدافع الوطنية .. ووصولنا الى تلك المرحلة سيكون بحاجة جهود جبارة ومتوازنة من كل المؤسسات الحكومية .. ودليل بسيط على ذلك أنك لو دخلت في دائرة حكومية تستقبلك بأحترام وتقدير بالغين وتقدم لك ، على اقل تقدير ، الأجواء المناسبة وتنهي لك متطلباتك بيسر وسهوله سترى إنك مجبر على إحترام إدارة تلك المؤسسة والتي تمثل بدورها الحكومة .. بينما الحقيقة التي تقفز اليوم الى واقعنا أن أغلب المؤسسات الحكومية تعاني من عدم تقديم الأحترام للزائر مع عدم نظافتها وعدم توفر المرافق الصحية مع عدم وجود أي دلائل على وجود مؤسسة واحدة تقدم علبه مياه في قمة إرتفاع درجة الحرارة مع عدم وجود صالات إستقبال محترمة ومع وجود المفسدين ممن يتعاطون الرشوة وأولئك الذين يضعون المعوقات الجمه أمام سير العمل ، ومع وجود الضرائب النسبية التي تفرض على إستحصال الوثائق الحكومية كالهويات على اختلافها وجوازات السفر وغيرها .. نرى أن الأنسان العراقي لا يشعر بأن له قيمة حقيقية في مجتمعه . وعلى حد قذارة المؤسسات الحكومية نرى المواطن عندما يستخدم إبهامه لعمل البصمة على الأوراق الرسمية يخرج ليمسحها على جدران تلك المؤسسة أو حتى على لوحة الأعلانات فيها ! وكأنه بذلك يفرز عصارة غضبه على إجراءآت تلك المؤسسة .
وفي العراق سنبقى نفصح عن غضبنا تجاه التقصير في تحقيق الحد الأدنى من إحتياجاتنا الحياتية وكشعب عانى ما عانى من ويلات الحروب وما سببته من تمزق كبير في النسيج الأجتماعية وإنتقالات ونزوح كبير غيّر بشكل اساسي البنية الأجتماعية وواقع المحلات والأزقة سيكون الرد على تجاهل المؤسسات الحكومية لحقوق المواطنين قوياً يتسبب في تدميرها تدميراً بطيئاً وعدم الأنتماء الوطني لتلك المؤسسات من قبل المواطن .. نحن بحاجة اليوم مع موعد إنطلاقنا وبداية خط شروعنا ببناء المستقبل أن نكوّن سياسة تمنح تكافؤ الفرص للمواطنين دون إغفال لدرجاتهم العلمية ودون أي توظيف للقضايا العرقية والدينية فالهرم المتصاعد لماسلو يكفل الأنتقال الميسر للوصول بالمواطن الى إدراك ذاته وبالتالي التواصل مع الأشباع الذاتي لكافة الأحتياجات وصولاً لخدمة الوطن بتفان وإخلاص كبيرين .
ومن هنا تبرز الحاجة الى التقدير والأحترام Esteem needs حيث يرى ماسلو أن جانبان مهمان في تلك المرحلة يحددان سلوك المواطن فيها وهما : الجانب الأول يتعلق بأحترام النفس أو الأحساس الداخلي بالقيمة الذاتية .. والجانب الثاني يتعلق بالحاجة الى إكتساب الأحترام والتقدير من الخارج حيث الحاجة الى إكتساب إحترام الأخرين السمعة الحسنة والنجاح والوضع الأجتماعي المرموق ومع مرور الوقت وتطور النضج الشخصي يصبح الجانب الأول أكثر قيمة وأهمية للأنسان من الجانب الثاني .. ونكاد نكون جازمين بأعتقادنا بأن سلسلة المراحل الثلاثة الأولى كفيلة بأن يمتلك المواطن العراقي القدرة على إحترام ذاته ، فبتوفر الحقوق الفيسلوجية وحاجات الأمان والحاجات الأجتماعية تتكون في داخل الأنسان الرغبة الذاتية في فرض شخصيته بأحترام بالغ وليعبر عن نفسه بوضوح تدفعه لذلك الرغبة الأكيدة في تطويع المعارف المكتسبة ، كحاجات ، الى عمل فعلي في إظهار الصورة الحقيقية والصحيحة لذاته الأنسانية التي تركت التمرد وأنقض فيها حب الذات الصحيح على نزغة العصبية والتمرد والذاتية المقيتة وحب الأنا ففي تلك المرحلة نشهد البداية الحقيقية وخط الشروع الأول لأدراك الذات الأنسانية الممزوجة بخليك الأحترام والتقدير ليبدع ، بأنتماء مطلق ، في مجال عمله وليؤثر ، بإيجابية صحية ، بمجتمعه الذي ينتظر منه أن ينقل تجاربه الحياتية بصدق للأجيال المتعاقبة ملهماً فيها فطرية الأنتماء الى المحيط الخارجي وجعل الأسرة تشع في داخل المجتمع مانحة له أفراداً مقبولين على أقل تقدير . وحتى تلك المرحلة فأن حاجات تحقيق الذاتSelf-actualization والحاجات العليا Metaneeds وتلك المرحلة التي تعتبر في قمة الهرم وهي الغاية الرئيسية مما تم التدرج به في الهرم من حاجات إذا ما واصنا ، وبدون أهتزاز، توفيرها لمجتمع مثل العراق سنصل حتماً الى تلك القمة المتسامية بعيداً وكأن تحقيقها ضرباً من الخيال إلا أنها لا تتطلب منا إلا تقديم مستوى معقول من الحاجات الدافعية للأنسان مع المساعدة في نقله للحاجات المعرفية والحاجات التي تدخل ضمن النظرة الشفافة في رؤية الآخرين في محيط المجتمع وعدم الأنقياد العشوائي مع الثقافات التي تنطلق هنا وهناك في زوايا المجتمع المترامي وإنما يختارون قيمهم واتجاهاتهم بشكل واضح خلاّق بل ويحاولون أن يغيروا ما يرفضونه من تصرفات مجتمعية تعاصر حياتهم اليومية مع إستخدامه ـ إيجابياً ، كل قدراته ومواهبه الذاتية وإطلاقه لكل إمكاناته الكامنة وتنميتها إلى أقصى مدى يمكن أن تصل إليه ، في خدمة ذاته وبالتالي سعيه المهم نحو إكتشاف المزيد من القيم الأنسانية المتمثلة في العدل وتحقيق النظام والمساعدة على تطبيقه وإكتشاف الحقيقة وإبداع الجمال وهي قمة الحاجات ، فأين نحن اليوم هرم ماسلو واين دافعيتنا الأنسانية من الوعود الكاذبة بتحقيق الأنجازات التي تعيد للعراقي ماء وجهه الذي فقده في مسيرته الطويلة في صحراء تلك الوعود القاحلة .



#زاهر_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفوضية العليا الطائفية للأنتخابات


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر الزبيدي - كيف يتسلق العراقيون -هرم ماسلو- لتحقيق ذاتهم