أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم اللامي - قراءة نقدية للنص المسرحي المونودرامي (النبا الاخير)















المزيد.....



قراءة نقدية للنص المسرحي المونودرامي (النبا الاخير)


كاظم اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 3832 - 2012 / 8 / 27 - 13:22
المحور: الادب والفن
    


قراءة نقدية للنص المسرحي المونودرامي (النبأ الاخير) للدكتور مسلم البديري
الكاتب كاظم اللامي
سؤال يتردد دائما في مواجهة اقلام النقاد وهم يحزمون امتعتهم للسفر في ملكوت العمل الادبي متنقلين برشاقة كفراشات من منطقة ابــداع الى اخرى, وهذا السؤال قيد البعض حينما يكتفى الناقد باجابة واحدة , هل النقد هو عملية تقويمية ام عملية تقييمية؟ فيختار احدهما ويهمل الاخرى مقيدا بظاهر المعنيين وان اخذ بهما جميعا فانه غفل عن شق ثالث ورابع للعملية النقدية وربما كانا نتيجة للتقييم والتقويم او ردة فعل لذلك , الثالث والرابع هما التفسير و المتعة , تفسير حيثيات النص وحبكته ومداخله ومخارجه واسباب الصراع ونتائجه وتاثيراته المتشظية مع تواجد المتعة المتولدة بالنسبة للناقد والمتلقي وهذا ما اريد ان اؤكد عليه حينما تجذبني انوار معينة في نص ما , احاول قدر الامكان ان اسطر متعتي بكلمات تكشف عن شكل المعنى ومعنى الشكل المتواجدين في هذه النصوص والنقد على اية حال وحسب رايي الشخصي هو ردة فعل بالاساس وفق ضوابط معينة بالتاكيد تنحو منحى الوزن والقافية في القصيدة اي بما معناه الادوات التي يتقنها الناقد في سبيل ابداء رايه واطروحاته وتفسيراته ولو تمعنا قليللا بما يعتمر ذهن وقلب المتلقي وهو يتناول كتابا او يشاهد عملا فنيا فانه امام الحسن والجمال تنط من بين شفتيه كلمة (الله) اعجابا وربما تتضارب الكفين تصفيقا مترجمة للمتعة المتحصلة في اعلى مستوياتها , وربما تقطيبة انفعالية لحاجب العين تنبيء عن ثمة امتعاض لامر سيء لا يعجب المتلقي , اذن النقد في اساسه هو عملية تأثير حسي ينعكس على القلم مستحثا اياه على البوح , والنقاط الاربعة المتمثلة بالتقييم والتقويم والمتعة والتفسير هي متلازمات فكرية انشاتها ردة الفعل الانساني ولكنها تختلف بالكيفية والادوات بين الناقد الناقد والناقد المتفرج . وكل ما ذكرناه قد يصب في نهر العاطفة المحركة لعوامل نقدية قد تخطأ وقد تصيب لكن ما يدعم العاطفة النقدية هو النقد العلمي الضابط للعملية برمتها وكانه مسبار يتعمق في افساح مجال للرؤية العميقة للتعرف على طبقات النص الادبي واستخراج ما خبأه المؤلف من صور ومعطيات يتم اعادة هيكلتها بما يتلائم وذهنية المتلقي فيدرك ما يمكن ادراكه وبنسب معينة بين هذا وذاك فتتمحور صورة النقد على هيئة عملية منح وعطاء رائدها حياة جديدة للنص او العمل الفني ودعوة مفتوحة للمتلقي للمقاربة بين النص والعمل من جهة والنقد وحيثياته من جهة اخرى وكل ذلك من خلال قراءة جديدة او مشاهدة اخرى وربما العكس من ذلك امتناع وهروب من اعادة التجربة مع هذا العمل او النص بهيئة التلقي .. اذن النقد بالاضافة الى افرازاته المعرفية يأخذ دورا دعائيا اعلاميا مهما يدعم استكشاف مناطق القبح والجمال في كل ما يتناوله من اعمال فنية وادبية .
واليوم بين يدي نص مسرحي عنوانه ((النبأ الاخير)) لكاتب مسرحي عراقي هو الدكتور مسلم البديري وهو من الاعمال الادبية التي تتوافق مع الهم الانساني الذي يغلف احاسيسنا ويلم بتفاصيل حياتنا والتي هي المادة الحقيقية للعمل الادبي بالتاكيد .
هذا النص من جنس المونودراما والذي اختلف ذوو الاختصاص بتقييد وتشخيص المصطلح الملائم له فالبعض يسميه عمل الممثل الواحد او الفعل الواحد او الصوت الواحد او المناجاة او المونولوج وغيرها من المصطلحات وربما اقترب احدها او ابتعد عن الحقيقة بنسب معينة وكل يسميه حسب تجربته الشخصية ووفقا لميوله الثقافية لكن المونودراما بالمحصلة هي عمل مسرحي تتواجد فيه شخصية ما تتحد في طياتها اصوات وافعال مختلفة وكانها اختصار وتقييد لهواجس وهموم مجتمع باكمله ليكون المعبر الوحيد عنها هو البطل او محور الحكاية بانتقالات زمانية ومكانية وان كانت مبهمة غير واضحة وانا وحسب تجربتي الشخصية اسمي المونودراما (هذيانات الشخص الواحد) لانها تمثل التدفق والانبعاث الهستيري لشخص منوم مغناطيسيا او شخص نائم سريريا وبقبالته دكتور يستمع لتباريح وجدانه وكان الجمهور هو الدكتور النفساني او شخص ما يواجه الممثل بسؤال باللهجة الدارجة ( شنو سالفتك) ليتفجر نزيف ذاكراتي كغيض بركان محتدم مفعم بالتعرجات والخطوط المتعارضة والتي قد تجد توافقا وتواطئا من قبل النظارة وقد تجد تنافرا واختلافا فيصفه احدهم بكلمة صدقت واخر يقول كم انت مفتري , انها هذيانات قد تجاري الحقيقة والواقع وقد تتلفع بالخيال او الكذب او الحلم او التمنيات .
يطالعنا الكاتب بعبارة مثيرة تؤكد ما ذهبنا اليه من ان كتابات الدكتور مسلم البديري هي انعكاسات للهم اليومي العراقي والعبارة تقول وعلى لسان الكاتب ...
الى (( سعد )) بائع الصحف المتجول ...
يجتاحني خجلٌ رهيب وأنا أرفع اليك كلامي هذا فلا أعرف هل سيسمو ما أنسبه اليك من كلام الى مقام صمتك العميق الدائم ...
وكأن الكاتب يوجه جملته السابقة الى بطل مسرحيته المفترض في مخيلته والمرتسم في وجدانه وكذلك يوجه كلامه للمتلقي بمدى صدقه ونجاحه في نقل ما يعتمل في ضمير الانسان الكوني وكانه يستحث اقلامنا للوثوب اجتهادا لتاطير صورة مختزلة لعمله هذا .
وسنرى واياكم في قابل المقالة هل سيسمو ما نسبه الكاتب لصمت بائع الصحف سعد من نص مسرحي اي لو تسنى لهذا السعد المتواجد في شوارعنا ان يتكلم هل سيتكلم بما سطره الكاتب من هذيانات بنفس الروح والكيفية ؟ ربما نعم وربما لا.
كان للكاتب مقدرة فذة في ضخ مجموعة من السيميوطيقيات المتناثرة كحبات طل سقطت من عل كانت مغرية لاحالات دلالاية مشبعة بالصور التي تلامس الواقع دون ان تعتريها النمطية في الطرح , فالاصل في الموضوع صمت سعد والمستجد وكما يراه الكاتب بوح وانفجار لهم تربع سنينا على صدر هذا المسكين الذي تلفع بالجرائد واخبارها , هم اختزن الذاكرة الموبؤة بالماسي والظلامات , وسعد هذا هو بائع جرائد لديه اعداد جديدة من الصحف ينتظر الصباح باشراقته كي يتعرف الناس على خبر ما يعتقد انه سيهز العالم , اذن لنتعرف من هو سعد وما هذا الخبر والاهم من هذا وذاك ان نعرف من هو الكاتب الدكتور مسلم البديري وفلسفته وتعبيراته وانفعالاته وانطباعاته والتي هي انعكاسات لما تركه الواقع المعاش في قرارة ذاكرته التي تان عليه كل حين .
تبدا المسرحية بدخول غير تقليدي لخلفيات صوتية متمثلة بشخير لانسان ونباح لكلاب قبل فتح الستارة حيث تنطلق بنا ابداعات الكاتب لاستدعاء بعض الدلالات عنوة فكلاهما مستهجن سيسيولوجيا واشارة لانسان يغط في نوم عميق تحيط به الكلاب ربما هي كلاب حراسة او كلاب تحوم حول فريسة انسانية وربما نباحها هو هراءات انسانية تريد النيل من هذا الكائن الذي يغط في نوم عميق والدال عليه شخيره والذي يقودنا هو الاخر اي الشخير الى استدعاء صورة مغلفة بالغفلة والبلاهة ونوم للعقل رغم نباح الكلاب الذي هو في حقيقتها اشارات تحذيرية لكن السبات العميق خدر الحواس فبات صاحب الشخير كجيفة في صحراء وسط الحيوانات المفترسة لكن الكاتب يفاجيء الجميع بعد فتح الستار بوجود بائع الجرائد سعد وهو يتكيء على تنكة او صفيحة لسمن المعدنية شبه نائم وقد نهض فزعا وكانه قد نام العمر كله ولولا فتح الستارة لبقي نائما حتى تصيح الساعة ... لكن ما يلاحظ عليه ان الشخير ليس لسعد لانه استمر مع استيقاظه فربما اراد الكاتب ان يقول ان سعد نموذج من ثلاثين مليون انسان قد استعمرهم النوم بعد ان هدهم التعب فراحوا يشخرون بهذه الكيفية او ان سعد الحقيقي نائم يشخر وسعد المستيقظ هو سعد الحالم اي ان هناك حقيقتين حقيقة نائمة ورجاء مستيقظ وشتان ما بين الصورتين .
يواجهنا الكاتب برشقة تأنيب وعبارة (يا للعار منذ متى وانت نائم) .. سعد يكلم نفسه والشخير مستمر مما يتاكد لنا ان هناك عالمين من الحقائق ويقودنا هذا الامر الى استهجان سعد لنومته الطويلة بوصف النوم عار وهو بهذا الشكل فراح يعدد السنين التي نامها وهو برايي نوم معنوي يراد به كما اسلفنا نوم الغفلة النوم عن المثابرة في استكشاف حقيقة النفس الخلاقة التي لاتقف لا تتقاعش امام الحدود المصطنعة مهما كانت قوتها لكن الاستسلام والانهزامية هما من قيد هذا الانسان فبات بهذا الشكل المقرف المتصاغر .
يواجه سعد بعض التغييرات المادية المحيطة به فقد وجد مصباحا يتدلى امام احد البيوت وهو امر لم يالفه من قبل , من اين اتى هذا المصباح والمثير في الامر ان زمن الاحداث هو عمق الليل الاكبر وهو من اعتاد عتمة الليل فمن اين اتى هذا المصباح ؟ هنا يلجا الكاتب الى ضديات معنوية تحيل المتلقي لتساؤلات وردود افعال , المصباح يعني النور والنور يعني الثورة والتغيير وبالتالي يتاكد لنا ان هناك ثمة شيء قد حصل ففتغيرت معالم المكان واولها المصباح وكان الكاتب يقول نحن في زمن جديد غير الزمن الذي شهد نومة سعد الابدية واراه انه يقصد زمن ما بعد تحرير العراق من براثن الطاغية لكنه يقلل من قيمة هذا التغيير ووجود المصباح الجديد على اعتبار عدم جدوى المصباح الجديد والليل ما زال ماثلا للجميع ويتربع كالغول على عيون الناس كما انه يشير وبما ان سعد بائع جرائد الى جريدة الصباح الجديد والصباح وغيرها من الاصدرارت الاعلامية العراقية ويقمع ثورتهما الفكرية بعدم جدواها لهيمنة ظلام المثقفين المتسورين لمحراب كعبة الثقافة الحقيقية وهو ايضا اشارة للواقع العراقي السياسي والاقتصادي الذي لم يتغير بالشكل المضطرد كما كان متوقعا بل رافقه السبات فجعله كسيحا وربما وأد الى غير رجعة وكانه يقول (( بدلنا عليوي بعلاوي)) وهو لسان حال الشعب الذي بات يشك في مصداقية القادمون من الضباب والذين جعلوا الاطباق سفن والملاعق مجاذيف وهو استهتار باحلام العراقيين التي زفت على عجل الى التلاشي.
يقوم سعد بالسرد الذي يسير على غير المعتاد فليس هو سردا مجردا خاليا من الصور بل إتخذ من صراع الانسان وذاته ومحيطه مادة لتاطير هذا السرد بالشكل الذي يجعلك تنظم الايقونات ماديا بعد ان بعثرها الكاتب بوجهك بطريقة ممتعة تثير الحواس والمشاعر.
سعد يمثل شخصية بائع الجرائد الذي يعيش صراعا مع الليل البهيم الذي هو في حقيقته كل شيء سلبي الم بنا من الديمقراطية العرجاء الى البيروقراطية الرعناء الى الفساد والافساد الى الظلم الى سوء الخدمات المتمثلة برحيل الكهرباء الى بلاد الواق واق...هناك امل لكن المعوقات كثيرة فيؤجل الليل تحقيق الامال والاماني الى زمن لا يعلم متى ياتي ... والمبرر لرغبة سعد بقدوم النهار هو .. كي يقوم سعد بتوزيع الجرائد التي بحوزته كلها لانها تتضمن خبرا سيهز الافاق وهنا جعل الكاتب من خبر هو في شكله الخارجي تافه ولكن باطنه عميق مسالة حياة او موت لسعد لان حياته اصبحت متوقفة على نشر هذا الخبر ووصوله للناس وقد اعيد نشره عدة مرات مما يدلل على اهميته الساخرة وهي اشارة الى فساد اذواق الناس ((الليدي غاغا تعود الى حبيبها بعد انفصال دام ثلاثة أيام)) ليقارن هذا الخبر وبمدى اهميته مع اخبار السياسين المترفة كسفرهم الى منتجعات اوربا للاستجمام فلا يجد وجه مقارنة بين الاثنين لان الاول اهم من الثاني على اعتبار ان ما يندى عن السياسيين هو امر مفروغ منه فلم تاتي اخبارهم بجديد اما خبر الليدي غاغا وحبيبها فهو امر غاية في الاهمية ربما لتعطش الناس لاخبار من هذا النوع او استخدامه للهروب من حزمة الاخبار المؤلمة التي ارهقت كاهل العراقي واشعلت ازمات نفسية لديه او انها سخرية من قبل الكاتب يفسر بها ضحالة تفكير العراقي ومدى سلبية اهتماماته الثقافية كي يتوقع سعد اقبال الناس على جرائده لتظمنها خبر الليدي غاغا ... بعد ان عرفنا الفكرة والتي مركزها انتظار الفجر تتشظى شخصية سعد لتأزيم الصراع واضفاء المدلول القهري والمعنى الدلالي بضمير الاشارة من قبل الشكل الظاهري للحدث بوجود امر باطني اكبر واعمق واوضح أي جملة تؤدي إلى معنى ومشهد الى عدة مشاهد وشخصية الى عدة شخصيات وقد نجح الكاتب في عملية كهذه وفق مطلح (تناسل الصور) ومن هذه الصور التي احالنا عليه الكاتب نتيجة التناسل ضمن حديث سعد حول وجوب اختراع حيلة ما من قبله او من قبل القائمين على الجريدة كي تزداد نسبة التوزيع بين المواطنين وهو حينما طرق اسماعنا بكلمة (حيلة ما) فهي اشارة منه الى تواجد الحيل والاحابيل والاباطيل والالاعيب في اروقة هذا الخط الاعلامي المتمثل بالجرائد واخبارها وقد يكون له ما يبرره والغاية تبرر الوسيلة لكن الكاتب لم يذكر الحيلة التي سوف يعملها سعد لهذا الغرض وربما اراد بذلك ان يقول لنا ان الحيل من اختصاصكم ايها القراء فابحثوا معي عن حيلة ما لحل الاشكال .
يقوم الكاتب بسرد الاحداث وفق لعبة ذكية جميلة تستمتد حكايتها من الحلم والواقع من الذاكرة المعتمة والمترعة بكل الوان البؤس منطلقا بصرخات وان بدت خافتة لكنها تعكس زمان ومكان لازمهما الم لا ينقطع صهيله في مضمار الكل فيه يهرول تاليا همومه واحدة تلو اخرى وكانه يتعرى من ثيابه حتى يرمي اخرها في نهاية المضمار ليعود كيوم ولدته امه.
من ضمن قواعد اللعبة المونودرامية ان يتواجد البطل بشكل مستقل وحداني الاقناع دون ان يعتري المشاهد ولو قيد انملة بالحاجة الى وجود شخص اخر لان فيه تشويه للصورة المركزية الواحدة وتشتتها الغير محمود في عبثية المسمى وانحراف شكله ومعناه لكن كاتبنا الرائع مسلم البديري استطاع بلغته البسيطة القريبة من الهم الانساني ان يحافظ على هذا الشكل بطريقة هي في حقيقتها السيطرة على خيال المشاهد وهواجسه الاستذكارية ورصها في قالب واحد موحد غايته الذوبان مع البطل في تقصي سكناته وحركاته وهو ما يبحث عنه كاتب المونودراما , ومن خلال ذلك انتقل بنا الكاتب الى استرجاع ذاكراتي لامه حينما ولدته واصفا الولادة بانها أداة قسرية بيد من اتى به لهذه الحياة لاذلاله بناءا على متتاليات مؤلمة ليقودنا فكر الكاتب الى منطقة عبثية وحسب ما نظر له كتاب العبثية الدرامية (ان تحكي قصة معقولة فان ذلك لا يفيد الا في قهر العقل وتشويه الذاكرة , في حين ان العبث والفنطازيا الواعية يدربان العقل ويمنحان الذاكرة عملا تشتغله) وهو ما اراه .. حيث ان الفنطازيا تفجر خيال المشاهد وتقحمه في فضاءات وعنواين جديدة تلهمه استكشاف الغامض واستكهان المخفي في حياة فوضوية عارمة وصور شتى تتعارض وتتصادم كنيازك الفضاء في عالم يفور بالمتناقضات فكان لاسلوب الكاتب السلس وظيفة جمالية في توثيق عبثية الوجود والحياة حينما ولد سعد وهو يصرخ جائعا يبحث عن السعادة فلا يجدها يبحث عما يقوت به نفسه فلا يجد من يطعمه وحتى امه الخاوية الضروع تنظر اليه وهو يتالم وليس بيدها حيلة تخفف من وطىء ذل الحياة عن وليدها سعد.
صرخة سعد هذه هي صرخة الكاتب .. صرخة عالية وكانها صاروخ عابر للقارات يخترف السموات حاملا الوان القهر والعوز والعري , صرخة منطلقة من اعماق الروح الانسانية لبشر قابعين في زوايا رطبة لا تعرفهم شمس الله ولا يعرفونها , صرخة لكشف المعفو عنه من اسرار بؤس الانسان العراقي وحقائق لا يراد لها ان تكون حقائق .
ام سعد ماتت بعد ان طلبت بنفسها من عزرائيل ان يستل روحها لعدمية جدوى وجودها وكانها عرفت اللعبة بعد فوات الاوان فما كان من سعد الا ان ينهض ويخطو خطواته الاولى وبشكل فنطازي في دنيا لا تعترف بالبؤساء والبسطاء لانها تسحقهم كل حين ببسطالها المترع بالجحود , ليغسل امه ويكفنها ويشيع جنازتها الى لحد سيسجل طابو باسمها كل ذلك وهو طفل رضيع حاملا عنها اعباء الحياة فالبسطاء لا يرثون عن ذويهم الا الديون والامراض وقسوة العيش المر , والام هنا تثير بعض الاحالات فربما يريد الكاتب ان يقول ان امنا العراق وفي زمن العتاة والعراة والحفاة والجفاة وممتهني السبات قد شيعها ابنائها الى لحدها بعد ان ياس الطرفين فيمن سبب المتاعب للاخر الام ام الابن وفي جدليىة ما زالت ماكثة في اذهان الجميع اصلها رمي التهم بين الام ووليدها فالوطن والام والعراق مسميات لفكرة واحدة تتهم ابنائها بانهم من اوصل الحال الى ما هو عليه باهمالهم لواجبهم الاخلاقي , بخيانتهم , بجحودهم والابناء يلقون اللوم على امهم بكونها السبب في انهيارهم بهذا الشكل بعد ان لبسوا الخاكي واعتمروا البيرية لسنين طوال وتسمروا على حدود ملتهبة بالنار والدخان والموت للدفاع عن وطن وهمي كان ملكا لشخص واحد , كذلك يرون ان جنسيتهم التعريفية تقرأ انهم عراقيون ابناء هذه الام *اللعنة* فافضت بهم الى دهليز لا يرى في نهايته ثمة بصيص من نور يقشع غيوم الظلام التي التفت حول اعناقهم لذلك ارى ان سعد بادر هو ورفاقه سريعا للتخلص من امهم العار الى نهايتها الملائمة لتنتهي المهاترات بحبها من قبله ومن قبل غيره وتطوى صفحة المزايدات الوطنية بين هذا وذاك وفي سبيل ان يتفرغوا لمهاترات جديدة ومزايدات حديثة مودرن عالي الجودة مستوردة من الخارج تحمل في طياتها امومة مستهترة وبنوة ممسوخة , وهنا اشد على يد الكاتب وهو يتصاعد بنا مع بطله سعد لذروة تدعم انتقالات النص بسلاسة تفتقر اليها اكثر النصوص .
وفي محاولة متميزة من الكاتب في توثيق فكرة المسرحية عند المتلقي والمتمثلة بالرغبة الجامحة لدى سعد وبقية الشخصيات التي سنذكرها لاحقا بمجيء الصباح وانبلاج فجر جديد او الضد منه فعمد الكاتب الى سعد بقراءة بعض اعمدة الجريدة فاستهل قرائته بدراسة نفسية لاحد الكتاب .. ((نصائح لإبعاد شبح الملل : ليس بالضرورة اقتناء الاشياء الجديدة لتعيشوا الاحساس بالتجدد , ذلك ما أوصى به علماء النفس فقد توصلوا الى ان تغيير ترتيب الاثاث بشكل دوري يمنحكم الاحساس ذاته كما لو أنكم اقتنيتم اثاثا جديدا)) يستمر الكاتب بطرح الصور المثيرة للتغيير الذي ركز الكاتب عليه من خلال الفجر المنشود ايضا ينتقل بنا لتعميق هذا التغيير في النفوس ليكون ثقافة وهو في حقيقته سيميائية للحدث تجعله يتشضى دلالات ومعان تاسس لتصورات تغني الخط العام للعمل , فمسالة تغير ترتيب اماكن الاثاث مدعاة لايهام النفس بانها اشياء جديدة تم اقتناؤها حديثا ولو نظرنا لهذه الجزئية بشكل واقعي نجدها في غاية الصدق فتغيير شكل الشيء ومكانه يغير نظرة الانسان اليه وحتى هيئة الانسان وثيابه تعطي زخما جديدا لاستيطان الحياة بنفس وروح جديدتين , لكن الكاتب بالتاكيد حينما اورد هذه الجزئية لم يكن يعنيها بشكلها القاصر بل اراد ان يقول بمعية بغية الصباح من القدوم ان هناك من الامور المسكوت عنها تحتاج الى عمل مجتهد ومثابر ومتكامل من الجميع ان تخرج للسطح فتداولها بيننا يعني رفضها وبالتالي بعث الفرصة لتغييرها ولو قمنا بتعديد السلبيات تلك والواجب تغييرها او شطبها من واقع الحياة لناء بها اولي الاقلام لانها اضحت كالماء والهواء لا يمكن العيش بدونهما , ووفقا لقناعتي المتواضعة اول ما يجب ان يغير هو النظام السياسي في العراق الذي اثبت فشله للقاصي والداني للجاهل والعالم والذي تمترس بالغام في كثير من فقرات الدستور والذي كتب على عجل وباوامر امريكية بحتة كانت لها دورا في تازيم الوضع , كما لاننسى الواقع الاجتماعي المترهل والفاسد من خلال قوانين العرف العشائري المستهجن من اهله بالذات ولكن ما في اليد حيلة بسبب التراخي ونوم الكثير واستمتاعهم بالشخير الذي ركز عليه الكاتب جعلهم يندمجون مع هذا العرف بقوة , والادهى والامر من كل ذلك هو الموروثات السلبية في تنظيم علاقات الناس وتعاملاتهم اليومية والثقافية والسليقة المتوارية تحت عنوان هذا ما الفنا عليه اباءنا لذلك اجتهد الكاتب في تاصيل عملية التغيير والتركيز عليها .
الجميل في موضوع تغيير الاثاث ان سعد لا يملك من الاثاث سوى الصفيحة , التنكة , التي يجلس عليها والتي لا يقوى على نقلها من مكان لاخر بسبب ثقلها ((كم انا بائس)) نعم انت بائس يا سعد والاكثر بؤسا هو هذه النصيحة النفسية التي لاتعرف بان بمن لا يستطيع شراء اثاث في العراق هم اصلا بلا اثاث ولكن من لديه اثاث حقا فهو سيشتريها بطريقة اخرى ولا يحتاج لتغييرها وكان سعد يرد على الجريدة وعلى كاتب النصيحة صه يا هذا وابحث لك عن بلد اخر لتتفذلك عليه بنصائح لا تسمن ولا تغني من جوع فاني لا املك من الدنيا سوى هذه التنكة التي اهداها لي الله وساسة العراق السابقون واللاحقون.
تتعدد مواطن القوة في النص من خلال الخلق والتكوين لمديات متعددة من الصراع الذي هو ملح كل عمل ليعمد الكاتب الى افتعال حوارات لشخصيات من واقع الحياة ربما تبدو غامضة بعض الشيء وربما تتلاقى في هواجسها مع المتلقي في الكثير من الحيثيات ان لم تكن هو بالذات .. وينبري سعد لتادية هذه الحوارات من خلال فضوله لمتابعة حقيقة الاصوات التي يسمعها وتلصصه لخيالات مارقة تعصف بعينيه وجميع هذه الاصوات تحتكم الى منطق واحد هو رغبة معاكسة لرغبة سعد فالجميع يرغب بمكوث الليل متربعا على مسرح الحياة لغايات نفعية لان الليل ستار لهم يحتوي اثامهم يحتوي رغباتهم يناضل من اجل متعتهم وفي حقيقة الامر نجح الكاتب في تدعيم النص بهذه العكسية والتي اراها واقعية بخصوص حقيقة ما يجري لهذه الشخصيات من تواجد على بسيطة الارض وكذلك اشراقاتها الاخرى بخصوص ان الرغبة الواحدة المفردة لسعد في التغيير وقدوم الصبح تواجهها رغبات متعددة لبقاء الليل وهي حقيقة سعد الذي يرغب العيش في النور والاخرون امتهنوا معاشرة الظلام فبات الاثنين غرباء عن بعضهم تتحكم فيهم الانا والمصلحة الشخصية القاصرة .
والان نرد بعضا من هذه الصورة اولها صورة فتاة وعشيقها يتطارحون الغرام في هذا الليل البهيم فهم يستطيبون لليل لانه يخفيهم عن اعين الناس الذين يملكون السنة لا ترحم ستنال منهم لو انكشف الليل ولكن تطلع العاشقين لا يروق لسعد فبقاء الليل يعني ان الخبر سوف لن يكون في متناول القراء ولكن الكاتب لا يمهل سعد كي يعترض عليهم فيرمي في ساحته صورة اخرى لام ستثكل بولدها الذي سيعدم في الصباح وان كان مستحقا لجرم فعله لكن الام تتمنى ان يبقى الليل وهو يحتضنها لانه سيشعرها بحياة ولدها الذي باتت حياته معلقة لا على الجريمة التي ارتكبها بل معلقة بيد الليل والصبح وتبادل ادوارهما المحبط للجميع وما اورده الكاتب بخصوص الام اجده رائعا فالاباء لا يعترفون بقبح ما يرتكبه ابنائهم فما تفعله ايديهم لا يعنيهم باي حال لانهم يسكنون القلب وكل ما يسيء اليهم يعني الحاق الاذى بقلوبهم المرهفة.
تتشضى الصور من جديد فيقحمنا الكاتب بعنف من خلال سعد في اتون لاثنين من اللصوص وهم يحاولون سرقة احدهم يحلو لهم ممارسة مهنتهم الاحترافية في جنح الظلام لذلك كانت رغبتهم في بقاء الليل في الضد من رغبة سعد , وقد ابدع الكاتب في تصوير حالة شائعة وهي تزكية الاموال فاللصين يرون في سرقتهم لهذا الرجل انهم يزكون امواله التي نمت من السحت وظلم الاخرين ومن البخل في العطاء وبهذا المشهد او هذه الصورة كانت هناك عدة احلات احالنا عليها الكاتب .. فالكثير من الناس يحلل الامور وفقا لرغباته ومصالحه لا يرعوي امام ضوابط معصومة ومنهج واضح للتحليل فهو يرى القبيح جميلا والجميل قبيحا وان كان القبح والجمال امران نسبيان بعيون الناس لكن الكاتب قام باطلاق النار باتجاه الجميع .
كما يحيلني الكاتب لجزئية فقهية دينية لبعض علماء الدين باشاعة السرقة من الاموال العامة وكي لا تسجل عليك الملائكة الموكلون بتقييد اعمالك في هذه الحياة الفانية انك سارق وتستحق قطع اليد ما عليك الا ان تخمس ما سرقته وما معناه اعطاء جزء مما سرقت للتقي النقي رجل الدين صاحب الكرش المنتفخة والقابع في زاوية اللصوص على فراش وثير هيأته له سخرية القدر اشارة منه الى فتوى لبعض رجال الدين بان الاموال العامة مجهولة المالك وهو ما شجع الكثير من الللصوص للتعكز على هكذا فتاوٍ لسرقة وامتصاص دم الشعب من خلال مناصبهم الدنيوية واستعلائهم على البسطاء , ولكنني اشكل على الكاتب بخصوص لصوص الليل ورغبتهم في بقاءه ففي زمننا الحالي لم يعد الليل يعني شيئا لكل اللصوص لانهم في النهار يجدون بحبوحة من حرية يمارسون بها مهنتهم المفضلة لان الناس باتوا لا يفرقون بين اللص وغيره فالمال سائب كالنهر وهو مباح للجميع لذلك كان ورود هذا النهر نهارا افضل منه ليلا .
ناقش الكاتب من خلال صورة اخرى بعض واقعيات الحياة تتمثل بالخيانة الزوجية لامراة تكره الصباح لانه موعد عودة زوجها من عمله وهي تمارس هذه الشعيرة في خيانة زوجها مع اناس بمختلف الاعمار والمواهب والمقامات منذ زمن بعيد وتطمنهم بعدم مجي الخائب الغائب في هذا الوقت لتستحثهم على المضي قدما في امتاعها متعة مقدسة اسمها الخيانة الزوجية فالكل يشعر بالسعادة حينما يمارس مهنته المفضلة والاحترافية .
وبعد هذه التداعيات وهذياناتها الانسانية يتجه بنا الكاتب الى الخاتمة الى الحل الى الدرس الاخير حينما يجد سعد حبه العذري والذي كان يبثه بالنظر فقط لامراة تمتهن جمع النفايات كقناني البيبسي المصنوعة من الالمنيوم في اشارة الى البؤس الذي حل بنساء العراق في امتهانهن للغور في صفائح القمامة حتى اصبحت احداهن كومة فافون يمشي على الارض وقد تراخت رغبة سعد امام حبيبته فلم يعد يطلب قدوم الصبح حفاظا على صورة حبيبته وهي تجمع القمامة من ان تنالها نظرات الاخرين عند الصباح وكذلك يجد بشكل نهائي وقد وطُن النفس على هذه المحصلة بعدم جدوى مجيء الصباح وكانه يقول لنكتفي ببقاء الليل من اجل كل هؤلاء الذي يجدون فيه قائدهم وحبيبهم وكل ما يمنح المتعة لهم ولناخذ راي الاغلبية وهو بقاء الليل فكان سعد ديمقراطيا بمعنى الكلمة ولكن رضوخه لهذا الراي اغراه بالانسحاب من معمعة حياة عبثية فوضوية لا تحتكم للعقل فكان اخر ما عمله كتابته لقصاصة ورق الى مدير التحرير مفادها ((تنعى صحيفتنا وكل الصحف وتنقل لكم ببالغ الاسى نبأ وفاة بائع الصحف وموزعها ((سعد)) ونسأل الله ان تتغمده قلوبكم )) راجيا ارفاقعها العدد الجديد من الجريدة ومجانا بالطبع , ليسدل الستار ويعلن عن تخلي سعد عن حلمه في ان يصل خبر عودة الليدي غاغا لحبيبها الى القراء ويحل محله خبر وفاة سعد وهي النهاية التي كانت نتيجة طبيعية لموت الام وهي صرخة من الكاتب ادرج فيها عبارة موت الوطن والمواطن الحقيقيين .
ومن خلال هذا النص الفذ والذي استحكمت عراه اسر العقول والقلوب , نجد اشتغالات الكاتب على التلون والتشضي بادراج انفعالات انسانية متعددة في منهج واحد اسمه المونودراما والبطل الاوحد دون ان يعتري الملل لروح القاري مع كم هائل من الرسائل وبمختلف الاتجاهات تخبرنا بما نحن فيه وما ستؤول امورنا اليه وحسب قناعتي الشخصية ان نص المونوداما ورغم صعوبة تناوله كتابيا اجد ان الكاتب نجح في ذلك كثيرا لمعقولية ادواته وبساطتها مع عمقها المعنوي في تاصيل ثقافة مسرحية جديدة وفكر جديد اساسه السرد الصوري ذو الانتقالات الحادة والمتعرجة لخلق مسارات عديدة تسافر بالقاري الى ابعد من النجوم .



#كاظم_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخسران المبين
- وهكذا تخلصت من الهتي
- وما الامس عنا ببعيد
- المراة بين الواقع والطموح
- استنطاق سمعبصري للمسلسل العراقي الدهانة
- حمام نسوان والماي مكطوع
- صكر بيت افيلح
- ويسألونك عن الطنطل
- رؤية نقدية للمسلسل العراقي بيوت الصفيح
- قراءة نقدية لمسرحية الصراع
- امنية جميلة وغاية سامية
- مبادرة سلام ام اضغاث احلام
- قراءة نقدية للمسلسل العراقي غربة وطن
- قصة قصيرة (وما زال التحليق مستمرا)
- نقمة القلم
- قصيدة انا والديك والعصفور
- مسرحية العار تاليف الكاتب كاظم اللامي
- قراءة لمسلسل الهروب المستحيل
- ملابسات مقتل هادي المهدي
- ابو طبر سيرة شعب


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم اللامي - قراءة نقدية للنص المسرحي المونودرامي (النبا الاخير)