أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - فاضل عزيز - بتمويل خليجي ورعاية غربية.. ليبيا تدخل حربا اهلية















المزيد.....

بتمويل خليجي ورعاية غربية.. ليبيا تدخل حربا اهلية


فاضل عزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3832 - 2012 / 8 / 27 - 12:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تعمل أطراف متعددة محلية واجنبية هذه الايام وبشكل محموم للزج بليبيا في حرب أهلية لا نهاية لها، رغم افتقار هذا البلد للوقود اللازم لاشتعال مثل هذه الحروب وميل غالبية سكانها للسلام والتعايش السلمي..

الأطراف المحلية التي تم استدراجها للعمل في هذا المشروع تحت شعارات دينية دخيلة ومتطرفة، والأجنبية التي لها أجندتها الخاصة وترى في ليبيا كدولة ناجحة ومتقدمة عائقا لمشاريعها وخطرا على استراتيجياتها، وضعت باغتيالها اللواء عبد الفتاح يونس في اواخر يوليو 2011 بينما كان يقود القتال على جبهة البريقة ضد كتائب القذافي على يد عصابات تابعة لقيادات تتلطى بالاسلام وترفعه شعارا لها، وضعت اللبنة الأولى لمشروع تخريب ليبيا وإدخالها في نفق الحرب الأهلية المظلم.. لكن دم الشهيد عبد الفتاح لم يحقق لهم هدفهم في إشعال الفتنة في شرق البلاد، وكان للحس الوطني لقيادات قبيلة العبيدات ورموزها التي ينتمي لها الفقيد يونس الفضل في تفويت الفرصة على مهندسي الفتنة ومخططيها.

واضعي مخطط اغتيال يونس في الرياض والدوحة ومنفذيه من عملائهم في التنظيمات والجماعات الليبية المتأسلمة التي أفرزتها حروب افغانستان ورعتها السعودية طيلة العقود الماضية، ورعاته في واشنطن ولندن وباريس، كانوا يعتقدون أنهم باغتيال يونس سيضربون عصفورين بحجر واحد، العصفور الاول التخلص من قائد ميداني فذ يحظى بالاحترام والتقدير لدى اوساط الليبيين ولديه القدرة على الحسم، ورافض عنيد لاي نفوذ أو هيمنة أجنبية على ليبيا وقرارها، وهو إذا ما بقي على قيد الحياة سيحرمهم من تنفيذ مآربهم في الهيمنة على ليبيا وتحويلها الى افغانستان ثانية.. العصفور الثاني إشعال فتنة في المناطق الشرقية تنتقل تباعا الى الغرب تدخل ليبيا في ظلها في نفق الحرب الأهلية ، وهذا ما يسعى له واضعي المخطط في الرياض والدوحة اللذين تأكد لهما أن رياح الربيع العربي سيكنس عروشهما، خاصة إذا ما نجحت ثورات الربيع العربي في البلدان التي أزهر ربيعها في تحقيق الاستقرار ونقل شعوبها الى آفاق الحرية والتقدم، لذلك لا بد من تغيير مسار هذه الثورات ونفخيخها بالفتن كل بلد بما يناسب تركيبته السكانية حتى يكون عبرة لشعوب الخليج المتحفزة للثورة تردعهم عن التفكير في تغيير واقعهم المتخلف او على الأقل تؤجله.

وبعد ان يئس رعاة تخريب ليبيا من إشعال الفتنة في شرق البلاد، نقلوا مشروعهم الى غرب البلاد.. فهذا الغرب نجح القذافي في تفخيخه بكل أنواع الصراعات العرقية والقبلية والجهوية والأسرية، واستدعى خلافات تاريخية ميتة وبث فيها الحياة من جديد لتكون معول تفكيك وتخريب لأي حالة تلاحم وتوحد يمكن ان تهدد نظامه، كما ان الغرب يضم الثقل السكاني لليبيا، وهو بالتالي يصلح اكثر من شرقها لإشعال حرب أهلية حقيقية تدوم لأكثر مدة ممكنة.

أول خطوة في مخطط التخريب فرضها وزير الدفاع القطري بتغيير خطة تحرير طرابلس التي كانت تستهدف السيطرة على المواقع الاستراتيجية والحيوية من مقرات حكومية ومخازن السلاح ومنع الفوضى والسيطرة الكاملة على المدينة، ووضع بدلا منها خطة تستهدف اجتياح المدينة و الابقاء على مخازن السلاح مفتوحة أمام الجماهير التي استمرت في نهبها اسابيع دون اي تدخل من القيادة المفترضة للسيطرة على المدينة.. هذا السلاح وتلك الفوضى وانتشار المليشيات في ضواحي طرابلس هي ما ستكون أدواتهم في تخريب طرابلس والتي ستنتقل عدواها الى بقية البلاد..

في طرابلس تحولت البيوت الى مخازن للسلاح والعتاد، مئات التشكيلات المسلحة المنفلتة والتي لا تخضع لأي قيادة او تنظيم تنتشر في مفاصل المدينة وتطوق ضواحيها وتعيث فيها فسادا، حكومة هزيلة مرتهنة لقوى قبلية وجهوية وأجنبية ، مراكز قوى قبلية وجهوية واسرية متطاحنة لم تعي بعد حقيقة استعادة ليبيا التي ظلت مختطفة على مدى أربعة عقود، ولا زالت رغم ذلك تختزله في حفنة من المصالح الضيقة ومستعدة لبيعه لأي قوة تدفع لها آتاوة تافهة ، منظمات مجتمع مدني ناشئة هي الأخرى تتجاذبها أهواء متقاطعة لم تفهم رسالتها الوطنية بعد، أجهزة أمنية وجيش يخضع لمرجعيات قبلية ومناطقية لن يكون له اي دور في الحفاظ على تماسك البلاد؛ هكذا وضعية هي البيئة المناسبة للبدء في تصعيد الفوضى الامنية ونقل الصراعات من المدينة الى اطرافها ثم بقية المدن، وهي البداية الفعلية لمشروع أفغنة ليبيا ..

الجماعات السلفية الجهادية هي خير وسيلة لتنفيذ هذا المشروع التخريبي، فهي معبأة بآراء الوهابية المتطرفة للاسلام والتي تبني رؤيتها على مقاييس مجتمع بدوي لم يعرف المدنية وحياة المدن، تركن هذه الجماعات للعنف لتطبيق رؤيتها ولا مكان في وعيها للآخر المختلف، بل تعده عدو ومصدر للفتنة يجب استئصاله.. فأوكل لهذه الجماعات التي سيطر أتباعها على معظم الكتائب الامنية والعسكرية بعد أن تم التمهيد لذلك بتسريح كل منتسبي الأجهزة الامنية والجيش الليبيين وفي احسن الأحوال تجميدهم، بما يحقق لهذه الجماعات إقامة جيش وأجهزة أمنية تخضع لتعليمات قياداتها المرتبطة بالرياض والدوحة، وقد تطوعت واشنطن ولندن وأحضرتا خبراء ومدربين لتدريب هذه الكوادر وتأهيلها لتتولى تنفيذ مشروع أفغنة ليبيا الذي نشاهد اليوم بداياته في أكثر من مدينة..

تخريب المزارات والزوايا والمساجد التي لا تلتزم بتعليمات هذه الجماعات، هي الخطوة الاولى في المرحلة الثانية من مشروع الأفغنة، وهذا ما تم أيام الجمعة والسبت والاحد عشية اجتماع المؤتمر الوطني العام الذي لم يحرك ساكنا لوقف المؤامرة واكتفى ببيان القاه رئيسه لإخلاء مسؤوليته عما يجري وكأن هذا المؤتمر لا تتعدى سلطته القاعة التي يجتمع فيها!!! المفتي العام الذي نصب نفسه في هذا المنصب ابتلع لسانه أمام ما يجري من اعتداءات على اضرحة لمسلمين ونبش لقبورهم، وهو الذي كان يصدح ويجلجل ويفتي لأتفه الأسباب وأقلها شأنا ويهدد ويتوعد من يمارس التفكير ويكفره، ويتغاضى عمن يمارس جريمة نبش القبور ويقول "إن وقتها لم يحن بعد" .

وزير الداخلية الذي ظل يدير الوزارة بتعليمات من مرجعيات قبيلته يسقط في أول امتحان ديمقراطي أمام المؤتمر الوطني العام (أعلى سلطة تشريعية منتخبة ديمقراطيا) ويقدم استقالته الى رئيس الحكومة ويرفض الامتثال امام المؤتمر لمساءلته عن أخطاء خطيرة ارتكبها، بل يذهب الى حد الأمر بسحب التشكيلات الأمنية المسلحة التي كان يعدها ويديرها لتكون مليشيا خاصة له من العمل ويأمرها بالانسحاب من مواقعها لنشر الفوضى والاضطراب في البلاد التي إتمنه شعبها على أمنه وسلامه..

كل هذه المشاهد تشكل مجتمعة صورة بانورامية لليبيا التي تيم دفعها الى هاوية الأفغنة ، فيما لا زال ابناءها مخمورين بالانتصار على حكم الطاغية ولم ينتبهوا بعد إلى ما هو أخطر من إزالة هذا النظام، وهو إقامة الدولة المدنية القوية القادرة على تجاوز كل المؤامرات الداخلية والخارجية .



#فاضل_عزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنا كنا رغم جحود الجاحدين..
- حان الوقت لتدويل المشاعر المقدسة
- انقذوا ضحايا الطاغية في الجزائر
- جريمة الدم في ليبيا لا تبررها اي شريعة.*
- ومن يعدم كبير السحرة؟
- سيُنَوَّرْ المَلْحْ في بلادنا!!
- ها قد أزهر ملحنا!! وغداً.. حتما سيزهر ملحكم


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - فاضل عزيز - بتمويل خليجي ورعاية غربية.. ليبيا تدخل حربا اهلية