أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى خليل - هل التنوع أضعف أمريكا بعد العولمة؟














المزيد.....

هل التنوع أضعف أمريكا بعد العولمة؟


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3832 - 2012 / 8 / 27 - 08:25
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


قامت التجربة الأمريكية على فلسفة واضحة أن أمريكا بوتقة أنصهار للمهاجرين حيث أن القارة معزولة عن العالم القديم، ومن خلال الثقافة والقيم الأمريكية يبدأ المهاجر تدريجيا الإندماج فى البوتقة بحيث يخرج بعد عدة سنوات جزءا من هذا العالم الجديد بدرجات مختلفة حسب سرعة استيعابه لهذا العالم، ولكن بالنسبة لابناءهم فهم بلا شك سيخرجون كجزء أصيل من هذه التجربة ثقافيا وقيميا. فى العقود الأخيرة تغيرت الفلسفة الأمريكية من بوتقة الانصهار إلى تمجيد التنوع كقوة للمجتمعات، ومع وجاهة مقولة التنوع قوة إلا أنها كانت لها أثارها السلبية على أمريكا والغرب، كانت الفلسفة الجديدة قائمة على تشجيع الاحتفاظ بالتنوع الثقافى للمهاجرين ولكن مع محاولة استيعابهم فى القيم الأمريكية والغربية، ولكن للأسف فأن هذه الفلسفة تضخمت أثارها السلبية بشكل كبير فى ظل العولمة وذلك لتداخل الثقافى والدينى مع القيمى، واصبح الكثير من المهاجرين معزولين فى جيتوهات ثقافية وقيمية ولغوية أيضا، فهناك مناطق داخل الولايات المتحدة اللغة الاولى فيها هى اللغة الاسبانية، وهناك مناطق اصبحت تعيش وكأنها فى بلدانها الاصلية،ولم تكتفى هذه الجيتوهات بالإنحراف عن القيم الغربية فقط ولكنها اصبحت تعادى هذه القيم.وإذا استمر التنوع والتفتيت بهذا المعدل ستتحول أمريكا خلال عدة عقود إلى جزيئيات متنافرة لا يربطها سوى صرامة تطبيق القانون.
لقد ربطت العولمة ،من خلال ثورة الساتلايت والانترنت والاتصالات، المهاجر بوطنه القديم ثقافيا وقيميا وأخلاقيا أكثر من ربطه بوطنه الجديد،وإذا اضفنا إلى ذلك دخول نوعية جديدة من المهاجرين عن طريق الهجرة العشوائية والعائلية فى معظمهم لم يكن مستعدا للهجرة وغير مستعد للاندماج، نكون أمام عوامل عدة ساهمت فى بروز أثار التنوع السلبية.
مع تفاقم مشاكل التنوع ظهرت مشاكل مثل الفساد والمحسوبية والرشوة، فقد حمل هؤلاء المهاجرين هذه القيم السلبية من مجتمعاتهم الاصلية ولم تنجح قيم المجتمعات الجديدة ولا صرامة القانون فى جعلهم يتخلون بنسبة 100% عن هذه القيم الفاسدة، وتدريجيا بدأ الفساد يتزايد حتى وصل لنسبة 25% فى المجتمع الأمريكى وفقا لمنظمة الشفافية الدولية. وتعدى الموضوع إلى مسألة الفرص المتساوية التى كان يتيحها المجتمع الأمريكى، لم تعد الفرص متساوية كما كان ،ومن الصعب الحصول على وظيفة بدون توصية، ودخلت المحسوبية والوساطات فى الوظائف، فالهندى يميل للتوسط للهنود واللاتينى يفعل نفس الشئ والمسلم يقوم بالشئ نفسه، بل وصلت الأمور إلى أن مؤسسة مثل الاف بى آى يحتكر المسلمون معظم وظائف الترجمة الخاصة بالغة العربية فيها ويندر وجود مسيحى عربى فى هذه الوظائف، بل يقوم الجانب المسلم بتطفيشهم أو التدخل لعدم تعيينهم أصلا بحجة أنهم متحاملون فى ترجماتهم على المسلمين رغم أن صناعة الترجمة فى الشرق هى من انجازات المسيحيين العرب تاريخيا، ورغم امانتهم المعهودة فى هذا الصدد.
وصلت الأثار السلبية إلى درجة أخطر من هذا، فهناك احياء يخشى المواطنون الاصليون من الدخول فيها خوفا على حياتهم مثل سكن المغاربة والجزائريين فى ضواحى باريس والجيتو المسلم فى بلجيكا وبعض الشوارع التى يسكنها مسلمون فى الدول الاسكندنافية.
الأخطر أن التواصل الثقافى والقيمى مع المجتمعات الأم وصل إلى الجيل الثانى، فهناك ما تسمى ظاهرة التطرف الجهادى لدى بعض المولودين فى أمريكا وبعض أبناء الجيل الثانى من الباكستانيين فى بريطانيا.... وصلت الأزمة إلى أن المنظمات الإسلامية فى الغرب تطالب رسميا بتطبيق الشريعة على الجاليات المسلمة، وقد دفع هذا التخوف بعض الولايات الأمريكية لعمل استفتاءات رسمية لحظر تطبيق الشريعة الإسلامية.. ولكن فى نفس الوقت وخوفا من الإرهاب طالبت بعض الشخصيات الغربية البارزة بتطبيق الشريعة على الجاليات المسلمة كحل لمشاكلهم كما اقترح رئيس اساقفة بريطانيا،وإذا تم ذلك فى المستقبل فمعنى ذلك التضحية بأخر رابط يلملم هذه الجزيئيات المختلفة وهو سيادة القانون.
الهوس الأمريكى بفكرة التنوع جعلها تصل إلى هذه الحالة، فكل شئ يزيد عن حده ينقلب إلى ضده، ورغم وجاهة وصحة مقولة التنوع قوة إلا أنه عند نقطة معينة يكون التنوع ضعف وخطر على المجتمعات.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مملكة الإرهاب فى غزة
- خمس سنوات على إنقلاب حماس فى غزة
- وكالة أنباء مسيحى الشرق الأوسط
- مرسى يأخذك إلى الجنة
- جماعة الاخوان المسيحيين
- اختزال حل المشاكل فى نائب الرئيس
- رئيس مدنى أم رئيس إسلامى
- لماذا فاز مرسى؟
- ملاحظات على الأنتخابات الرئاسية
- الصراع على شكل النظام السياسى فى مصر
- حول الوضع الراهن فى مصر
- صحة الرؤساء فى النظام الديموقراطى
- ألاعيب الأخوان المسلمين
- بأى صفة يحاكمون الأقباط؟
- الكنيسة القبطية وأنتخابات الرئاسة
- من غزوة الصناديق إلى غزوة الرئاسة
- دلالات الحكم على عادل إمام
- لماذا ينغمس المصريون فى نظرية المؤامرة؟
- دراسة إستطلاعية عن أقباط المهجر
- المؤشر العربى خطوة نحو الأمام.... ولكن


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى خليل - هل التنوع أضعف أمريكا بعد العولمة؟