أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناصر بن رجب - في أصول القرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (9)















المزيد.....



في أصول القرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (9)


ناصر بن رجب

الحوار المتمدن-العدد: 3831 - 2012 / 8 / 26 - 21:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ألفريد - لويس دي بريمار
 
Aux origines du Coran
Questions d’hier, approches d’aujourd’hui
Téraèdre, Paris, 2004
Cérès, EDIF2000, LE FENNEC, Tunis
 
ترجمة وتعليق
ناصر بن رجب
 
 
موضوعان جدليّان (سورة النّحل)
الموضوعان التّاليان للجدل حول القرآن يَرِدان مقترنين في نفس النّص. وهذا النّص يوجد في سورة النّحل (السورة 16) :
"فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ (100) وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ (103) إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ لاَ يَهْدِيهِمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105)".
يُشكِّل هذا النّص موضوعا مُوَحَّدا : فهو بتركيزه على القرآن ذاته، على قراءته، وعلى تأليفه وعلى مصدره، فإنّه يميّز جليّا عن بقيّة القطع (الآيات) الأخرى التي أُلْصِقت بجواره في السورة. وهو يُعطي مثالا بصورة جدُّ كافية، على المستوى الاسلوبي، للملاحظات التي قمنا فيما سبق بخصوص مسالة معرفة من يُكلِّم من.
هناك موضوعان وقع جمعهما في هذا المقطع : موضوع التلاعب بالنصوص وموضوع الْمُعلِّم الاعجمي. هما مترابطان أحدهما للآخر شديد الإرتباط، ولكن يجدر بنا أن نحلّلهما على التوالي.
 
"وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ"
إنّ القيام بتعديلات للنصوص التي هي قيد الإصلاح، وتغييره أو تبديله بنصوص أخرى، كلّ هذا يشكّل جزءًا من كلّ نشاط يتعلّق بالتأليف. لكنّنا نحن هنا في القرنين السابع والثامن (م)، في إطار جَدل. وهذا الجدل يتناول نصوصا صاغها وجهر بها على الملأ المدافعون عنها على أنّها "كتاب الله". فالنشاط التأليفي يُقَدَّم إذن من طرف الخُصوم بمثابة تزوير.  ولذلك يجب علينا أن نقرأ على هذا الوجه الىية 101 من السورة 16 (النحل) التي قدّمناها آنفا : "وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ...، قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ".
ولكن ضمير "نحن" يُمثِّل مَن في "بَدَّلْنا"؟ على ما يبدو، ليس الله هو المتكلِّم، وذلك لأنّ الله تقع الإشارة إليه بعد هذا مباشرة بضمير الغائب : "وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ". فلو كان الله هو الذي يتكلّم بضمير "نحن" التفخيميّة، فلماذا لم يواصل حديثه قائلا : "ونحن أعلمُ بما نُنَزِّلُ"؟ إذن، يظهر أنّ "نحن" تمثِّل بالأحرى مُحرِّري النصوص.
المسألة الثانية تخصّ المعارضين : فمَنْ هؤلاء الـ "هُمْ" الذين يتَّهِمون مُحرِّري القرآن بتزوير النصوص؟ لا شيء يُوضِّح لنا ذلك.
 
غَيَّر، حَذَف، نَسِي
قد تغرينا محاولة البحث عن جواب لهذه المسألة الثانية في الأخبار التي تناقلتها المؤلَّفات الإسلاميّة : فعلا، إنّ موضوع تغيير أو حذف آية أو عدّة آيات يتردّد فيها بكثرة. فقد حُكِيَ مثلا، أنّه في زمان محمّد، وبعد معركة سقط فيها العديد من القتلى في صفوف جيشه، كان المؤمنون من حاشيته قد تعوّدوا على تلاوة «قُرْآنٍ» جاء على لسان هؤلاء الذين قُتلوا في المعركة وأنّ المؤمنين كانوا يتلونه في صلواتهم على الموتى :
"... أَنَّهُمْ قَرَءُوا بِهِمْ قُرْآنًا «أَلاَ بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا بِأَنَّا قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا‏».‏ ويُضيف أنس بن مالك، الْمُقرَّب من محمّد : "فَقَرَأْنا بِهِمْ قُرْآنًا زَمَانًا ثُمَّ رُفِعَ ذَلِكَ بَعْدُ‏".‏ غير أنّ أنس، الذي تُوُفّي بالبصرة بين 709 و 711 (م)، لا يُحدِّد في أيّ فترة ولا مَن هو الذي كان قد تولّى حذف هذا القرآن[208].
ليست هذه هي الحالة الوحيدة التي تحدِّثنا فيها الاخبار عن آيات حُذِفت، نُسِيَت أو أُنْسِيَت. الْمُهمّ عند الرُّواة أنّهم كانوا يُضيفون أنّ مبادرة الحذف أو الإنْساء "نُنْسِهَا" كانت تعود إلى الله : فهم يقولون أنّ النّاس، وحتّى النبيّ نفسه، كانوا لا يتذكّرون تلك الآية أو تلك السورة وذلك لأنّ الله كان قد نسخها. يوجد، بالفعل، آية قرآنيّة، الْمُتَكلِّم فيها غير مُعَرَّف، تقول : " مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" ]البقرة، 106[. وهذا ما سيقولونه لاحقا مُضيفين لرواية أنس بن مالك بأنّ القرآن الذي ذكَره نَسَخضه الله وأنزل مكانه على النّبي آية جديدة[209]. لِنُراهن بالأحرى أنّنا نتعاطى هنا مع نشاط تحريري عادي جدًّ وُضِع على حساب الله.
أمّا بخصوص "النِسْيان" الذي قيل أنّه لَحِق بمقاطع كاملة من السور، فإنّ عائشة، زوج النبيّ، كانت قد قالت : "كانت سورة الاحزاب تُقرَاُ في زمن النبيّ (ص) مائتَيْ آية، فلمّا كتب عثمان المصاحف لم نقدِر منها إلاّ ما هو الآن". كما رأينا أيضا أنّه "أُنْسِيَ" أبو موسى سُوَرًا بأكملها[210].
إلاّ أنّه تجدر الإشارة إلى أنّ الحذف والتبديل والنسيان للآيات والسور التي يوردها هذا النوع من الأخبار لا تُعطي، على العموم، مجالا لجدال ما. يبدو وكأنّ الرواة يقبلون بهذا النوع من النشاط التحريري طالما أنّ القرآن يؤكِّد أنّ الفاعل لذلك هو الله.
لهذا لا يُحسن بنا إذًا أن نُنزِّل جدلَ السورة 16 (النحل)، التي تشغَلنا، في هذه الجهة.
 
مسلمون جُدد؟
بعض الأخبار الواردة في كتاب الردّة والفتوح لسيف بن عمر تدعونا إلى النظر بالأحرى من جهة يهود ونصارى أمصار الغزو التي غنمها حديثا المدّ الإسلامي. فهؤلاء كانوا يقولون : "يَنْهونَنا عن التوراة والإنجيل"، أو "نحن أَعْلَم بحديث بني إسرائيل منكم". وقد ردّ عليهم عبد الله بن مسعود في خُطبة مشهودة قائلا : "... وعَلَيْكم بهذا القرآن فإنّ فيه خَبَرُ ما قبلَكم ونَبَأَ ما بعدَكم"، وذلك لأنّه "يهدي للّتي هي أَقْوَم وبَشِّر المؤمنين"[211]. إنّ نصّ سورة النحل يُمكنه جدًّا أن يكون انعكاسا لهذا النوع من الحالات. والإجابة على تهمة التحوير تُؤكِّد لنا ذلك :
الآية 102 : "قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ القُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ".
إنّ النصّ القرآني ينتحِل تعابير الْمُعارضين ويُعيد استعمالها ضدّهم. فعلا، إنّ العبارة التي هي من أصل عِبْري ثم صارت سريانيّة-آراميّة "روحُ القُدُس" « l’Esprit de Sainteté » معروفة في ثقافات أخرى. فهي جزء من اللّغة التي يستعملها الأدب المنحول اليهودي؛ فالنصوص التي وقع اكتشافها في قُمران تحتوي على عدّة شهادات على استعمالها وهي ترد فيها كلازِمَة. وهذه هي الطريقة الْمُستعمَلة عادة في الكتب المقدّسة المسيحيّة باللّغة السريانيّة-الآراميّة للإشارة لـ Le Saint Esprit. وقد تحوّلت هذه العبارة هنا إلى العربيّة في صيغة "الرّوح القدس". إنّ الطّابع الشّاذ نحويًّا ولُغويًّا لهذا التركيب العربي حيَّر أكثر من مرّة فقهاء اللّغة المسلمين الذين كانوا لا يعرفون كيف يشرحونها. في الحقيقة، هي نوع من النقل الحرفي للعبارة السريانية-الآرامية rûhô d-qûdshô. وهذه العبارة عندما تَرِد في أماكن أخرى من القرآن فإنّها تأتي في كلّ مرّة بخصوص يسوع ]عيسى بن مريم[[212].
ولا شكّ أيضا في أنّ استعمالها، في الجدل الذي يشغلنا هنا، مقرونة بعبارة "بُشْرى" لم يكن من قبيل الصدفة. بالفعل، العبارة السريانيّة الموازية لها bsûrâ هي الترجمة المُعتادة للكلمة الإغريقية , euvagelion « évangile » بالفرنسية[213]. والعبارة العربيّة "بُشْرى"، بالإضافة إلى معناها العام "الخبر السعيد" « bonne nouvelle »، فإنّها تظهر غالبا لكي تُشير للرّسالة القرآنيّة على أنّها euvagelion أي« Bonne Nouvelle » مُوجَّهة بصفة خاصّة "للْمُسلمين". وهذه هي الحال في النّص النص الذي يعنينا. فعوض التفكير، على غرار المفسِّرين المسلمين، في جدل مع الوثنيّين في مكّة، فإنّه يبدو بالأحرى أنّ الإتّهام الجدالي بتحريف الآيات الذي يتحدّث عنه النّص يمكن أن يوضَع في علاقة مع الخبر الذي ذكره سيف بن عمر.
 
"إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ"
الموضوع الثاني لآيات السورة 16 التي أوردنها أعلاه هو موضوع الْمُعلِّم الأعجمي. "إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ"، يقول الْمُعارضون؛ ولكنّ مُؤلِّف القرآن يُجيبهم بأنّ لسان الشخص الذين أَوْمَأُوا إليه "... أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا –أي الرسالة القرآنيّة - لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ".
 
أخبار تفسيريّة متضاربة
تحاول أسباب النزول[214] أن تحدِّد بأكثر دقّة اسم هذا الأعجمي الذي قد يكون هو موضوع الجدل. غير أنّ المرشَّحين الذين تقدمهم كثيرون. فالأمر يتعلّق عامّة بعبيد أو موالي من أصل أجنبي، يهود أو خاصّة نصارى كانوا يقرؤون التوراة والإنجيل والذين أصبحوا من صحابة النّبي عندما آمنوا به. فقد تُذكر مهنتهم، وارتباطهم بالعائلات العربيّة المجاورة (الموالي)، وتُذكر باختصار بعض النُتف من سيرة حياتهم. وبخصوص بعضهم، كان يُقال أنّ محمّد كان يتحدّث معهم. وبخصوص بعضهم الآخر، كلن يقال أنّ محمّد هو الذي كان يُعلِّمهم وليس العكس. فالروايات التي تحيط بهم هي روايات مختلفة. فقد تكون حسب المؤلَّفات التي ترد فيها وحسب الرّواة الذين تُنْقل عنهم متغايرة أو متضاربة؛ وأسماء وهُويّة مُخْبري محمّد تطرأ عليها تغييرات متعدّدة وبعضها يبدو جليّا أنّها اخْتُرعت للإيفاء بحاجيات التفسير بالرواية. إنّ اللّوحة الإجمالية التي تنتج عن ذلك يمكن أن يكون لها بعض الفائدة التاريخية على الأقلّ فيما يخصّ التوجّه الفكري للكُتّاب أو الرُّواة : بالنّسبة لهم، الأمر يتعلّق عامّة بنصراني وفي بعض المرّات بيهودي. كما يمكننا أن نفهم أيضا هذه الأخبار على أنّها تشكّل مجموعة من العلامات عن تَكوُّن أولى جماعة محمّد الذي قيل أنّه كان مُحاطا بأناس بسطاء من عبيد أو موالي[215].
 
فرضيّة أخرى : الراهب بحيرى – جرجيس Bahîrâ-Sergios
هناك فرضيّة أخرى يمكن تقديمها. فعلا، إنّ تحليل المقطع الطويل الذي ورد فيه ذكر الْمُعلِّم الأجنبي مدعاة للتّفكير بأنّ كتابته يمكن تحديد زمانها خلال الفترة التي تمّ طيلتها تأليف النصوص القرآنيّة تدريجيّا ووضِعت في أماكنها. ففي ذلك الحين كان المسلمون يواجهون، أكثر من أي وقت مضى، الجماعات الدينيّة المتواجدة في الأمصار المفتوحة والتي كانت كتاباتُهم تنافس كتاباتِهم.
بالفعل، إذا رجعنا إلى النّص المذكور أعلاه في مجمله، فإنّنا نرى أنّ الأمر يتعلّق بقرآن وقد تشكَّل مصحفه من معظم أجزائه : قبل قراءته يجب البدء بصيغة "أَعُوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" ]الآية 98[، وهي صيغة شعائرية تفترض أنّ عادات طقسيّة أصبحت سارية جدًّا. وهذه الصيغة، من ناحية أخرى، لا زالت مُستعملة إلى يومنا هذا. غير أنّ هذا المصحف لم يستقرّ تماما بعد، وذلك لأنّنا ما زلنا في مرحلةِ "وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ" ]الآية 101[. والإيماء إلى الْمُعلِّم الأعجمي يأتي في هذا الظرف.
غير أنّنا وتحديدا في تلك الفترة (بداية القرن الثامن م) نمتلك شواهد على كتابات جداليّة مسيحيّة تقدّم البراهين ضدّ المسلمين بخصوص مُعلِّمٍ من المفترض أن يكون هو الذي علَّم محمّد. الأمر يتعلّقن بالنسبة لهم، براهب زنديق يُدعى بحيرى (اسم سرياني) أو جرجيس (اسم إغريقي). وفي نفس الفترة تقريبا بدأت تروج عند المسلمين رواية حِجاجيّة تحكي أنّ بحيرى الراهب، في بُصْرى الشّام، كان قد تعرّف عند محمّد وهو بعْدُ غلام على خاتم النبوّة منقوش بين كَتِفيْه[216].
أخيرا، إنّ قمّة البَرهَنة التي يعارض بها النّص القرآني مسألة الْمُعلِّم الأجنبي تكْمُن في الطابع العربي البحت للقرآن الْمُوجَّه للّذين آمنوا. فهي تريد أن تُموضِع الكتابة المقدّسة الجديدة في وجه ما تُنافسه من الكتابات الأخرى : إنّه كتاب بلسان عربيّ وليس بلسان أعجميّ. فالّلسان الأعجمي قد يكون إذن السريانيّة أو الإغريقية. يوحنّا الدمشقي، الذي عمل في خدمة الأموّيّين بين سنتي 700 و 705، كان يتحدّث في "الزندقة رقم 100" عن راهب نسطوري دون أن يذكر اسمه. في حين أنّ راهب بَيْت حَالَه كان يُسمّيه "جرجيس بحيرى" جامعًا الإسمين لشخصيّة واحدة[217].
إنّ فرضيّة الراهب جرجيس-بحيرى باعتباره الموضوع الحقيقي للجدل، وذلك مهما كانت الحقيقة التاريخيّة التي يمكن أن تُخفيها، تبدو مُطابقة لنصّنا وسياقه العام أكثر من الرّوايات المتضاربة التي تحكيها أسباب النزول. فالرّاهب بحيرى هو شخصيّة رمزيّة. واستعماله في الجدل المسيحي مثل استعماله في الْحِجاج الإسلامي في بداية القرن الثامن (م) من شأنه أن يدعم الموضوع القرآني بخصوص الْمُعلِّم الأجنبي.
 
قرآن مُتشظّي
آخر مواضيع الجدل القرآني حول القرآن يخصّ التركيب العام للمصحف. فالنبيّ يشكو من أنّ الكافرين من قومه يهزؤون من القرآن لأنّه يفتقد إلى الوحدة.
"وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30) وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32) وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33) الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (34)". ]سورة الفرقان، الآيات 30-34[
 
نشاط تحريري
إنّه من الشّاذ أن يُعطي القرآن الكلمة صراحة للنّبي : "وقَالَ الرَّسُولُ" ]الآية 30[، في حين أنّ الله مبدئيًّا هو الْمُتكلِّم الوحيد. وهذا يظهر مرّة واحدة أخرى في المصحف "قَالَ" دون حتّى ذِكْر الفاعل لذلك ]21، 4-5[218][. هذا الحالة الأخيرة بدت لفقهاء اللّغة والمفسّرين كحالة شاذّة. فقد اقترح بعضهم أن نقرأ "قُلْ" عوضًا عن قَالَ" لأنّ الله عادة لا يُعطي الكلمة لنَبيِّه إلاّ بصيغة الأمر، وهو يُمْلي عليه ما يجب أن يقوله.
الصيغة "قال رسول الله"، في المجموعات الحديثيّة، تُستعمل عامّة كمدخَل لحديث يُنسَب لمحمّد. عندنا إذن في هذا المقطع القرآني أثَر لحديث وقع إدراجه في القرآن. وهذا بدون شكّ دليل على نشاط تحريري طَوْر الإنجاز في وقت لم يقع بعدُ، فيما كان يُنسب لـ "رسول الله"، التفريق القطعي بين ما هو "قرآن" وما هو "حديث".
 
إقحامان
إنّ النشاط التحريري يظهر جليّا أيضا فيما يمكن أن نعتبره إقحامات. وهذا هو الشأن في القَطْع الذي يحدث في خطاب الرسول عندما يُقاطِعه الله مُتكلِّمًا بضمير "نحن" التفخيميّة : "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ..." ]الآية 31[. وقد وضعنا الإقحام في الآيتين بخطّ أسود.
من ناحية أخرى، يبدو من الغريب انّ الله يؤكِّد في سياق كلامه أنّه هو نفسه "يُرَتِّلُ" القرآن، أي "يقرأه بطريقة شعائريّة" : "وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا" ]الآية 32[. ومع ذلك، فهذا هو معنى الفعل "رتَّلَ"[219]. يبدو، هنا أيضا، أنّنا أمام جملة مُقحَمَة.
في الواقع، لقد تبيّنا الصعوبة التي تنجرّ إذا ما كان من المفترض أنّ الله هو الْمُتكلِّم : فكرة أنّ الله يُرتِّل القرآن بطريقة شعائريّة هي فكرة غريبة بعض الشّيء. لذلك، بالنّسبة لبعض الْمُفسّرين، المتنبِّهين للسّياق، قد يكون المقصود بهذا أنّ الله يُذكِّر أنّه هو الذي أنزل القرآن "تدريجيّا ومُنجَّما" طيلة فترة نبوّة الرسول. وهذا قد يُجيب على الإعتراض الموجّه تحديدا بخصوص هذا الطابع الْمُتشظِّي للقرآن. إنّ اختلاف وارتباك الترجمات التي أُعطِيت لهذا المقطع يشيران مع ذلك إلى أنّ الصعوبة ما زالت قائمة. والتفسير الأكثر احتمالا هو أنّنا نتعاطى هنا أيضا مع إقحام : المحرِّرون هم الّذين يُعبّرون بذاتهم لكي يُثبِّتوا هم أننفسهم إيمانهم : "وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا".
إذا لم نأخذ بعين الإعتبار هذين الإقحامين فإنّ النّص يرد مُصاغًا من جديد في امتداد لحوار نجد فيه، على غير المعتاد، أنّ الْمُتكلِّميْن مُعرَّفان تماما : من جهة الرسول يخاطب الله : " يَا رَبِّ"، ومن جهة أخرى، الله وهو يُجيبه مُستعمِلاً "نحن" التفخيميّة : " لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ"، و "جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ". ولا ينقص الإطارَ السردي إلاّ جملةٌ وصليّة مثل : "وَأَجابَ الله". إنّ نصوص الكتاب المقدّس مليئة بمثل هذه الجُمل في الحوارات من هذا النوع[220].
 
جمع القرآن
يشكو الرسول إلى الله من أنّ "قومَه" يهجرون القرآن تحت تِعِلّة أنّه لم ينزل "جُمْلَةً" – مثل توراة موسى، كما سيشرح ذلك فيما بعد الْمُفسِّرون المسلمون.
إنّ أسباب الطابع المتشظّي الخاص بالقرآن تعود إلى تاريخ النّص الحالي كما سبق ووضّحناه باختصار في الفصل السابق : منذ البداية، حسب الأخبار حول "جمع القرآن"، ثمّ فيما بعد وعلى الأقل إلى غاية فترة عبد الملك، كان الأمر يتعلّق بتجميع مقاطع مختلفة وغير مترابطة وليس بجمع تأليف إجمالي. هذا، على كلّ حال، ما يظهر من المصحف كما هو موجود عندنا اليوم، وذلك حتّى وإن أمكننا وصف عناصر تلاحمه من حيث التعبير الأدبي، واتجّاهات التفكير العّامة، والمحتويات العقَديّة والتشريعيّة[221]. لذلك لن نعود لهذا الموضع هنا. ولكنّنا نستطيع، حتّى نُكمِل، أن نتساءل مرّة أخرى عن هُويّة هؤلاء الّذين كانوا، حسب الآيات المعروضة أعلاه، يعبّرون عن هجرهم للقرآن متأسّفون على أنّه لا يُشكِّل "جُمْلَةً وَاحِدَةً".
 
هُويَّة الْمُعتَرضين حسب الأخبار التفسيريّة
تشير إليهم الآيات 30-32 من النّص الذي نحن بصدده، على أنّهم كفّار من قوم الرسول. لكنّ الإشارة تبقى رغم ذلك عامّة جدًّا وإيحائيّة. فما معنى "قَوْمِي"، ومَن هم، في هذا القوم، "الَّذِينَ كَفَرُوا"؟
الجواب لا شكّ فيه بالنسبة للأخبار المتعلّقة بأسباب النزول[222] : بما أنّ المفسِّرين يضعون هذا النّص في إطار دعوة محمّد في مكّة قبل الهجرة، فإنّ "قَوْمِي" تعني، حسب رأيهم، قبيلة قريش المكّية، التي ينتمي إليها النبيّ. في حين أنّ "الَّذِينَ كَفَرُوا" من هذا القوم والّذين "قَالـ(وا)"، هم الوثنيّون، ويُشار إليهم أحيانا بأسمائهم : مثلا أبو جهل، عمّ النّبي ورمز أعدائه "مِنَ الْمُجْرِمِينَ" في مكّة.
يمكننا مع ذلك أن نطرح السؤال التالي بخصوص هذا التفسير : في سياق الفترة المكّية والنّبي في بدايات دعوته، كيف كان يمكن للوثنيّين أن يعارضوه بتعلّة أنّ القرآن، الذي لم يكتمل بعدُ، لم ينزل، مثل توراة موسى، دفعة واحدة؟ من جهة أخرى، إذا أخذنا بعين الإعتبار الطابع المتنافر للسّورة 25 (الفرقان)، أين يرد هذا الجدل، فلا شيء يؤكّد لنا أن الآيات 30-34 كانت تعود إلى ما اعتُبر أنّه فترة مكّية من نبوّة محمّد.
 
تفسير آخر؟
أليس بإمكاننا هنا من جديد طرح فرضيّة جَدلٍ دار في فترة متأخّرة أكثر؟ فعلا، الطريقة التي يعبّر بها النّص تفرض أنّ القرآن كان قد اكتمل : فالأمر يتعلّق بـ "هَذَا الْقرْآنَ"، "الْقُرْآنَ". ومع ذلك فإنّ النصوص التي يتألّف منها لا تقدّم نفسها كمجموع مُوحَّد، على غرار أو حسب "أنموذج" أُشير إليه في الآية 33؛ هذا الأنموذج هو بدون شكّ أنموذج توراة موسى، كما يقول المفسّرون؛ ويمكن لتحليل دقيق للنّص أن يؤكِّد ذلك[223]. فالسّياق هو إذن سياقُ تعارض بين أنموذجين متنافسين للكتابات المقدّسة.
من جهة أخرى، تؤكّد لنا الأخبار التاريخيّة المختلفة أنّ عبارة "كافر" كانت قد أُطلِقَت، في قرون الإسلام الأولى، على أصناف من المسلمين الذين كان خصومهم السياسيون أو العقائديون يريدون إقصاءهم. والمناسبات لذلك لم تكن قليلة في ظروف الحروب الأهليّة آن ذاك. فقد اعْتُبِر علِّي، صهر محمّد، كافرا من طرف الخوارج، أنصاره القدامى الذين عابوا عليه قبوله بالتحكيم بينه وبين خصومه الأمويّين. فالتكفير، المعروف جيّدا حتّى اليوم، قديم قِدَم أزمنة الإسلام الأولى بين المسلمين أنفسهم. فقد أعطى G.R. Hawting العديد من الأمثلة ليس فقط بخصوص تُهمة "الكفر" ولكن أيضا تهمة "الشِّرك"[224].
يمكننا إذن أن نفترض أنّنا، في النّص القرآني محلّ الإعتبار، أمام حديث نُسِب لاحقا للرّسول – "وَقَالَ الرَّسُولُ" – عن بعض "الكافرين من قومه" : هؤلاء يمكن أنهم قد كانوا عَرَبًا مُسلمين كانوا قد سمحوا لأنفسهم بوضع الطابع المتشظّي لـ "كتاب الله" موضع تساؤل قياسا بما كانوا قد عرفوه أو تعوّدوا على معرفته عن التوراة، الشيء الذي دفع بمُحَرِّر مُجادل أن يُطلق عليهم لقب "كافر" ويتوعّدهم بنار جهنّم.
فهما قلّبنا المسألة من كلّ جوانبها، فإنّنا نصطدم بحقيقة أنّه لا شيء في النّص نفسه يحدِّد الظروف التي دار فيها الجدل. لذلك وأخذًا بعين الإعتبار النشاط التحريري التي خضعت له النصوص القرآنيّة على الأقل إلى غاية نهاية القرن الاول للإسلام، فإنّ الفرضيّة المعروضة هنا هي فرضيّة مُحتمَلة بنفس الدرجة أو حتّى أكثر من الأخبار التفسيريّة التقليديّة. وهذا النوع من الفرضيّات يمكن أن ينطبق على نصوص أخرى. إذن، لا يجب إقصاؤها من النقاشات النقديّة حول القرآن.
 
خاتمة
في الفصل الرابع، وقع التعرّض لتاريخ القرآن أساسا من الخارج، انطلاقا من روايات متأخِّرة عموما وتخصّ مراحل كتابته وترتيبه في مصحف. ولكنّ هذه الروايات عن جمع القرآن تبقى عادة خارجة عن النصوص التي لا تتحدّث عنها إلاّ بصورة عامّة ودون تدعيم ما تقوله عنها بأمثلة من نصوص مُحدَّدَة. في الفصل الأخير، اعتمدتُ المنهج المعاكس. فقد انطلقت من نخبة من النصوص القرآنية، التي تعكس هي نفسها صدى نقاشات تتعلّق بها، لكي أتناول تاريخها ومحيطها الخاصّين بها. تحليل هذه النصوص قادني إلى صياغة بعض الفرضيات التي تهمّ تاريخها.
على أيّة حال، لا يكفي التفكير أو القول بأنّ القرآن، على غرار النصوص الدينيّة الأخرى، يجب أن يخضع لتحليل نقدي. قبل ذلك يجب أن نقيس درجة صعوبة الْمُهمَّة، وذلك بسبب الطبيعة الخاصّة جدًّا للنصوص القرآنيّة التي هي غالبا ما تعتمد على الحذف أو تكون إيحائيّة خالصة. والأخبار التفسيريّة التي يُرجَع إليها لإلقاء الضوء عليها لا يمكن أن تكون حاملة لمعلومات إلاّ من خلال التأويلات التي تقوم بها لهذه النصوص مُستخدِمة عبارة "يُعتَقَد". لذلك فإنّ القارئ المعاصر مُنقاد إلى اختيار "استراتيجيّة قراءة"، حسب تعبير  ،A. Rippinحتّى يحاول اكتشاف، بقدر ما أمكن، ما الذي يكوّن لُحْمة النصوص القرآنيّة، وما الذي يُحدِّد معناها، ويتمّ هذا مَقْطَعًا بمقْطَع.
غير أنّ القرآن في أكبر جزء منه هو كتاب مُعتَّم. يكفي أن نقرأ أقلّ واحد من التفاسير التقليديّة لكي نتبيّن ذلك. وهذا راجع قبل كلّ شيء لعدم استقرار الرّسم اللّغوي الْمُعتلّ الذي كُتبت به في البداية هذه النصوص. وعتامة القرآن تأتي أيضا من الصعوبات التي تقدّمها لغة عتيقة والتي كانت صعبة الْمِراس على القُرّاء والمفسّرين المسلمين منذ القرن التاسع (م) وما أبعد منه. أخيرا، بالنّسبة للنّصوص "الْمُلْتزِمة" داخل قرارات من نوع اجتماعي وشرعي أو في حالات صراع وجدل، فإنّ العتامة يمكن أن تكون ناتجة عن إرادة الْمُحرّرين على تجريد النصوص، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، من كلّ إطار تاريخي يُحدَّد بدقّة، وذلك بسبب الحروب الأهليّة، والإنشقاقات أو ببساطة الإختلافات التي شكّلت غالبا خلفيّة تأليف هذه النصوص. إذا كان قد أمكن الحديث لمدّة طويلة، في دوائر العلماء، ودون أن يُثير ذلك أحاسيس جسيمة، عن آيات غُيِّرت، وعُوِّضت أو حُذِفت، وحتّى عن سور بأكملها "نُسِيَت"، فإنّ كلّ هذا يبدو كمُؤشِّر جادٍّ في هذا الإتّجاه. هناك عدّة أسباب أخرى يمكن التذكير بها أيضا والتي يجب أن تكون موضوع بحث أكثر عُمقاً.
(انتهى الكتاب)


[208] البخاري، كتاب الجهاد والسير، 18 (IV, 43, n° 3064)؛ ابن سعد، الطبقات، II، 54 وهناك عدّة نسخ بخصوص هذه الحادثة؛ أنظر Nöldeke, GdQ, I, 246 sq.. (مزج دي بريمار هنا بين روايتيْ البخاري وابن سعد. فهاكم الرواية كاملة من عند البخاري : "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَسَهْلُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ ـ رضى الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ رِعْلٌ وَذَكْوَانُ وَعُصَيَّةُ وَبَنُو لِحْيَانَ، فَزَعَمُوا أَنَّهُمْ قَدْ أَسْلَمُوا، وَاسْتَمَدُّوهُ عَلَى قَوْمِهِمْ، فَأَمَدَّهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعِينَ مِنَ الأَنْصَارِ قَالَ أَنَسٌ كُنَّا نُسَمِّيهِمُ الْقُرَّاءَ، يَحْطِبُونَ بِالنَّهَارِ وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ، فَانْطَلَقُوا بِهِمْ حَتَّى بَلَغُوا بِئْرَ مَعُونَةَ غَدَرُوا بِهِمْ وَقَتَلُوهُمْ، فَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِي لِحْيَانَ‏.‏ قَالَ قَتَادَةُ وَحَدَّثَنَا أَنَسٌ أَنَّهُمْ قَرَءُوا بِهِمْ قُرْآنًا، أَلاَ بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا بِأَنَّا قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا‏.‏ ثُمَّ رُفِعَ ذَلِكَ بَعْدُ‏". ثمّ إحدى الروايات التي ذكرها ابن سعد في طبقاته : ‏"أَخبَرنا محمد بن عبد الله الأنْصاري، أَخْبَرنا سعيد بن عَرُوبَة عن قَتادَة عن أَنَس بن مالك : أنّ رِعْلاً وذَكْوان وعُصَيّة وبني لِحْيان أَتوا رسول الله (ص)، فاسْتَمَدّوه على قومهم فأمَدَّهم سبعين رَجلاً من الأنصار، وكانوا يُدْعون فينا القُرَّاء، انوا يحطبون بالنّهار ويُصلُّون باللّيل. فلمّا بلغوا بئر مَعونَة غَدَروا بهم فقتلوهم. فبلغ ذلك نبيّ الله (ص) فَقَنَتَ شهْرًا في صلاة الصّبح يدعو على رِعل وذكوان وعُصيّة وبني لحيان، قال : فَقَرأْنا بهم قرآنًا زمانًا ثمّ إنّ ذلك رُفع أو نُسِيَ : بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا أَنَّا لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا". ]المترجم[).
[209] سورة آل عمران، 169: "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"؛ بموازاة مع سورة البقرة، 154 : "وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ"؛ أنظر الطبري، تاريخ، I، 1447، طبعة بيروت، II، 83. (رواية الطبري تُضيف أنّ الله نسخ القرآن الذي نزل في قتلى بئر معونة وأنزل مكانه الآية 169 من سورة آل عمران. وممّا تجدر الإشارة إليه هنا حريّة تصرّف الرواة في نصّ هذا القرآن المنسوخ وكأنّه، بخروجه من المصحف، لم يعد قرآنًا وفقد قداسته باعتباره كان كلام الله. فحسب السيوطي، في الإتقان، القرآن كلّه سواء، الناسخ والمنسوخ : "قالوا : ولا يكون مثلَ القرآن وخيرًا منه إلاّ القرآن". بعض الأمثلة : "بَلّغوا عنّا قومنا"، "بلِّغوا عنّا إخواننا" يذكر الطبري في نفس الصّفحة ويورد في تفسيره، "بَلِّغوا قوْمَنا عنّا"؛ "فَرَضِي عنّا ورضينا عنه"، "فرضي عنّا وأرضانا" "أن قد لقينا ربّنا"، "أنّا لقينا ربّنا" ... إلخ ]المترجم[).
[210] أنظر، السيوطي، ، 72-73 (الفصل 47)؛ لا تشتمل سورة الاحزاب (33) الآن إلاّ على 73 آية. حول أبو موسى، أنظر الفصل الرابع من هذا الكتاب "في أصول القرآن".
[211] سيف بن عمر، الردّة والفتوح، ص 56-57 (رقم 57 و 58).
[212] البقرة "وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)"؛ "تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللَّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253)"؛ المائدة "إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ (110)"؛ Jeffery, Foreign, p. 232.
[213] Jeffery, Foreign, p.79-8 ; Schulthess, Lexicon, p. 28b e réf.
[214] أنظر أعلاه، ص 107-108 (من الطبعة الفرنسية).
[215] انظر الملف الكامل والفرضيات عند Gilliot, « Les ‘informateurs’ ». (جاء في تفسير القرطبي : قوله تعالى:  "وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنّهُمْ يَقُولُونَ إِنّمَا يُعَلّمُهُ بَشَرٌ لّسَانُ الّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيّ وَهَـَذَا لِسَانٌ عَرَبِيّ مّبِينٌ". قوله تعالى :  "وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنّهُمْ يَقُولُونَ إِنّمَا يُعَلّمُهُ بَشَرٌ" : اختلف في اسم هذا الذي قالوا إنما يعلِّمه، فقيل : هو غلام الفاكه بن المغيرة واسمه جبر، كان نصرانيا فأسلم؛ وكانوا إذا سمعوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - ما مضى وما هو آت مع أنه أمِّي لم يقرأ، قالوا : إنما يعلمه جبر وهو أعجمي. فقال الله تعالى : "لّسَانُ الّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيّ وَهَـَذَا لِسَانٌ عَرَبِيّ مّبِينٌ" : أي كيف يعلِّمه جبر وهو أعجمي هذا الكلام الذي لا يستطيع الإنس والجن أن يعارضوا منه سورة واحدة فما فوقها. وذكر النقاش أن مولى جبر كان يضربه ويقول له : أنت تعلِّم محمدا، فيقول : لا والله، بل هو يعلِّمني ويهديني. وقال ابن إسحاق : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغني - كثيرا ما يجلس عند المروة إلى غلام نصراني يقال له جبر، عبد بني الحضرمي، وكان يقرأ الكتب، فقال المشركون : والله ما يعلِّم محمدا ما يأتي به إلا جبر النصراني. وقال عكرمة : اسمه يعيش عبد لبني الحضرمي، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلقنه القرآن. ذكره الماوردي. وذكر الثعلبي عن عكرمة وقتادة أنه غلام لبني المغيرة اسمه يعيش، وكان يقرأ الكتب الأعجمية، فقالت قريش : إنما يعلمه بشر، فنزلت. المهدوي عن عكرمة : هو غلام لبني عامر بن لؤي، واسمه يعيش. وقال عبد الله بن مسلم الحضرمي : كان لنا غلامان نصرانيان من أهل عين التمر، اسم أحدهما يسار واسم الآخر جبر. كذا ذكر الماوردي والقشيري والثعلبي. إلا أن الثعلبي قال : يقال لأحدهما نبت ويكنى أبا فكيهة، والآخر جبر، وكانا صيقلين يعملان السيوف، وكانا يقرآن كتابا لهم. الثعلبي : يقرآن التوراة والإنجيل. الماوردي والمهدوي : التوراة. فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمر بهما ويسمع قراءتهما، وكان المشركون يقولون : يتعلم منهما، فأنزل الله هذه الآية وأكذبهم. وقيل : عنوا سلمان الفارسي- رضي الله عنه - قاله الضحاك. وقيل : نصرانيا بمكة اسمه بلعام، وكان غلاما يقرأ التوراة، قاله ابن عباس. وقال القتبي : كان بمكة رجل نصراني يقال له أبو ميسرة يتكلم بالرومية، فربما قعد إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال الكفار : إنما يتعلم محمد منه، فنزلت. وفي رواية أنه عداس غلام عتبة بن ربيعة. وقيل : عابس غلام حويطب بن عبد العزى ويسار أبو فكيهة مولى ابن الحضرمي، وكانا قد أسلما. والله أعلم. قلت : والكل محتمل. فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - ربما جلس إليهم في أوقات مختلفة ليعلِّمهم مما علَّمه الله، وكان ذلك بمكة. وقال النحاس : وهذه الأقوال ليست بمتناقضة، لأنه يجوز أن يكونوا أومأوا إلى هؤلاء جميعا، وزعموا أنهم يعلمونه". وكلّ هذا غيض من فيض ]المترجم[).
[216] جاء في سيرة ابن هشام "فلما رآه بحيرى جعل يلحظه لحظا شديدا وينظر إلى أشياء من جسده، قد كان يجدها عنده من صفته، حتى إذا فرغ القوم من طعامهم وتفرقوا، قام إليه بحيرى، فقال له ‏‏‏:‏‏‏ يا غلام، أسألك بحق اللات والعزى إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه؛ وإنما قال له بحيرى ذلك، لأنه سمع قومه يحلفون بهما.‏‏‏ فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ‏‏‏:‏‏‏ لا تسألني باللات والعزى شيئا، فوالله ما أبغضت شيئا قط بغضهما؛ فقال له بحيرى ‏‏‏:‏‏‏ فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه؛ فقال له ‏‏‏:‏‏‏ سلني عما بدا لك‏‏‏.‏‏‏ فجعل يسأله عن أشياء من حاله في نومه وهيئته وأموره؛ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره، فيوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته، ثم نظر إلى ظهره، فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده‏‏‏.‏‏‏ قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ وكان مثل أثر المحجم‏‏‏. (....) ‏‏قال ابن إسحاق ‏‏‏:‏‏‏ فلما فرغ، أقبل على عمه أبي طالب، فقال له ‏‏‏:‏‏‏ ما هذا الغلام منك ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ ابني.‏‏‏ قال له بحيرى ‏‏‏:‏‏‏ ما هو بابنك، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ فإنه ابن أخي؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ فما فعل أبوه ‏‏‏؟‏‏‏ قال ‏‏‏:‏‏‏ مات وأمه حبلى به؛ قال ‏‏‏:‏‏‏ صدقت، فارجع بابن أخيك إلى بلده، واحذر عليه يهود، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم، فأسرع به إلى بلاده.‏‏‏" ]المترجم[
213; Hoyland, Seening, p. 472 [217] Jean damascène, Ecrits sur l’Islam, p. 210؛ الطبري، تاريخ، ، 1123-4، رواية عن ابن إسحاق وعبد الله بن ابي بكر.
[218] سورة الأنبياء : "قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (4) بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (5) ]المترجم[
[219] في سورة الْمُزمّل : "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4)" ترد نفس العبارة بنفس المعنى ولكن في صيغة أمْرٍ مُوجَّه لشخص يُصلّي.
[220] أنظر مثلا الحوارات الشهيرة بين ابراهيم والرّب ]تكوين، 18، 20-32[ وبين موسى والرّب ]خروج، 33، 18-21[. أمّا المؤلِّفون القرآنيون فإنّهم كانوا مُنخرطين في منطِق تحريري آخر مغاير تماما.
[221] أنظر الفصل الثاني من هذا الكتاب.
[222] أنظر أعلاه الفصل الخامس "أسباب النزول".
[223] كلمة "تفسير" من جذر ف س ر، التي ترد في الآية 33 "وَأَحْسَنَ تَفْسِيرَا" والتي هي صيغة نادرة، هي لفظ مستعار من العبريّة Pesher، وربّما عن طريق الآراميّة. Le pesher هي عبارة تقنيّة تشير إلى تفسير نصوص الكتاب المقدّس.
[224] Hawting, The Idea, p. 78 sq.



#ناصر_بن_رجب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أصول القرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (8)
- في أصول القرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (7)
- في أصول القرآن :مسائل الأمس ومقاربات اليوم (6)
- في أصول القرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (5)
- في أصول القرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (4)
- في أصول القرآن (3) مسائل الأمس ومقاربات اليوم
- في أصول القرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (2)
- في أصول القرآن، مسائل الأمس ومقاربات اليوم
- قراءات أفقية في السيرة النبوية


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناصر بن رجب - في أصول القرآن : مسائل الأمس ومقاربات اليوم (9)