أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - حفيد أم وريثا















المزيد.....

حفيد أم وريثا


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3831 - 2012 / 8 / 26 - 21:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حفيد أم وريثا
كتب مروان صباح / اكتملت دورة التاريخ من أقصى الاشتراكية الحديثة إلى الإسلام السياسي المتجدد مروراً بمحطات مختلفة لم تكن يوماً ما معبدة بالورود بل اتسمت بالوعرة رغم خلفية كيلاهما المتقاربة التى انطلقتا من ذات المعاناة والهم الواحد التى اسس لها بعض التنويريين والمفكرين في تلك الحقبة حيث رأت مبكراً بأن لابد من اعادة الحكم للشعب كي يقرر من يدير شؤونه وترتيب أوضاعه التى وصلت إلى ما يفوق الحد الانهيار بسبب عوامل كثيرة اهمها الاستعمار المتحالف مع فئة قلة باتت أداء بيده لا حول ولا قوة لها غير أن تقدم الولاء والطاعة حتى لو كانت على حساب تقدم وازدهار الأمة التى تعاني من الآلام عدة وأصابها التصلب والكسل في مجمل مجالات الحياة وعلى رأسها القضاء الذي مهد بدوره لبعض الطامعين من الاستيلاء على أغلب الأراضي وتحويلها إلى مزارع خاصة جعلت من الأغلبية الصامتة المسلوبة الإرادة وتتحول إلى عبيد تخدم بقوتها المغموس بالذل لا شيء اخر .
لم تتكشف الخلافات بشكلها الجذري قبل الإطاحة بالملكية المصرية بين ما بات يسمى بالخوذة والعمامة إلا بعد ما استطاعوا ضباط الأحرار التمكن من الحكم تماماً ليسدل الستار عن ما كان يتوارى خلفها من تباين في وجهات النظر والأسلوب المراد للحكم وبرغم من انتقال البلد في عصر عبد الناصر إلى الحداثة التى استطاعت وبفترة قصيرة اجتياز الصعاب بكل ما تحمله الكلمة من معنى حيث انتشلت الناس من القاع إلى عتبة التقدم والتطور ، إن كان على الصعيد التعليمي المجاني أو توزيع الأراضي بتساوي على الفلاحين بالإضافة إلى المشاريع القومية التى اعادت هيبة جغرافية مصر في العالم ، مما جعل الوضع أصعب لدى الاخوان المسلمون وأصبح التنافس أعقد أمام زخم انجازات الرجل وانعكاسها الإيجابي على رضى الشعب وباتت تتعمق في كل يوم العلاقة أكثر بأن الجمهورية الاولى تعمل على تحقيق الحلم إلى واقع ، لهذا لم تأتي هذه الطاقات التى تمتعت بها المؤسس العسكرية من فراغ أو بالصدفة عبر العشرين سنة من الحكم دون أن يؤسس لها في مرحلة سابقة من الوعي الذي ترسخ في الوجدان وانتظر الفرصة التى تتيح له اعادة انتاج بناء ما تم تدميره على الصعيدين الإنساني والمؤسسي بمقاييس تليق بالإنسان ، لكن في الحقيقة رغم الوقت والجهد الذي بذلهما عبد الناصر في توفير الإمكانيات لإيجاد موطأ قدم لإحياء القومية العربية وتوحيد جغرافيتها أو على الأقل تفعيلها في اطار تنشط فيه العناصر الاقتصادية وغيرها إلا أنها جميع المحاولات بهذا الاتجاه بات بالفشل رغم ان الرجل كان يطرق بوابة المستحيل بل جاءت عكسية تماماً لما كان يرغب ولذلك اسباب عدة وأهمها حلقة التآمر التى لم تنتهي اطلاقاً .
لقد ادرك الأخوان المسلمون بأن الخصم ثقيل ليس لقمة سهلة لكن المسالة لم ترتهن بعصر معين بل هي ديمومة غير منقطعة لمحاولات مستمرة لا تعرف الكسل والإستكانة ، لهذا أخذوا منحة اخرى في التعامل مع الواقع بعد ارتطامهم بحائط الإخفاقات المتعاقبة ولبعض التفلتات الغير مدروسة التى انعكست سلباً على تأثيرهم بالميدان ، فبدؤوا من حيث لم يستطيع النظام توفير وجوده واتضح أن هناك اماكن اخرى ليست بحسبة النظام ويشملها التقصير مما ادى بهم ان يتحركوا بشكل سريع دون ان يلفتوا الانتباه ، فكان لهم التفرد والامتياز في بناء اجيال داخل المساجد والمدارس بالإضافة للتنافس القائم في الجامعات والمعاهد ، رغم حدية المرحلة التى وصفة بالقمعية لكن الأخوان استطاعوا أنتاج مجموعات أكملت المشوار وأثبتت تفوق في المجال التعليم العالي الاكاديمي كامتداد للأفغاني وعبدُ ورضى والكواكبي الذين لعبوا دوراً هاماً في تأسيس الشكل العام والنخبة في الحياة المصرية وزرعوا النواة الاساسية للفكر العربي الإسلامي ودعوا للخروج من التخلف والالتحاق بالحداثة والتطور بشروط عربية ، لكن كان هناك يقين مصحوب بعمل بات يتوسع بشكل يعطي زخم الاعتراف من القاعدة الجماهيرية هو ان عبد الناصر سيذهب يوماً ما لا محالة ولإدراكهم بأن الرجل لم يؤسس لديمقراطية أو الشورى لهذا راهنوا بأن القادم ناقص وأعرج فكان للسادات ومبارك أن يؤسسا الجمهورية الثانية التى اتسعت الفجوة في عهدهما بفضل توغل الفساد وتغيب المحاسبة وعلى الأخص مرحلة مبارك التى شبهة بالفراغ مما اتاح للإخوان المسلمون التحرك والعمل من خلال بناء جسور التواصل في كل مربع تراجعت حضور الدولة كالتعليم والصحة والخدمات العامة وخصوصاً في تلك المناطق النائية والعشوائيات التى تحولت إلى تعبئة عامة وكرس حضورها الدائم كبديل أقدر في حكم البلاد .
ليس سراً بأن الأغلبية الساحقة من المصريين تعتبر أن الاسلام شرط اساسي ومصدر وحيد للحياة اليومية وإن كانوا حريصون مع استيعاب الآخرين دون التورط في استشعارهم بأنه غير مقبولين ، لهذا لم يكونوا أفراد وقيادات الجيش مستمتعين للنهج والسلوك لرأس الهرم ومن يلتف حوله من فئات طفيليين صادروا الحياة العامة وانتهكوها من خلال ممارسات بغيظه أدت انعكاسها السلبي على مزاج المؤسستين العسكرية والأمنية لكنها بقت تلعب دور الصامت طيلة الوقت السابق معتقدةً بأن تراتبية والالتزام شيء مقدس في الجيش المصري مما دفع بتعجيل الانهيار للطبقة الوسطى بسبب تفاقم النهب المال العام ومن الناحية الاخرى تعاظم الشعور بالفراغ لمكانة الجيش لتراجع موقع مصر التاريخي على الصعيد السياسي حيث عرفت حقبة مبارك بأنها خالية تماماً من أي تفاعل باستثناء التبعية الكاملة لواشنطن وتل أبيب ، فزاد من الشعور بالإهانة لدي العسكر بسبب خنوع القيادة السياسية بعد ما كانت تفتخر بأنها رأس حرب لمن تسوّل نفسه بالعبث في الأمن القومي العربي .
يبدو أننا في زمن دفع الاستحقاقات المتأخرة التى جاء وقتها وبالكامل اما عملية كبرى تجري بهدوء فيها الأكثرية مشغولة بالتكاثر والإشباع الكاذب للغرائز ليس لها أدنى علاقة بما يجري غير اللهم العوم على سطح الأوهام مقابل فئة اعتقدت جازماً أن لديها رصيد وارتباط مع القوى العظمى لا يمكن التخلي عنها مهما تعاظم السبب لكنهم ها همّ عادوا من منتصف الطريق وانقلبوا بكل سهولة على ما انجزته المراحل السابقة من مصالح مشتركة ، حيث اتضح بأن الأمريكي لا يعترف بالضعيف ولا الغريق وليس معني بإضاعة الوقت كي يرمي عصا انقاذ لمن كان في سفينته بل تعامل في ذروة التغيير ببراغماتية خالية من أي رحمة الذي اعطاها الدافع بشكل سريع أن تنتقل بمرونة وخفة سياسية من مربع إلى آخر دون الأكتراث لمن يزرف الدموع على اطلال المفقود ، وما سيلقون من مصير غامض وتماشت مع المزاج الشعبي الذي جاء بالإخوان والسلفيين إلى كرسي الحكم وباتت خلية ضغط لرحيل القيادات العسكرية وتسليم زمام القيادة بشكل سلمي ودون تلكؤ رافضةً جميع العصي الغليظة التى وضعة في دواليب الرئيس مرسي ، في الحقيقة لم يأتي هذا التناغم الأمريكي الأخواني دون تفاهمات سابقة مبني على إستراتيجيا واضحة المعالم رغم معرفة ويقين الولايات المتحدة بأن تاريخ الأخوان لا يقبل بمقايضة التماسيح والطيور التى تنظف لها اسنانها لمعرفتهم الآخرين بأن لا توجد ايضاً بوليصة تأمين لعدم اطباق فمها عندما تأزف الآزفة وتعي جيداً بأن التنظيم تعرض إلى ضغوط دولية ومحلية خلال الثمانيين عام من اضطهاد ونكبات وقمع بأشكاله المتعددة لكنه استطاع في كل مرة ان يخرج من جديد ويستمر رغم اصاباته المختلفة من انشقاقات تحملَّ نتائج ممارسات المنشقين عنه ، ما يفسر أن ليس من السهل استيعابه للحد التفكيك والتماهي كما يعتقد البعض ولم تجري العادة بأن الولايات المتحدة تركت كيانات تعرف انها تحمل من المخططات النهضاوية ما تحمل وترغب بإعادة بناء المجتمعات بمقياس معادي للغرب وإسرائيل التى يراهن الأخوان من خلالها أن تكرس حكمها لفترة أطول .
لم يعد ينفع الالتصاق في أبار التى حفرها الأجداد لأن ما يتمتع به الشعب من وعي وتربص يصعب لأي احد أن يتحايل أو يتباطأ أو يحيد عن الطريق فأمام الأخوان المسلمون نمطين ، أما يكونوا ورثة النظام المخلوع والسير على دربه بأقنعة جديدة وأما يضيفوا لما اسس في التاريخ من حضارة ويكونوا الأقرب إلى الفهم الحفيد من مجرد الوريث .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسكع من نوع آخر
- اجراس تكفي لأن تثقب طبلة الأذن
- تحالف المشوهين
- بين قسوة العربي على توأمه والعدو
- فحم يتحول إلى ماس يتلألأ
- أهي البداية أم قراءة الفاتحة
- التحرر من عُقد النقص والتورط بالتقليد
- صفحات بلا فصول
- ظل وظلال
- الشعب يريد نصرك يا الله
- باحثون عن حفرة ينامون بها إلى الأبد
- يحتاج المرء إلى ثلاثة اضعاف عمره كي ينجز بعض احلامه
- المعرفة المجزوءة
- اتباع الطاغية لا دولة بنوا ولا حرية سمحوا
- عجلات لن ترحم
- أجمل ما في الحياة أن يدافع المرء عن نفسه
- نقدم العزاء لروح ستيفن جوبز
- الموت السريري والنبض الكاذب
- عناق تحت الأرض
- قد يكون المحذوف هي الحقيقة ذاتها


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - حفيد أم وريثا