أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل اندراوس - دروس الحرب العالمية الثانية والعهد الامبريالي الأمريكي المعاصر















المزيد.....

دروس الحرب العالمية الثانية والعهد الامبريالي الأمريكي المعاصر


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 3831 - 2012 / 8 / 26 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أكثر من 65 سنة انصرمت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وتوتر الوضع الدولي في الفترة الأخيرة عالميًا وفي منطقة الشرق الأوسط يفرض علينا طرح السؤال من المذنب من المسؤول عن نشوب الحرب العالمية الثانية، ومن المسؤول عن الحروب المحلية عامة وفي منطقة الشرق الأوسط خاصة، التي حدثت بعد انتهاء تلك الحرب؟ وأي درس يجب استخلاصه من تلك الحرب العالمية، ومن الحروب المحلية التي حدثت بعد ذلك؟ ومن المسؤول عن إعادة الاعتبار للنازية وللفاشية ولكلّ الإيديولوجيات العنصرية في عصرنا الراهن، مثل صراع الحضارات، "وفلسفة" نهاية التاريخ، والفكر العنصري الصهيوني "والصهيونية المسيحية"، وسياسات الحروب "الوقائية" أو "الاستباقية"، كما يحدث الآن من إعلام وسياسات واستراتيجيات التهديد بالحرب ضد إيران، من قبل أمريكا وإسرائيل، ومؤامرات تمزيق سوريا إلى مناطق وأقاليم على أساس عرقي ديني، بحجة المطالبة بتغيير النظام القائم والإعلان بشكل صريح وواضح من قبل بعض رجالات لا بل أقزام المعارضة السورية العميلة في الغرب عن الخطط بأنّه بعد الانتهاء من تغيير النظام السوري ستكون إيران الهدف الثاني وبعد ذلك روسيا.
وحيث تحول دعم الايدولوجيا الصهيونية في الغرب وخاصة أمريكا إلى رسالة إلهية، حيث رفعت خلال مظاهرات جرت في أمريكا ضد انضمام الدولة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة، شعارات تقول "بأن المسيح يُحب إسرائيل" وغيرها من إفرازات وتقييحات الامبريالية في فترات أزماتها المختلفة.
وآخر إفرازات وتقييحات الفكر العنصري الديني الصهيوني ما قام به احد أعضاء الكنيست، من تمزيق الإنجيل، أمام أنظار أعضاء هذا البرلمان الذي أصبح من أكثر برلمانات العالم عنصرية وفاشية.
الأوساط الامبريالية في الغرب وخاصة في أمريكا وألمانيا ترفض بامتعاض التذكير بدروس الحرب العالمية الثانية، والحروب المحلية التي تقوم بها الامبريالية العالمية من فيتنام إلى أفغانستان والعراق والحروب التي تقوم بها إسرائيل الدولة العدوانية في منطقة الشرق الأوسط. فكل حروب إسرائيل ضد الشعوب العربية وضد الشعب الفلسطيني بما في ذلك الاستيطان السرطاني في الضفة الغربية المحتلة، لم يكن باستطاعتها - أي إسرائيل - القيام بها دون دعم أمريكي امبريالي عالمي.
وفي الفترة الأخيرة هناك دراسات ومطبوعات وبرامج تلفزيونية تحاول إعادة الاعتبار إلى النازية وتبرير جرائمها. والتغاضي عن انبعاث الأفكار العدوانية العسكرية وتشجيع الحروب الاستباقية، وآخر مثل على ذلك تلويح أمريكا وإسرائيل القيام بحرب استباقية ضد إيران، مما سيؤدي إلى اشتعال كل منطقة الشرق الأوسط.

ايديولوجيات الهيمنة والسيطرة

وما يجري في سوريا من تدخل قوى الامبريالية والرجعية العربية في المنطقة، وإسرائيل الصهيونية، هذا الثالوث الدنس، هو امتداد وممارسة على ارض الواقع لإيديولوجيات الهيمنة والسيطرة الامبريالية العالمية على منطقة الشرق الأوسط وتحويل دولها إلى أقاليم ودويلات على أساس عرقي، ديني وفئوي.
نحن نؤيد وندعم مطالب الشعب السوري من اجل إقامة نظام ديمقراطي شعبي، تعددي يحمي مصالح سوريا الشعب والوطن لكي تستمر سوريا بالقيام بدورها الوطني المعادي للهيمنة الأمريكية الإسرائيلية، من خلال نظام ديمقراطي تعددي يحمي حرية الفرد، تتفاعل وتتعاضد سياسته الداخلية الوطنية مع سياسته الخارجية المعادية للامبريالية وهذا هو مفتاح النجاح وصمام الأمان لمستقبل سوريا الشعب والوطن.
وعل كل القوى التقدمية في المنطقة والعالم، العمل ضد تحول سوريا إلى دولة يسيطر عليها الفكر السلفي الرجعي الفئوي الديني الذي سيؤدي إلى تمزيق الشعب السوري، وتحويل سوريا إلى مستنقع يخدم الامبريالية العالمية عالميًا والهيمنة الإسرائيلية في المنطقة، ما سيؤدي إلى تأجيل لا بل ضياع الحل العادل للقضية الفلسطينية.
نحن مع تخلص الشعب السوري من أي استبداد أو إلغاء لحرية الفرد وتخلص الشعب السوري من الفساد الإداري والمالي وهيمنة البرجوازية الكومبرادورية الوسيطة السورية الفاسدة، ولكن في نفس الوقت ضد وقوع سوريا وتحويلها إلى مستنقع آخر في منطقة الشرق الأوسط يخدم الثالوث الدنس الامبريالي الصهيوني الرجعي العربي في المنطقة لا بل وفي العالم اجمع، وبرأي من هذا المنطلق يُقدّر كاتب هذه السطور الدور الايجابي الذي تقوم به روسيا في سوريا، وأيضًا في فلسطين حيث تم في الفترة الأخيرة افتتاح المركز الثقافي الروسي الثاني في فلسطين في مدينة بيت لحم بحضور رئيس روسيا بوتين والرئيس الفلسطيني محمود عباس حيث شدد بوتين في كلمته على العلاقة التاريخية بين الشعب الروسي والشعب الفلسطيني ودعم روسيا لفلسطين وحريتها. وقد حضر حفل الافتتاح العشرات من ممثلي السلطة الوطنية وشخصيات فلسطينية، وكذلك حضر هذا الافتتاح كاتب هذه السطور حيث كان لي حديث مع المستشار الثقافي للرئيس بوتين الذي أكد في حديثه على أهمية تدعيم العلاقات الثقافية بين الشعب الروسي والشعب "الأخ" الفلسطيني كما قال المستشار الثقافي للرئيس بوتين. وأجبته بأن فلسطين هي التي ولدتنا وهي الأم ولكن انظر إلى روسيا كالأم الأخرى المرضعة التي فتحت المجال لآلاف الطلاب لنيل العلم والثقافة في جامعاتها وهذه العلاقة بين كلا الشعبين لا بد وان تعطي نتائجها الايجابية على المستوى الاجتماعي والثقافي والسياسي. ونحن مع مستقبل ديمقراطي مشرق للشعوب الشرق الاوسط قاطبتا.

العدوانية المتكررة

منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ظهرت قوى امبريالية غربية معربة عن أسفها "لمعاملة" ألمانيا النازية بالصرامة "الزائدة" وهذا الموقف يتبناه اليمين السياسي في كل دول الغرب. وما يجري من تساهل وتسامح تجاه ممارسات إسرائيل العدوانية في المنطقة، ودعم أمريكا لحصار غزة البربري، والدعم الأمريكي الرسمي لإسرائيل من قبل كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ومن قبل الحركات الصهيونية المهيمنة على الكونغرس الأمريكي مثل منظمة ايباك، والحركات الصهيونية المسيحية، مثل الافنغاليين العنصريين وتصريحات المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل حول التفوّق الحضاري لإسرائيل على الشعب الفلسطيني كسبب لنجاح إسرائيل الاقتصادي بالمقارنة مع الشعب الفلسطيني بدون أن يرى الأسباب الموضوعية لذلك وهو الاحتلال المستمر والقتل والتشريد والجدار العازل والحواجز التي تؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي الفلسطيني والتي تلغي حرية الشعب الفلسطيني، لهي قمة الوقاحة والعنصرية والشوفينية لا بل هذه التصريحات تتماثل مع الفكر النازي الفاشي الذي تبنى مفاهيم الشعب الارقى كما تتماثل الصهيونية مع النازية برفعها شعار الشعب المختار بالنسبة للشعب اليهودي. إنَّ المساعدة التي يقدمها الاحتكاريون والشركات العابرة للقارات والرأسمال العسكري والسياسيون من كلا الحزبين الديمقراطي أو الجمهوري في الولايات المتحدة، وما تقوم به أمريكا من نشر صواريخ أمريكية في أوروبا وكذلك في منطقة آسيا الوسطى، ودعم سياسات إسرائيل العدوانية لهي اكبر دليل بأن الامبريالية العالمية والصهيونية لم تستفيدا من دروس الحرب العالمية الثانية ومن الحروب المحلية العدوانية المتكررة التي خاضتها إسرائيل ضد شعوب المنطقة خلال السنوات بعد إقامة دولة إسرائيل كقاعدة أمامية للامبريالية العالمية.
وهنا يحضرني نقاش دار بين كاتب هذه السطور وبين حفيد غروميكو خلال مؤتمر حوار الحضارات الذي عقد عام 2008 في جزيرة رودوس حيث قال "أن كانت هناك توقعات لدى بعض الأوساط السياسية في الاتحاد السوفييتي عام 1948 بأن تكون إسرائيل دولة مناهضة للامبريالية البريطانية"، فأجبته هل يعقل بان تقوم دولة على أساس رجعي عنصري صهيوني، حركة قامت من اجل خدمة الامبريالية العالمية وأن تقوم بدور مناهض للامبريالية العالمية.
ولكن طبعًا هناك حقائق تاريخية أخرى حول تلك الفترة أي فترة ما قبل قيام دولة إسرائيل والاعتراف بها، لا ارغب بالتطرق لها في هذا المقال. سأتطرق إلى ذلك في مقالات أخرى.
الرعاية العسكرية في الغرب الامبريالي والحروب المحلية، وإرهاب الدولة الرسمي الممارس من قبل أمريكا وإسرائيل وآخر تأكيد على ذلك قتل المبحوح ومغنية والتهديد بالحرب الاستباقية ضد ايران تشكل خطرًا كبيرًا على السلام العالمي وهناك في الغرب الامبريالي العديد من المواقف المغرقة في الرجعية والتي تحاول إلقاء الذنب على الاتحاد السوفييتي وعلى الشيوعية مثل ما يجري الآن في الغرب الامبريالي، تصوير إسرائيل كدولة مهددة تدافع عن وجودها، ولكن ممارسة إسرائيل أضخم قاعدة أمامية عسكرية خارج الولايات المتحدة تخدم مصالح الامبريالية العالمية معرضة للخطر، ليس فقط مستقبل المنطقة والشعوب العربية لا بل أيضًا مستقبل الشعب الإسرائيلي، وهذا الطرح وهذا الاتجاه في علم التاريخ الغربي المعاصر وخاصة الأمريكي، الألماني، الإسرائيلي المعاصر يهدف إلى تشويه التاريخ لمصلحة السياسة الامبريالية العالمية، ومن اجل إعادة الاعتبار للإيديولوجيات اليمينية الشوفينية العنصرية بما في ذلك الصهيونية والفاشية من اجل خدمة الرأس مال العالمي وخاصة رأس مال الصناعة العسكرية بما في ذلك صناعة السلاح الكيماوي والذري والبيولوجي، سلاح الإبادة الجماعية والذي يُطلق عليه في إسرائيل سلاح "يوم الحساب" فإسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تمتلك السلاح الذري في منطقة الشرق الأوسط، والحل الوحيد لمنع سباق التسلح الذري في المنطقة، إعلان إسرائيل عن تخليها عن برامجها النووية وحين ذلك تستطيع دول العالم أن تطالب إيران وغير إيران بالتوقف وإلغاء برنامجها النووي وهذا هو الحل والمخرج الوحيد لمنع حرب شاملة في المنطقة وليس التلويح المتكرر من قبل إسرائيل وأمريكا بالقيام بحرب استباقية في المنطقة سيدفع ثمنها كل شعوب المنطقة أن لم يكن العالم بأجمعه.

"سياسات الرحاب الكبيرة"

في تشرين الأول عام 1943 قال هملر: "نحو نهاية الحرب الحالية حين تضنى روسيا أو تُزال في آخر المطاف، وحين لا يبقى بمقدور انجلترا وأمريكا أن تتحملا الحرب، ستنبثق بالنسبة لنا مهمة بناء إمبراطورية عالمية. إن مغزى الحرب يكمن في تأسيس إمبراطورية ألمانية عالمية".
ولذلك نقول بأن الحرب العالمية الثانية لم تكن "قضية غير مرغوب فيها" بالنسبة لألمانيا الفاشية بل بالعكس كانت جزء من حساباتها. وقد سبق أن صاغ هتلر في كتابه "كفاحي" سياسة الامبريالية الألمانية في ذلك الوقت حيث أعلن بأن النازية ترفض تغيير الحدود وتطبق "سياسات الرحاب الكبيرة".
وما يجري في السنوات الأخيرة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي من حروب محلية تقوم بها الامبريالية الأمريكية ما هو إلا تعبير آخر عن "السياسات الرحاب الكبيرة" تخطط لها الامبريالية الأمريكية والغرب الامبريالي عالميًا والصهيونية العنصرية الشوفينية الميتوسية، التي ترى بالأراضي الفلسطينية المحتلة أراضي محررة من اجل خلق رحاب كبيرة للاستيطان الصهيوني البربري السرطاني المدعوم أمريكيًا.
وما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية حول صرف مئات الملايين من الدولارات في دعم الاستيطان والسيطرة على أراضي الوقف الإسلامي وعلى الأراضي الخاصة الفلسطينية والاستمرار بالقيام ببناء مئات وحدات سكن جديدة في بؤر الإجرام والشر الاستيطاني المختلفة لهي اكبر دليل على رغبة أمريكا التي تدعي بأنها "راعية لعملية السلام" في منطقة الشرق الأوسط وإسرائيل، من اجل خلق "رحاب كبيرة" للاستيطان الصهيوني.
وآخر دليل على ذلك التقرير الذي تقدم به القاضي ادموند ليفي لرئيس الحكومة نتنياهو، والذي يمكن تقسيم اسمه إلى ثلاثة مقاطع والذي يصف الضفة الغربية المحتلة أراضي محررة تابعة لإسرائيل ويحق أن تمارس عملية الاستيطان بشكل حر ومُطلق. مع العلم بأن الاحتلال والاستيطان مرفوض ويتناقض كلية مع كل قرارات الهيئات الدولية وخاصة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان وكل الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على مدار 18 عام وأكثر أي منذ اتفاقيات أوسلو والتي برأيي، على الجانب الفلسطيني والهيئات الدولية أن تُعلن بأن إسرائيل قد قتلت هذه الاتفاقية وقتلت كل إمكانيات السلام من خلال التفاوض، ولذلك لم يبقَ أمام الشعب الفلسطيني وبدون أي تأجيل أو تردد القيام بانتفاضات شعبية ضد الاحتلال وممارساته بدعم من قبل قوى السلام داخل إسرائيل وعلى رأسها الحزب والجبهة، والتوجه إلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة.
وفي نهاية هذه المقارنة لا بد من التذكير، بأنّه خلال الحرب العالمية الثانية، على امتداد ثلاث سنوات، من حزيران 1941 إلى حزيران 1944 خاض الاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت وحده عمليًا نضالا ضاريًا ضد قوات الائتلاف الفاشي النازي الرئيسية، ولكنه لم يوقف العدوان ويحقق انعطافًا جذريًا في الحرب العالمية الثانية وحسب بل انتقل أيضًا إلى هجوم استراتيجي لا سابق له من حيث الأبعاد. وعندما فتحت الجبهة الغربية من قبل الحلفاء – انجلترا وأمريكا – كانت الإستراتيجية الأساسية لأمريكا التوجه إلى المناطق الجنوبية من ألمانيا لحماية المشروعات الصناعية الواقعة على الأغلب في القسم الجنوبي الغربي من ألمانيا والتي كانت الأموال الأمريكية موظفة فيها وتجنيبها الدمار، والاستيلاء عليها قبل الجيش السوفييتي.
وبعد الحرب العالمية الثانية أعلن هوبكنس مستشار الرئيس روزفلت بكل صراحة: "لو كان بوسعنا لكنا استولينا على برلين، ولكان ذلك نصرًا عظيمًا لجيشنا". (شرفود. روزفلت وهوبكنس، المجلد 2، ص 609).
وبعد الحرب العالمية الثانية، كامبريالية عالمية، منتصرة على الامبريالية الألمانية، هذا الانتصار الذي دفعت ثمنه الأساسي الشعوب السوفييتية والتي ضحت بأكثر من 26 مليون إنسان سوفييتي، بدل أن تستفيد الولايات المتحدة الأمريكية والامبريالية العالمية من دروس تلك الحرب مارست سياسات الحرب الباردة على مدى عشرات السنين ضد الاتحاد السوفييتي ومارست سياسات تمزيق الاتحاد السوفييتي من الداخل بمساعدة الحركة الصهيونية حيث صرح يتسحاق شمير في كتابه بأن للحركة الصهيونية كان دور في تفكيك الاتحاد السوفييتي من الداخل، وكذلك أينما استطاعت أمريكا ممارسة العدوان والهيمنة والسيطرة فعلت ذلك كما حدث في العراق وأفغانستان بشكل مباشر، وفي دول أخرى بشكل غير مباشر كما حدث في الفترة الأخيرة من التوقيع على حلف استراتيجي عسكري بين تونس "الثورة" والولايات المتحدة بحجة التصدي لمنظمة "القاعدة"، قميص عثمان الذي تستغله أمريكا لتبرير سياساتها العدوانية عندما يكون ذلك في خدمة مصالحها، وتسكت عن ذلك لا بل تدعم "الحروب بالوكالة" كما صرح في الفترة الأخيرة رئيس هيئة الأمم المتحدة بان كي مون بالنسبة للمعارضة المسلحة وإرهابيي القاعدة في سوريا، هذه المعارضة التي تتلقى المساعدة المباشرة من قبل أمريكا وتركيا الدولة الإسلامية الذي "يتمنى" البعض هنا بعودة الإمبراطورية العثمانية، يا لقمة الجهل والغباء. أو من خلال قاعدتها الأمامية في الشرق الأوسط الولاية الأمريكية إسرائيل، كما يحدث من خلال دعم لسياسات إسرائيل العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني.
وما يجري الآن من مواجهة في سوريا لهو اكبر دليل على استمرار أمريكا في ممارسة إستراتيجية السيطرة والهيمنة الامبريالية خدمة لمصالح الشركات العابرة للقارات والرأسمال العسكري والنفطي. ومن هذا المنطلق نحيي ونبجل دور الاتحاد السوفييتي خلا الحرب العالمية الثانية في دحر النازية والفاشية ونبجل ونحيي دور روسيا اليوم ضد مؤامرة الثالوث الدنس الأمريكي الصهيوني العربي الرجعي الذي يسعى إلى تمزيق الوطن السوري وتمزيق الشعب السوري لا بل وتمزيق كل الشرق الأوسط إلى دويلات مهمشة فاقدة الكيان، تخضع لهيمنة الرجعية العربية والصهيونية والامبريالية.



#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مداخلة حول كتاب ماركس، -رأس المال- (3)
- الماركسية، السلاح الفكري للطبقة العاملة
- الإنتاج الرأسمالي ينتج أيضًا بؤس العامل
- طموح ماركس كان أكثر جرأة
- أكتوبر والثورة الثقافية السوفييتية
- لكي لا نفقد البوصلة في سوريا
- أنطون بافلوفيتش تشيخوف
- رسالة الحزب الثوري
- الطبقات والصراع الطبقي (5)
- الدين -كمشروع تحريري؟؟ -واختراقه من قبل أمريكا-
- الطبقات والصراع الطبقي (الحلقة الثالثة)
- لينين يتحدّث باحترام عن بطولة العرب
- أمريكا وإسرائيل قاتلتا السلام في المنطقة
- الإنتاج الأمريكي والإخراج الإسرائيلي والتمثيل العربي الفلسطي ...
- عندما يكون الأدب حجر الزاوية وملح الأرض
- تشريح أمريكا وإسرائيل
- العلاقة الجدلية بين البناء التحتي والفوقي للمجتمع (1)
- حول قدسية الحرية وحتميتها
- ألقانون العام لتراكم رأس المال
- كغمرة الحِنطة- - في رثاء الرفيق الصديق د. أحمد سعد


المزيد.....




- رصدته كاميرات المراقبة.. شاهد رجلًا يحطم عدة مضخات وقود في م ...
- هل تعلم أنّ شواطئ ترينيداد تضاهي بسحرها شواطئ منطقة البحر ال ...
- سلطنة عُمان.. الإعلان عن حصيلة جديدة للوفيات جراء المنخفض ال ...
- في اتصال مع أمير قطر.. رئيس إيران: أقل إجراء ضد مصالحنا سيقا ...
- مشاهد متداولة لازدحام كبير لـ-إسرائيليين- في طابا لدخول مصر ...
- كيف تحولت الإكوادور -جزيرة السلام- من ملاذ سياحي إلى دولة في ...
- محاكمة ترامب -التاريخية-.. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحل ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل اندراوس - دروس الحرب العالمية الثانية والعهد الامبريالي الأمريكي المعاصر