أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مها الجويني - قبل عقد العمل














المزيد.....

قبل عقد العمل


مها الجويني

الحوار المتمدن-العدد: 3831 - 2012 / 8 / 26 - 01:21
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


و بعد أن يبدي رب العمل إعجابه بمقالاتها و بما تكتب و تنشر و تلك الشهادات التي تحملها و تلك السيرة الذاتية الممتلئة خبرات و دورات تكوينية و لغات، يطرح رب العمل ذلك السؤال الوجودي :" متى نقضي عطلة أخر الأسبوع ؟" .
يسألها عن الموعد بكل ثقة و برودة دم و ابتسامة طبيعية ، لأنه يعلم جيدا أنها ستوافق، لأنه قايض غيرها بذلك ووافقن اضطرارا لكسب قوت يومهن المهدد وبالانقطاع رئيس التحرير يعلم جيدا وضعية خريجي معهد الصحافة بتونس الذين لا يملكون فرص كبيرة في العمل في مجلات أخرى . تستغرب الصحفية المبتدأة ما يحدث حولها و تعيد النظر في الملف الذي تحمله ربما كان فيه شهادة لها في علوم الجنس و المواقعة ؟ حسبها أنها مجازة في الاعلام و قضت عمرها تحلم برفع قلمها أمام الظالمين لا برفع ساقيها أمم رب عملها و نظرت إلى حذائها البسيط و تذكرت وجهها الأسمر الذي لا يوحي بلعب و شعرها العادي المشدود بمشط أسود ...
لاحظ رب العمل اضطرابها و برصانة المثقف و الحقوقي قدم لها أخر عدد من الجريدة التي فيها مقالات لتحرير المرأة و قصائد تشيد بها و قال : أنا أؤمن بنصف المجتمع و أريد مساعدتك هذا رقمي الخاص فكري مليا قبل الاجابة" ... تسلمت المضطربة العدد مع الرقم و غادرت المكتب تتعثر في خطواتها ، نزلت الدرج و دخلت الكافتيريا ، هناك أخذت نسكافية و فتحت المجلة . كانت الافتتاحية بقلم رئيس التحرير حول ضرورة تشجيع الشباب و خاصة البنات و تأطيرهم ليكونوا قيادات و رائدات في العمل الثقافي و الحقوقي و الاعلامي و يشيد أيضا في المقال بدور المرأة التونسية في ثورة 14 من يناير ...
دار هذا السؤال بذهننا : مالذي يربط بين حقوق المرأة بشعار المساواة و إستغلالها جنسيا ؟ تذكرت كلام بعض السلفيين اللذين يقولون أن:" خروج المرأة للعمل هو مرادف لليالي الحمراء " و يضيف السلفيين أيضا أن تحرير المرأة هو جعلها سلعة تباع و تشترى دون رادع. تشرفت قهوتها و تذكرت كلام جدتها رحمها الله من عاشت الاستعمار الفرنسي تقول :"وين تحط نفسك تصيبها" يعني كما ترين نفسك تجدين موقعك ، بمعنى من ترى نفسها أمة و تابع ستكون كذلك و من تعتبر نفسها حرة و أبنة حرائر ستتحصل على موقع الأسياد . كلام الجدة و نصائحها ترن في أذنها ، لقد حدثنا التاريخ عن صبرهن و وخروجهن في المظاهرات ضد المستعمر و أغلبهن لا يجدن القراءة و الكتابة . تلك من ترفض تعدد الزوجات و لا تقبل الإهانة رغم أنها فلاحة بسيطة .
الصغيرة تعلمت أن القضية مرتبطة بنظرتها لنفسها و نوعية خياراتها فهل ستختار أن تكون صحفية برتبة "مزة" تكتب عن المهرجانات و الأعمال الخيرية لسيدات المجتمع و تعتمد كتاب جون غراي (الرجل من الزهرة و المرأة من زحل) لتحلل به الظواهر الاجتماعية إهتمام النساء بكرة القدم و تأثير مياه الحنفيات على بشرة الوجه و تستخلص في النهاية أن المرأة حنونة تكره المصاعب و تميل للون الزهري و اللرجل لشدته يميل للون الازرق ... أم تختار طريق الجليلات من يصنعن الخبز بأياديهن و يتخذون من كرامتهم نبراسا و عمادا ، أولئك من يحملون الوشم الازرق عمق تاريخ تونس ، أصحاب الكادحات من لا يخدعهم زيف رأسمال .. من يسبحن ضد تيارات الموضة و القشور الزائلة...
صمتت وابتسمت ورفعت رأسها و غادرت المقهى صوب المكتبة الوطنية لاستماع محاضرة و للقاء بعض الأصدقاء، رافعة رأسها حاملة ابتسامة منتصر على شفتيها... أغلب الظن أنها ستظل مع أصحاب الكادحات الأرجح أنها الكادحة بعينها .



#مها_الجويني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهل السلف و الإبداع
- التعري لا يعني التحرر
- على هامش الشعوب
- رسالة إلى البدوي الحديث
- هي و الربيع
- محرومة من العودة
- طفل من درجة ثانية


المزيد.....




- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مها الجويني - قبل عقد العمل