أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الوهاب الدباغ - سؤال















المزيد.....

سؤال


علي عبد الوهاب الدباغ

الحوار المتمدن-العدد: 3830 - 2012 / 8 / 25 - 18:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



سؤال أشغلني كثيرا و لم أجد له اجابة شافية تريحني؛ سؤال: لماذا احتلت أميركا العراق؟ وقد قيل أن هنالك عدة أسباب لم أقتنع بأي منها:
• فقد قيل: النفط ولم أقتنع، فالنفط كان لها دون حرب ككل نفط العالم أجمع.
• وقيل "الجغراسيا" أو "الجيوبولوتيكا" ولم أقتنع، فأميركا بلغت من التقدم شأوا جعلها تمتلكها بل صارت فوق الجغراسيا، ان لم أقل صانعتها، و"تغيير خرائط المنطقة" لا يقتضي منها احتلال العراق.
• وقيل ليست تلك أمريكا بل شركات وقوى عابرة للجنسيات تسعى نحو نظام عولمي، ولم أقتنع أيضا، فذلك لا يعني احتلال العراق، فلم يكن العراق يوما عائقا في طريق العولمة، بل قيل في مؤتمر مدريد (2004) أنه واحد من اثني عشر دولة فقط تستفيد من العولمة!
• وقيل أن جيوشها المتواجدة في العراق هو للسيطرة على العالم وردع للقوى المارقة، ولم أقتنع، فعلام سحبوها اذا؟ وهل تم قمع القوى المارقة في محور الشر أو في الاتحاد الأوربي؟ لا لم يتم ذلك.
• وقال الاسلامويون أنها حرب صليبية ضد الاسلام، ولم أقتنع أيضا ، فلا أخلص من الاسلامويين (مهما كان مذهبهم) لأمريكا ولا أكثر منهم حرصا و نشاطا في تنفيذ آجندتها، ولا معنى مطلقا لما يتقولون عليها.
• ويقول البعض، وأولهم أميركا نفسها، أن هدف الحرب هو اسقاط نظام الطاغية صدام حسين و تخليص الشعب العراقي منه، و بالتأكيد لم أقتنع أيضا، فما أظن أمريكا أسقطت نظام صدام حبا في سواد عيون العراقيين، فآخر ما يجعلها تحرك الآلاف من أبنائها لآلاف الأميال، وتصرف عليهم ألآلاف من ملايين الدولارات، ويقتل منهم الآلاف لمثل ذلك السبب الغريب! فمثل صدام هناك العشرات في دول العالم الثالث، فلم لم تحتل دولهم وتسقط أنظمتهم كذلك؟ لا، ان ذلك غير مقنع أيضا.
ودعوى نشر الديمقراطية في العراق بعد اسقاط الطاغية لم تقنعني كذلك، فقد صرنا نمارس منها "ألألعاب الديمقراطية" كهواة! بينما من قاموا بنشرها في بلدنا محترفون بها حد القذارة. وصرنا فيها من محترفي القذارة دون أن ندرك حقيقة الديمقراطية أونحاول مراكمة تراثها فينا. وذلك كله لا يستدعي أن تحتلنا أمريكا بجيوشها الغازية لتغذينا وفي الوريد قذاراتها.
• وهنالك أيضا مهزلة اكذوبة أسلحة الدمار الشامل، فقد تبين أنهم اختلقوها كما اعترفوا هم وبكل صلافة ووقاحة بذلك. ولم أقتنع أيضا ....
• وقيل أنها ثروة المنطقة العربية، ولم أقتنع؛ فمجموع دخول دول "ألأوابك" (أي مجموعة الدول العربية المنتجة للنفط) لا يزيد على دخل دولة أوربية متوسطة مثل اسبانيا أو هولندا، ناهيكم عن سيطرة أمريكا المطلقة على نفط الأوبك والأوابك، و أن دخل اسرائيل السنوي يزيد على 450 مليار دولار، وهو أكبر من دخل السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم!!
• وقيل أنه خط الغاز من البحر الأسود الى أوروبا ورسموا خرائط على الانترنيت للبرهنة على قولهم أن ذلك من وراء "الربيع العربي"، ولم أقتنع، فذلك لا يبرر احتلال العراق، فالقوى الاقتصادية العظمى، وهي عظمى بالفعل (فثماني شركات تملك نصف ثروة العالم و تسيطر وتوجه، كما تشاء مصالحها، النصف الآخر!) لا تحتاج لتدخل عسكري بالأسلحة التقليدية (مهما كان تطورها) لاحتلال العراق(؟).
• وقيل أن مصانع السلاح تسعى لتجربة انتاجها في استعراض عملي لتسويقه، ولم أقتنع أيضا! فمن الذي يحتاج الى استعراض ليقتنع ويشتري سلاحا سيشتريه مرغما أو بارادته (رغم أنه لا يفهم فلسفة تشغيله!) فيقتنيه دون حرب حتى يصدأ ويتقادم، أو يستهلك في ابادة شعبه، فيشتري غيره، ولا تحتاج أمريكا لاحتلال العراق لاثبات أي شيء في هذا الخصوص.
• وقيل أنها ستحتل باحتلال العراق منابع النفط لتصلّح، والعياذ بالله، غلط الله في جعل النفط بيد المتخلفين، وتبني القواعد العسكرية لحرمان أوروبا و آسيا من "الذهب الأسود". ولم أقتنع بالتأكيد، فمخزونها النفطي هو الأكبر و سيطرة شركات النفط على النفط مطلقة، وقواعدها في المنطقة موجودة قبل الاحتلال في معظم البلدان المؤثرة والمنتجة للنفط ، ولا يبرر ذلك احتلال العراق ، فلا حاجة عملية لفعل ذلك، وهنالك الكثير جدا من الوسائل الاخرى لتحقيق أهداف القوى العظمى، وهي تستعملها فعلا ومنذ زمن.
لا أتخيل حقا أمريكا - التي أطلقت مركبة فضاء (أسمتها: كيورياسيتي أي الفضول) من الأرض التي تتحرك في مدار الى المريخ الذي يبعد 566 مليون ميل والذي يتحرك في مدار أيضا، لترسل صورا ومعلومات في عمل هائل جبار لا يمكن أن نستوعب مداه اطلاقا - تتجشم عناء احتلال العراق ما لم يكن وراء ذلك هدف لا نستوعبه كذلك. ولماذا تتحرك ماكنة الاعلام الجبارة، والاعلام جريمة منظمة!، لتشتت المعلومات عن الأهداف الحقيقية لاحتلال العراق، ما لم يكن هنالك امور تمرر تحت غبار المعركة. امور لا يستطيع أي محلل سياسي استيعابها تحت كدس المعلومات المتضاربة ومئات الآلاف من القنوات الفضائية و الصور المفبركة و السيناريوهات المدفوعة الثمن مثل فيلم اسقاط الصنم والذي صار حدثا يؤرخ به في العالم أجمع ولم يكلفهم (مع الكومبارس) أكثر من "حفنة من الدولارات".
قد يعجز القلم واللسان عن وصف الخروقات العلمية الأمريكية التي تصلنا بالايميل يوميا من بعوضة آلية مزودة بكامرة تجسس تطير و تصور وتحط على جسم النائم فتمتص من دمه و تأخذ عينات من "الدي أن أي" دون أن يشعر حتى بالحكّة، والى تكنولوجيا "النانو"، و الطائرات التي تزيد سرعتها عن خمسة أضعاف سرعة الصوت و... و... و...
والأخبار عن الاتصال بحضارات اخرى متطورة من الفضاء الخارجي، ومعلومات تقول بأن أول الحضارات العظمى في التأريخ في سومر و مصر و الأزتيك والمايا ظهرت دون مقدمات و لم يجد المنقبون عن الآثار أوليات أو مقدمات لنشوئها ونظريات تقول أنها من مخلوقات متطورة من الفضاء الخارجي علمت الانسان ما لم يعلم. و هنالك كم هائل من المعلومات على مواقع الانترنيت تقول أن هنالك مسارات دودية بين المجرات يتم الانتقال عبرها بسرعة تفوق كثيرا سرعة الضوء، وأن هنالك بوابات لها تسمى البوابات النجمية على كل الأجرام السماوية، وأن احدى تلك البوابات موجودة في العراق في "تل اللحم" على وجه التحديد، وأن الحصول عليها كان وراء مجيء الأمريكان لاحتلال العراق، وأن انسحابهم كان بعد تحقيق ذلك الهدف. والغريب أنني و كل العراقيين سمعوا بأعمال كثيرة للأمريكان في تل اللحم، و قد سمعت الكثير من الاشاعات عن ذلك بل سمعت باسم تل اللحم لأول مرة عام 2004 والاشاعات تقول بأن التعتيم ومنع التجوال في حينه كان لأن الأمريكان ينقلون آثارا من العراق وكذلك أكواما من التراب من تل اللحم. ولم اصدق ولم أجد سببا لعدم تصديقي سوى جهلي بالأساطير التي تحاك عن الاتصال بالعوالم الاخرى، رغم أنني رأيتها في أفلام هوليود واستمتعت بها ونسيتها بعد مغادرتي دور العرض. وقرأت كتبا و مقالات، وتصفحت مواقع و جاءتني ايميلات كثيرة عن "السر الكبير"! ولم آخذها يوما بجدية.
ولكن، ان لم أجد تفسيرا مقنعا لاحتلال أمريكا للعراق، فسأضطر لاعادة النظر في الخيال العلمي والأساطير والأطباق الطائرة واحاول أن أكون أكثر انفتاحا وتفهما لاحتماليات تتجاوز قدراتي الحالية. ولكن بما أننا نؤمن باله لانراه، فلم لا نؤمن بما هو دون ذلك؟ ألم يقل سبحانه لنا بأن خلق السموات و الأرضين أشد خلقا من الانسان الذي خلقه في أحسن تقويم؟ فما المانع من أن يكون في الكون حضارات اخرى؟ وما المانع أن تكون مغامرة الأمريكان في العراق لأنهم يعرفون شيئا لانعرفه عنها؟
اِن من لايجد الاجابة على الأرض، فلا مناص من أن يبحث عنها في السماء!!!



#علي_عبد_الوهاب_الدباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الوهاب الدباغ - سؤال