أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوعبيد - حتى الأقصى يا بروتوس














المزيد.....

حتى الأقصى يا بروتوس


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3830 - 2012 / 8 / 25 - 14:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صحيح أن 21 أغسطس/ آب يصادف الذكرى السنوية لجريمة حرق المسجد الأقصى عام 1969 على يد المتطرف اليهودي الاسترالي مايكل دينيس روهن، لكن الحديث هنا ليس عن جريمة حرقه وما خلفته من حرقة في قلوب المسلمين، إنما عن فعل شنيع شهدته تونس حينما هاجمت مجموعة من "السلفيين" مهرجان الأقصى في بنزرت، مع أني أتحفظ على استخدام مفردة "سلفيين" لأن أخلاق السلف أنقى وأرقى بكثير من بعض الخلف الذين أطلقوا على أنفسهم عبارة "سلفيين"، والسلف بريء من تصرفات كثير ممن انتحلوا من المفردة اسماً لهم.

لا يوجد في مهرجان الأقصى ما يستفز سلفياً، أو حنفياً، أو نجفياً، فاسم الأقصى بحد ذاته كفيل أن يراعيه كل حريص عليه مهما اختلفت المذاهب والمشارب، أو تباينت الملل والنِّحل، أو حتى تباعدت الرؤى. ولا يجوز لأي طرف أن يحتكر أقصى المشاعر تجاه المسجد الأقصى معتقداً أنه الأدرى والأحرى بأولى القبلتين وثالث الحرمين، وبالتالي يخرّب على جهات أخرى من خلال ترهيبها والأعتداء عليها وعلى ضيوفها بأساليب مقيتة لا تمت لديننا الحنيف بصلة، وليست من شيم الحضارة الإنسانية، والأخطر أنها تسيء إلى صورة الإسلام الحقيقية. فمهما حاول البعض إيجاد المبررات لتصرف "سلفيي تونس"، فإنه تصرف غير مقبول أبداً، ولا يعقل أن تعبّر جهة عن رفضها لمسألة ما بلغة السيوف والعصي، كأن لا قانون يسُود البلد، ولا أمن ولا أمان.

إن ما حدث في مهرجان الأقصى في بنزرت له دلالات خطيرة، على رأسها أن بعض الجهات الدينية، أيا كان اسمها، أضحت تتصرف وكأن الدول ملك لها من بعد أن تسلمت حركات إسلامية الحكم فيها، علمأ أن تلك الحركات الإسلامية الحاكمة في حلٍ من هذه الجهات لأنها تسيء أيضا لها بسلوكها وحتى خطاباتها التي وصلت، في مصر مثلاً، حد اعتبار تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس مؤامرة، فيجب إلغاء مادة اللغة الإنجليزية من المدارس.

ثانياً، الهجوم على مهرجان الأقصى يصرّح بأن العنف هو الوسيلة الوحيدة لمخالفة الرأي، فنعيد سيرتنا الأولى حيث لم يكن مسموحاً لأحد أن يخالف الحاكم، وإن فعل فإن أجهزة الأمن والمخابرات له بالمرصاد. لا يُعقل، إذنْ، أن نتخلص من حاكم مستبد ومن أجهزة مخابراته وأمنه، لنواجه القمع نفسه لكن بأثواب وأسماء مختلفة. فلم يختلف تصرف بعض "سلفيّي تونس" ضد مهرجان الأقصى الذي لم يرق لهم، عن تصرف أمن حاكم مستبد تجاه مهرجان للمعارضة، فهذا صنو ذاك، وما تنفس العربي الصعداء بعد ربيعه.

مهرجان الأقصى ليس مهرجان مجون وجنون، وليس حفلة رقص حتى يُهاجَم بطريقة فظة كما فعل "سلفيو تونس"، وإنْ كان لهم انتقاد عليه وعلى أشخاص أو أطراف مذهبية شاركت فيه، فبإمكانهم أقامة مهرجانهم وفق رؤاهم، خصوصاً أن الأقصى بات تجارة رائجة ورابحة للعديد من المتاجرين.

ما أحوجنا أن ندرس سيرة الفاروق عمر، رضي الله عنه، مرة أخرى بتفاصيلها كي يعرف "الإسلامي" قبل المسلم كيف يكون الإسلام، وكيف يكون سِلمُه وتكون سماحته.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عملية سيناء وبراءة فلسطين
- المُهرِّجون والمُتفرِّجون
- تويتر وفيسبوك اختبار للعرب
- فوبيا انتقاد الإسلاميين
- بين -عدالتيْن-
- أطفالَ الحولةِ نعتذرُ!
- دولة وأفكار لا دويلات وفِكْر
- براءة الجماهير لا براعة المشاهير
- حين رضي الله عن المرشح
- تحرّرتْ فلسطين
- -خبيث- استراتيجي
- الربيع الفنيّ
- البرأمانات العربية
- واشنطن تتجاوز الإشارة الحمراء الروسية
- العرب.. شعوب الله المختارة
- كتابُ مَنْ لا كتابَ له
- القذافي .. إعدام خارج قفص الاتهام
- طرقتُ البابَ حتى كَلَّ مَتْني
- -نائم- في البرلمان
- -يا خوفي- جوبز -ماسوني- !!


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوعبيد - حتى الأقصى يا بروتوس