أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسام محمود فهمي - بذاءةٌ وتلفيقٌ ...














المزيد.....

بذاءةٌ وتلفيقٌ ...


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 3829 - 2012 / 8 / 24 - 15:42
المحور: الصحافة والاعلام
    


يتعرضُ الكُتابُ في هذه الفترةِ لسبٍ وتجريحٍ وتلفيقٍ بعد أن خاضوا فيما اِعتُبِرَه البعضُِ مما لا يجوزُ فيه الاِجتهادُ أو الفكرُ.  ولما كانت الصحافةُ الإلكترونيةُ تتميزُ كعصرِها بالسرعةِ في النشرِ والجَرأةِ في العرضِ والتواصلِ المباشرِ مع القارئ فقد وجدتَه ضرورياً أن أتناولَ  ما يرِدُ من تعليقاتٍ في المواقعِ الإلكترونيةِ.

التعليقاتُ هي ردُ فعلِ القارئ علي المقالِ الإلكتروني، بقدرِ ما يكون فيها من هدوءٍ يكون فيها التعقلُ والفهمُ والاستيعابُ، كلما زادت فيها الحدةُ والانفعالُ يكون بعدُها عن الموضوعيةِ والحقيقةِ. من المفترضِ، أن المقالَ في الصحيفةِ الإلكترونيةِ حلقةُ نقاشِ، حوارٌ مفتوحٌ بين الكاتبِ والجمهورِ، عندما يعلو الصخبُ وتتطايرُ البذاءاتُ والتلفيقُ فالظاهرةُ أكبرُ من التجاهلِ، إنهانمطٌ غيرُ سويٍ في التعاملِ، في الإنغلاقِ، في غيابِ التسامحِ مع الآخرين وتقبلهم. مطالعةُ التعليقاتِ بما فيها من تجاوزاتِ تُبعدُ القارئ الحقيقي عن المقالِ الأصلي أو تزهدُه تماماً في قراءةِ أية تعليقاتِ، فالأمرُ أصبحَ سباباً علنياً دون محاولةٍ صادقةٍ للفهمٍ، في أحيانٍ كثيرةٍ، هو سبابٌ من أول كلمةِ في المقالِ، أو لمجردِ اِسم الكاتبِ ولو أبدعَ. العديدُ من التعليقاتِ تأتي من أشخاصِ بأسماءٍ مُفبركةٍ، وبعباراتٍ ركيكةٍ محفوظةٍ مثل لست منهم لكني أقولُ الحقَ، أو زمن الرويبضة، مدفوعون هم لإرهابِ الكُتابِ والإيحاءِ بغلبةِ فكرِ بعينِه، وقد يتطوعون من تلقاءِ أنفسِهم بما يتخيلونَه غيرةً وحميةً للحفاظِ علي معتقداتٍ يعلمُ اللهُ كيف خُزِنت في رطوبةِ جماجِمِهم.

كثيرٌ من الكتابِ ينأون بأنفسِهِم عن المشاركةِ في هذه الأجواءِ العَطِنةِ، مُفضِلين الاِحتفاظِ بفكرِهم لمن يقدِرُه، قد لا يخرجونَه أبداً لنورِ النشرِ الإلكتروني، أو ينشرونَه في الصحافةِ التقليديةِ الورقيةِ ضيقةِ الانتشارِ ولو فيها  قيودٌ علي حريةِ الرأي والتعبيرِ، دأبٌ متأصلٌ في عالمِنا العربي ولو كانت صحفُه صادرةً في غيرِ بلادِ العربِ. اِنسحابُ الكُتابِ من الصحفِ والفضائياتِ يحققُ منفعةَ عُظمي، مُبتغاة، لأنصارِ الحجرِ علي الفكرِ والرأي،  وها قد رأينا كيف تردَت الإذاعة في رمضان بعد أن كانت سلطانةَ ما بعد الإفطارِ.
 
الإحصاءاتُ تؤكدُ أن 16% من سكانِ العالمِ العربي يتعاملون مع الإنترنت، من المؤكدِ أن منهم كُثرً من الشتامين المُلفِقين المَسحوبين. أجواءٌ فيها اِفتعالُ الانفعالِ والغيرةِ، فيها الدونيةُ والسوقيةُ، القراءُ الحقيقيون متباعدون، الساحةُ كالعادةِ يحتلُها ذوو الصوتِ العالي واللسانِ البذيء والدماغِ المُخَوخَة، حقيقةُ واقعنا، أكدتها الصحافةُ الإلكترونيةُ، شكراً لها.

في العالم المحترم، الإنترنت وسيلةُ علمٍ وثقافةٍ، أما عندنا فوسيلةُ بذاءةٍ وسوءِ سلوكٍ وتلفيقٍ، لم نسمعْ عن عقابٍ ولا ملاحقةٍ لمرتكبيها، هل سبُ رئيسِ الجمهوريةِ أولى بالمعاقبةِ من التطاولِ والتشهيرِ بأي مواطنٍ؟  

مدونتي: ع البحري
www.albahary.blogspot.com
Twitter: @albahary



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَصلحةُ الإخوانِ تَتَعارضُ مع مَصلحةِ مصر
- مرسي زارَ الأقصر ...
- أردوغان ليس إخوانيًا ...
- الإذاعة في رمضان ... والإعلام أيضًا
- عندما صَلى الشعراوي ركعتي شكرٍ ...
- العلمُ محايدٌ ...
- مش أنا ده هو ...
- تحية التوك توك ...
- فَرمَطة مصر ...
- الديمقراطية في مصر .. لمن؟
- هل الستين أصبحَت عَورةً؟
- مستقبلُ المواقعِ الاجتماعيةِ بعد طرحِ فيسبوك للاكتتاب العام: ...
- المنع في الإنترنت.. بكم؟ وعلى حساب من؟
- سيناء إلى أين ولمن؟
- جيش مصر يا صابر ...
- الإنترنت والفن والإعلام .. على نفس الوجه
- انبطح.. ينبطح .. منبطحون
- قادمٌ من تونس الخضراء ...
- تسول وبلطجة .. أخلاقيات عامة؟
- المنعُ في الإنترنت .. ليس حلالاً


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسام محمود فهمي - بذاءةٌ وتلفيقٌ ...