أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جودت هوشيار - 1250 عاما على بناء بغداد : مدينة عظيمة أسيرة الحاقدين عليها















المزيد.....

1250 عاما على بناء بغداد : مدينة عظيمة أسيرة الحاقدين عليها


جودت هوشيار
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 3829 - 2012 / 8 / 24 - 13:43
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تحتفل الشعوب الحية الناهضة بذكرى الأحداث الكبرى فى تأريخها و منها ، تأسيس مراكزها الحضارية و بخاصة عواصمها ، التى لعبت دورا ايجابيا فاعلا فى حياتها و مصيرها ، مهما كان هذا الدور متواضعا فى مسيرة الحضارة الأنسانية ، حيث تقام المهرجانات الثقافية و الفنية و تنظم المؤتمرات و الندوات العلمية و يكرم المبدعون و النابهون من أبنائها ، فما بلك بعاصمة الرشيد ، مدينة السلام و أم الدنيا ، التى لعبت دورا حاسما فى تأربخ المنطقة و العالم و لعبت دورا أساسيا بالغ الأهمية فى النهوض الحضارى لشعوب المنطقة. و كانت مركز الخلافة الإسلامية و +ل الشعوب التى أعتنقت الدين الأسلامى .

أول أحتفال بذكرى تأسيس بغداد

كان مؤسس الجمهورية العراقية الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم أول من أحتفل عام 1962 بمرور 1200 سنة على بناء بغداد ، حيث نظمت الأحتفالات البهيجة و عقد مؤتمر علمى برعاية الزعيم و حضور مؤرخين متخصصين بتأريخ المدينة و عدد كبير من المفكرين والأدباء البارزين في البلاد العربية و جمهرةٍ من المستشرقين البارزين من بلدان أوربا ممَّن قدموا دراسات قيمة بفصحى العربية - عن الدور الفعال الذى نهضت به بغداد فى عصر أزدهارها و ما تعرضت له من أحداث جسام عبر التأريخ ، نالت استحسان و أعجاب المشاركين فى المؤتمر .
وفى نفس العام و ضمن احتفالات الذكرى الرابعة لثورة تموز 1958 المجيدة ، أفتتح الزعيم الخالد عبدالكريم قاسم المدرسة المستنصرية بعد ترميمها و تجديدها و قد ألقى شاعر العرب الأكبر محمد مهدى الجواهرى قصيدة رائعة بالمناسبة نقتطف منها ما يلى :

أعدْ مجد بغدادٍ ومجدُك أغلبُ وجدّْد لها عهداً وعهدك أطيبُ
وأطلع على المستنصريةِ كوكباً وأطلعته حقاً فانك كوكب
أقمت بها عزاً عريقاً مكعباً وكان بها ذلُّ عريق مُكعٌَب
أبا كلَّ حر لا أبا الشعب وحده اذا احتضن الأحرار فى أمةٍ أب
هنيئا لك العيد الذى أنت رمزه بذكرك يستَعلى وبأسمك يَطرَب
أعد مجدَ بغدادٍ تُعدْ مجدَ أمة به الكون يَزهَى والحضارات تعجَب

بغداد المنسية :

هذا العام 2012 م يصادف الذكرى ( 1250) لبناء بغداد ، عاصمة العباسيين ـ التى شيدها الخليفة أبو جعفر المنصور فى العام 762 م وأكتمل بنائها فى عام 766م . و هى مناسبة جديرة بالأحتفال أكثر من أية مناسبة تأريخية أخرى . و لكن لا احد فى بغداد اليوم يتذكر تأريخ هذه المدينة العريقة ، الزاخرة بالمفاخر و الأنجازات العظيمة فى شتى جوانب الحياة . حيث يتولى أمرها الآن أناس غرباء عنها و عن أمجادها و لا يهمهم أمرها و لا علاقة لهم بتأريخ المدينة ولا بالحضارة التى تمثلها .

أسباب بناء بغداد :
لم تكن فى العراق فى بداية العهد العباسى مدينة تصلح ان تكون عاصمة لأمبراطورية فتية ناهضة ، أما بلدة الكوفة - التى بنيت بعد الفتح الأسلامى لبلاد الرافدين فى عهد الخليفة عمر أبن الخطاب ، لتصبح مقراً للعمال و الولاة المرسلين الى العراق فقد كانت تزخر بالحركات السياسية و الفكرية المناهضة للخليفة العباسى الجديد ، و بؤرة للفتن و الأضطرابات ، مما أثار قلق مؤسس الخلافة العباسية أبو العباس السفاح ، و أتقاءاً لشرور تلك الحركات ، بنى ضاحية جديدة سماها " الهاشمية " و جعلها مقراً لخلافته ، ثم شيد ضاحية أخرى قريبة منها سماها بـ(الأنبار ) و اتخذها عاصمة لدولته الناهضة و أستقر فيها الى حين وفاته بعد ذلك بعامين . و خلفه أبو جعفر المنصور ، الذى كره " الأنبار " على أثر محاولة جماعة من " الراوندية " قتله و لقربها من الكوفة و رداءة مناخها و قرر بناء مدينة جديدة تليق بمكانة الأمبراطورية ، بعيدا عن مثيرى الفتن و القلاقل . و يقول بعض المؤرخين ان المنصور " أخذ يتنقل فى أنحاء العراق ،حتى أستقر رأيه على موقع حسن و جميل ، عليه قرية تسمى بغداد .و يبدو أنه مر بهذا المكان فى موسم طاب هواؤه و عذب ماؤه ، فأختاره و أرتاح له لوقوعه فى وسط مملكته ، حيث تتقاطع طرق المواصلات بين الشام و خراسان ، و هما الأقليمان الأشد خطرا عليه فى دولته ، و لوجود ه فى نقطة عسكرية حصينة بين دجلة و الفرات ، فلا يصل العدو اليه من الشرق أو الغرب ، الا بعد أجتياز أحد النهرين ."

" كان ذلك فى عام ( 145 هجرية الموافق لعام 762ميلادية ) عندما أمر بأحضار المهندسين من أنحاء الأمبراطورية ، فخططوا مدينة دائرية الشكال ، محيطها أربعة أميال ، محصنة بسورين ، خارجى و داخلى ،يحيط بسورها الخارجى خندق عميق يجرى فيه الماء من نهر ( كرخايا ) و عليه عدة جسور للعبور ، يمكن كسرها عند حدوث خطر مهدد و بنيت على كل سور أبراج شامخة . و لعل اطرف ما يذكره مؤرخوا بغداد ، ان المهندسين المكلفين بتخطيط و تصميم المدينة المدورة قاموا بتصوير معالمها على الأرض فى بقعة واسعة . و وضعوا حب القطن فوق خطوطها و أحرقوها ليلا ، و الخليفة واقف على مرتفع ينظر الى هندستها و معالمها ، فأعجبته و راقه منظرها ، فأمر بحفر الأسس، ثم و ضع بيده حجر البناء الأول و سماها مدينة السلام ."

انطلقت الحركة الدؤوبة في ورشة بناء بغداد بمئة ألف عامل تحت أشراف عدد كبير من خيرة البناة و الصناع و الصباغين و الرسامين الذين تم أستقدامهم من أنحاء الدولة العباسية. و أستغرق بناء المدينة حوالى خمسة أعوام) وكان للمدينة أربعة أبواب وسميت بأسماء البلدان المتجهة نحوها وهي (الشام والبصرة والكوفة وخراسان ) .

و يقول الخطيب البغدادي المؤرخ المعروف في وصف بغداد "لم يكن لبغداد في الدنيا نظير, في جلالة قدرها وسعة أطرافها وكثرة دورها ومنازلها ودروبها وشوارعها ومحالها وسككها وخاناتها وطيب هوائها وعذوبة مائها وبرد ظلالها وأفيائها واعتدال صيفها وشتائها وصحة ربيعها وخريفها"."

ظاهرة جديدة في الفن المعماري الإسلامي :

. تزخر بغداد بالكثير من المعالم التاريخية والحضارية ، وأهمها القصور الأثرية والمساجد الإسلامية القديمة و دور العلم مثل دار الخلافة و القصر العباسي ومسجد الخلفاء العباسيين المعروف قديما بجامع القصر أو جامع الخليفة و المدرسة المستنصرية والتى تشكل بمجموعها ظاهرة جديدة و فريدة فى الفن المعمارى الأسلامى. فألى جانب العمارة وجدت الزخرفة التي وصفت بأنهما لغة الفن الإسلامي، وتقوم على زخرفة المساجد والقصور والقباب بأشكال هندسية أو نباتية جميلة تبعث في النفس الراحة والهدوء والانشراح. وسمي هذا الفن الزخرفي الإسلامي في أوروبا باسم أرابسك.
تبوأت بغداد مكانة سياسية مرموقة ، بأعتبارها عاصمة الدولة العباسية القوية الناهضة الممتدة من المحيط الأطلسى غرباً الى حدود الصين شرقاً ، و أزدهرت فيها الصناعات الحرفية و الزراعة و التجارة و تميزت بالتفاعل الخصب مع حضارات الآخرين . وأصبحت إحدى أكبر مدن العالم وأجملها، وحاضرة العلوم والفنون و ملتقى العلماء و قبلة الدارسين من شتى بقاع الدنيا ، طوال عهود نهوضها و أزدهارها. ، لكن نجمها أخذ بالأفول مع بداية غروب شمس الدولة العباسية ككل. و تعرضت لكثير من الغزوات الخارجية و التقلبات الداخلية فقد غزاها المغول و الصفويون و العثمانيون و الأنكليز ، حيث عانت المدينة المدينة الأمرين خلال فترة احتلالها على مر العصور .

يوم بغداد :
يكاد يجمع معظم المؤرخين و الجغرافيين العرب القدامى و المحدثين ان بدأ تشييد بغداد كان فى عام ( 762 م ) و لكنهم يختلفون فى تحديد اليوم الذى وضع فيه المنصور حجر الأساس لعاصمته الجديدة ( 762م) . و يقول احد خبراء القانون ، أنه أستناداً الى توصية اللجنة التى شكلها الزعيم الراحل و التى ضمت كبار العلماء و المؤرخين ، صدر قانون من مجلس الوزراء يوم 17/11/1962 عندما كان هذا المجلس هو السلطة التشريعية فى البلاد بتحديد الأيام الأول و الثانى و الثالثمن شهر كانون الأول عطلة رسمية لمناسبة ذكرى تأسيس بغداد و الذكرى الألفية للفيلسوف الكندى . و هذا القانون لم يتم الفاؤه او تعديله و ما يزال سارى المفعول .




#جودت_هوشيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد تتسلَّح و كردستان تزدهر
- ممارسة صحفية جديدة ... طال أنتظارها
- الأستشراق: محاولة للفهم و لردم الهوَّة
- نيكولاى مار و أصل الكورد و لغتهم
- دولة الأستمارات
- تجارة التعذيب فى عراق المالكى
- العراق أمام مفترق طرق
- محلل سياسى روسى ،يكشف عن خفايا التحالف الأستراتيجى بين العرا ...
- لازاريف و الدولة الكردستانية
- لازاريف و القضية الكردية
- من هو المثقف ؟
- أصدقاء بشار
- الدولة الكردية آتية
- حميد أبوعيسى ... بين الهندسة و الأدب
- ثلاثة مظاريف
- العراقيون الجدد
- قضاء المالكى
- ستالين العراق
- القلق و ما بعده
- حول بعض التأويلات الخاطئة لمصطلح ال( كردولوجيا )


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جودت هوشيار - 1250 عاما على بناء بغداد : مدينة عظيمة أسيرة الحاقدين عليها