أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد عادل زكى - حول فرضيات جرامشى














المزيد.....

حول فرضيات جرامشى


محمد عادل زكى

الحوار المتمدن-العدد: 3828 - 2012 / 8 / 23 - 17:59
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


فى كراسات السجن، ترجمة: عادل غنيم، يقول جرامشى:"عند نشوء حركة ثورية ما فإنه يتعين أن يسير التحليل الواقعى فى الإتجاهات الآتية: 1- المحتوى الإجتماعى لجماهير وأنصار الثورة. 2- ما هو دور الجماهير فى ميزان القوى الآخذة فى التحول؟ 3- ما الدلالة السياسية والإجتماعية للمطالب التى يتقدم بها قادة الحركة، والتى تلقى القبول العام؟ وما هى الحاجات التى تلبيها؟ 4- بحث ملائمة الوسائل للغايات المتوخاة". ويختتم جرامشى سرده لعناصر تحليل الثورة، أى ثورة، برفضه للإفتراضات التى ترى أن هذه الحركة سوف تنحرف حتماً، وتخدم أهدافاً تختلف كل الإختلاف عما توقعته الجماهير، ويرى جرامشى أن هذا الإفتراض لا يكون جديراً بالإعتبار إلا فى التحليل النهائى. إن إفتراضات جرامشى تلك تُلهم بلا شك الكثير حال تناولهم الثورة، أى ثورة، بتحليل موسع أو مختصر، لا يهم. وبالفعل كانت إفتراضات جرامشى أساساً شيّد عليه الكثيرون تحليلاتهم والتى سعوا من خلالها إلى تكوين موقف واضح من الثورة، وظنوا أنهم فعلوا!! ولكن هل من الممكن أن نتعامل مع فرضيات جرامشى بشكل مختلف؛ فنأخذ تلك الفرضيات برمتها ونضعها فى مكانها الصحيح من مُجمل التصور الواعى بحركة التاريخ البطيئة والعظيمة، لا بغرض نقدها، فلا مجال هنا لذلك، وإنما إبتداءً من الرغبة فى إعادة فهم الفرضيات ذاتها فهماً يدفعنا إلى الأمام لا يكبلنا فى أرض الجمود؟فلنساير أطروحات جرامشى،بشأن ثورة 25 يناير فى مصر، فما هو المحتوى الإجتماعى لجماهير وأنصار الثورة؟ الإجابة: الطبقة الوسطى هى التى مثلت عماد ثورة 25 يناير (شباب مسيس خارج الأحزاب ينتمون إلى الطبقة الوسطى والطبقة الوسطى الدنيا، ويسار راديكالى، وعناصر من الفئات الليبراليةالديوقراطية، إضافة إلى الباقين من غير المسيسين نهائيا نظراً لإلغاء الحياة السياسية منذ عقود) وما هو دور هذه الجماهير فى ميزان القوى الآخذة فى التحول؟ الإجابة: تمكنت تلك الطبقة من إسقاط رأس النظام، وبعضاً من رموزه. وما هى الدلالة السياسية والإجتماعية للمطالب التى يتقدم بها قادة الحركة، والتى تلقى القبول العام؟ الإجابة: تدل المطالب التى يتقدم بها قادة الحركة، على حالة عارمة من الغضب العام، والرغبة فى حياة كريمة، وربما الرغبة فى السلطة كذلك!! وما هى الحاجات التى تلبيها؟ الإجابة: وهى لا تنفصل عن الإجابة السابقة مباشرة؛ إذ أن الحاجات التى تلبيها تتمثل فى إعادة صياغة النظام السياسى شكلاً وموضوعاً، ومن ثم إعادة تشكيل الحياة الإجتماعية على نحو يحترم معنى الإنسان وحقوقه. وفى سبيل ذلك تكون الثورة من خلال تجمع ملايين الجماهير وإعتصامهم سوياً فى تظاهرات سلمية، تطالب بكل ذلك، وهذا الذى قال جرامشى بشأنه: بحث ملائمة الوسائل للغايات المتوخاة. ولكن مثل تلك الإجابات، وهى صحيحة، لا تصل بنا لأبعد من فعل الرصد؛ كما إنها لا تؤدى بنا إلا إلى تصورات خائبة عن الثورة، ومستقبلها؛ وتركها إلى حيث الإنطباعات الشخصية، دون هدف واضح، ولذا سنأخذ تلك الفرضيات إلى حيث الفعل، لا الرصد. فلنجعل. فلنُحدِث. فلنفعل. لا ننتظر الحدث، بل نخلقه. ولذلك نعيد فهم فرضيات جرامشى على نحو مختلف، فما هو المحتوى الإجتماعى لجماهير وأنصار الثورة؟ الإجابة: ثوار واعون بأن النظام الإقتصادى الذى تشكل فى ركابه النظام الحاكم الفاسد، هو العدو الأوحد الوحيد، وما النظام الفاسد إلا أحد صوره. ما هو دور هذه الجماهير فى ميزان القوى الآخذة فى التحول؟ الإجابة: تغيير حقيقى للنظام الإقتصادى، بتغيير حقيقى لنمط إنتاج لا يصنع سوى نعشاً نلفظ بداخله أنفاسنا الأخيرة. ما هى الدلالة السياسية والإجتماعية للمطالب التى يتقدم بها قادة الحركة؟ الإجابة: الفهم الواعى بحركة التاريخ، وإدراك الدور الحتمى فى دفع عجلة التاريخ، وخلق الحدث الثورى الحقيقى إبتداءً من وعى ثورى حقيقى مؤمن بقضيته الواضحة. وما هى الحاجات التى تلبيها؟ الإجابة: وهى هنا كذلك لا تنفصل عن الإجابة السابقة مباشرة، إذ تنبع الحاجات من رفض الحياة سفهاً، والموت إنتحاراً، دون أن نعى معنى الحياة والهدف منها. أن الحاجات التى نريدها تتلخص فى رغبتنا فى مشروع حضارى لمستقبل آمن، يقيم علاقات حقوقية حقيقية، يكون الفرد فيها من أجل الكل، والكل من أجل الفرد. وإنما إبتداءً من نمط إنتاج، يعى معنى كون الفرد من أجل الكُل، والكُل من أجل الفرد. وليس أقوالاً مرسلة فى سياق عِلم أخلاق مصطنع. وفى سبيل تحقيق ذلك، لا مفر من الدماء الثورية المجيدة، وإنما الموت من أجل قضية، لا من أجل اللاشىء؛ إن الأطروحات التى قدمها جرامشى هى أطروحات ثورية فاعلة، يتعين التعامل معها بثورية واعية بأن الثورة الحقيقية هى ضد نظام قهر وفساد. نظام إسترق أرواحنا على ظهر كوكب ينتحر بعد أن قاد المخبولون العميان؟ ألا طمحنا إلى أكثر من الوجود؛ قبل أن يأتى المخرب شتاءً؟ فلنطمح إلى أكثر من الوجود.



#محمد_عادل_زكى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منهجية البحث فى إشكالية التخلف الاقتصادى العربى
- الاقتصاد السياسى للصراع فى السودان
- الفكر الاقتصادى الكلاسيكى؛ السابق على ماركس
- مخطوطة أولية فى جدلية القيمة الزائدة
- الاقتصاد السياسى فى فكر كارل ماركس
- ماركس المفكر لا الأيديولوجية
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ -
- نظرية جديدة فى جدلية فائض القيمة عند ماركس
- إحياء الفكر العربى. فقر الفكر الثقافى؟ أم فكر الفقر الثقافى؟
- الاقتصاد العالمى المعاصر . . . حينما يقود المخبولون العميان
- الاقتصاد السياسى لتجديد إنتاج التخلف (3)
- الاقتصاد السياسى لتجديد إنتاج التخلف (4)
- الاقتصاد السياسى لتجديد إنتاج التخلف (5)
- الاقتصاد السياسى لتجديد إنتاج التخلف (6)
- الاقتصاد السياسى لتجديد إنتاج التخلف (7)
- الاقتصاد السياسى لتجديد إنتاج التخلف (2)
- الاقتصاد السياسى لتجديد إنتاج التخلف (1)
- خاتمة كتاب الاقتصاد السياسى للتخلف
- مقدمة كتاب الاقتصاد السياسى للتخلف
- ملخص كتاب الاقتصاد السياسى للتخلف


المزيد.....




- الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين
- آبل تمتثل للضغوطات وتلغي مصطلح -برعاية الدولة- في إشعار أمني ...
- ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار
- باحث صيني عوقب لتجاربه الجينية على الأطفال يفتتح 3 مختبرات ج ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للكشف عن تضيق الشرايين الدماغ ...
- Meta تختبر الذكاء الاصطناعي في -إنستغرام-
- أخرجوا القوات الأمريكية من العراق وسوريا!
- لماذا سرّب بايدن مكالمة نتنياهو؟
- الولايات المتحدة غير مستعدة لمشاركة إسرائيل في هجوم واسع الن ...
- -لن تكون هناك حاجة لاقتحام أوديسا وخاركوف- تغيير جذري في الع ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد عادل زكى - حول فرضيات جرامشى