أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - الأردن والدولة الفلسطينية















المزيد.....

الأردن والدولة الفلسطينية


منعم زيدان صويص

الحوار المتمدن-العدد: 3828 - 2012 / 8 / 23 - 00:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العديد من الكتاب والمهتمين بالسياسه في الأردن لديهم حساسية مفرطة تجاه التعبير "وطن بديل" وعلى هذا الأساس إختصرتُ الطريق واتجهتُ إلى النهايه الحتمية وجعلت عنوان المقال بهذا الشكل. هم يقولون إن تعبير الوطن البديل يقصد منه البلبلة وتخويف الناس من الإصلاح السياسي في الأردن. وأنا اقول أنه من الخطأ دفن رؤوسنا في الرمال وصم آذاننا وإغلاق عيوننا إلى أن يُفرض علينا هذا البديل بحكم الضروف، ونحن لسنا مستعدين، في مستقبل ليس ببعيد.

إن ما يحصل للفلسطينيين ولأراضيهم في ما تبقى من فلسطين واضح، كما تدلنا التقارير اليومية والمقالات والتحليلات العديدة لكتاب وخبراء مشهورين على صفحات الجرائد وفي وسائل الإعلام الأخري. فالعرب مشغولون الآن بثوراتهم التي تبخل عليهم بأي زهر ربيعي، وهم منغمسون بنزاعاتهم الطائفية المبنية على الإخلاص للمذاهب وليس للأوطان، والعالم كله يدخل في جدال حول حماية إسرائيل من تهديدات إيران، وفي ما إذا كان من الحكمة أن تهاجم أسرائيل المفاعل النووي الإيراني، وكيف يمكن تجريد حزب الله من أسلحته الإيرانية؟ ويظهر أن إسرائيل والولايات المتحدة تنتظران بفارغ الصبر نهاية النزاع داخل سوريا، كي تتمكنا عندئذ من البدء بمعالجة القضية الفلسطينية، وأول خطوة هي تهيئة الأردن ليصبح الوطن الفلسطيني بغض النظرعن أي نزاع أو حرب أردنية داخلية يمكن أن تنتج عن ذلك. فقد نُشرت تصريحات منسوبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع لوزارته المصغرة قال فيها "أن الأردن سيتعرض خلال أشهر قليلة جدا، الى إضطرابات سياسية،" وانه "سيلحق بالفوضى السياسية قريبا،" و "ان مذابح سوريا ستكون بسيطة مقارنة مع المذابح المتوقعة في الأردن." وأظن أن الشعب في الأردن ما زال باستطاعته أن يمنع ذلك من الحصول.

إن الدعوة لملكية دستورية كاملة في الأردن والمطالبة بتجريد الملك من سلطاته وجعله رئيس دولة فخريا كملوك أوروبا وتسليم السلطة التنفيذية العليا لرئيس وزراء منتخب سيحول الأردن إلى دولة يحكمها الفلسطينيون، وإذا استمرت إسرائيل في التضييق على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة فسيهاجر كثير منهم إلى الدولة الفلسطينية الجديدة ومنها إلى أية دولة أخري. إن الفلسطينيين في الأردن جزء لا يتجزأ من الشعب الأردني وتربطهم بإخوتهم الأردنيين علاقات إجتماعية قوية لا يمكن فصمها رغم ما حصل في أيلول عام 1970 ورغم فك الإرتباط عام 1988. غيرأن الشعب الفلسطيني عموما لا يزال يعتبرفلسطين وليس الأردن أرضه ووطنه وسيظل، ويجب أن يظل، كذلك طالما بقيت القضية الفلسطينية بلا حل وطالما لم يحصل على حقوقه. ولكن في اللحظة التي سيقبل فيها الأردنيون من أصل فلسطيني صراحة أن يصبحوا جزءا لا يتجزأ من النظام الأردني ويعلنوا ولاءهم للأردن كوطن نهائي، فإن أمريكا التي حمت أسرائيل، وبريطانيا التي خلقتها، والدول الاوروبية ومعظم دول لعالم، وطبعا إسرائيل نفسها، ستتنفس الصعداء وتشعر بأن القضية إنتهت وأن الفلسطينيين أصبح لهم دوله وأن السلام حل في المنطقة، وعندها لن يهتموا أو يركٌزوا على ما ستُبقي إسرائيل للفلسطينيين من وطنهم الأصلي وسيصبح تفريغ فلسطين من الفلسطينيين مسألة وقت. و في هذه الحالة سيتسرب مئات الآلاف من الفلسطينيين إلي الأردن والدول العربية كجزء من الحل، والذي لن يستطيع أحد إيقافه في تلك المرحلة لأنه سيصبح مفروضا وحتميا من الناحية الديمغرافية.

إن حكم الفلسطينيين للأردن بحد ذاته أمر مقبول، بالضبط كحكم الأردنيين من شرق النهر، ولكن هذا يجب ان لا يحصل إللا بعد التوصل إلى حل مقبول للقضية الفلسطينية، حل مقنع للشعب الفلسطيني، حل يجعل الشعب الفلسطيني في المملكة يقبل بالأردن وطنا، وبعدها يمكن أن تتحد الدولة الفلسطينية غرب النهر بتوأمها شرق النهر ويكٌون الإثنان معا دولة الاردن وفلسطين المتحدة -- أو المملكة العربية المتحدة -- التي إقترحها الملك حسين سنة 1972 عندما كان إسترجاع الأراضي المحتلة والقدس الشرقية سهل المنال وعندما لم يكن هناك مستوطنات إسرائيلية وعندما كانت الأراضي المحتله مسؤولية الدوله الاردنية، قبل أن يرتكب العرب الخطأ الفادح -- الذي بدأوا يعترفون به حاليا -- بجعل منظمة التحرير الممثل الشرعي و"الوحيد" للشعب الفلسطينى وإخراج الاردن من المعادلة.

لقد شغلت مشكلة اللاجئين الفلسطينيين تفكير الإسرائيليين والأمريكان منذ مدة طويلة لأنهم يعرفون أن رجوع اللاجئين إلى بلادهم فلسطين معناه نهاية إسرائيل. الإسرائيليون لم يحاولوا إخفاء هدفهم، وهو تحويل الأردن إلى دولة للفلسطينيين، إبتداء من إسحاق شامير فى السبعينات وإنتهاء بليبرمن وكثيرين غيرهم. أما الولايات المتحدة فتريد من الملك أن يوافق على قانون إنتخابي يراعي الكثافة السكانيه في مختلف مناطق البلاد. لقد حاول المنظرون الأمريكيون ومن ورائُهم اليهود الصهيونيون ومؤيدو إسرائيل، طوال ثلاثة عقود ، أن يعملوا على تحويل الأردن إلى وطن بديل للفلسطينيين، قبل أن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم وتشكل الدولة الفلسطينية، وتمكين اليهود من الإستيلاء على كل الأراضي الفلسطينية. وكانت البدايات الضغط على العائلة المالكة في الأردن وتحريض بعض قطاعات الشعب الأردني على تحويل النظام إلى ما يسمى ملكية دستورية. غير أن وحدة الشعب الأردني -- من شرق النهر وغربه -- وتشبثهم بنظام الحكم وبالحقوق الفلسطينية أقنع هؤلاء المنظٌرين باستحالة تنفيذ خططهم. ولكن هؤلاء وجدوا فرصة سانحة لتحقيق أهداف إسرائيل من خلال التظاهرات والإحتجاجات الحالية ضمن الربيع العربي، وهم يحلمون الآن بثورة شعبيه عارمة على النظام الأردني تنتهي ببلورة وطن للفلسطينيين في الأردن. ولعل ما كشفته ويكيليكس من افكار وتصريحات من قبل بعض الشخصيات الفلسطينية في الأردن خلال اجتماعات خاصة عقدوها مع السفير الأمريكي في عمان هو برهان قاطع على ما أقول.

في مقابلة مع تلفزيون أبو ظبي بتاريخ 17 شباط الفائت قال رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري: يمكن أن يشارك أي فلسطيني في الأردن في الحياة السياسية كفرد وليس ككيان، وأضاف: "نحن لا نريد أن يشارك أي كيان فلسطيني في الأردن، مثل المخيمات، في الحياة السياسية في البلاد والذي يؤدي إلى أسئلة بخصوص فكرة الوطن البديل لأننا مصممون أن نمحي هذه الفكرة تماما." هذا هو عين العقل كما يقال، ونرجو أن لا يكون طاهر المصري قد غير رأيه منذ ذلك الحين.

إذا كان العرب المحيطون بإسرائيل قادرين أن يهزموا إسرائيل -- وهزيمتها معناها القضاء عليها -- فسوف يكون هذا الهدف أسهل عليهم لو حصل الفلسطينيون على حقوقهم ودولتهم أولا، وكما يطالب العالم الآن. أما إذا كانوا يعتقدون أن هذا غير ممكن الآن فيجب عليهم أن لا يعملوا على تحويل الأردن إلى وطن بديل وتصفية القضية الفلسطينية نهائيا بإستيلاء إسرائيل على كل فلسطين. إن العالم كله يطالب بدولة فلسطينية مستقلة، فلننتظر حتى يتم ذلك وحتى يعرف الشعب الفلسطيني أين يقف.

إن الوضع في هذه المرحلة خطيرجد في ظل الكوارث التي تحصل الآن في سوريا وغيرها، ولن يربح أحد في الأردن من تقويض الإستقرار في هذا البلد، فهو أولوية وضرورة. على الشعب الأردني أن يكون صبورا وعلى المتظاهرين والمحتجين أن يستمروا في التركيز على مكافحة الفساد والمحسوبية والشللية والإصلاح السياسي والإقتصادي، شريطة أن لا يقوٌضوا الإستقرار في هذا البلد، فهذه المطالب يمكن أن تتحقق بالتدريج وبالمثابرة وبحث الناس على التفكير العقلاني الحر السليم وتجنب الإنغلاق وإعتبار الوطن وليس الطموحات السياسية الشخصية والفؤية أغلى ما يملكون.



#منعم_زيدان_صويص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهديدات إيران لإسرائيل أضعفت الموقف الفلسطيني، والمطلوب إنتف ...
- هل يريد محمد مرسي حقا إعادة مجلس الشعب بالشكل الذي كان عليه؟
- مطلوب جهود متواصلة وقاموس عصري لدعم اللغة العربية
- الحكم الهاشمي في الأردن وانتكاسة ديمقراطية الخمسينات
- دعوا الإسلاميين يحكمون
- المطالبة ب -ملكية دستورية- في الأردن الآن تمهيد للوطن البديل
- هل سيبرهن رجب طيب اردوغان أنه أعظم مصلح اسلامي في العصر الحد ...
- ذكرى حرب 1967 -- تاريخ منحوت في الذاكرة
- الثورات الشعبية العربية -- تغيير واضح في الأولويات
- هل انضمام الأردن لمجلس التعاون الخليجي بداية الحل العملي للق ...
- هل ستنتهي ثورات الشعوب العربية إلى فصل الدين عن الدولة؟
- خطاب بشار الأسد -- إهانة بالغه للشعب السوري
- حسن نصر الله لا يؤيد احتجاجات الجماهير في -دول الممانعة-
- القذافي وصدام حسين والثورة في التفكير العربي
- الشعب الليبي يثور على القذافي -- هل يتحقق الحلم؟
- الظلامية والتخلف في العالم العربي تراجعا خطوة إلى الوراء
- قناة الجزيرة وعقدة الحرب الصليبية
- سوريا ولبنان و-قلب العروبة النابض-
- لماذا يصر العرب على تسليم العراق لإيران؟
- ردود الفعل على انفجار الإسكندرية -- المقاربة الخاطئة لمعالجة ...


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - الأردن والدولة الفلسطينية