أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - كازانوفا فليني 1976:سقوط فليني في رؤية خاصة أبعدت الشخصية عن مسارها التاريخي















المزيد.....

كازانوفا فليني 1976:سقوط فليني في رؤية خاصة أبعدت الشخصية عن مسارها التاريخي


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3827 - 2012 / 8 / 22 - 22:36
المحور: الادب والفن
    


كازانوفا فليني 1976:سقوط فليني في رؤية خاصة أبعدت الشخصية عن مسارها التاريخي
كازنوفا يعيش حالة هوس جنسي غير موضوعي في عوالم اقرب إلى الأساطير
هو الفيلم الثالث لفليني الذي يحمل رؤية خاصة للمخرج حول شيء أو موضوع ما،فبعد أن تحدثنا عن روما فليني ورؤية فليني لتلك المدينة التي أحبها فليني ومن ثم (ساتيركورن فليني) عن رؤية مخرجنا لتلك الأسطورة غير المكتملة نجد أنفسنا مقيديين في النقد،حيث لا بد لنا أن نتحدث عن أسوأ فيلم في مسيرة فليني.
فيلم كازانوفا فليني حقق عام 1976 عن رؤية خاصة لهذه الشخصية الحقيقية والواقعية مع اختلاف الآراء حولها.
إذا هذا الفيلم الذي واجه نقد قاسي وشديد عندما عرض ولا زال يعتبر وصمة عار في مسيرة هذا المبدع الكبير بحيث جعل من كبار النقاد يعيدون التفكير في ترتيب الأوليات من حيث الترتيب والتساؤل إن كان فليني عظيم السينما الأول.
فيلم كازانوفا محمل وبكثرة بالايحاءات والمشاهد الجنسية الرمزية حتى لو كانت هذه الايحاءات والممارسات معتوهة وعلى خلفيات موسيقية كوميدية ...
رجل على درجة عالية من التكبر والغرور وفي نفس الوقت على درجة عالية من الدراية والثقاقة والجنس هنا في هذه الرؤية ذو علاقة كبيرة بكازانوفا وليس الحب وقد يكون هذه ضمن رؤية فليني الذي كتب هذا الفيلم وأخرجه.
المكان هو فينيسيا(البندقية) وكازانوفا متهم بممارسة السحر الأسود ومطالعة كتب الشر الممنوعة،فنان كتب الهرقطة وناقد عظيم للدين،لذلك يوضع في السجن مع دقائق قليلة من استرجاع الذكريات لا تاخذ الزمن الكثير من وقت الفيلم،يهرب كازانوفا ليبدأ رحلته الطويلة ويبقى أسيرا للمنفى الأوروبي...
ثم تتوالى الشخصيات الغريبة في حياة هذا الرجل النابعة من مخيلة فليني الخصبة والغنية فهو يقع في فرام (آنا ماريا) المريضة والتي حار الأطباء في علاجها ولكن كازانوفا يداويها من خلال المعاشرة.
التي تطلب مساعدته بالخلود،فيقوم بفعل جنسي في (marquiseويتعرف الى الساحرات،على سبيل المثال الساحرة (
طريقه إلى باريس ارضاء لرغبات تلك الساحرة وتحقيقا لنظرياتها.
الفيلم ينقصه الاحتشام الفني والرؤية الموضوعية الهادفة للجنس عند الفنان إلى درجة كبيرة،ومغامرة كازانوفا هي مغامرة جنسية بحق لرجل متبجح يدعو نفسه ب(الكسندر غرفة النوم) وممارساته تبدو حمقاء وغير عادية كما أن الديكورت المستخدمة في الفيلم كانت على نمط حكايات ألف ليلة وليلة،والحكايات الخيالية والشخصيات الغريبة القريبة إلى الخبل ومبالغة فليني في خلق الصور الخلفية كل هذا يدفع إلى القول بأن فيلم كازانوفا فليني متعلق بأحلام فليني وهو حكم أصبح عادة بالنسبة إلينا في الحكم على أفلام فليني الأخيرة.
التي تختفي فجأة فيبدأ كازانوفا بالبحث عنها((Enrichettaيبدأ كازانوفا بالبحث عن الحب الذي دعاه بحب حياته ((
مستخدما كل كلمات الحب والرومانسية الخارقة بالمعنى الحرفي والمجازي للكلمة...
ولنطرق قليلا باب اللغة لعلنا نجد بعض المتعة فاللغة المستخدمة في الفيلم هي اللغة الانجليزية الصعبة القريبة من مادة شكسبير اللغوية ولو دخلنا في نقاش لغوي مع التشيكي ميلان كونديرا حول أصل كلمة كازانوفا كان الموضوع ممتعا أكثر...
،تصل إلى (Nino Rotaهذه الرحلة الطويلة والمتنوعة،والتي وضع الموسيقى التصويرية لها رفيق درب فليني (
عوالم لندن تحت الأرضية وهناك يلتقي أنجلينا الضخمة والمصارعة في عوالم قريبة جدا من عوالم الاساطير،ولكن كل هذه الرحل الطويلة ستقود كازانوفا إلى مكان واحد(السرير وغرف النوم).
فليني ربما أراد رواية قصة،أو ملحمة بطولية،لكنه لم يعطي هذه القصة أو هذه الملحمة حقه الدرامي وبعدها التاريخي بل بدت شخصياته مبعثرة وغير مرتبطة مع بعضها سوى برباط ضئيل جدا وهش،والأجواء التي خلقها فليني في فيلمه هذا أقرب إلى الهزلية منها إلى الواقع وللسرد أحكامه عند فليني.
إذا من هو كازانوفا من وجهة فليني:إنه رجل من خلفيات غنية وأرستقراطية يعشق النساء وهو ماهر بالعشق واكثر بالمعاشرة-كما هو واضح جدا في الفيلم-فكازانوفا يبدو فحلا أكثر منه عاشقا ونحن لا نعرف أي شيء عن خلفياته التاريخية....
وإذا كان كازانوفا يملك شيئا ولو قليلا من السمعة الحسنة ففليني ليس لديه أي تبرير لتشويه ما تبقى لكازانوفا،وفيلم
من بطولة جوني ديب ومارلون براندو يبدو أفضل من هذا الفيلم. (Don Juan De Marcoضئيل مثل (
وقراءة قصة كازانوفا الحقيقية في كتاب كولن ولسن(أصول الدافع الجنسي) قد تعطينا المجال لمثل هذه المقارنات والتبريرات على شاكلة مقارنة فليني بالصغار.
وسرد القصة بدا ضعيفا ومملا وخالي من أي أبعاد تاريخية وكل ما في الفيلم حتى الفترة التاريخية يبدو كأنه يعمل في خدمة كازانوفا لا أكثر فالشخصية في هذا الفيلم تلعب دورا كبيرا وكأن المكان هو الذي يعيش في كازانوفا وليس العكس على خلاف جمالية الأفلام الأوروبية التي تكون للأشياء فيها دورا كبيرا من مثال كيسلوفسكي أو تاركوفسكي.
فليني يأخذنا إلى عمق ذاتي شخصي عن كازانوفا ويهمل كل الأشياء باستثناء خلق وتنسيق عوالمه الغرائبية وشخصياته المعتوهة القادمة من عالم الخيال الأمر الذي أضفى علي الفيلم جمالية بصرية مألوفة في أفلام فليني (ساتيركورن-السفينة تبحر) فلقطة على شاكلة مشهد عازفي البيانو والغناء الأوبرالي في مشهد هندسي حيث عدد من عازفي البيانو معلقين في السماء يغزفون الأوبرا وأحدهم يغني في الأسفل وكل الذين يغنون في القاعة هم الكورس لهذه الأوركسترا الأوبرالية...
مشاهد مثل هذه موجودة بكثرة ولكنها لم تستطع بحد ذاتها أن تعطي أي تبرير لنجاح الفيلم..كيف ستنقذ هذه المشاهد فيلما يمارس فيه البطل الجنس مع دمية في المشهد النهائي للفيلم.
سقوط فليني في الرؤية الخاصة انعكست سلبا على هذا الفيلم على عكس ما حصل معه في فيلم 8.5 الذي يبدو أكثر أفلامه خصوصية وذاتية وابداعا،ونتوصل إلة نتيجة حتمية بأن فليني يجب أن يذكر دائما مع فيلم 8.5 بالاضافة إلى الحياة حلوة وإلا سيفقد الكثير من شهرته كمخرج..وفيلم كازانوفا لا يقدم إجابات واضحة عما أراد أن يقوله.
.Donald Sutherland,قام بدور كازانوفا الممثل



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساراباند 2004: دراما معقدة لعلاقة ناقصة
- مشاهد من الحياة الزوجية 1974 لانغمار بيرغمان: قصة انتهاء زوا ...
- الظمأ(ثلاثة قصص حب غريبة) 1949 لأنغمار بيرغمان:نموذج لأمرأة ...
- TANGO 1998::امتزاج بين الواقعي والاستعراضي في سرد سلس ومتناس ...
- السفينة تبحر 1983 لفدريكو فليني:حضور أوبرالي وكنايات سياسية ...
- العظيم الأخير(إيليا كازان) 1976:تبريرات قصدية لأحداث تغيب عن ...
- البكاء والهمس 1972 (أنغمار بيرغمان):محاولات للوصول إلى أصل ا ...
- The Touch1971:قصة حب عادية جدا للصدفة فيها دور كبير
- In The Mood Of Love 2001:سردية هادئة لقصة هي في ذروة العقدة ...
- دراسة مطولة حول فيلم التضحية(أندريه تاركوفسكي)1986: الخلاص ا ...
- الحنين 1983 لأندريه تاركوفسكي: تأملات في شعور بشري خالص
- لفدريكو فليني: مرة أخرى عن ذكريات فلينيAmarcord
- ستالكر أو الدليل لأندريه تاركوفسكي 1980 :المنطقة أو لحظة زوا ...
- زوربا اليوناني 1964:اليكسس زوربا:الرجل المحاصر بين متطلبات ا ...
- Passion of ann 1969 لأنغمار بيرغمان: سرد واضح لشخصيات ضعيفة ...
- ساعة الذئب 1968:بداية الحقبة النفسية لبيرغمان
- سولاريس لستيفن سوديربيرغ: رؤية جديدة لرواية ستا نسلو ليم:سول ...
- الإغواء الأخير للسيد المسيح 1988:أكبر ثورة فكرية في تاريخ ال ...
- دراسة حول فيلم Persona(قناع الشخصية):رموز أدبية وتحليلات نفس ...
- فيلم المرآة1975:محاولة لفك رموز تاركوفسكي المعقدة-تجلي العنص ...


المزيد.....




- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - كازانوفا فليني 1976:سقوط فليني في رؤية خاصة أبعدت الشخصية عن مسارها التاريخي