أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مصطفى محمد غريب - ظهور الإمام المهدي لقتال الكرد















المزيد.....

ظهور الإمام المهدي لقتال الكرد


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3827 - 2012 / 8 / 22 - 21:22
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


في الآونة الأخيرة واقصد بعد تشكيل الحكومات وفق المحاصصة برزت خطابات راديكالية علنية باتجاهين الاول طائفي و الثاني قومي ، وفي هذين المجالين عممت أفكاراً بعيدة عن مفهوم المواطنة والوطنية ، الأول يدفع باستمرار نحو تطاحن طائفي باتجاه استغلال الدين فيما يخص حوادث ومجريات التاريخ، والثاني خلق نوع من العداء على أساس قومي وبخاصة ضد القومية الكردية التي تعتبر القومية الثانية بعد القومية العربية، وقد عملت على تأجيج العداء والطائفية العديد من القوى التكفيرية الإرهابية والميليشيات المسلحة إلا أن أكثرية محاولاتهم باءت بالفشل تقريباً بسبب تمسك أكثرية أبناء الشعب بالوحدة الوطنية ، لكن المحاولات مازالت مستمرة وقد تكون لها نتائج غير حميدة بالنسبة لوحدة البلاد والشعب العراقي إذا لم يجر العمل بشكل ايجابي وطني تجاه هذه التحركات الشوفينية والانتقال إلى أجواء التصالح الوطني والشفافية في العلاقات، أما العودة إلى سياسة معاداة الكرد بحجة قيادتهم السياسية ونيتهم للانفصال وقيام دولة كردية فقد افلح البعض منذ وصول أحزاب الإسلام السياسي للحكم في تجديد الخطاب القومي الشوفيني بقاعدة دينية بحجة الوطنية ووحدة الشعب العراقي وقضايا النفط والمادة 140 والمناطق المتنازع عليها، ومن جملة الضغوط حول حصة الإقليم من الموازنة وان نسبة 17% أكثر مما يستحقه الإقليم وما دعوة نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني إلى تحديد حصة الإقليم من الموازنة 13% بدلاً عن السابق 17% إلا نوعاً من الضغط وممارسة تدل على الغباء السياسي، وقبل هذا التصريح قامت حكومة نوري المالكي بإغلاق ممثلية الإقليم وهو إجراء غير قانوني ومخالف للدستور الاتحادي، وصار الهجوم على الإقليم وحكومته عبارة عن منطلق لتشديد المفهوم أن الكرد اخذوا أكثر مما يستحقون ولهذا يجب ردعهم عن طريق الضغط والقوة العسكرية وبدء البعض يذكرنا بما قام به النظام الدكتاتوري وحتى أن هؤلاء الحاقدين المتربصين بالعملية السياسية منحوا له الشرعية القانونية في تأديب الكرد تحت طائلة مهاجمة قياداتهم السياسية، وباعتقادنا أن ذلك سوف يفشل حتماً وسيتم التغلب عليه بوعي مكونات الشعب العراقي وحرصهم على الوحدة الوطنية، من جملة الأساليب الجديدة ادعاء جلال الدين الصغير بخروج الإمام المهدي لمحاربة الكرد قبل غيرهم مع العلم أنني لم اسمع منذ صغري بظهور صاحب الزمان الإمام المهدي إلا لينقذ الناس من ظلم الظالمين ويقيم العدل ويصحح ما طرأ على الإسلام من تقاليد وراثية وتشويهات فقهية، وحتى أنني عندما كنت صغيراً اسمع من أبي وخالي والكثير من أفراد عائلتي وأقربائي عندما يظهر المهدي سوف يحاسب أول ما يحاسب أكثرية علماء الدين الذين شوهوا أصول الإسلام...الخ، وبقت هذه وغيرها معلقة في ذهني لحين، ولم اسمع لا من عائلتي ولا من أي عالم ديني في الجامع أو الحسينية أو أي تجمع كنت فيهِ تجري فيه حكايا تراثية أو مواعظ دينية، وعلى امتداد عمري لم أقرأ في أي كتاب استطعت الوصول إليه أن الإمام المهدي سيخرج ليحارب قومية أو ملة غير العرب وبخاصة الذين سيحاربون وجوده الجديد، ولهذا عندما سمعت خطبة خطيب جامع براثا جلال الدين الصغير وتصنيفه للكرد بأنهم مارقين مع العلم أن المارق هو الذي يخرج بدون حق والذي يتجنى على الناس ويصفهم وينعتهم بنعوت لا تتطابق مع المفاهيم السماوية والقوانين الوضعية العادلة.. والمارقون من يستغلون الدين للخروج عن الجماعة لصالحهم ولصالح أهوائهم، ويضيف بشكل تهكمي وتسخيف للتاريخ بأن خروج الإمام المهدي منذ البداية هو الانتقام من هؤلاء الكرد، فالفقيه!! والمخالف بامتياز للواقع والموضوعية جلال الدين الصغير يقول " أن أول حرب سيخوضها المهدي ستكون مع الكرد" وقد خص أكراد العراق بالذات ثم عاد وامكر مؤكداً أن ذاك يتعلق بأكراد سوريا وهي سيان لأنه خص القول بالكرد أينما حلوا،، وروى أن دمشق سوف تضرب بقنبلة نووية وأبقى اللاذقية بمنجى عنها لأنها مدينة تتبع لآل الأسد وهذا تشويه لواقع هذه المحافظة، وكأن الصغير لا يفقه أو يفقه بلا ريب لكنه يُحرف ويشوه أن ضرب مدن سوريا سوف يجعل حتى من أجواء سوريا عبارة عن موت زوآم لن تسلم منه ليس اللاذقية فحسب بل حتى البحر والبلدان المجاورة، ولن نعيد مأساة اليابان كمدينتي هيروشيما وناكازاكي الذي قتل في كلا المدينتين حسب التقارير ( 220000 ) ألف عدا الحروق الإشعاعية والتعرض للإشعاعات بعد التفجير النووي ولسنين طويلة، ولم يذكر لنا الصغير من الذي سوف يضرب دمشق بالقنبلة النووية بوجود المعادلة التقريبية في العالم الذي يملك هذا السلاح المدمر فإذا كانت إسرائيل وهو لم يشر بكلمة لها فان دمشق لا تبعد عنها الكثير وهذا ما يرجح انتقال التأثيرات والإشعاعات النووية على شعبها وأراضيها ، وإذا كان يقصد أمريكا أو أية دولة تملك النووي فهناك توازن استراتيجي تقريباً، ولا نعرف كيف سيعيش الإمام المهدي والجماعة التي ستلتحق به لمحاربة الكرد المارقين في وسط هذا التفجير النووي الذي بالتأكيد لن يبتعد عن الزلزال الذي سوف يصيب الحميدية وغيرها وغزو الترك ومحاربتهم للانفصال الكردي، أليس هذا الوهم عبارة عن خلق وهم آخر بتشويه الوقائع وفبركتها سياسياً وليس دينياً وصولاً لتشويه الوعي الاجتماعي في الناس؟
إذا كان جلال الصغير يروْج لقضية ظهور الإمام المهدي بالاعتماد حسبما رواه عن رواية الإمام الباقر وقد ذكر سلسلة من الأحداث ما بين الزلزال أو " النزول التركي في الجزيرة" لا نعرف أي جزيرة يقصد ويحاول بما جاء به من مفاهيم غريبة عن روح التآخي والوئام أن يبرئ العرب والترك من المارقة لأنهم الأكثرية لكن الكرد في " مناطق الخابور وتحديداً القامشلي التي ستكون عاصمتهم ( يقصد الكرد ) عند إذ لا يمكن ان تصور أن المروق سيكون عربياً لان العرب في هذه المنطقة هم كثرة بالنتيجة لا يمرقون عن أنفسهم لذلك لا يسمى مروقا، نحتاج إلى مارقة لا هم من العرب ولا هم من الترك، عندئذ لا يوجد لدينا غير الأكراد يمكن أن يكونوا موضوع الكلمة في رواية الإمام" وفي كلامه يحاول ان يبين ان الإمام المهدي لم يخصص إيران في الكلمة بل أبعدها ونحن ندرك التطابق الطائفي المقيت عندما برأها من كل ذنب ولكن " خصص الأكراد " ويفهم من كلامه ان الأمام المهدي رجل شوفيني حاقد ضد الكرد وسوف يحاربهم لإحقاق الحق وبسط العدل على العالمين!! وهو لم يفسر ما هو الحق عند الإمام المهدي ولا قضية العدل والعدالة عنده أيضاً.
لسنا بصدد مناقشة إذا كان ظهور الإمام المهدي بالضد من أية قومية أو فئة لأننا فهمنا من الروايات المنسوبة والصحيحة انه على غير ذلك تماماً وهو تشويه لما روى عن الخروج وأسبابه وقد طال الزمان، ويبقى الأمر عن جلال الصغير فهو الذي يرى بأم عينيه على الرغم من انه حاول بعد ذلك تبرير مواقفه وأنه ليس بالضد من الكرد وهو روى الرواية من الكتب " إن علاقتي بالأخوة الأكراد ليست علاقة مصلحية وليست علاقة ظرفية فقد عشنا معاً في السجون وفي جبهات القتال فضلاً...الخ " انه العدو اللدود لحقوق ليس الكرد فحسب بل لجميع مكونات الشعب العراقي ما عدا العرب الشيعة وبهذا يسدل الستار على مفهوم الوحدة الوطنية والتكاتف الوطني والحفاظ على العراق وعدم زجه في مشاكل لا تفيده بل تجعله منقسماً على نفسه وهي مرآة لما سيؤول من نتائج كارثية، ولهذا نجد من غير المفيد الاستمرار في تفنيد ما جاء في رواية رواها جلال الصغير عن خروج الإمام لكننا نستشف من كلامه الذي يطالب فيه في آخر الأمر بعدما يثير إلى المواجهة الأخيرة بين الجيش الذي أرسله رئيس الوزراء نوري المالكي وقوات البيشمركة فيشير " ما يجري اليوم هناك علامات ومعلومات ان قتالا جرى بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة ( لم يجر أي قتال فعلي ) على منطقة زمام اليوم مع انه مخالفة دستورية مع العلم ان الدستور يؤكد ان الدفاع هو مهمة اتحادية " إذن ان الموضوع ليس في قصه بطريقة قصخونية حول حوادث ألف ليلة وليلة بل لبه التحريض العلني ليس ضد الكرد وحقوقهم فحسب بل ضد أية قومية أو مُكَون يطالب بحقوقه، لأن جلال الصغير يطالب بالحسم وعلى حد قوله " الحسم يحتاج إلى رجال هم أصحاب المواقف الحاسمة " لكي يشاركوا ويعدوا أنفسهم على الأقل طائفياً وفق رؤيا أسلمة سياسية وبهذا يخضع الصراع مع الكرد لهذه الرؤيا الضيقة، بدلاً من خوض الصراع بالضد من الفساد والإرهاب الذي يحصد رؤوس الأبرياء فحصيلة الخميس السابق 16 / 8 / 2012 فقط دون الأيام التي تبعته وحسب ما ورد من قبل الجهات الأمنية " 204 قتيلاً وجريحاً بينهم عناصر أمنية وضباط جيش وشرطة وكما يقال وهكذا دواليك" والميليشيا الخاصة على شكل تنظيمات مسلحة مدعومة بشكل رسمي ومن اجل تحسين الخدمات وحل مشكلة البطالة والكهرباء والكثير من القضايا التي تحتاج ليس إلى الحكومة أو ائتلاف أو حزب واحد فحسب بل إلى الجميع لكي يتفاعلوا لإنقاذ البلاد ولحل الأزمة التي دوافعها معروفة وليس الأوهام بالقتال ضد الكرد بعد " إعلان الأكراد الانفصال ( بالمشمش ) بعد ثلاثة إحداث حسب قول الصغير " وان يتحجج بعضهم بقياداتهم السياسية، من هذه الرؤيا الواضحة والكفيلة بالتدقيق نفهم وكل الشرفاء من أبناء الوطن ان المخطط المدفون في أروقة البعض من الطائفيين والقوميين المتطرفين والذي يطفح بالشر والعدوان سوف يكون على الطاولة السياسية تحت غطاء أسلمة سياسية معجونة بالطائفية وعند ذلك لنتصور الوضع بشكل خاص وعام ونتائجه السيئة على جميع مكونات شعبنا ولا بأس ان نقول على المنطقة.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد وما أدراك ما فساد الطائرات وغيرها
- دوغما فكرية وسياسية فاضحة في خرق قرار المحكمة الاتحادية
- مخاطر التهديد بالسلاح الكيميائي والبايلوجي
- الإصلاح وتجربة المفاوضات
- ألعبة تكفي لكشف الحقيقة؟!
- للمرة الألف متى تنصف جميع حقوق الكرد الفيليين؟
- العودة للمربع الأول والضحايا من المواطنين الأبرياء
- دمار سوريا دمار والشعب السوري يدفع الثمن
- كلما تشتاق ظنوني
- إخطبوط المحاصصة في جميع مرافق الدولة
- شجرة تبدو واقفة
- الحزب الشيوعي العراقي واللقاء مع نوري المالكي
- عيد الصحافة العراقية أم عيد.....!
- الإصلاح الجذري أو الانتخابات المبكرة
- أسف في محله عبادة
- إلغاء القوانين والقرارات لنظام البعث والحاكم الأمريكي بريمر
- متابعات غزلية
- التصريحات والإعلام المأجور والسيئ وعملية سحب الثقة
- استفسار عن الشهيد سليم إسماعيل
- ثمة ألوان مخفية


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب
- هـل انتهى حق الشعوب في تقرير مصيرها بمجرد خروج الاستعمار ؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مصطفى محمد غريب - ظهور الإمام المهدي لقتال الكرد