أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي بن بلعيد - العقل العربي .. فاشل في إدارة ألأزمات وناجح في إنتاجها














المزيد.....

العقل العربي .. فاشل في إدارة ألأزمات وناجح في إنتاجها


سامي بن بلعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3826 - 2012 / 8 / 21 - 23:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثبتت ألمراحل التأريخية على إمتدادها الطويل منذ ألأزل على إن العقل العربي فاشل وبجدارةٍ كبيرةٍ في إدارة الأزمات , حتى ما يسمّى بحضارات عربية كانت عبارة عن طفرات طغى عليها جانب الصراع والتآكل الذي أفرز حضارات ودويلات على حساب أخرى وكل تلك المسميات الرنانة التي يتباهى بها العرب عندما يشعروا بالخيبة والفشل الكبير في صناعة الحاضر والمستقبل لم تترك أي إرث إيجابي في طيات الذاكرة المجتمعية التي تشير ولو الى الشيئ اليسير من الدلالات التي تؤكّد أو تبرز شيئ من السلوك الحضاري الجمعي ما عدأ شذرات من التأريخ الاسلامي الذي ما برح إن حوله تابعيه الى مصدر رئيسي من مصادر صناعة الأزمات


فالحقيقة الواقعية لا تحتاج الى تنجيم وضرب بالرمل والحصى لأنها مُتجلية تماماً لمن أراد أن يدركها وهي لا تخرج عن إطار الذات العربية التي تعطّلت فيها مسارات وقواعد التفكير العقلي والإنساني وأصبحت العاطفة التي تحركها إهواء النفوس هي الموجهة للأنسان العربي , حتى العقول العربية الناضجة لم يعد لها فاعلية لأن الثقافة الاتفعالية هي صاحبة الغالبية , فضاع الحق والمنطق في حقول الوهم والعشوائية التي تغمر الساحات الفكرية


وإذا سألنا ... لماذا لم ننجح ؟ لماذا لم نستطع تشخيص الامراض وإعطاء الوصفات الشافية ؟ لماذا تنتهي أزمة لنفاجئ بعدّة أزمات على غِرارها ؟
لا الاسلاميين نجحوا ولا العلمانيين نجحوا ولا المفكرين ولا العلماء ولا المثقفين على مُختلف ألأطياف ؟
لماذا شعوب العالم تتحرّك الى الأمام ونحن نتحرّك الى الخلف ؟


ألإجابة أنا أعتبرها صغيرة وهي :
إن العربي عندما يغضب وينفعل يضيع منه عقله ... وعندما تتحدّث مع الكثير من الناس المثقفين في الظروف العادية ... تقول ما شاء الله .. نحن في أحسن حال
والحقيقة لسنا في أحسن حال لأن أهواء نفوسنا هي من يحكمنا ... والنفوس عاطفة وإنفعال يتبعه خلاف وصراع فحروب ومؤمرات .. فالإنفعال هو الداء العضال الذي قطّع ألأوصال ...والطبيعة البدوية ما زالت تفعل فعلها بغض النّظر عن المؤهلاة والشهادات العلمية العالية .. وسبق أن أشرت الى ذلك في أحد مواضيعي السابقة


تؤكّد علوم الصحة النفسية إن الشخص المُنفعل عندما تأتيه حالة الانفعال والغضب
تحصل عملية فصل بين ألإنسان وعقله الواعي _ المحايد الذي يرى الحقيقة كما هي عليه في الواقع _ مهما
كانت درجة أهلية الشّحص

تلك المشكلة المحورية المكرّسة في واقع الانسان العربي لم تكن جديدة بل إنها نتاج لمخاض زمني طويل
ترتب عليه إندفاع ألانسان العربي نحو العاطفة والانفعال بعيداً عن مسارات العقل الواعي الذي يصنع المعرفة
وبالتالي أصبحت ألأُمةَ تتحرّك على عكس حركة الحياة الحضارية للشعوب برغم إنّها تقدّم من الاعمال المضنية
أكثر مما تقدمّة كثيراً من الشعوب الأُخري والسبب إنها تنطلق من ميادين العاطفة ومن ميادين لا تمُت بصلة
الى ميدانها الحقيقي ( كيانها الثقافي )

ونتيجة ذلك التراكم الذي ينتجه العقل المجتمعي _ ذاكرة المجتمع _ تظهر المفارقات المضحكة المبكية
التي تجعلنا مندفعين نحو الهدف بين مدافعين عن تراثنا وعاداتنا ومعتقداتنا او مدافعين عن آمالنا وطموحاتنا
ومستقبلنا وفي الواقع الملموس نحن نمثّل ألاراء والأفكار التي تدور في ذاكرتنا المجتمعية الجبّارة التي
نقدّم أنفُسنا ضحايا وقُرباناً لها مع إصرار وإستكبار على إننا نصنع التأريخ ونعالج ألأزمات ونحن على العكس من ذلك

ومع ذلك فإن العقل الواعي قد لا يموت لدى فئةٍ من الناس في جزء مما يسميه فرويد العقل الباطن
وعندما يثور أولئك ألافراد ضد ما هو قديم وما تنتجه ماكنات العقل المجتمعي بجانبها السلبي يلقى
أولئك المميزين الكثير من الصد والعقاب والتعذيب الذي يصل الى درجة القتل

وأولئك المميزين أدركوا إن هناك عقل مجتمعي منفعل وقاهر وعقل واعي ينظُّر الى ذلك العقل ويهدف
الى التصحيح والتغيير وهذه المرحلة هي ما أسماها الجابري مرحلة التفكير بالعقل في العقل

والتفكير بالعقل في العقل يشكِّل نوعاً من إنعكاس الفكر على ذاته ... فتصبح الذات موضوعاً للبحث
الفكري المُمنهج بدل إن يكون الموضوع _ العقل الانفعالي _ ميداناً للعمل الفكري في الاحوال الموروثة

وهذا ألأمر يضعنا أمام لحظة مراجعة بالملكة التي تصنع المعرفة للملكة ذاتها كأداه لأنتاج المعرفة
ويكون ذلك أفضل بمليار مرّه من أن نجعل وسائل إنتاج المعرفة مجرّد وعاء يحفظ تأريخ وتراث الماضي
او يقلّد ألآخر وينقل عنه المعرفة دون تمحيص أو تبيئه تعطي العقل النقدي حقّه في التفكير والتحليل
ويبقي الجميع داخل دائرة الجمود المتحرّك بقوّة قاتلة

لأن كل الجهود التي تبذلها الشعوب ونخبها ستظل في عالم ألأماني والأُمنيات مهما تخيّل الينا إننا نتحرّك ونثور
فسرعان ما نعود الى نفس محاريبنا العتيّة
فإن لم تقُم ثورة فكريّة قيمية
تقلب طاولة المفاهيم رأساً على عقب وتقوم بعملية تفكيك ممنهج مع إنتزاع كل بالي وسلبي وبطريقة مرادفة
سنظل هكذا الى أن نهتدي ونُغيّر ... أو نستمر في صناعة ألأزمات لحتى نخرج من إطار التأريخ الحديث والمعاصر
ونصبح حينها حاملين اللقب بجدارة ( علماء وملائكة ألأزمات ) وطبعاً سيكون أغلب أبطالها إسلاميين وعلمانيين



#سامي_بن_بلعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الذين يندبون الحظ لفوز ألإسلاميين
- المثقفون .. متى ما تحرروا .. تحررت الشعوب
- ألإنفعال يقطع ألاتصال بين العربي والإعتدال
- العرب يهزمون بعضهم وأصبحوا جميعاً خاسرين
- الاسلاميين يتحرّكوا أمام جمود العلمانيين
- هل يترتب أمر الحداثة بالقضاء على الدين
- لماذا لم نحتفل بإنتصاراتنا على العقل
- التغيير ضرورة تأريخية لاحياء العقول
- الفيتو البترولي العربي مصدر للتخلُّف
- العقل السياسي العربي يعمل بالإيجار للدّفع بالشعوب نحو الانحل ...
- العرب والاستبداد ... عشق لا ينتهي
- هل هدف العلمانيين تفكيك ثقافتنا فقط
- العربي لن يتغيّر لانه لا يرى ذاته
- الثقافة المجتمعية سبب انتاج الاستبداد والحكام والمستعمرين نت ...
- أوجه التشابه القاتل بين الاسلاميين والعلمانيين
- العقل العربي ومحاولة الطيران بجناح واحد
- العرب متفوقون بصناعة الثورات ضد بعضهم
- العرب حاضرون فنياً ..غائبون فكرياً وسياسياً
- المثقفون بحاجة الى ثورة تغيير قبل غيرهم
- غرائز العربي تتغلب على عقله


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي بن بلعيد - العقل العربي .. فاشل في إدارة ألأزمات وناجح في إنتاجها