أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - التقارب السعودي الايراني..لله أم لقيصر؟














المزيد.....

التقارب السعودي الايراني..لله أم لقيصر؟


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3826 - 2012 / 8 / 21 - 01:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قطعت الكلمات التي ادلى بها وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي قول كل خطيب..وانهت تصريحاته التي تحدث فيها عن أن "بلاده اتفقت مع السعودية على رفع مستوى العلاقات" ايام من التعليقات الحذرة التي ملأت وسائل الإعلام العربية في محاولة لمقاربة وقائع الاستقبال الذي تجاوز المستوى البروتوكولي المعتاد,والذي خصت به المملكة العربية السعودية الرئيس الايراني أحمدي نجاد اثناء مشاركته في اعمال اجتماع منظمة التعاون الاسلامي التي انعقدت في مكة المكرمة قبل ايام..
ولكن رغم وضوح العبارات التي ادلى بها السيد صالحي والآمال التي تبعثها صورة الرئيس الايراني يشارك العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز استقبال القيادات المشاركة في الاجتماع,الا ان كل ذلك يبدو ليس كافيا للتغطية على الغليان الذي يستعر في المنطقة على وقع النزاعات السياسية العضال المموهة باطار ملتبس من الخلافات المذهبية والمعتقدية والتي كان-وما فتأ-للبلدين اليد الطولى في اذكاءها وتسعيرها وتحميلها لشعوب المنطقة دما وارواحا ومقدرات..
وهذا ما قد يجعل الحديث عن أن "العلاقة بين طهران والرياض استثنائية ومثالية"و تزامن تلك المؤشرات مع الحديث عن تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية في الرياض،لا يكون معبرا بأمانة عن طبيعة الاشتباك السياسي والامني المحتدم بين البلدين في اكثر من ملف وأزمة والذي غالبا ما يدفع الى اتهام النظامين بانهما السبب المباشر وراء جل التعقيدات التي ترزح تحت اثقالها شعوب المنطقة, وقد يحيل الامر الى محاولة فرض مدلس لزعامات سياسية مأزومة على مرجعيات فلسفية مذهبية مشرعنا اللبوس الديني الزائف الذي لطالما تقنعت به التقاطعات السياسية ما بين طهران والرياض..
لسنا في صدد الدخول في النوايا,ولكننا لا نرى الامر الا ضمن العديد من القرارات السعودية الكثر التي قلما يخلو منها خطاب للقيادة السعودية والتي تمتاز على الاغلب بكونها انعكاسات لقراءة سريعة للاحداث ورد فعل مبني على دراسة ملتبسة للمعطيات الواقعية على الارض,وهنا بالذات,قد نستطيع ان نحيل الامر برمته الى التراجع الكبير للسياسة السعودية في اكثر من جبهة لصالح الشريك القطري الاكثر مرونة وتخففا من الالتزامات الايديولوجية التي تثقل من خطى المملكة الدبلوماسية في سباقها اللاهث على النفوذ في دول الربيع العربي ومنطقة الخليج,أي اننا امام تدعيم مواقع سياسية اكثر من كونه حوار افكار ومعتقدات.
وهنا قد يكون من نكد الدنيا بان تجد المملكة -منقطعة الانفاس من تسارع الاحداث- نفسها تبحث عن اعتراف من ايران بدورها القيادي في المنطقة,مقابل الاقرار بدور ايراني مشوش ضخمته وسائل الاعلام الخليجية نفسها..
كما انه بحسابات البيدر فان التأكيد الخليجي المكثف واللجوج –والمجاني-بولاء العرب الشيعة لطهران لا نجد ما يقابله من واقع او دعوات او حتى تنظير –خارج اطار افتتاحيات الصحف السعودية-لتصدر او قيادة سعودية لاهل السنة والجماعة وان حتى التيارات الراسخة في التأسلف لا تدين-خارج التمويل والاعلام- للمؤسسة الدينية السعودية..وهو نفس ما ينطبق واقعيا على الشيعة العرب –خارج الاعلام-بالنسبة لايران,مما يجعل مثل هذه الدعوات تخرج من اطارها الصحيح في اشاعة الالفة والتقارب وتغليب المشتركات بين اهل القبلة الواحدة الى امتطاء الاجتهادات الفقهية والفكرية لتأكيد زعامة ملتبسة خارج اطار العرف والمنطق.
والاكثر ارباكا ان هذا التغير في المواقف جاء دون رصد أي تغيير جوهري-او حتى في الجزئيات- لسياسات طهران ان كان في تعاطيها مع الشأن السوري او بقية الملفات الإقليمية,ان لم يكن هناك ما يشي باصرارها المتماوت على خياراتها السياسية والامنية,والدفع باستثمار تلك الملفات كنقاط تفاوضية في مسلسل نزاعها الطويل مع الغرب لنيل الاعتراف بنفوذها الإقليمي,مما لا يبدو معه انها ستهتم كثيرا لاي مركز للحوارات بين المذاهب الا من خلال-وكما الاطراف الاخرى-الجانب الدعائي المطلوب في هذه المرحلة..
لاشك أن دعوة الملك عبدالله آل سعود للابتعاد عن الفرقة هي دعوة موفقة ولكنها يجب ان تكون ضمن سياقها الصحيح الهادف الى تغليب المصالح العليا على للشعوب على السياسات الفئوية الضيقة ,وان الاستجابة الايرانية محمودة بالتأكيد ولكن ليس ضمن هذا التصعيد الخطير على الارض في اكثر من مكان,كما ان الرغبة في لم شمل الامة الاسلامية لا يتم عن طريق تغييب العراق او تجاهل مصر او استبدال الحملات الصحفية المنظمة تجاه ايران بالهجوم على لبنان او "عرب الشمال"..والاهم هو القدرة على ترجمة هذه الشعارات على الارض بما يحفظ امن المسلمين وكرامتهم ويحقق لهم الحرية والعدالة الاجتماعية المنشودة..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزوة -آل المقداد-.. خليجيا
- قراءة سريعة من خلف الدخان
- الدراما التاريخية..الفشل الاكثر كلفة
- دعاة وفضائيات
- الشيخ لوعاد
- الطائفية اولاً
- أن تأتي متأخرا..
- المبادرة هي السبب
- شقشقة في الديمقراطية
- انشقاق..أم انسلال
- تجسيد الصحابة..من جديد
- الدجيل لا تطلب منكم الكثير
- عصر التواصل
- ممارسات غير محسوبة..
- تحت رايات جليحة والابيض
- ثقافة المواطنة
- انقذوا دجلة الخير
- دعونا وآلامنا
- لا تظلموا السيد البطاط
- اقلام..واقلام


المزيد.....




- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - التقارب السعودي الايراني..لله أم لقيصر؟