أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر موحى - الملكية المغربية والمتاجرة بالمآسي الانسانية














المزيد.....

الملكية المغربية والمتاجرة بالمآسي الانسانية


ناصر موحى

الحوار المتمدن-العدد: 3826 - 2012 / 8 / 21 - 09:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ يومين فقط هبت القنوات العمومية المغربية الثلاثة (2m,rtm,medi1tv)وفي وقت واحد بأطقمها التقنية نحو سطح احدى العمارات بالبيضاء حيث يعيش الفنان حسن مضياف في مايشبه بيت مع عائلته . مع العلم ان الرجل كان مريضا منذ شهور وربما سنوات ولم يحدث ان زاره احد من سادة الاعلام المخزني . السؤال اذن مشروع . لماذا كل هاته الهرولة وفي هذا الوقت بالذات تذكروا ان هناك فنانا يعاني ويلات الفقر والمرض في صمت فظيع ونسيان افظع ؟
معروف أن القنوات الاعلامية الرسمية في المغرب لاتتحرك جماعة لهدف واحد وفي وقت واحد الا بأوامر من القصر الملكي ومحيطه. فماذا يريدون من فنان لايستطيع ان يعيل نفسه فأحرى عائلته رغم انه وجه تلفزي مشهور ومحبوب . هي الصفات المثالية التي يبحث عنها دهاقنة المخزن لاستعمالها في الماركوتينغ السياسي . الشهرة وحب الجمهور حين يجتمعان في شخص/سلعة يكون في محنة وبالتالي في حاجة للمساعدة فإن ذلك يخلق عقدة بالفهم السينمائي عند المتلقي ويخلق بطلا دراميا بامتياز . الآن وقد اوصلت تلفزات القطب المتجمد وبعض المنابر الذيلية السيناريو لمستوى العقدة بعد ان قدموا مشكلة الفنان حسن او بالاحرى مأساته تركوه يقدم بنفسه الحل الممكن لهاته الوضعية العقدة المتمثلة في تكفل شخص او اشخاص او جهات بنفقات العلاج التي حددها في قرابة 14 مليون سنتيم .
هكذا اوصل خبراء البروباكاندا التشويق الى مداه .. من سينقذ فناننا المحبوب ؟ من هذا الملاك الآدمي او المساعد الرئيس لبطلنا الدرامي بلغة السيميائيات لاخراجه من المأساة واعادته لأهله وجمهوره ؟
بعد ايام من الانتظار والتشويق والصلوات والادعية سيخرج خبراء بيع القردة والضحك على من اشتراها السيف السحري الفتاك في الوقت المناسب ليفك قيد حسن مضياف ومعه يتنفس الصعداء كل محبيه والمتعاطفين مع حالته " لقد قرر صاحب الجلالة نصره الله التكفل بنفقات علاج الفنان حسن مضياف من ماله الخاص " الله اكبر..
هو سيناريو ليس بجديد بل ويعاد مرارا وتكرارا حسب الظروف والاشخاص المعنيين لكنه اسلوب ناجع يصيب في مقتل قلوب السذج والبسطاء من الرعايا ومأكثرهم .
لنتبع الكذاب حتى الباب الدار بأسئلة بسيطة وساذجة....

اول سؤال يستفزك وانت تشاهد حالة من هذا النوع هو من المسؤول عن هكذا وضع حيث لاأمان فيه على الحياة في اوقات الشدة والعجز ؟
الفن مرآة المجتمع ونبضها الذي يعكس مستوى تقدمه في شتى النواحي . واي شعب يلقي بفنانيه في جب النسيان والمعاناة كلما اقعد عن الابداع مضطرا لا اختيارا عليه ان يدق ناقوس الخطر حول مستقبله الثقافي بالمفهوم الشامل للكلمة وعليه وضع نظامه السياسي موضع شك ومساءلة باعتباره المسؤول الاول عن اختياراته التسييرية وبالتالي ضرورة اخضاعه للمحاسبة .
الواقع ان الفن كباقي الانشطة المجتمعية تسيطر عليه حفنة من اللوبيات الشكايرية التي لاتفهم في الميدان الا الاسم وهمها الوحيد مراكمة الثروات بأي ثمن وبالطرق المافيوزية التي يرعاها رموز من داخل بيت النظام الحاكم ولتذهب رسالته النبيلة وحقوق الفنانين الى الجحيم .
إن لجوء فنان أمضى سنين عمره في الابداع المسرحي او اي حقل آخر لاستجداء عطف المحسنين للتكفل بعملية جراحية او أداء مصاريف ترميم مسكن منهار وغيرها يعتبر إدانة صريحة لكل المنظومة القانونية التي اقرتها الدولة والتي تجعل المواطن بدون ضمان اجتماعي يقيه من تغيرات الزمن وبالتالي معرضا للتشريد في أي لحظة وحين وكأنه ورق كلينيكس يرمى في المزبلة بعد الاستعمال .
اكثر من ذلك يعاد اسغلال بؤسه بشكل وقح لتحسين صورته امام الشعب وهو مادأبت الملكية على فعله بشكل اصبح ممنهجا رغم انها بتعبير دستورها المسؤولة الاولى عن هكذا وضع . الصورة أشبه بمن يطرد اسرة من منزلها ليلا بالعنف وفي النهار يسكنها في قبوه كمكرومة منه مع احضار اهل الحي ليشهدوا على كرمه الحاتمي .
اهمال الفنانين اهانة للدولة واهانة للفن ..
واذاعة التكفل بهم عبر وسائل الاعلام اهانة مضاعفة لهم لأن المحسن دينيا يفترض عليه ان يقوم بذلك في سرا أما إشهاره فإنه يسقط نية الاحسان في الفعل وهكذا يسقط في الاستغلال السياسي المحض وتلك قمة الوقاحة .
اقرر قوانين مجحفة تحرم المحكوم من حقوقه ليظل دائما في حاجة لمكروماتي . وحين يقع في الشباك اشهر به لأرفع من اسهمي في بورصة الماركوتينغ السياسي وامرغ كرامته الانسانية في التراب. وفي الاخير يضطر لتقديم قدم الشكر والعرفان لجلالتي ويدعو لي بدوام الحكم والمال .
انه الدهاء والحقارة اللتين لاتجتمعان الا في من هم عن الانسانية غرباء .
المواطن كان فنانا او غير ذلك يريد حقه في الوطن وكفى . لاأحسان ولا صدقة ولا مكرومات.فمتى تتوقفوا عن جعلنا شعب متسولين منبطحين على اعتابكم لترموا لنا قشور شئ هو ملك لنا ؟
بل السؤال الأصح متى نفهم كشعب هذا مع العلم ان لنا مثل شعبي جد معبر " جيع شعبك عفوا كلبك يتبعك؟



#ناصر_موحى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم التعددية بالمغرب !
- الدولة المخزن واهانة رموزها
- دفاعا عن ملك المغرب !
- مخزن الظل بالمغرب
- في تابين كل حاكم طاغية قبل الرحيل !!
- وبكامل قواي العقلية أنا إرهابي!
- نعم لدستور محمد السادس بطعم البيعة!
- فقرات من المشاكسة الأدبية المعنونة - بولمحاين -
- حركة 20 فبراير للتغيير بالمغرب ودرس سيدي إفني
- هل وصلت رسالة الشعب المغربي ياسادة؟
- رسالة إلى ملك المغرب قبل فوات الأوان...
- ملك المغرب من جائزة نوبل للسلام إلى مسيرة الحب والهيام
- تكنولوجيا التواصل ...ذلك المهدي المنتظر
- مستملحات ومستحمرات مغربية لسنة 2010
- أش واقع في العيون ؟؟
- البارود والهرمكة مقابل العزة والكرامة
- ضقنا ذرعا بعنتريكاتم ياسادة
- أمير في جبة ثوري!!
- الكذب المقدس!!
- ثورة الملك مع الشعب أم ضده ؟


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر موحى - الملكية المغربية والمتاجرة بالمآسي الانسانية