أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - من أوراق باحث عن اللجوء (3)














المزيد.....

من أوراق باحث عن اللجوء (3)


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3825 - 2012 / 8 / 20 - 15:54
المحور: الادب والفن
    


هل يتحول العراق إلى دولة أكثر هشاشة؟*
يشكل يوم، التاسع من نيسان 2003، نقطة تحول، خلاله أُسقط تمثال صدام في بغداد أمام أنظار العالم. لم يكن حادثاً عرضيا إنما إنهيار سريع، هزة مدوية نزلت من السماء. معه إختفى دكتاتور صارم، الذي كتب قوانينه بالدم بدلاً من الحبر، ترك وراءه شعب منهوك القوى وبلد متشظي.  أُذلّ الشعب وإنحرف كلُ شئ في البلد عن مساره خلال سنوات حكمه. كان يُغير لونه وتكتيكاته، كالحرباء، حسب الظروف. حاله حال جميع المتعطشين للسلطة. إنه، كغيره، كان يرى بأن الوطنية أو القومية شعارات جيدة للتضليل بهدف الأستمرار في إحتكار السلطة. كانت لديه قدرة لا نظير لها في  الأستحواذ على ثروات البلد وإعطاء الرشاوي للحصول على العديد من معامل صنع الأسلحة المتطورة، ليحقق حلمه بأن يكون القائد الأبرز في التأريخ. ولم يكن من قبيل الصدف بأن الشرق والغرب عاوناه، في أن واحد، ليُثْبِتَ حكمه القاسي، ويحرم الشعب من الفرص ليحرر نفسه و يضمن مستقبلا معقولا. 
منذ هذا اليوم الغامض يعيش الشعب العراقي وسط تطورات ساخنة ومثيرة للإحباط: شمر النهابون عن سواعدهم لينهبوا أنقاض الوطن المخرب بأكملها. القادة الكاريزميون، المتعطشون للسلطة، منتهزي الفرص، وكذلك المكافحون الوطنيون النزيهون أسرعوا للوصول إلى بغداد، حيث يستقر الحاكم الجديد القوى المقتدر. ظهر العديد منهم في قنواتهم التلفزيونية الخاصة بهم كأبطال تَحُرْرْ، تكلموا عن كفاحهم الجدير بالثناء وإنحناء الرؤوس أمامه، وخبراتهم الديمقراطية، وأعمالهم الخيرية وعلاقاتهم التأريخية بالقوة المنتصرة التي حررت العراق وإحتلته، ولكن ليس عن حروبهم الأهلية الدموية؛ وقتل الأسرى؛ ولعباتهم الشبيهة بكرة المنضدة ( پينگ بونگ)خلال أوقات الهدنة، وقدراتهم الهائلة على إختلاس الأموال والممتلكات العامة. يكررون مأثرهم ويعيدون تكرارها كتغريد طائر سعيد يحوم فوق  كتل من البشر أُستنزفت قواها وأطلال بلد مسلوب ومنهوب ومحتل. 
ما سبق هوالجزء المنجز من مقال، بالأحرى تعبير عن موقف متعاطف ومشفق على القيم الآنسانية التي نُحرت أمام مرأى العالم كله و في وضح النهار على نفس الأرض التى ولدت فيها لأول مرة في تأريخ البشرية، أو تعاطف ذاتي صادق وعميق الذي أرغب أن أعبر عنه من خلال ما يُنشر في مجلة المدرسة( TBV—SFA PANORAMA). كلما تأملت في هذه التراجيديا زاد شعوري بعدم قدرتي على ترجمة أفكاري والتعبير عنها من خلال كلمات سلسة وإختيارها بعناية.
بولينوس: ماذا تقرأ، يا سيدي؟
هامليت : كلمات، كلمات، كلمات !
      ( شكسبير: هامليت)
وهكذا أصبحت في وسط معمعة: تعصُف الأفكارفي رأسي من جانب، و أمامي عنق الزجاجة التي تحول، قبل كل شئ، دون الكتابة بلغة واضحة تجذب القارئ لقراءتها وإستيعاب مضامينها من جانب أخر. خطر ببالي بأن هذه الأفكار المنهكة ستحولني إما إلى مستشفى للأمراض العقلية أو إلى العناية المركزة في مستشفى أوربرو. ولكن نصف قرن من الكفاح الصامت الخالي من الضجيج ضد: الإذلال، الإذعان، الرجعية، العنف، التعصب، الإستسلام لمشيئة الطغات. و تجاوزالشعور بخيبة الأمل تجعل المرء أن يكون عنيداً ومرنا في نفس الوقت، تغمره رغبة لا تُشبع للإستفادة من التجارب الإنسانية على طول التأريخ وعرضه؛ وهي  تعمل كنقطة مضيئة فى ظلام سرمدي . لهذا بحثت عن رأس خيط يستطيع أن تهدئ العاصفة الموجودة في  رأسي وتزيل أو توسع عنق الزجاجة من أمامي. 
طبعت مواضيع مختلفة  بواسطة كومبيوتر المدرسة، إخترتها بطريقة عشوائية من الصفحة الخاصة بالفنون والثقافة في جريدة Dagens Nyheter لقرأتها في البيت بتأني. تصادف و كان البحث " هل كان صدام أخر عراقي؟"**من بين  ما طبعت. 
 عرض الكاتب، Jan Jjärpa, من خلاله نظرة شاملة أشبه بمسح من السماء للدولة "الموجودة على الخارطة والغائبة كواقع سياسي". لقد شكل مسعى هذا الكاتب كخيط نجاة لإخراجي من المأزق الذي كنت فيه. أشكره من أعماق قلبي. أشاركه، قلبا و قالبا، في جميع إستنتاجاته المنطقية. ولكن السؤال فيما إذاتوجد طاقة كامنة كافية في البلد تقدم بدائل للنماذج المحددة في الدراسة؟ تُهئ الأرضية لكي تكون للمواطنين القدرة الكافية لتأسيس تأريخهم  عن طريق حكومات تداولية مبنية على حجج موضوعية، حرية الرأي، القواعد المبنية على العدالة والمبادئ الأنسانية؟ أو…؟ أحاول أن أبين وجهات نظري حول هذه الأسئلة في المرة القادمة.

* نشرتُ أصل هذه المقالة باللغة السويدية في العدد الرابع لعام2003 من مجلة بانوراما، كانت مجلة مدرسية تصدرها مدرسة لتعليم طالبي اللجوء اللغات وإستعمال الحاسبات في مدينة أوربرو السويدية.

** نُشِرَتْ هذه الدراسة في الصحيفة اليومية السويدية Dagens Nyheter يوم  17/8/2003 أحاول أن أترجمها في المرة القادمة. ومايجب التنويه إليه بإنني لم أوفي بالوعد الذي قطعته في نهاية المقال. ولا أتذكر إن كان بسبب محدد أو لربما كان تقاعسا في حينه.
[email protected]




#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 24// بين عامي 1984 و 1987
- من أوراق باحث عن اللجوء (2)
- ماكنت أحلم به…(10)
- تعقيبا على مقال ... بمنظور غير سياسي (6)
- من أوراق باحث عن اللجوء (1)
- 23// بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به...(9)
- تعقيبا على مقال...بمنظور غير سياسي (5)
- 22// بين عامي 1984 و1987
- ما كنت أحلم به ...(8)
- تعقيبا على مقال...بمنظور غير سياسى(4)
- 21// مابين عامي 1984 و1987
- ما كنت أحلم به ...(7)
- تعقيبا على مقال…بمنظور غير سياسي(3)
- 20// ما بين عامي 1984 و 1987
- ما كنت أحلم به …(6)
- تعقيبا على مقال ...بمنظور غير سياسي (2)
- 19// بين عامي 1984 و 1987
- يا حمامة مهما طرتِ
- ما كنت أحلم به…(5)


المزيد.....




- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - من أوراق باحث عن اللجوء (3)