أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - مشكلة الجيل الثانى فى الأوبرا تعيق عرض راسبوتين















المزيد.....

مشكلة الجيل الثانى فى الأوبرا تعيق عرض راسبوتين


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 3825 - 2012 / 8 / 20 - 10:43
المحور: الادب والفن
    


فى التحدث عن عرض بالية راسبوتين للفنان هانى حسن، فنحن بصدد مشكلة الفنان الأزلية فى مصر، وهى عدم توفر فرص لجيل جديد من المبدعين وتحجيم الإبداعات الجديدة لهم، فإن عرض راسبوتين هو بداية حقيقية لفنان يبدأ عمق جديد من إبداعه كراقص بالية إلى مصمم ومخرج، ونجد أن هذه المشاكل التى تتغلغل فى كامل مؤسسات الدولة فى النظام القديم، والتى لم نجد بها فرق معلن حتى الآن فى النظام الحديث، تخترق أرقى الأماكن الثقافية فى مصر، وتلك المأساة وغيرها تواجه الفن ليس فقط من خارج أسوار دار الأوبرا المصرية إنما من داخلها أيضا.

يذكر هانى حسن راقص البالية الأول فى فرقة بالية أوبرا القاهرة ومخرج ومصمم بالية راسبوتين، أن هذا العرض هو مشروع تخرجه وانه من إنتاج ذاتى ، وانه استطاع أن يحصل على تصريح ليتم عرضه على المسرح الصغير بدلا من المعهد، وذلك فى شهر مايو 2011م وفى حضور لجنة التحكيم و بعض من الأساتذة، وتم عرضه كاملا بمدته الأصلية وهى 60 دقيقة، ثم تم ترشيحه من قبل المعهد لتقديم راسبوتين كمشروع للتخرج على خشبة المسرح الكبير فى حفل تكريم خريجى معهد البالية، ولكن تمت الموافقة على تقديمه باختزال مدته لمدة 20 دقيقة فقط، وتم عرضه فى شهر فى ابريل 2012م، وقد لاقى ترحيب شديد من الجمهور وتشجيع من كل من الدكتور عصمت يحيى و الفنانة أرمينيا كامل المدير الفنى للفرقة، وفى محاولات لعرضه على خشبة المسرح الكبير مرة أخرى حصل على موافقة مبدئية من دكتورة إيناس عبد الدايم رئيسة دار الأوبرا بتقديم العرض على خشبة مسرح الجمهورية و لكن أن يكون عرض مختزل أيضا إلى 20 دقيقة، وهنا المشكلة فى عدم إتاحة الفرصة بتقديم العرض كاملا على المسرح الكبير بالرغم من استحقاقه ذلك.

الفكرة والهدف من العرض

يضيف هانى أن اختياره لقصة راسبوتين كان لشخصيته الغنية الكثيرة النقلات الدرامية، وان تصميم الأدوار جاء بأداء روح الشخصيات وليس أداء الشخصيات نفسها، ويوصل بينهم نظرة العين أما شخصية راسبوتين ذاتها فقد تم التعبير عنها بظهورها طيلة العرض على شاشة البروجكتور فى خلفية المشهد، وان تجسيد الروح قد اتضح فى الملابس وتصميم الحركات.

أما الهدف من العرض فهو توضيح كيف يتم استغلال الدين فى السياسة، وتسليط الضوء على من يقف فى كواليس المشهد السياسى، والتأكيد على أن من يظهر فى صدر المشهد ليس هو المتحكم بالفعل فى سلطة الأحداث، إنما هناك من يمسك بزمام الأمور فى غير ظهور، وهذا يتجسد فى زوجة الملك نيكولاى المتحكمة الحقيقية فى السلطة المتمثلة فى صراعها الخفى مع راسبوتين رجل الدين المتملق، واللذان يتنافسان على التحكم فى الشعب كل منهما بوسائله الخاصة.

وأضاف أن الرسالة من عرض راسبوتين وهو تقديم حالة سياسية محاكاة للواقع ويعتبره عمل فنى قومى، ويشير إلى أن أسلوبه فى أعماله عامة يحترم الواقعية، وان الإبداع يمثل بالنسبة له نافذة مفتوحة لما يعيشه فى الواقع ويعمل على انعكاسه على المسرح.

قصة العرض

يبدأ العرض الاصلى بمشهد لفتى يتأمل مشهد حصان يقود قطيع من الأحصنة ثم مشهد حانة يتعارك فيها راسبوتين، ويتم ضربه على رأسه من قبل احد الرجال بالحانة مما يتسبب فى حصوله على حاسة سادسة، وهى القدرة على التواصل الروحى من خلال النظرات مع الناس، ثم تقوده حمامة للدخول للكنيسة، ومن هنا يبدأ فى استغلال تلك الحاسة فى اجتذاب الشعب مما ساعده فى الوصول للقصر وشفاء ابن الملكة، ثم التطلع لمحاولة التدخل فى السلطة وتوسيع نفوذه سياسيا باستغلال نفوذه الدينى، مما يؤدى لصراع بينه وبين الملكة، فتدبر له المؤامرات لقتله مثل وضع السم له وأخيرا تنجح فى إقناع زوجته بطعنه بخنجر أثناء العلاقة الزوجية، ثم يلفونه ويلقون بجثته فى البحر، ولم يتوقعوا انه سيظهر ثانية، وحين عرف الشعب أن السلطة السياسية تسببت فى قتل السلطة الدينية ثاروا على الوضع السياسي وقتلوا كل العائلة المالكة، ويضيف أنهم قاموا بثورة ضد العائلة المالكة وإبادتها دون التحقق والتعرف على حقيقة راسبوتين.

عراقيل من قيادات الأوبرا لعرضه ثانية

ويتساءل هانى لماذا يعرقل المسئولين بدار الأوبرا فرص عرض للشباب، ولا يتركون فرصة لجيل جديد من الفنانين لكى يبدعوا، خاصة مع فنان مثله له خبرة دولية ومحلية وقد مثّل مصر ودار الأوبرا ووزارة الثقافة فى محافل دولية كثيرة، وتقييد الفرص الفنية بلا سبب، وذكر انه تم الحصول على موافقة مبدئية على العرض ولكى على المسرح الصغير بدلا من الكبير، فى حين انه قام بالمشاركة فى عروض البالية على هذا المسرح منذ ثمانى عشر عاما مع فرقة البالية بدار الأوبرا، بالإضافة إلى ما قام به من توفير الملابس والإكسسوارات والديكور لهذا العرض الذى لا يحتاج إلى تكلفة.

وذكر ما قيل له من قبل لجنة التعاقدات بالأوبرا، وهو انه يمكنه تقديم العرض فى حالة تأجير المسرح بدفع عشرات الآلاف من الجنيهات، فى حين انه يتم دعم تأجير المسرح لإقامة حفلات المدارس على المسرح الكبير، هذا والذى يعتبر من الأخطاء الكبيرة التى تسمح بها الأوبرا بالإضافة إلى استقبال حفلات للمدارس لمساعدة عروض بنفس المسرح.

وأضاف انه قد عرض عليه من مدرسة نمساوية للرقص شراء عرض راسبوتين، وأكد على انه كان يتمنى أن يقدم العرض لأول مرة بمصر، وانه حاول مرارا وتكرارا ولم يجد اى نتيجة ايجابية، بالرغم من انه حاول ثلاث مرات لقاء مديرة دار الأوبرا ولم يستطع.

متخصصون يؤكدون استحقاق العرض للمسرح الكبير

قال الدكتور عصمت يحي العميد الأسبق للمعهد العالى للباليه، انه قد حضر عرض البالية أثناء تقديمه على خشبة المسرح الكبير، ويرى أن هانى حسن هو فنان مبدع وكان إحدى تلاميذه الممتازين وكان فيه كل مميزات التلميذ النجيب المتواضع، وانه فى هذا العمل استطاع بخبرته وأدائه فى ادوار البطولة التى قدمها فى فرقة البالية أن يفكر ويكمل بالية راسبوتين، ووجد أن العناصر الفنية التى استخدمها فى ظهور العمل من إضاءة وديكور وخدع مسرحية وتسجيلات الصوت كانت من أعلى مستوى للتصميم والاستخدام، بالإضافة إلى تحريك الراقصين سواء الرقص الكلاسيكى أو الرقص الحديث أو التمثيل الصامت، فقد استغل هانى تلك الثلاث أنواع من الرقص فى هذا العمل مستغلا لدراسته فى تلك الأنواع المختلفة، كما أن الأزياء التى استخدمها عبرت جيدا عن الشخصيات والأحداث، ويشير أيضا إلى أن بوستر العمل الذى استخدمه كان مكملا لإعلان موهبته فى التنفيذ والإبداع فى هذا العمل فجاء استخدامه للتصميم جيدا مستغلا تعبيرات الوجه ولونى الأبيض والأسود.

ويرى عصمت أن بالية راسبوتين يستحق عن جدارة أن يقدم مرارا وتكرارا على خشبة المسرح الكبير، ولابد من أن الجيل الثانى فى تصميم وإخراج البالية أن يتوفر له فرصة الإبداع فى دار الأوبرا المصرية ، ويرى أن العمل بشكل خاص جدير بالاهتمام لأهميته كقيمة فنية حولت القصة من مسرحية إلى بالية.

وقالت دكتورة عالية عبد الرازق المشرفة على بالية راسبوتين كمشروع التخرج للفنان هانى وأستاذة بقسم تصميم واخرج البالية بالمعهد العالى للبالية ورئيسة القسم سابقا، أن هانى كراقص له طابع خاص وأسلوب جديد ونادر وان الأدوار التى يقوم بها شخصياتها مركبة ومعقدة ولا يستطيع اى راقص أن يتقمصها وينفذها ويعد من الراقصين النادرين، وتجده مخرج ومصمم واعد وله تفكير مختلف وطريقة خاصة وإذا استمر فى الإخراج سيكون له مستقبل ناجح ومميز.

وتجد أن هذا العرض يستحق أن يعرض كاملا بمدته الحقيقية 60 دقيقة بدلا أن يعرض مختزلا فى 20 دقيقة، حتى لا يصبح العرض فى غير تسلسل حقيقي للدراما خاصة وان العرض كله يستحق المشاهدة لقيمته الفنية والمجهود الكبير المبذول فيه.

الجمهور يدعم استمرار عطاءه الفنى

أضاف هانى أن التفاف الجمهور حوله يشجعه على الاستمرار فى العطاء الفنى بمصر كثيرا، وقد بدا يكسب جمهور منذ اثنى عشر عاما من الرقص، ويريد منه أن يدعمه دائما.

وذكر إحدى المواقف المشجعة له ما قاله الطفل الذى قام بدور بن الملك فى العرض، وهو طالب فى سنة أولى بالية ولم يسبق له الوقوف على المسرح، والذى قال له "انه فخور بالوقوف إلى جانبه على المسرح"، وان هذا أسعده كثيرا خاصة وان القدوة قد غابت فى مجتمعنا، وان من حق جيل هذا الطفل أيضا أن يأخذ فرصته، فيكون هناك تواصل بين الأجيال وتبادل للفرص.

ويجد أن عرض راسبوتين هو عرض بذل فيه الكثير، وكان عرض شاق فى تنفيذه وتصميمه واحترم المشاهد بشكل كبيرأ كما أن فريق العمل كان محب للعرض ومقدر القيمة الفنية له، ويعد هذا العمل هو الخطوة الأولى له فى إخراج البالية، ووعد جمهوره بأنه إذا تم عرض راسبوتين هذا العام، فانه سيقوم بتقديم عرضين جاهزين للتنفيذ العام القادم وهما النوتة الحية لانطونيو فيفالدى، والأخر عرض شرقى والاسم المبدئى له هو حسن ونعيمة، وأضاف انه لولا تأجيل عرض راسبوتين لكان قام بتقديم الأخير هذا العام أيضا.

وأخيرا يشير هانى إلى أن الأكثر إشكال من المشكلة المعروضة سابقا، هو أن مسرح دار الأوبرا هو النافذة الوحيدة لفنانى البالية وهى مغلقة أمامه بهذا الشكل وأمام آخرين أيضا، ويؤكد على أن عرضه لهذه المشكلة لا تختص فقط بعرض بالية راسبوتين إنما طرح مشكلة كبيرة تواجه الفنان فى مصر.





#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحببتك حتى المستحيل
- الليلة الكبيرة حلقة وصل بين الفن العالمى والفلكلور المصرى
- يوما ما سأطير
- فى صحبة القمر
- قيود من صمت
- إنسانية مرفوضة
- نار السماء وعدتنى
- ارقص الطبيعة
- أى رب تعبدون؟؟؟
- لماذا حزن الماء؟!!!
- لن أرانى من خلالهم
- ارقص فوق بَكَم الكون
- نجيب محفوظ يتوج التاريخ الفرعونى ملكا على كتاباته
- انفتاح الأشواق الأبدى
- الكل يقول الآن -لكى الله يا مصر- .. ؟!
- حبه وبَرَكته
- أين لعنة الفراعنة من هؤلاء؟!!
- إنسانية لا تمثلية
- الجنون دربى إلى الحكمة
- تمَرُد التراب على التراب


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - مشكلة الجيل الثانى فى الأوبرا تعيق عرض راسبوتين