أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حيدر تحسين - خدعة بديهيات















المزيد.....

خدعة بديهيات


حيدر تحسين

الحوار المتمدن-العدد: 3824 - 2012 / 8 / 19 - 21:24
المحور: المجتمع المدني
    


تجد نفسك عائدا، يتملكك مزاج الغروب التعيس، ونهاية يوم كات بدايته مخيلة،
حيث بديهيات الأفكار التي نتناقلها في احادثينا اليومية العقيمة تحافظ على مللها الأنيق وهنا فقط افكر لو انني اسكن الطابق الأخير في بناية من عشرين طابق، كي تكون فقزة اخيرة موفقة، قبل الأستماع الى بديهية اخرى،


في البدء كنت احسبها خسارة طفولة في مقتبل الثلاثين
او نوبة حنين بلورته غربة في مجتمع اللاتنماءات، في بلد الأعراق المتخلفة والمحبة التي يؤسفني انها كانت زائفة،
تمشي في الشوارع، وتشعر ان شيء ما زال ملكك،
مدينة تنتمي لها رغما عنك وتفكر وقتها لو كاد احد الأجانب يسألك عن اسمها فتقول انا من بغداد، مدينة الشمس والسندباد مدينة العنقاء والخرافات الممتعة
تلك المدينة التي كانت مشهورة ببساطة ساكنيها فحولت الظروف تلك البساطة الى سذاجة، وتلك الالفة وحميمية المشاعر الى خيالات شاة تفكر يوما انها قد تصاحب الذئب،
تمشي بيّ المخيلة
عائدا الى تلك الشوارع البسيطة،الازقة التي رغم صغرها عميقة بمحبتها بخنقتها، الى تلك البيوت الأكبر حدائقها، ونسائها الشهيات (بنات بغداد اللذيذات، واولائك الشباب الكادحين، الذين لا تتعدا بساطتهم سوى قميص ابيض وبنطال بني او رمادي)
يبالغ الخيال ليأخذني حيث تلك الشوارع المليئة بالشمس يملأ ذاكرتي بخليط من غبار وظهيرة حيث لون الأشياء يميل للسمرة،
وجسور كانت تربط بين ضفتي مدينة، اصبحت الآن تؤدي دورها الطائفي ايضا، حسب المناطق التي تربط بينها
توجد الكثير من الأشياء التي ممكن ان نجعلها سببا، وكثير من الأسباب التي ممكن ان نتخذها ذريعة،
تشعر فجأة ان كثير من احلامك لم تكون سوى احلام، وخيالاتك ليست صور من واقع قديم انما مخيلة هاربة من واقع ما زال يجري فوق دماء القتلى يجري رغم عويل الثاكلات يمشي
واحيانا تدوس حتى على دموعك التي تذرفها على شباب لم تلدهم امك بل ولدتهم مدينة تشبهك في المخيلة وترفضك في الواقع
فتقف حائرا بين حقد وحنين، بين عاطفة وغضب، تمرد واعتراف،
اعتقد لهذا كانت الحكاية ارجوحة واقع وخيال،
لأن الخيال يحميك من غرور المتخلفين، تكتشف انه ذريعة اخرى للا واقع

متناسين تماما مسؤولية الوطن،
فالمدينة كالأهل لا نختار انتمائنا له، انما نعدل من ترتيبها العائلي بشكل يرضي ضميرنا السامي تجاه اب وام، وتلك ليست مثالية صعبة التطبيق،
انها بديهية صرنا نقولها كي يشعر البعض كم نحن (مثقفين و نزيهي التفكير)

من البديهي ان التراث الحقيقي هو ليس ما تحمله المدينة من تراب عمره سنين سابقة، حيث نشعر احيانا ان لا شيء منه يعنينا غير تاريخ لا نشعر تجاهه بأي انتماء،

بل...
هو ما تحمله ذكرياتنا من بساطة الاثاث رغم حدية الظروف ورغم قلة ترطيبها لشفاهنا العطشى للسعادة،
هو ما نحمله بداخلنا من مشاعر حنين تجاه مدينة ولدنا فيها ونشأنا فيها دون النظر الى اي نوعية كانت هذه المدينة واية نجاح او فشل تحمله،
كأن تكون الذكرى على شكل اريكة من الخشب او مقعد من قصب، اشياء كثيرة كانت تحمل قيمتها ليست المادية انما قيمة من استخدموها،
هنا فقدنا قيمة الوفاء، و وجه الولاء الذي ما زال يبحث عنا، في هيئة الوطن الكبير.

الكثير يعتبر نفسه مسؤولا عن اخطائنا النسبية، تلك اخطاء الحياة اليومية فقط يذلها كل يوم ليرسم من نفسه لوحة معبرة عن ذاته، عن نرجسية لا يملك جرأة كي يصرح بها امام الناس،
مدعي طبعاً.. الأخلاق الحقيقية، ذلك العطش الإنساني لأجيال (ايام الخير) يتحدث عن تلك المروءة التي هتكوا بها افكارنا، عن تلك الشهامة التي انا شخصيا ثقبت اذناي وهميا لبديهياتي،
وبلا جدوى، اجد بين الناس ما هو طيب، ساذج مع قليل من الحقد الطبقي،
او خسة بدوية،
وقليل من المساكين
وهنا المساكين ليسوا الذين لا يملكون قوتهم اليومي، انما اولائك الذين لا يملكون صديقهم اليومي... مساكين المحبة والوفاء

بهذه الطريقة بدأ سلب الحقوق بطريقة علنية، حقوق شباب واع من هذا الشعب،
حقوق من يقرأون الآن هذا المقال بتمعن من يمه الأمر، لا تمعن من يحاول ايجاد اخطاء املائية او فكرية، او اشارة الى وجود دعوة علنية للطائفية
المضحك هو ان الكثيرين من معتدلي التفكير الذين لايعيرون اهمية للغة الأرقام والسبق الصحفي، تراهم هم الذين اتهموا بالضعف،
بإعتبارهم الفئة الخاسرة، التي تقوم دائما برفع شعار الأخلاق النزيهة

وهنا متصيدوا الماء العكر ممن لا يحملون الكثير من الوعي المتحضر او شيء من الأخلاق، الذين اعطاهم الرب هبة التغني في اخطاء هذا الوطن، لا لحرصهم عليه وانما استخفاف احدنا بالأخر، وكل منا يحمل جملة من الحجج التي ممكن ان يدحض بها الأخر بكل نذالة مستترة،

من الممل ان نقول للحقيقة وجه اخر ،او عدة وجوه
لكن للواقع وجهه الكامل الذي نحاول دائما اخفاء عيوبه بلعبة "ليس كل حقيقة تقال"
فاخفاء الحقائق لا يعني تجبنها، انما كبتها لوقت اخر وربما تكون اكثر قساوة

على سبيل المثال، الحقائق التي يكون شر بليتها مضحك، طريقة تقسيم العراق حكوميا على شكل محاصصة طائفية بحتة، هو بالحقيقة تقسيم العراق جماهيريا من قبل الشعب، عراق ما قبل السقوط و هو ملك شريحة كبيرة من الطائفة السنية واعضاء حزب السابق
او عراق ما بعد السقوط وهو بديهي ان يكون ملك الطائفة الشيعية والأكراد،

فهنا المحاصصة فكرية وليست طائفية، يعني انك تتنكر لاعمال الحكومة الحالية يعني انك تنتمي للأفكار السنية
او تدافع فأنك تنتمي للأفكار الشيعية او الكردية،

والمؤسف هنا ان تجد احدى الطوائف وهم يشيرون بالحديث عن الأنفجارات، يكون عندهم اهون لو قتل العديد من الشباب والأطفال على ان يرى قائدا شيعي يتزعم الحكومة، دون التفكير الحقيقي لما يعانيه الشعب نفسه
ويتغنون ايضا في سلبيات البنية التحتية وغيرها من الامور التي من السهل اتخاذها ذريعة كي يسبى هذا الوطن حتى على القنواة الفضائية وتشويه صورته بشكل احترافي
وطائفة اخرى اهون عندها لو احتل هذا البلد او اغتيل على يد مطامع دول الجوار والدول المستفيدة اقتصاديا، على ان يضعوا يدهم بيد احد القادة السنة
كأن المعادلة ثارات


اولائك مخدرين بعجزهم، لا يقدمون شيء لأنفسهم او لوطنهم غير حجج تبرر تخاذلهم العلني، وهروبهم من المسؤولية،
لا يفهمون معنى المسؤولية وهي التي ما ابسط تفسيرها، فقط ان تؤدي عملك دون الاحتياج لتبريرات معينة،
لا يفهمون انك عندما تبرر كثيرا يعني ان مخطأ كثيرا، تختلف عن الشرح

مع ذلك لا تجد مكانك المناسب في هذا التزمت المتخلف، وانت تنتمي رغما عنك وعنهم، لهذا البلد، ولكن في قفص من عزلة

اما ان تطبق المثل "الرجال الي يعبي بالسكلة ركي" او تنتفض بطريقة المجنون الحزين كي تعبر عن الحقيقة بشكل جارح و وقور،
لتنهال عليك ال"خطية بس حجيّه صحيح" واكيد تقال هذه الجملة بشكل يليق بمستوى المثقفين،

اضيف عاجزا عن السكوت..
لأن الأفكار اذا ما صغناها على ورقة تموت،

الى زميل، يرسل دائما اليّ على شبكة الإنترنت مواقع فاضحة لصور عالية الجودة، لبنات عاريات،
احيانا يرسل لي مقالات واقعية تافهة التحليل، وارقام اقتصادية، والقصد من نشرها بشكل اوسع بين الناس.. وهنا يخال لكاتب هذه المقالات مصدقا نفسه بانه ينشر احدى المناشير التي تدعو الى توعية الشعب، وربما لسذاجة ما يصدقه الكثيرين، ان اسقاط الأنظمة العربية تمت عن طريق ال(facebook)
فتعم الأفكار الغير ناضجة و تخزن على شكل بديهيات توزع للشعوب كمنهاج توعية من النوع الحديث،
ربما لم اجد الفرصة المناسبة كي اخبر زميلي بهذه الملاحظة، لأني نادرا ما اتحدث مع اصدقائي على الإنترنت، لشدة فرطي بالكلام مع النساء،
سأخبره لاحقا.. لا بأس بالمواقع الفاضحة
اعتقد ان القارئ حزر الآن الى اي الطوائف ينتمي هذا الزميل،

ابحث يا زميلي في ملفات الجمعيات الإنسانية عن قضية رأي عام، يضعون في سجلاتهم ان الشباب القتلى، تحولت قضاياهم الى شهداء حرب،
ويضعون احيانا في اسفل بعض الورقات... انا لله وانا اليه راجعون

وهناك فقط حين نحرر الأفياء عن ضوئها القديم وظلال الوهم، سنهجر معا العولمة ولعبة الأخلاق المزيفة،
حيث تعاد صياغة الأسماء والدم والتراب،



#حيدر_تحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتماءات
- سيدة الغرور
- سقط الضياء عن السماء
- كأني اضيع..
- أعقاب شهر حزين
- لحظة...
- اليوم
- فينوس
- اختبر شخصيتك في الضحك
- عطر..
- من أيقظ الحلم؟
- جارة الليل
- أشياء قد تصبح قصة لاحقا..
- تكملة
- حديث الدمى..
- من اين ادخل التاريخ معك
- ينقصهم واحد..
- لا اعلم ان كنتِ عاطفة جديرة بالندم؟..
- لصة الرجولة..
- أرقي


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حيدر تحسين - خدعة بديهيات