أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن كاظم زيارة - قطار الربيع الاطلسي في سوريا : سباق البعد الواحد















المزيد.....

قطار الربيع الاطلسي في سوريا : سباق البعد الواحد


عبد الرحمن كاظم زيارة

الحوار المتمدن-العدد: 3824 - 2012 / 8 / 19 - 10:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بمَ يختلف السيناريو المعد لسوريا في اطار الربيع الاطلسي عن السيناريو الليبي ؟
لايختلف إلا في واحدة ، وهذه الواحدة حساسة جدا وتتمثل بالبعد الطائفي في التحشيد والتعبئة ، وكل ما في الامر ان رقعة الوقائع السياسية الطائفية ستكتمل اذا ما انتهى المشهد السوري الحالي بسقوط الدولة السورية ، فيتحول عندئذ الهلال الخصيب الى انظمة سياسية توافقية تتداول فيها السلطة احزاب طائفية ، بمعنى ان نموذج البول برايمر الذي تم تدشينه في العراق سيتكرر في سوريا ولكن بمعادلة طائفية مقلوبة مقارنة بالعراق .
اما من حيث الوسائل التي يعتمدها الان اللاعبون الاساسيون في سوريا : امريكا ، قطر ، السعودية ، فرنسا ، اسرائيل وتركيا ، فانهم قد استطاعوا تحويل الحراك السوري السلمي الى عمل مسلح مدعوما بالمال والسلاح ، وكما حصل في ليبيا . فالبرغم من وجود طرفين مسلحين يتبادلان اطلاق النار إلا ان المتهم دائما هو النظام بحسب هذا الفريق . ويرافق ذلك الدعوة الى (تحرير ) سوريا باساليب ومفردات اعلامية تتطابق والحالة الليبية مستفيدة من خبرة الولايات المتحدة في حملتها المماثلة ضد العراق عشية احتلاله .
وعلى الجانب الاخير هناك فريق آخر يلعب دورا اساسيا في الازمة السورية يتمثل في : روسيا والصين وايران والعراق ، ومبرراته منقسمة الى مصالح دولية وتحالفات اقليمية لها بعد طائفي بحسب وجهة نظر الفريق الاخر . وكل ما يهم هذا الفريق يساوي ما يهم الفريق الاخر ، وفي كلا الحالين كل شئ يعمله الفريقان يبررانه على انه لمصلحة الشعب السوري !
والخلاصة ان السيناريو المعد لسوريا يراد له ان يخضع الى تحكمات خبرتين : الخبرة الامريكية في العراق ومتمثلة في نموذج نظام المحاصصة الذي ارصنه البول برايمر في العراق ، والخبرة الفرنسية في ليبيا التي توقف فعلها المباشر عند تهديم الدولة ، ومن ثم ، مراقبة صياغة النظام الجديد عن بعد بحسب خطة برناند ليفي كوهين . وفي كلا الحالين يكون تقويض الجيش النظامي وتفكيك المؤسسات السيادية والامنية وانهاء المؤسسات والتنظيمات الحزبية القائدة للدولة هو الهدف الاثمن لما يسمى تحرير سوريا بنفس الطريقة التي تمت في العراق وفي ليبيا تاليا.
والسؤال الان : لماذا يصر الامريكان والفرنسيون على بناء انظمة توافقية بدلا من انظمة ديمقراطية فيها حزب حاكم واحزاب معارضة خارج الحكومة تعمل من داخل البرلمان ؟
الاسباب كثيرة ولكنها تدور حول محور واحد ليجعل الحياة السياسية ببعد واحد وهو الطائفي ، من هذه الاسباب :
1. قطع الطريق على اي احتمال لتفجير ثورة جديدة تقودها هذه المرة طلائع منظمة ،ذلك ان وجود جميع الاحزاب والكتل في الحكومة سيلغي المعارضة نهائيا ويجعل من النظام يمتلك سر استمراره بصورته التوافقية كبديل عن الديمقراطية ، ولاتستطيع صناديق الاقتراع تغييره . كل ما بالامر يذهب المقترع ليختار طائفته وليس قيادته السياسية من حيث النتيجة، وكل شئ معد سلفا .
2. انهاء اي فرصة للاحزاب المدنية والوطنية للعب دورها في النظام السياسي والحياة السياسية ، وتكريس وجود الاحزاب الطائفية كحقيقة نهائية للتعبير عن مكونات للشعب ، وليس التعبير عن الشعب ككل موحد . وهذا بدوره يعزز من متانة نظام المحاصصة التوافقي.
3 . تحويل الدولة الى سلطة والسلطة الى حصص بين المكونات ، وبهذا تغفل الحكومة عن دورها في الخدمات والتنمية والبناء والدفاع ، ويشرعن الفسادين المالي والاداري طبقا للمحاصصات .
كتب الكثيرون عن تفسير ظاهرة وجود مجموعات من الناس تؤيد سقوط حكوماتها عن طريق الاحتلال او عن طريق العدوان المسلح من قبل الاجنبي ، ولماذا يعتبرهؤلاء ان الاحتلال هو الطريقة الوحيدة لاسقاط الانظمة ، ولكونه هو الطريق " الوحيد " الممكن فانه مشروع (كذا!) ، ولن نذهب بعيدا في معارضة مثل هذا التهافت ونكتفي بالقول ان مثل هذه المجموعات هي في الاغلب حصل افرادها على جنسيات اجنبية او حصلوا على اقامات في الدول الاجنبية ، ويرتب على ذلك قبولهم لمقولة ( تحرير) بلدهم (الام) من قبل بلدهم الجديد بالتجنس ، فمسألة الوطن عندهم اضحت ضبابية . وافراد مجموعات اخرى يرون في الطائفة وطنا لهم ، فلا غرو ان يأتي اشقائهم ابناء نفس الطائفة ليكونوا فيه وزراء او مسؤولين وإن كانوا من اوطان اخرى .فالاطراف الاقليمية الداعمة للمعاضة المسلحة السورية والاطراف الاقليمة الداعمة لنظام في سوريا كلاهما يتحرك وفق العصب الطائفي او على مساره في الاقل .
ويبدو لنا ان وعيا جديدا بدأ يتكون في ظل معطيات الربيع الاطلسي ، إذ ما عادت شعارات التحرير والديمقراطية تستهوي قطاع من الجمهور كما استهوته في الحالتين العراقية والليبية . وقد اضافت خبرة الواقع السياسي في تونس ومصر عاملا بناءا لوعي الجماهير بانكشاف خواء الاحزاب المتأسلمة وعدم قدرتها على الايفاء بتطبيق شعاراتها البراقة .
وان هذه الحقيقة ليست غائبة عن الفريق الساعي لاسقاط الدولة السورية تحت شعار اسقاط الطاغية ومن اجل الديمقراطية ، لذلك هم يسعون بكل مواردهم واساليبهم الى نقل الازمة السورية الى مستوى الحرب الاهلية الشاملة .
ان الشعور بالخيبة والاحباط في تونس ومصر وليبيا والعراق واليمن جراء نتائج الربيع الاطلسي في الوطن العربي هو العامل الاساسي والمشترك لتجدد وعي الجيل العربي الشبابي الجديد الذي بدأ يسخر كثيرا من رجال الدين الداعمين لما سميت بالثورات والتحرير وديمقراطية المدفع الامريكي والاطلسي ، كما يسخر من دعاة التحرر من المثقفين الذين يقرأون الواقع من خلال كتب الفها اناس اجانب ، وينحصر تطبيقهم لها في الخيال وما يكتبون حسب .
ولعل من النافع القول ان الولايات المتحدة تدرك جيدا ان الجماهير العربية بها حاجة الى الثورة الحقيقية ، ثورة تعيد بناء بلدانها وتحترم فيها كرامة الانسان وتضمن مستقبله وتضمن له حرية المعتقد والحقوق السياسة ، فالتقطت هذه الحاجة لتهوّم بها على الانظمة ليس لمساعدة الجماهير على تحقيق طوحها الانساني والوطني والحقوقي ، بل لاعادة تصنيع انظمة سياسية تغلق فرص الثورات الحقيقية لفترات طويلة . فاذا كان النظام الاقتصادي في دول الغرب كفيل بتأبيد الانظمة السياسية التداولية المحدودة بحزبين اثنين فقط ـ كما في امريكا وفرنسا وبريطانيا وغيرها ـ والتي تحافظ بدورها على الشكل الرأسمالي الاحتكاري ، فانها وجدت في الاحزاب الطائفية المتأسلمة ملاذها وفرصتها في تشظية المجتمعات العربية الى كانتينات طائفية وعرقية قادرة على غلق الفرص الحقيقية لأي فرصة للتغيير الحقيقي في مجال الحرية والديمقراطية والتنمية .
ومن المستغرب حقا ، كيف يمكن وصف حرك جماهيري في اي قطر عربي بالثورة وهو مدعوم من قبل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها ؟ وبل ومن قبل العدو الصهيوني ايضا !؟



#عبد_الرحمن_كاظم_زيارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر في ظل حكم الاخوان .. مظهرية اسلامية وضعف في حل المشكلات
- التفجيرات الطائفية تعود بالشعب الى مرحلة ما قبل الدولة
- الطائفية السياسية ذخيرة الربيع الاطلسي
- القومية والدين : ليس ثمة فرصة للتصادم فالامة كلها حزب الله
- ثقافة الكوبي بيست
- شيئا عن منطق الحواء المعالجة الجبرية للكينونات
- البيرَة قْواطية ثقافة خطيرة تسوّق الاحتلال بثوب الثورة والدي ...
- التحديات المعاصرة التي تواجه الفكر العربي الوحدوي ( تحالف ال ...
- العلمانية ليس كفرا والاسلام دين علماني دون جدال
- الحق في امتلاك السلاح النووي واسلحة التدمير الشامل
- منظمة الامم المتحدة منظمة إرهابية
- المنطق واللغة والفلسفة
- مقايسات المنطق التوحيدي بين الاعتلال المنطقي والغاء مقولة ال ...
- القصيدة مقفاة ولابد لقصيدة الشعر الحر من اسم آخر
- الحوار المتمدن فضاء يستعيدنا وكلمة السر الضائعة
- في نقد المنطق التقليدي ..(7) تقسيم القضايا
- إحباط محاولة إنقلاب ابيض في البيت الاسود
- ماذا بعد أن أحرق آل سعود الحزام العراقي الاخضر( تجليات حرب ص ...
- وباء صعدة : جبل النار وبضعة مليارات
- في نقد المنطق التقليدي ..(6) النقض


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرحمن كاظم زيارة - قطار الربيع الاطلسي في سوريا : سباق البعد الواحد