أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريما كتانة نزال - نطفة تهرب من السجن














المزيد.....

نطفة تهرب من السجن


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 3824 - 2012 / 8 / 19 - 10:11
المحور: القضية الفلسطينية
    



عندما أطلت شهقة الوليد "مهند" تهيب بظلم الحياة، معلنة عن نجاح نطفة في التحرر من السجن، أطلقت احد العجائز زغرودة ترددت في أرجاء البلاد تخبِّر عن قدوم طفل ملتفا بمعجزة.
لا يضيع حق يقف خلفه إرادة وطالب حق. محاولتان اثنتان وتنجح الثالثة، والثالثة دائما نابتة. العملية متقنة التدبير، عملية نموذجية استوفت شروط نجاحها، فالبداية كان القرار الذي جُمعت عليه التواقيع المباركة للخطوة الفدائية. الفتاوى تم استيفاؤها وكذلك الرخص الشرعية والطبية والاجتماعية. تم عقد عزم القلب والعقل على المضي نحو الاستمرار والعبور الى حلبة السباق مع الزمن.
النطفة تنجذب إلى طريقها وإيصال رسالتها الانسانية، تسبح لمستقرها بوحي من العلاقة الروحية ما بين السجن وخارجه. وتجند نفسها لتهريب المزيد من الحياة وتحرير ملح الأرض ووجد الليالي الحبيسة من دبيب الحديد والأقفال.
النطفة تكبر وتتطور وتتحول وتنبض وتغني في رحمها وتنتظر، في انتظار موعد زيارة السجن والوقوف في طوابير التفتيش، في انتظار أن تتعرف على حكم يصادر خمس وعشرون عاما من النور مضافة إلى ثلاثة مؤبدات. تنتظر وتفكر بعدد المؤبدات التي لن تنتظرها لمفاجئة السجن بزيارة تعارف تضيء العذاب.
سنتوقع أن تحتل النطف المحررة من سجنها الموسوعات. ونتوقع أكثر أن يدرجها الاحتلال كأحد أهم المواد الممنوع اخراجها وتداولها في السجن، سيعاقِب منتجها وحاملها ومستخدمها بالعقاب المشدد بتهمة اهانة الدولة التي لا يقهر تفوقها العنصري. سترفع الدولة الخطر في السجون الى اللون الأحمر، وتعتبر أن سابقة تخصيب امرأة يعادل في خطورته تخصيب اليورانيوم، لأن مفعول سياسة "كيّ الوعي" قد وصل الى نهاية القوة، في اللحظة التي استوفى بها الضعف نهايته.
الحاجة تقف دائما خلف محفزات الاختراع. سلسلة محكمة من تفاصيل الحكم المؤبد، أفرزت ضرورات العملية الفدائية لتهريب النطف، وضعت الخطة واجراءات التنفيذ. العملية وضعت تفاصيلها النساء من ألفها الى يائها. قالت الجدة نريد صبيا يزين البنات، أما الجدة الثانية فحسمت الأمر بحبك العملية وقصرها على الجدات للضرورات الاجتماعية والأمنية.
توظف إدارة السجن عيونها لمعرفة تفاصيل العملية الجريئة، لن تعير دولة الاحتلال اهتماما لردود الفعل على أي اتفاقية وقعتها، فليس من بين ما وقعت عليه، سابقا ولاحقا، ما يحول دون تداول بذرة الحياة بين السجن وخارجه..ولن تلتفت الى المقارنة بين الخلوة التي يحظى بها "ايجال عمير"، قاتل "رابين"، التي منحته ذرية ممتدة، وبين المحاصرين بالعزل والأصفاد والجدران.

تاريخيا، جفا النوم عيون قادة الاحتلال من خصوبة الأمهات الفلسطينيات، وقضّ السهر مضجع وزيرة وزراء حرب الأيام الستة "جولدا مائير" رعبا من صرخة الأرحام وتقديمها نشيد بدايات الحياة، قلق ورعب مستدام موروث من متلازمة المرض الديموغرافي من أن يوم يتفوق فيه أعداد أبناء اسماعيل على أعداد ابناء يعقوب.
حكم الاحتلال بالمؤبدات على ذرية الأسرى بعدم رؤية النور، كسر الجنين "مهند" النظام، فأتاح لقاء الحبيب حبيبته في مشهد لا يكون أحدهما شهيد أو شهيدة. سبح ليلتقي ويتلاقح وينمو ويتحول ويتعربش على حبال المودة المقطوعة قسرا، وقدم نموذجا فرديا جديدا للأسرى في ديمومة المقاومة وفي نماذج كسر القيود.



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات المحلية ما بين التجارب السابقة والانتخابات القادم ...
- عرفات يُقتل لكنه لا يموت..
- المرأة المصرية: السماء لم تعد تمطر ذهبا ولا فضة
- رنا: حكاية وطن جاءها في حقيبة
- عندما تحل ذكرى -ريشيل كوري-
- تماهي الهوية الفكرية اتجاه المرأة في الاحزاب
- استبعاد المرأة عن لجان المصالحة وتفعيل منظمة التحرير
- المراوحة النسائية والثورة على الذات
- الخلاف بين جيش الاحتلال والمستوطنين!
- حلقات العنف المتدحرج في المجتمع الفلسطيني
- النصف الفارغ من كوب المرأة
- الحزن والفرح في فلسطين
- نصف -دزينة- من النساء
- خطاب الرئيس: الى نيويورك
- التأجيل الرابع للانتخابات المحلية..
- هل سيتم الالتفاف على قرار محكمة العدل العليا..!
- ظاهرة اغتيال الشخصية الناجحة
- المصالحة من منظور نسوي
- جمعة هدم الجدار في بلعين
- على هامش -من أوراق العمر-..


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ريما كتانة نزال - نطفة تهرب من السجن