من جيوب من الى جيوب من ؟؟؟ بقلم الدكتور فايز الصايغ

فايز الصايغ

الحوار المتمدن-العدد: 3823 - 2012 / 8 / 18 - 14:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كشفت صحيفة " الغارديان البريطانية " إن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والتابع فرنسا فقدت الثقة بالمجلس الوطني السوري المعارض – مجلس استنبول إياه – ولهذا فإن الدول الاستعمارية الكبرى الثلاث الحافل تاريخها في احتلال الدول والشعوب وقهر إرادتها عبر التاريخ وحتى اليوم تحاول النهوض بمجلس اسطنبول قبل سقوطه أو استبداله.
ويبدو أن زيارة السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية إلى استنبول تندرج في إطار ترتيبات الانفضاض وغسل اليدين من دور وشخصيات المجلس المذكور والبحث عن بدائل بالسرعة القصوى لكي لا ينفرط عقد " المعارضة " التي استحال توحيد صفوفها أو رؤاها على الرغم من الجهود الدولية والعربية ومنها ضخ المال في الشرايين والعقول ، ولهذا كان لابد من التشاور لعملية انتقالية بالاعتماد على الجماعات المسلحة في الداخل باعتبارها جماعات موجودة على الأرض وتقاتل الجيش السوري وهي قادرة على تقديم "القتلى" من جنسيات عربية وغير عربية، وفّرتها السعودية وقطر ووفّرت لها المال والسلاح، ولكي تجمعهم وتجتمع بهم وتتمكن من مخاطبتهم داعبت في تصريحاتها الطموح التركي في إقامة منطقة عازلة أو منطقة حظر جوي في الشمال السوري لسببين – سهولة تجميعهم وتحريضهم والتواصل معهم من جهة ولتوفير الحماية اللازمة للتدخل العسكري التركي المباشر في الأراضي السورية بحيث لايبقى هذا التدخل في شكله الحالي غير مباشر ومحفوف بالمخاطر التي بدأ الشعب التركي يدرك أبعادها ويتذمر منها في الداخل التركي.
ومن الأسباب أيضاً - وفق مصادر مطلعة حسب مواقع إخبارية تحليلية سياسية موثوقة– أن المال الذي تضخه السعودية على غناها وقطر على ملاءة أميرها وأميرتها لم يحقق النجاحات المطلوبة لا بل استشرى غنى البعض على حساب البعض الآخر في مجلس استنبول ، ومنهم من شفط وهرب أو هَرّب المال إلى أهله وذويه أو إلى بنوك العالم.
من هنا فإن بريطانيا عندما أعلنت عن تزويد المعارضة السورية بمساعدات قيمتها خمسة ملايين جنيه استرليني اشترطت معرفة مَن المستفيد ، واشترطت أيضاً أن يكون المستفيد المباشر هم جماعات المعارضة الداخلية، وهي تعني المجموعات المسلحة لأن المعارضة الداخلية الحقيقية انخرطت في النظام السياسي وهي لا يعّول عليها لأنها معارضة عاقلة، فيما تريد بريطانيا دعم الجنون العسكري الذي يضرب البلاد ويضعف طاقاتها وقدراتها السياسية والعسكرية والاقتصادية بما يسهل على الاسرائيلي بسط السيطرة على المنطقة وهذا ما تسعى إلى تحقيقه الدول الثلاث الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والتابع فرنسا....!!
المهم عندهم أن يقوى ساعد " الجيش الحر " مع أنني لو لفظت الإسم أقول تلقائياً " الجيش الكر" كما يسميه العامة في سورية، بحيث تستطيع عصابات هذا الجيش إنهاك الجيش العربي السوري وتكبيده الخسائر المادية والبشرية التي تخدم مصالح إسرائيل...
التعليقات والتعقيبات التي رافقت أو ترافق انهيار مجلس استنبول تشير إلى أن واحداً من أسباب الانقسامات هو تعدد مصادر التمويل وغايات وأهداف الممولين والقنوات الموثوقة أو غير الموثوقة التي يعبر منها المال وهويات الجيوب التي يأتي منها ويذهب إليها ، الأمر الذي ينطبق عليه وصف العصابات المسلحة ، حسب تسمية النظام وإعلامه وإعلامييه .
الغارديان نفسها قالت نقلاً عن دبلوماسيين غربيين قولهم : أن شيخاً كويتياً على سبيل المثال والشيوخ الخليجيون ماشاء القدر كُثر حتى أن الأرقام تشير إلى وجود أكثر من عشرين ألف أمير سعودي ولدوا من رحم أمهاتهم وعرق جبين الآباء الحقيقيين والمفترضين أمراء وفي أفواههم ملاعق من ذهب....
هذا الشيخ المذكور يلعب بأمواله دوراً مشبوهاً ويجمع باسم دعم الشعب السوري أموالاً إضافية وكُلّها يضخّها في سواطير الجماعات المسلحة وبين عقولهم وتخلفهم وعبثهم في قوانين الحياة عبر فتاوى صار يفتي فيها السمكري...والبويجي...والكهربجي...والقاتل ...والفار من الواجب والمحكوم وكلهم انخرطوا في تسمية أعجبتهم ورفعت من قدرهم عند هيلاري كلينتون التي تريد إقامة مأوى منظم لهم عبر المناطق العازلة الأمريكية- التركية...
زمنَ عربي قذر انه الربيع العربي المتصهين المدعوم من الدول الاستعمارية الثلاث والباقي هم جوقة السيدة الواعظة التي وصفها الأمين العام للحزب الشيوعي المجري بالعاهرة السياسية...والوصف على ذمة الواصف والموصوف..
ومع ذلك... فما يهمنا هو ما يجري على الأرض .. ومن يمتلك الأرض يمتلك الفضاء... فالانسحابات "التكتيكية" لا تزال مستمرة ... والمطاردة مستمرة أيضاً ... وانحلال المجالس وتفكك الجماعات وتفكيكها على قدم وساق، فيما يزداد الالتفاف الوطني حول جنودنا البواسل ومن خلفهم تزداد اللحمة والوحدة الوطنية، وحملة التنظيف مستمرة على قدم وساق بما في ذلك انشقاق الحجاب وكشف العورات....!!

#فايز_الصايغ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات