أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائدة زقوت - رأس العصفورة














المزيد.....

رأس العصفورة


رائدة زقوت

الحوار المتمدن-العدد: 3823 - 2012 / 8 / 18 - 12:13
المحور: الادب والفن
    


رأس العصفورة
شعور غريب ذلك الذي واكب قراءتي لذلك الكتاب، لا أعرف وصفاً يوفيه حقه، غرابة ..تقزز ..ألم ..، صور شتى من الماضي عادت لتتماسك متشابكة الأيدي لتعمل على حصار عقلي وروحي في تلك المساحة الضيّقة.
أعادتني للمربع الأول عندما بدأ رأسي بالتضخم، في بداية الأمر فرحت أمي كثيراً بهذا التضخم وخاصة أنه كان يضيف لي مسحة جمالية مميزة وفريدة، ثم تحول فرحها فجأة لكابوس كان يقضّ مضجعها ويحيل نهارها لليل مدلهمّ السواد ، كانت تنظر صوبي وتقول متحسرة: لن تتزوجي ....لن يرضى بك رجلٌ مهما كان وأنت بهذه الحالة، وهذا الشكل الغريب، كنت أستمع لها بلامبالاة فأمر الزواج لا يعنيني لا من قريب ولا من بعيد، كانت مشكلتي أكثر تعقيدا وأعمق رؤية من مجرد الزواج والإنجاب، كانت المشكلة تحديداً في رأسي ذلك المتضخم المشوّه، كنت أتساءل ماذا لو طالبت بتغييره ؟؟..أو تحديدا ماذا لو طالبت الطبيب بإجراء جراحة تجميلية له بحيث يعمل على تفريغه أولاً ..، ثم يقوم بقصّ الزوائد التي نبتت على أطرافه، وأحالته من رأس طبيعي جميل لهذا الشكل البشع .
تخيلت الطبيب وهو يقوم بتفريغه في وعاء، ويرمي ما يستأصله منه مع بواقي الأجنة والزوائد الدودية والكلى المستأصلة من المرضى، أرعبني المشهد بكافة تفاصيله، حاولت إلغاء المشهد والعودة للتفكير بأن الاستئصال سيصبّ لا محالة في صالحي،" سأعود تلك الجميلة التي يتقاطر العرسان على بيتها علَّ أحدهم يظفر بها ويعود منتصراً للقفص الزوجي وقد أحضر العصفورة "، مهلا هل قلت عصفورة ؟؟!! ...يا لها من نهاية سعيدة! سأطلب من الطبيب نحت رأسي؛ ليصبح في حجم رأس العصفورة، بذا سيكون القفص مريحاً، ولن أفكر بغيره، ذهبت للطبيب مسرعة؛ حتى لا تفوتني فرصة التحول لعصفورة، دخلت لغرفة الفحص بعد جهد وانتظار، جلست قبالة الطبيب المأخوذ بمشهد ذلك الرأس المشوه، بعد معاينة وفحوصات عدة، قال لي: الجراحة لن تجدي بتفريغ الرأس من محتوياته ولكن بالإمكان إضعاف طاقة تلك المحتويات، وزرع محتويات جديدة والعناية بها؛ حتى تنمو وتكبر فتأخذ مكان الأولى التي تضعف، وبهذا سيعود رأسك تدريجياً لوضعه الطبيعي، والمسألة لا تحتاج لوقت طويل، وافقت وبدأ الطبيب في زرع تلك المحتويات الجديدة، وإضعاف المحتويات الأصلية التي سببت لذلك الرأس تشوهه واعوجاجه، ما أن مضت شهور قلائل على تلك العملية, حتى عاد رأسي لطبيعته وعدت تلك الأنثى الجميلة – الحمد لله – لم تفتني فرصة التحول إلى عصفورة في قفص ذهبي؛ لأكون ملكاً لأحد محبي اقتناء العصافير الجميلة، أمي سعدت جداً برأسي الجديد، وكانت تحيطه برعاية خاصة، أفراد الأسرة كانوا أيضاً سعداء بهذا الرأس الجديد، لم يتركني أفراد الأسرة أنفرد بنفسي ولو قليلاً، كانوا يتناوبون على البقاء معي طوال الوقت، وكأن الجميع بات مرعوباً من مجرد فكرة عودة ذلك الرأس الغريب لي، تماشيت مع الرأس الجديد، وبدأت أجيد تنمية المحتويات الجديدة واستخدامها كما يجب، بعد مضي فترة من الزمن أنس أفراد الأسرة لاستقرار وضع ذلك الرأس، ولتجاوبي معه والعيش ضمن نطاق محتوياته بسلام وسعادة، بدأت المراقبة لي تقل شيئاً فشيئا، كنت أمارس حياتي باعتيادية، الأكل، الشرب، التفكير.....لا لم أكن أفكر بتاتاً، كنت فقط أعيش الحياة بشكل معتاد لم يكن هناك حاجة للتفكير والمحتويات الجديدة لم يكن عنصر التفكير يدخل من ضمنها، كنت أقوم بنشاطي الاعتيادي في تنظيف البيت وتنظيمه مساعدة لأمي التي شعرت بتعب من كثرة الأعمال المنزلية، كنت في قمة النشاط والحيوية، أنظف وأرتب عندما وجدت ذلك الكتاب، في البداية لم يدفعني لتصفحه سوى فضول من نوع غريب، ثم قررت أن أخبئه في غرفتي، أخفيته جيداً، أكملت أعمال التنظيف وفي المساء تسللت لغرفتي بحجة النوم كوني متعبة من العمل طوال اليوم في المنزل، دخلت مسرعة تناولت الكتاب وبدأت في القراءة، أحسست في البداية بشعور غريب، ثم فجأة تفجر شيء ما داخل رأسي، وضعت الكتاب جانباً وغفوت، في الصباح نهضت بصورة مغايرة لنهوضي المعتاد خرجت من الغرفة، دخلت المطبخ حيث كانت أمي.
– صباح الخير قلت لها.
- صب ا ا اح ....صرخت قبل أن تكمل صباح الخير وهي تولول لقد ضاعت البنت مرة أخرى!!



#رائدة_زقوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سنشهد تناغم ثالوثي للنكوص ؟؟
- بين زمن ولادة بنت المستكفي وزمننا : دعوة للتأمل
- مسافة سفر / قصة قصيرة
- اللفافة السوداء
- البلهاء
- مُعقد ....قصة قصيرة


المزيد.....




- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائدة زقوت - رأس العصفورة